المـلاحــق

1- ملحق حول الدعاء في زمن الغيبة
2- ملحق حول دعاء الندبة
3- ملحق حول دعاء العهد
4- ملحق حول زيارة آل ياسين
5- ملحق حول الإستغاثة بزيارة " سلام الله الكامل "
6- ملحق حول الإستغاثة بالرقعة التي ينادى أحد السفراء وينوى أنها تسلم إليه
7- ملحق حول الإستغاثة بالرقعة الكشمردية
8- ملحق : قصيدة الشيخ البهائي في مدح الإمام صاحب الزمان عليه صلوات الرحمن
9- ملحق: من قصيدة الشيخ الأعسم ينتدب الإمام صاجب الزمان أرواحنا فداه
10- ملحق : قصيدة ابن العرندس الشهيرة


1- ملحق حول الدعاء في زمن الغيبة

تقدم أن السيد ابن طاوس قدس سره، يقول:

" إذا كان لك عذر عن جميع ما ذكرناه من تعقيب العصر يوم الجمعة ، فاياك أن تهمل الدعاء به ، فاننا عرفنا ذلك من فضل الله جل جلاله الذي خصنا به فاعتمد عليه".(1)

وقد روى الشيخ الصدوق في كمال الدين وتمام النعمة/512 هذا الدعاء " عن أحمد بن المكتب أن الشيخ أبا علي محمد بن همام حدثه بهذا الدعاء، وذكر أن الشيخ العمري قدس الله روحه أملاه عليه، وأمره أن يدعو به، وهو الدعاء في زمن غيبة القائم".

* ورواه الشيخ الطوسي في مصباح المتهجد 411-415، فقال: أخبرنا جماعة عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري أن أبا علي محمد بن همام أخبره بهذا الدعاء، وذكر أن الشيخ أبا عمرو العمري - قدس الله روحه - أملاه عليه ، وأمره أن يدعو به، وهو الدعاء في غيبة القائم من آل محمد عليه وعليهم السلام.

ثم أورد الدعاء.

2- ملحق حول دعاء الندبة

- قال الشيخ الجليل، آقابزرك الطهراني:
" دعاء الندبة، الذى أورده الشيخ محمد بن جعفر بن على بن جعفر المشهدي الحائري، في كتابه المعروف بمزار محمد بن المشهدي. وكان هذا المؤلف معاصراً ومقارباً في العمر مع السيد أبى المكارم حمزة بن على بن زهرة الحسينى الحلبي، المولود في رمضان ( 511 ) والمتوفى ( 585 ) كما أرخه المولى نظام الدين الساوجى في كتابه ( نظام القوال ) ويظهر مقاربتهما في العمر من الإجازة الكبيرة لصاحب المعالم، المدرجة في المجلد ( 25 ) من كتاب البحار، فانه قال في الاجازة في ( ص 107 ) في سطر ( 27 ) أن السيد أبا المكارم حمزة بن زهرة قد قرأ كتاب ( المقنعة ) للشيخ المفيد على الشيخ أبى منصور محمد بن الحسن بن منصور النقاش الموصلي، قبل بلوغ عمره العشرين سنة، وكان ابن النقاش يومئذ طاعناً في السن، فيظهر أن قرائته عليه كانت حدود ( 530 ) ثم قال في تلك الصفحة بعينها في سطر ( 33 ) : إن الشيخ محمد بن جعفر المشهدي قرأ المقنعة على الشيخ أبى منصور بن النقاش ولم يبلغ عمره العشرين، وكان ابن النقاش يومئذ طاعناً في العمر، فظهر أنهما كانا متقاربين في الولادة، وأما في الوفاة فكذلك ظاهراً، فإن محمد بن المشهدي كان يروى في مزاره عن السيد عبد الحميد ابن التقي عبد الله في ( 580 ) والظاهر أنه أواخر عمره، وعلى أيٍّ فقد أورد محمد بن المشهدي في كتاب مزاره دعاء الندبة نقلاً عن كتاب ابن أبى قرة ، وهو الشيخ أبو الفرج محمد بن على بن يعقوب بن اسحاق بن أبى قرة. قال ابن أبى قرة في كتابه: إنى نقلته من كتاب أبى جعفر محمد بن الحسين بن سفيان البزوفرى. وأبو جعفر البزوفرى ممن لم يذكر ترجمته في الأصول الرجالية، لكنه كان من مشايخ الشيخ السعيد أبى عبد الله المفيد الذى توفى ( 413 ) وتوجد رواية الشيخ المفيد عنه في بعض الأسانيد المذكور في كتاب الأمالى للشيخ أبي علي الطوسى، فإنه يروى الشيخ أبو علي في أماليه مكرراً عن والده الطوسي، عن الشيخ المفيد، عن أبى جعفر محمد بن الحسين بن سفيان البزوفرى.

ويظهر وثاقته من إكثار الشيخ المفيد الرواية عنه مع طلب الرحمة، وإن لم يذكر ترجمته في الأصول الرجالية، وهو الثاني والأربعون من مشايخ المفيد الذين ذكرهم شيخنا في ( خاتمة المستدرك ص 521 ) * وأما والد أبى جعفر هذا وهو الشيخ أبو عبد الله الحسين بن على بن سفيان بن خالد بن سفيان البزوفري، فهو شيخ ثقة جليل من أصحابنا كما ترجمه النجاشي كذلك، وذكر تصانيفه التى يرويها عنه التلعكبرى والشيخ المفيد وغيرهما ومنها ( ثواب الأعمال ) الذى مر في ( ج 5 - ص 17 ) .

وكما يروى الشيخ المفيد عن هذين البزوفريين - الوالد، والولد كذلك يروى عن ثالثهما، وهو الشيخ أبو علي أحمد بن جعفر بن سفيان البزوفري، ابن عم الشيخ أبى عبد الله الحسين بن على بن سفيان. ويروى عنه التلعكبرى في ( 365 ) كما ذكره الشيخ الطوسي في رجاله.

والبزوفري نسبة إلى بزوفر كغضنفر، قرية قرب واسط على النهر الموفقى في غربي دجلة كما في ( معجم البلدان ) ولدعاء الندبة هذا شروح كثيرة منها
 ( كشف الكربة ) و ( وسيلة القربة ) و ( ترجمة وسيلة القربة ) بالفارسية ( والنخبة ) وشروح أخر تأتى في حرف الشين.
(2)

* وفي حرف الشين، تحدث عن أدعية هامة ومتميزة، وقال:
" وبالنظر لاهتمام القدماء بها ورغبتهم في إيضاح معانيها، فقد عمدوا إلى شرح معظم الأدعية المعروفة ك‍ ( دعاء أبي حمزة الثمالي ) و ( دعاء الإحتجاب ) و ( دعاء الجوشن الصغير ) و ( دعاء الجوشن الكبير ) و ( دعاء السمات ) و ( دعاء السيفي ) و ( ودعاء الصباح ) و ( دعاء صنمي قريش ) و
 ( دعاء العديلة ) و ( دعاء كميل بن زياد ) و ( دعاء المشلول ) و ( دعاء الندبة ) وكثير غيرها، ونذكر هنا شروح ماوصل إلينا منها على الترتيب.
(3)

ثم ذكر شروح أدعية كثيرة، إلى أن قال:

( شرح دعاء الندبة ) اسمه ( عقد الجمان لندبة صاحب الزمان ) كما يأتي .

شرح دعاء الندبة ) للمولى حسين التربتي نزيل سبزوار المتوفي في حدود سنة 1300 ه‍ . وفيه الرد على البابية والبهائية ، واثبات الرجعة والرد على منكريها ، يوجد عند السيد عبد الله البرهان في سبزوار بخط مؤلفه كما ذكره لنا .

".." ( شرح دعاء الندبة ) اسمه ( وسيلة القربة ) يأتي كما تأتي ترجمته للسيد جلال الدين المحدث تلميذ مؤلفه .

  ( شرح دعاء الندبة ) للسيد محمود بن السيد سلطان علي التستري المرعشي المعاصر المعروف بالمعلم، المتوفي بالنجف في حدود سنة 1355هج. بدأه بالبحث في سند الدعاء ثم في متنه مبسوطاً "..".(4)

".." ( كشف الكربة في شرح دعاء الندبة ) للسيد جلال الدين محمد بن القاسم المحدث الأرومي، نزيل طهران. أوله : [ الحمد لله الذي يجيب المضطر إذا دعاه، ويكشف عنه السوء ويرعاه، ويجبر له كسره ويتم له أمره، ويشد بقدرته أزره، وينجز له وعده . . . ] جمع فيه بين كلامي الشارحين وهما مؤلفا " وسيلة القربة في شرح دعاء الندبة " و " عقد الجمان لندبة صاحب الزمان "، فيذكر أولاً كلام كل واحد من الشارحين مستقلاً بعين ألفاظهما، ويكتفي بكلامهما إن لم يكن عنده زيادة، وإلا فيذكر كلام نفسه بعد شرحهما، تتميماً لفائدة الشرح والبيان للدعاء، وقدم البحث أولاً في سند الدعاء المنتهي إلى أبي جعفر محمد بن حسين بن سفيان الغير المترجم مستقلاً في الأصول الرجالية، لكنه ذُكر في أسانيد الروايات في ثمان وعشرين موضعاً، ويروي عن والده أبي عبد الله الحسين بن سفيان في موضعين منها، نعم والده الجليل المصنف الثقة مذكور مستقلاً في النجاشي وغيره، وكذا ابن عمه أحمد بن جعفر بن سفيان البزوفري ترجمه الشيخ في رجاله مستقلا ً".(5)

* وقال السيد المرعشي قدس سره:

" يروي مولانا العلامة الحلي في إجازته الكبيرة رواية دعاء الندبة بسنده الى الحاكم الحسكاني صاحب كتاب شواهد التنزيل، وهو بسنده عن ابن العمري صاحب المجدي، وهو عن شيخنا الصدوق ره ". انتهى.(6)

* أقول: لم أجد في إجازة العلامة الحلي أنه يذكر دعاء الندبة، بل وجدت فيها أنه يذكر سند رواية " الندبة" المروية عن الإمام السجاد عليه السلام، حيث قال العلامة قدس سره:

" ومن ذلك الندبة لمولانا زين العابدين علي بن الحسين عليهما السلام رواها الحسن بن الدربي، عن نجم الدين عبد الله بن جعفر الدوريستي، عن ضياء الدين أبي الرضا فضل بن على الحسنى بقاشان، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسن المقري النيسابوري عن الحسن بن يعقوب بن أحمد النيسابوري، عن الحاكم أبي القاسم عبد الله بن عبيدالله الحسكاني، عن أبي القاسم علي بن محمد العمري، عن أبي جعفر محمد بن بابويه، عن أبي محمد بن القاسم بن محمد الاسترآبادي، عن عبد الملك بن إبراهيم وعلي بن محمد بن سيار، عن أبي يحيى بن عبد الله بن زيد العمري، عن سفيان بن عيينة، عن الزهري قال : سمعت مولانا زين العابدين علي بن الحسين عليهما السلام يحاسب نفسه ويناجي ربه وهو يقول : يا نفس حتى م إلى الدنيا ركونك ".(7)

ولعلي لم أهتد إلى ماأراد السيد المرعشي رضوان الله تعالى عليه.

3- ملحق حول دعاء العهد

قال العلامة المجلسي قدس سره في البحار91/42-43:
" نقل من خط الشيخ محمد بن علي الجبعي نقلا من خط الشيخ علي بن السكون قدس الله روحهما، أخبرني شيخنا وسيدنا السيد الاجل العالم الفقيه جلال الدين أبو القاسم عبد الحميد بن فخار بن معد بن فخار العلوي الحسيني الموسوي الحائري، أطال الله بقاءه، قراءة عليه، وهو يعارضني بأصل سماعه الذي بخط والده رحمه الله، المنقول من هذا الفرع في شهور سنة ست وسبعين وستمائة، قال : أخبرني والدي رضي الله عنه قال : أخبرني الأجل العالم تاج الدين أبو محمد الحسن بن علي بن الحسين بن الدربي أطال الله بقاءه، سماعاً من لفظه وقراءة عليه في شهر ربيع الأول سنة ست وتسعين وخمسمائة، قال : أخبرني الشيخ الفقيه العالم قوام الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الله البحراني الشيباني رحمه الله قراءة عليه، سنة ثلاث وسبعين وخمس مائة، قال: قرأت على الشيخ أبي محمد الحسن بن علي قال: قرأت هذا العهد على الشيخ علي بن إسماعيل قال: قرأت على الشيخ أبي زكريا يحيى بن كثير، قال : قرأت على السيد الأجل محمد بن علي القرشي، قال: حدثني أحمد بن سعيد بقراءته على الشيخ علي بن الحكم، قال : قرأت على الربيع ابن محمد المسلي قال : قرأت على أبي عبد الله بن سليمان قال : سمعت سيدنا الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام يقول: من دعا إلى الله أربعين صباحاً بهذا العهد، كان من أنصار قائمنا، وإن مات أخرجه الله إليه من قبره، وأعطاه الله بكل كلمة ألف حسنة ومحا عنه ألف سيئة، وهذا هو العهد : أللهم رب النور العظيم..".

* وقد تقدم ذكره في الأدعية. ولم يورد العلامة بحسب الرواية المتقدمة، الضرب باليد اليمنى على الفخذ الخ

وأورد المجلسي رحمه الله الدعاء نفسه عن السيد ابن طاوس، في الجزء99/110-112 وفي آخره: " إنهم يرونه بعيداً ونراه قريباً، برحمتك يا أرحم الراحمين. ثم تضرب على فخذك الأيمن بيدك ثلاث مرات وتقول : العجل يا مولاي يا صاحب الزمان ثلاثاً ". ثم ذكر العلامة أن " مثله" ورد في الكتاب الغروي العتيق الذي يرمز له ب: "ق" والسند فيه:

ق : أخبرني السيد عبد الحميد بن فخار بن معد الحسيني قراءة عليه وهو يعارضني بأصل سماعه الذي بخط والده، قال أخبرني والدي عن الحسن بن علي بن الدربي، عن محمد بن عبد الله الشيباني، عن أبي محمد الحسن بن علي، عن علي بن إسماعيل، عن زكريا بن يحيى بن كثير، عن محمد بن علي القرشي، عن أحمد بن سعيد، عن علي بن الحكم، عن الربيع بن محمد، عن ابن سليم، عن أبي عبد الله عليه السلام :"مثله". - بحار الأنوار - العلامة المجلسي ج 99 ص 112

* كما أورد العلامة نفس الدعاء عن الكتاب الغروي العتيق - كما أورده هنا - ولكن بالتصريح باسمه دون الرمز له بحرف " ق" في الجزء 53 من البحار ص 97.

4- ملحق حول زيارة آل ياسين

أورد العلامة المجلسي رحمه الله، هذه الزيارة في البحار53/117وج91/2وج99/81 وص96 ولم يورد الأسناد بتمامه في جميع هذه الموارد لكنه أورده في ج91/36 وج 99/97فقال في أولهما أي 91/36:

" ووجدت بخط الشيخ محمد بن علي الجبعي: نقلا من خط الشيخ الأجل علي بن السكون، حدثنا الشيخ الأجل الفقيه سديد الدين أبو محمد عربي ابن مسافر العبادي أدام الله تأييده، قراءة عليه، حدثنا الشيخ أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن علي بن طحال المقدادي رحمه الله، بمشهد مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه، في الطرز الكبير الذي عند رأس الإمام عليه السلام، في العشر الأواخر من ذي الحجة، سنة تسع وثلاثين وخمسمائة قال : حدثنا الشيخ الأجل السيد المفيد أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي رضي الله عنه، بالمشهد المذكور، على صاحبه أفضل السلام، في الطرز المذكور في العشر الأواخر من ذي القعدة سنة تسع وخمسمائة، قال : حدثنا السيد السعيد الوالد أبو جعفر محمد بن الحسن، عن محمد بن إسماعيل، عن محمد بن الحسين البزاز قال : أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن يحيى القمي، قال : حدثنا أبو عبد الله محمد بن علي بن زنجويه القمي، قال : حدثنا أبو جعفر محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري. قال أبو علي الحسن بن أشناس: وأخبرنا أبو المفضل محمد بن عبد الله الشيباني، أن أبا جعفر محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري أخبره، وأجاز له جميع ما رواه، أنه خرج إليه توقيع من الناحية المقدسة حرسها الله بعد المسائل التي سألها : والصلاة والتوجه أوله.." الخ:

وسيأتي منه رحمه الله تعالى إيراد سندين آخرين يفترقان مع ما تقدم بعد ابن أشناس.

* وفي حين اكتفى العلامة المجلسي رجمه الله في جميع الموارد التي لم يذكر فيها السند، بذكر هذه الفقرات: بسم الله الرحمن الرحيم لا لأمر الله تعقلون، ولا من أوليائه تقبلون، حكمة بالغة فما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون، والسلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، فإذا أردتم التوجه بنا إلى الله تعالى وإلينا فقولوا كما قال الله تعالى: سلام على آل ياسين.. الخ، فقد أضاف حيث أورد السند مايلي: ذلك هو الفضل المبين، والله ذو الفضل العظيم، من يهديه صراطه المستقيم. التوجه : قد آتا"ك"م الله يا آل ياسين خلافته، وعلم مجاري أمره في ما قضاه، ودبره، ورتبه، وأراده في ملكوته، فكشف لكم الغطاء، وأنتم خزنته وشهداؤه، وعلماؤه وامناؤه، ساسة العباد، وأركان البلاد، وقضاة الأحكام، وأبواب الإيمان، ومن تقديره منايح العطاء، بكم إنفاذه محتوماً مقروناً، فما شيء منه إلا وأنتم له السبب، وإليه السبيل، خياره لوليكم نعمة، وانتقامه من عدوكم سخطة، فلا نجاة ولا مفزغ إلا أنتم، ولا مذهب عنكم، يا أعين الله الناظرة، وحملة معرفته، ومساكن توحيده في أرضه وسمائه، وأنت يا حجة الله وبقيته كمال نعمته، ووارث أنبيائه وخلفائه، ما بلغناه من دهرنا، وصاحب الرجعة لوعد ربنا، التي فيها دولة الحق وفرحنا، ونصر الله لنا وعزنا. السلام عليك أيها العلم المنصوب، والعلم المصبوب، والغوث والرحمة الواسعة، وعداً غير مكذوب. السلام عليك صاحب المرأى والمسمع، الذي بعين الله مواثيقه، وبيد الله عهوده، وبقدرة الله سلطانه، أنت الحليم الذي لا تعجله العصبية، والكريم الذي لا تبخله الحفيظة، والعالم الذي لا تجهله الحمية. مجاهدتك في الله ذات مشية الله، ومقارعتك في الله ذات انتقام الله، وصبرك في الله ذو أناة الله، وشكرك لله ذو مزيد الله ورحمته، السلام عليك يا محفوظاً بالله، نورٌ أمامه ووراءه، ويمينه وشماله وفوقه وتحته، يا محروزاً في قدرة الله، الله نور سمعه وبصره، ويا وعد الله الذي ضمنه.." الى أخر ماورد في هذا الكتاب - الذي بين يديك - عند إيراد الزيارة.

* وفي البحار ج91/36 أي حيث أورد السند المتقدم، وكذلك في ج 99/ 97أورد المجلسي رحمه الله تعالى سندين آخرين كما مرت الإشارة، وقد أورد الأول في سياق مانقله من خط الشيخ الجبعي في البحار ج 91/36 كما مر أعلاه، والسندان هما:

1- قال أبو علي الحسن بن أشناس : وأخبرنا أبو المفضل محمد بن عبد الله الشيباني، أن أبا جعفر محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، أخبره وأجاز له جميع ما رواه أنه خرج إليه، توقيع من الناحية المقدسة حرسها الله، بعد المسائل التي سألها: والصلاة والتوجه، أوله : بسم الله الرحمن الرحيم لا لأمر الله تعقلون، ولا من أوليائه تقبلون، حكمة بالغة فما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون، والسلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، فإذا أردتم التوجه بنا إلى الله تعالى وإلينا، فقولوا كما قال الله تعالى : سلام على آل ياسين .." الى آخر ماورد.

2- وأورد المجلسي السند الثاني في سياق النقل عن المزار الكبير، حيث جاء فيه:

" قال أبو علي الحسن بن أشناس : وأخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد الدعجلي قال: أخبرنا أبو الحسين حمزة بن الحسن بن شبيب، قال: عرفنا أبوعبد الله أحمد بن إبراهيم قال : شكوت إلى أبي جعفر محمد بن عثمان شوقي إلى رؤية مولانا عليه السلام، فقال لي: مع الشوق تشتهي أن تراه ؟ فقلت له : نعم، فقال لي شكر الله لك شوقك وأراك وجهه في يسر وعافية، لا تلتمس يا أبا عبد الله أن تراه، فان أيام الغيبة تشتاق إليه، ولا تسأل الاجتماع معه، إنها عزائم الله، والتسليم لها أولى، ولكن توجه إليه بالزيارة، وأما كيف يعمل وما أملاه؟ عند محمد بن على فانسخوه من عنده، وهو التوجه إلى الصاحب بالزيارة بعد صلاة اثنتى عشرة ركعة، تقرأ قل هو الله أحد في جميعها، ركعتين ركعتين، ثم تصلي على محمد وآله، وتقول قول الله جل اسمه : سلام على آل ياسين، ذلك هو الفضل المبين، من عند الله، والله ذو الفضل العظيم.." إلى آخر ماتقدم بعد السند الأول.

* وقد أورد النص الطبرسي في الإحتجاج2/316 مقتصراً في المقدمة على ماذكره المجلسي حيث لم يذكر السند.

* وفي المزار، لابن المشهدي568 ورد السندان اللذان أوردهما المجلسي، في ما نقله عن خط الجبعي، مع إضافة أن ابن المشهدي سمع ذلك من الشيخ عربي بن مسافر بداره في الحلة، ومن الشيخ أبي البقاء بن نما، وهما يرويان عن ابن طحال المقدادي، ويشترك السند بالأخير بما أورده المجلسي نقلاً عن خط الشيخ الجبعي.

* وقال المجلسي رحمه الله تعالى:

قال أبو علي الحسن بن أشناس: وأخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد الدعجلي، قال: أخبرنا أبو الحسين حمزة بن الحسن بن شبيب قال : عرفنا أبو - عبد الله أحمد بن إبراهيم قال : شكوت إلى أبي جعفر محمد بن عثمان شوقي إلى رؤية مولانا عليه السلام فقال لي : مع الشوق تشتهي أن تراه ؟ فقلت له : نعم ، فقال لي شكر الله لك شوقك وأراك وجهه في يسر وعافية ، لا تلتمس يا أبا عبد الله أن تراه فان أيام الغيبة تشتاق إليه ولا تسئل الاجتماع معه إنها عزائم الله والتسليم لها أولى ولكن توجه إليه بالزيارة ، وأما كيف يعمل وما املاه ؟ عند محمد بن على فانسخوه من عنده ، وهو التوجه إلى الصاحب بالزيارة بعد صلاة اثنتى عشرة ركعة تقرأ قل هو الله أحد في جميعها ركعتين ركعتين ، ثم تصلي على محمد وآله وتقول قول الله جل اسمه : سلام على آل ياسين ، ذلك هو الفضل المبين ، من عند الله ، والله ذو الفضل العظيم ، إمامه من يهديه صراطه المستقيم ، وقد آتاكم الله خلافته يا آل ياسين . وذكرنا في الزيارة وصلى الله على سيدنا محمد النبي وآله الطاهرين. أقول : ولعله أشار بقوله وذكرنا في الزيارة إلى أنه يتلو بعد ذلك زيارة الندبة كما مر، فظهر من هذا الخبر أن الصلاة قبل الزيارة وأنها اثنتا عشرة ركعة . بحار الأنوار - العلامة المجلسي ج 99 ص 97

* زيارة آل ياسين
سلام على آل يس، السلام عليك يا داعي الله ورباني آياته، السلام عليك يا باب الله وديان دينه، السلام عليك يا خليفة الله وناصر حقه، السلام عليك يا حجة الله ودليل إرادته، السلام عليك يا تالي كتاب الله وترجمانَه، السلام عليك في آناء ليلك وأطراف نهارك، السلام عليك يا بقيةَ الله في أرضه، السلام عليك يا ميثاقَ الله الذي أخذه ووكَّده، السلام عليك يا وعد الله الذي ضمنه، السلام عليك أيها العَـلَمُ المنصوب، والعِـلْم المصبوب، والغوث والرحمة الواسعة، وعداً غير مكذوب، السلام عليك حين تقوم، السلام عليك حين تقعد، السلام عليك حين تقرأ وتبين، السلام عليك حين تصلي وتقنت، السلام عليك حين تركع وتسجد، السلام عليك حين تستغفر وتحمد، السلام عليك حين تكبر وتهلل، السلام عليك حين تصبح وتمسي، السلام عليك في الليل إذا يغشى، والنهار إذا تجلى، السلام عليك أيها الإمام المأمون، السلام عليك أيها المقدم المأمول، السلام عليك بجوامع السلام. أُشهدك يا مولاي أني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده رسوله، لا حبيب إلا هو وأهله، وأُشهد [ ك ] أن [ علياً ] أميرَ المؤمنين حجتُه والحسن حجتُه، والحسين حجته، وعليَّ بن الحسين حجتُه، ومحمدَ بن عليٍّ حجته، وجعفر بن محمد حجته، وموسى بن جعفر حجته، وعليَّ بن موسى حجته، ومحمد بن علي حجته، وعلي بن محمد حجته، والحسن بن علي حجته، وأَشهد أنك حجة الله. أنتم الاول والآخر، وأن رجعتكم حقُّ لا ريب فيها، يوم لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل، أو كسبت في إيمانها خيراً، وأن الموت حق وأن ناكراً ونكيرٌ حق، وأشهد أن النشر والبعث حق، وأن الصراط حق، والميزان والحساب حق، والجنة والنار حق، والوعدَ الوعيدَ بهما حق. يا مولاي شقي من خالفكم، وسعد من أطاعكم، فاشهد على ما أشهدتك عليه وأنا وليٌّ لك، بريءٌ من عدوِّك، فالحق ما رضيتموه، والباطل ما سخطتموه، والمعروف ما أمرتم به، والمنكر ما نهيتم عنه، فنفسي مؤمنة بالله وحده لا شريك له، وبرسوله، وبأمير المؤمنين، وبكم يا مولاي، أَوَّلِكم وآخرِكم، ونصرتي معدة لكم، ومودتي خالصة لكم آمين آمين.

* الدعاء بعد هذه الزيارة
أللهم إني أسألك أن تصلي على محمد نبي رحمتك، وكملة نورك، وأن تملأ قلبي نور اليقين، وصدري نور الإيمان، وفكري نور النيات، وعزمي نور العلم، وقوتي نور العمل، ولساني نور الصدق، وديني نور البصائر من عندك، وبصري نور الضياء، وسمعي نور الحكمة، ومودتي نور الموالاة لمحمد وآله عليهم السلام، حتى ألقاك وقد وفيت بعهدك وميثاقك، فتسعني رحمتك يا ولي يا حميد.

أللهم صل على محمد حجتك في أرضك، وخليفتك في بلادك، والداعي إلى سبيلك والقائم بقسطك، والثائر بأمرك، ولي المؤمنين، وبوار الكافرين، ومجلي الظلمة ومنير الحق، والناطق بالحكمة والصدق ، وكلمتك التامة في أرضك، المرتقب الخائف والولي الناصح، سفينة النجاة، وعلم الهدى، ونور أبصار الورى، وخير من تقمص وارتدى، ومجلي الغمَّاء، الذي يملأ الارض عدلاً وقسطاً، كما ملئت ظلماً وجوراً، إنك على كل شئ قدير.

أللهم صل على وليك وابن أوليائك، الذين فرضت طاعتهم، وأوجبت حقهم وأذهبت عنهم الرجس، وطهرتهم تطهيرا.

أللهم انصره وانتصر به لدينك، وانصر به أولياءك وأولياءه، وشيعته وأنصاره، واجعلنا منهم. أللهم أَعِذْه من شر كل باغٍ وطاغٍ، ومن شر جميع خلقك، واحفظه من بين يديه ومن خلفه، وعن يمينه وعن شماله، واحرسه وامنعه من أن يوصل إليه بسوء، واحفظ فيه رسولك وآلَ رسولك، وأَظهِر به العدل وأيده بالنصر، وانصر ناصريه، واخذل خاذليه، واقسم به جبابرة الكفر، واقتل به الكفار والمنافقين، وجميع الملحدين، حيث كانوا من مشارق الأرض ومغاربها، برها وبحرها، واملأ به الأرض عدلاً، وأظهر به دين نبيك صلى الله عليه وآله، واجعلني اللهم من أنصاره وأعوانه، وأتباعه وشيعته، وأرني في آل محمد عليهم السلام ما يأملون، وفي عدوهم ما يحذرون، إله الحق آمين، يا ذا الجلال والإكرام، يا أرحم الراحمين.(8)

5- ملحق حول الإستغاثة بزيارة " سلام الله الكامل "

أورد الشيخ الكفعمي قدس الله تعالى سره الشريف، هذه الإستغاثة في البلد الأمين 158 (ط.ق) كما تقدم في الهوامش، وأورد العلامة المجلسي قدس سره، عن العالم الجليل الشيخ سلمان الصِّهرشتي، في كتابه " قبس المصباح " مايلي:

" استغاثة اخرى لصاحب الزمان عليه السلام : سمعت الشيخ أبا عبد الله الحسين بن الحسن بن بابويه رضي الله عنه، بالري سنة أربع وأربعمائة، يروي عن عمه أبي جعفر، محمد بن علي بن بابويه رحمه الله، قال :

حدثني (أحد) مشايخي القميين قال: كربني أمر ضقت به ذرعاً، ولم يسهل في نفسي أن أفشيه لأحد من أهلي وإخواني، فنمت وأنا به مغموم، فرأيت في النوم رجلاً جميل الوجه، حسن اللباس، طيب الرائحة، خلته بعض مشايخنا القميين الذين كنت أقرأ عليهم، فقلت في نفسي: إلى متى أكابد همي وغمي، ولا أفشيه لأحد من إخواني، وهذا شيخ من مشايخنا العلماء، أذكر له ذلك فلعلي أجد لي عنده فرجاً. فابتدأني من قبل أن أبتدئه وقال لي:

 إرجع في ما أنت بسبيله إلى الله تعالى، واستعن بصاحب الزمان عليه السلام، واتخذه لك مفزعاً فإنه نعم المعين، وهو عصمة أوليائه المؤمنين، ثم أخذ بيدي اليمنى ومسحها بكفه اليمنى، وقال:

زره وسلم عليه واسأله أن يشفع لك إلى الله تعالى في حاجتك، فقلت له : علمني كيف أقول ؟ فقد أنساني ما أهمني بما أنا فيه كل زيارة ودعاء، فتنفس الصعداء وقال: لا حول ولا قوة إلا بالله، ومسح صدري بيده، وقال : حسبك الله، لا بأس عليك. تطهر وصل ركعتين، ثم قم وأنت مستقبل القبلة تحت السماء وقل :

سلام الله الكامل التام الشامل العام. ( إلى آخر ماورد تحت عنوان الإستغاثة به عليه السلام ) قال : فانتبهت وأنا موقن بالرَّوح والفرج، وكان عليَّ بقية من ليلي واسعة، فقمت فبادرت فكتبت ما علمنيه خوفا أن أنساه، ثم تطهرت وبرزت تحت السماء وصليت ركعتين قرأت في الأولى بعد الحمد كما عين لي إنا فتحنا لك فتحا مبينا وفي الثانية بعد الحمد إذا جاء نصر الله والفتح ، وأحسنت صلاتهما ، فلما سلمت قمت وأنا مستقبل القبلة وزرت ثم دعوت بحاجتي واستغثت بمولاي صاحب الزمان صلوات الله عليه ثم سجدت سجدة الشكر ، وأطلت فيها الدعاء حتى خفت فوات صلاة الليل ، ثم قمت وصليت وعقبت بعد صلاة الفجر بفريضة الغداة وجلست في محرابي أدعو ، فلا والله ما طلعت الشمس حتى جائني الفرج مما كنت فيه ، ولم يعد إلي مثل ذلك بقية عمري ، ولم يعلم أحد من الناس ما كان ذلك الامر الذي أهمني وإلى يومي هذا ، والمنة لله وله الحمد كثيرا .

وقد أوردهذه الإستغاثة الشيخ ابن المشهدي(9) في كتابه المعروف " المزار " فقال:

" إستغاثة إلى صاحب الزمان من حيث تكون، تصلي ركعتين بالحمد وسورة، وقم مستقبل القبلة تحت السماء، وقل :

سلام الله الكامل التام الشامل الخ.(10)

* كما أوردهذه الإستغاثة، السيد ابن طاوس، بحسب مانقله عنه في البحار99/97.

ويلاحظ أن رواية ابن المشهدي لاتتضمن ذكر الغسل، ولا تحديد السورتين اللتين تقرآن بعد الحمد.

كما يلاحظ أن الكفعمي نص على الغسل، ثم الصلاة والإستغاثة بالزيارة، في حين لم يرد التصريح بالغسل في ما أورده المجلسي عن قبس المصباح بل ورد فيه: " تطهر وصل ركعتين ثم قم وأنت مستقبل القبلة تحت السماء وقل : سلام الله الكامل التام ".

كما ورد في ما نقله عن السيد قوله: " ثم قال السيد رحمه الله : زيارة أخرى له صلوات الله عليه، تصلي ركعتين وتقول بعدهما : سلام الله الكامل التام ".
 

6- ملحق حول الإستغاثة بالرقعة التي ينادى أحد السفراء، وينوى أنها تسلم إليه

* أورد المجلسي عن الكفعمي رحمهما الله تعالى، قوله في المصباح:

ومنها: استغاثة المهدي عليه السلام: تكتب ما سنذكره في رقعة، وتطرحها على قبر من قبور الأئمة عليهم السلام، أو فشدها واختمها، واعجن طيناً نظيفاً، واجعلها فيه واطرحها في نهر، أو بئر عميقة، أو غدير ماء، فإنها تصل إلى صاحب الأمر عليه السلام، وهو يتولى قضاء حاجتك بنفسه. تكتب : بسم الله الرحمن الرحيم، كتبت يا مولاي صلوات الله عليك مستغيثا..".(11)

وانظر: الكفعمي، المصباح 404- 405.

7- ملحق حول الإستغاثة بالرقعة (12)  الكشمردية، والرقعة الثانية التي تتضمنها قصة الكشمردية

سميت الرقعة الكشمردية بهذا الإسم، كما تقدمت الإشارة نسبة إلى أبي العباس أحمد بن محمد بن كشمرد، وهو شيعي من كبار القادة في أوائل القرن الثالث الهجري، كان له نفوذ واسع في البلاط العباسي.(13)

ويبدو أن والده هو محمد بن كشمرد، الذي كان من الخواص الذين رأوا الإمام المهدي عليه السلام، كما كان قد كتب للإمام ليحل ولده أحمد فورد الجواب بإحلاله.(14)

وستجد في حكاية هذه الرقعة الحديث استطراداً عن رقعة ثانية، هي التي يُكتب فيها رسالة إلى الله تعالى، وتوضع في قلب رسالة تكتب إلى وليه وصي رسول الله صلى الله عليه وآله، الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف.

* لذلك يجري الحديث هنا بالترتيب التالي:
أولاً: عرض قصة الرقعة الكشمردية بتمامها، وهي توضح الرقعتين.
ثانياً: محاولة توثيق الرقعة الكشمردية، من خلال التعرف على رواتها، وسائر الأشخاص الذين وردت أسماؤهم فيها.
ثالثاً: محاولة توثيق الرقعة الثانية، بنفس الطريقة في حدود المتاح.

***

أولاً: قصــة الرقعــة الكشمرديــة
قال العلامة المجلسي رحمه الله ناقلاً عن كتاب قبس المصباح، للصهرشتي الذي هو من كبار العلماء:

" قبس : أخبرني الشيخ أبو الحسن محمد بن الحسين الصقال ببغداد، في مسجد الحذائين بالكرخ، في رجب سنة اثنين وأربعين وأربع مائة قال : حدثنا الشيخ أبو المفضل محمد بن عبد الله بن البهلول بن همام بن المطلب الشيباني، يوم السبت التاسع من شهر ربيع الأول سنة ست وثمانين وثلاث مائة، بالشرقية قال : سمعت أبا العباس أحمد بن كشمرد(15) في داره ببغداد، وقد سأله شيخنا أبو علي بن همام رحمه الله، أن يذكر حاله إذ كان محبوساً عند الهجريين بالأحساء، فحدثنا أبو العباس أنه كان ممن أسر بالهبير(16) مع أبي الهيجاء(17) قال : وكان أبو طاهر سليمان بن الحسن(18) مكرماً لأبي الهيجاء، معجباً برأيه، وكان يستدعيه إلى طعامه فيتغدى معه، ويستدعيه أيضا للحديث معه. فلما كان ذات ليلة سألت أبا اليهجاء أن يجري ذكري عند سليمان بن الحسن، ويسأله في إطلاقي فأجابني إلى ذلك ومضى إلى أبي الطاهر في تلك الليلة على رسمه، وعاد من عنده ولم يلقني، وكان من عادته أن يغشاني ورفيقي، يعني الخال في كل ليلة عند عودته من التقائه مع سليمان بن الحسن فيسكن نفوسنا، ويعرفنا أخبار الدنيا فلما لم يعاود إلينا في تلك العشية مع سؤالي إياه الخطاب في أمري، استوحشت لذلك، فصرت إليه إلى منزله الموسوم به.

وكان أبو الهيجاء مبرزاً في دينه، مخلصاً في ولايته وسيادته، متوفراً على إخوانه فلما وقع طرفه عليّ بكى بكاء شديداً وقال : لَبِوُدِّي والله يا أبا العباس أني مرضت سنة كاملة، ولم أُجْرِ ذكرك له.

قال : قلت : ولم ؟
قال : لأني لما ذكرتك له اشتد غضبه وعظم، وحلف بالذي يحلف به مثله ليأمرن غدا بضرب رقبتك مع طلوع الشمس، ولقد اجتهدت والله في إزالة هذا عنك بكل حيلة، وأوردت عليه كل لطيفة، فأصر على قوله، وأعاد يمينه، ليفعلن ما أخبرتك به.
قال : ثم جعل أبو الهيجاء يطيِّب نفسي وقال:
يا أخي لولا أني ظننت أن لك وصية أو حالاً تحتاج إلى ذكرها لطويت عنك، ما أطلعتك عليه من ذلك وسترت ما أخبرتك به عنه، ومع هذا فثق بالله عزوجل، وارجع في ما دهمك من هذه الحال الغليظة إليه، فانه جل ذكره يجير ولا يجار عليه، وتوجه إليه تعالى بالعدة والذخيرة للشدائد والأمور العظام، بمحمد وآله صلوات الله عليهم .

قال أبو العباس : فانصرفت إلى منزلي الذي أنزلت فيه، وأنا في صورة غليظة من الأياس من الحياة، واستشعار الهلكة، فاغتسلت ولبست ثياباً جعلتها أكفاني، وأقبلت إلى القبلة، فجعلت أصلي وأناجي ربي، وأتضرع إليه، وأعترف له بذنوبي، وأتوب منها ذنباً ذنباً، وتوجهت إلى الله بمحمد وعلي وفاطمة، والحسن والحسين، وعلي بن الحسين، ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد، وموسى بن جعفر، وعلي بن موسى، ومحمد بن علي، وعلي بن محمد، والحسن بن علي، وحجة الله في أرضه، والمأمول لإحياء دينه، ثم لم أزل وأنا مكروب قلق، أتضرع إلى أمير المؤمنين صلوات الله عليه أقول:

يا مولاي يا أمير المؤمنين أتوجه بك إلى الله. يا أمير المؤمنين أتوجه بك إلى الله. يا أمير المؤمنين يا مولاي أتوجه بك إلى الله ربي وربك في ما دهمني وأظلَّني.

فلم أزل أقول هذا وما أشبهه من الكلام، إلى أن انتصف الليل، وجاء وقت الصلاة، فقمت فصليت، ودعوت وتضرعت، فبينا أنا كذلك وقد فرغت من الصلاة، وأنا أستغيث إلى الله تعالى، وأتوسل إليه بأمير المؤمنين صلوات الله عليه، إذ نعست فحملني النوم، فرأيت أمير المؤمنين عليه السلام في منامي ذلك، فقال:

يا ابن كشمرد.

قلت : لبيك يا مولاي.

فقال : ما لي أراك على هذا الحال ؟

قلت : يا مولاي يا أمير المؤمنين، أو ما يحق لمن يقتل صباح هذه الليلة غريباً عن أهله وولده، وبغير وصية يسندها إلى متكفل بها، أن يشتد قلقه وجزعه.

فقال : بل تَحُول كفاية الله عزوجل ودفاعه، بينك وبين الذي تَوَعَّدَك في ما أرصدك به من سطواته.

أكتب:

بسم الله الرحمن الرحيم وتمام فاتحة الكتاب وآية الكرسي والعرش(19) ، واكتب : " من العبد الذليل فلان بن فلان إلى المولى الجليل الذي لا إله إلا هو الحي القيوم، وسلام على آل يس محمد وعلي والحسن والحسين وعلي ومحمد وجعفر وموسى وعلي ومحمد وعلي والحسن وحجتك رب على خلقك. أللهم إني اشهدك بأني أشهد أنك الله إلهي وإله الاولين والآخرين لا إله غيرك أتوجه إليك بحق هذه الاسماء التي إذا دعيت بها أجبت وإذا سئلت بها أعطيت، لَمَّا صليت عليهم وهوَّنت علي خروج روحي، وكنت لي قبل ذلك غياثاً ومجيراً لمن أراد أن يفرط علي ويطغى".(20)

واجعل الرقعة في كتلة طين، واقرأ سورة يس، وارم بها في البحر. فقلت يا أمير المؤمنين إن البحر بعيد مني، وأنا محبوس ممنوع من التصرف فيما ألتمس، فقال:

إرْمِ بها في البئر أو في ما دنا منك من منابع الماء.

قال ابن كشمرد : فانتبهت وقمت ففعلت ما أمرني به أمير المؤمنين عليه السلام، وأنا في ذلك قلِق غير ساكن النفس لعظيم المحنة ، وضعف اليقين في الآدميين.

فلما أصبحنا وطلعت الشمس استُدعيت، فلم أشك أن ذلك لما توعدني به من القتل، فمضيت مع الداعي وأنا آئس من الحياة، فأُدخلت على أبي الطاهر، وإذا هو جالس في صدر مجلس كبير على كرسي، وعن يمينه رجلان على كرسيين، وعن يساره أبو الهيجاء على كرسي، وإذا كرسي آخر إلى جانب أبي الهيجاء ليس عليه أحد.

فلما بصر بي أبو طاهر استدعاني حتى وصلت إلى الكرسي، ثم أمرني بالجلوس عليه، فجلست وقلت في نفسي: ليس وراء هذا إلا خيراً.

فاقبل عليّ وقال: قد كنا عزمنا في أمرك على ما بلغك، ثم رأينا بعد ذلك أن نفرج عنك، وأن نخيرك أحد أمرين: إما تخدمنا فنحسن إليك، أو تنصرف إلى عيالك فنحسن إجازتك!!

فقلت له: في المقام عند السيد النفع والشرف، وفي الإنصراف إلى أهلي ووالدة لي عجوز كبيرة ثواب جزيل، فقال لي: افعل ما شئت، والأمر فيه مردود إلى اختيارك!!

فخرجت منصرفاً من بين يديه. فردني وقال : من تكون من علي بن أبي طالب ؟!!!!

فقلت : لست نسيباً له، ولكني وليه!

قال : فتمسك بولايته فهو أمرنا بإطلاقك، فلم يمكنا المخالفة لأمره.!! ثم أمر بي فجُهِّزت، وأصحبني من أوصلني مكرماً إلى مأمني.

قال الشيخ أبو المفضل رحمه الله : فذكرت هذا الحديث في مجلس أبي وائل داود بن حمدان(21) بنصيبين سنة اثنين وعشرين وثلاثمائة(22) وحضر هذا المجلس يومئذ رجل من أهل نصيبين، يقال له أبو عثمان سعيد بن البندقي الشاعر(23) وكان من شهود البلد، فقال أبو عثمان عند قولي ما تقدم من قول أبي العباس ابن كشمرد : على يدي كان الحديث، وذلك أني حججت في سنة الهبير، وهي السنة التي أسر فيها أبو العباس ابن كشمرد، والخال، وفلفل الخادم، وغيرهم من وجوه الأولياء، مع أبي الهيجاء، وأسرت في من أسر معهم من الحاج، فطال بالأحساء محبسنا، وكنت أقول الشعر، فامتدحت السيد أبا الطاهر بقصيدة أوصلها إليه أبو الهيجاء، فأذن لي السيد بالدخول، والخروج من الحبس فكنت أدخل على أبي العباس ابن كشمرد، وكان يأنس بي ويحدثني، فأرسل إلي ذات يوم في السحر قبل طلوع الشمس وقال لي: خذ هذه الرقعة، وهي في كتلة الطين، وامض بها إلى موضع وصفه لي، وكان فيه ماء جار، قال: واقرأ سورة يس واطرح الرقعة في الماء، فأخذتها فصرت إلى الماء، وأحببت أن أقف على الرقعة، فقلعت الطين عنها، ونشرتها، وقرأت ما فيها.

قال أبو عثمان : وأخذت عوداً وبللته في الماء، وكتبت ما في الرقعة على كفي، وكتبت اسمي واسم أبي وأمي، وأعدت الرقعة في الطين، وقرأت سورة يس عني، وغسلت كفي في الماء، ثم قرأت سورة يس عن أبي العباس ابن كشمرد، وطرحت الرقعة في الماء، وعدت إلى مجلسي ذلك بعقب طلوع الشمس، فلم يمض إلا ساعة زمانية، وإذا رسول السيد يأمر باحضاري، فحضرت، فلما بصربي قال: إنه قد ألقي في قلبي رحمة لك، وقد عملت على إطلاقك، فكيف تحب أن تسير إلى أهلك، في البر أم في البحر؟ فخشيت إن سرت في البر أن يبدو له، فيلحقوني فيردوني، فقلت : في البحر، فأمر أن يدفع لي كفافي من زاد وتمر، وخرجت في البحر فصرت إلى البصرة.

فلما كان بعد ثلاثة أيام من وصولي البصرة، جلست عند أصحاب الكتب فإذا أنا بأبي العباس ابن كشمرد، راكب في موكب عظيم والأمراء من خلفه، وقد خرج أمير البصرة استقبله، والجند بين يديه ومن خلفه، والعساكر محدقة به، وهو وأمير البصرة يتسايران، فلما رأيته قمت إليه، فلما أبصر بي نزل عن دابته ووقف عليّ، وقال : يا فتى، كيف عملت حتى تخصلت؟ فحدثته ما صنعت من كتابتي(24) ما كان في الرقعة بالماء على كفي، وغسلت بالماء يدي، مما(25) كنت كتبت عليها قبل أن رميت رقعته.

فقال لي: أنا وأنت من طلقاء أمير المؤمنين صلوات الله عليه ؟ فقلت : نعم، ومضى حتى نزل في دار أعدت له، وحمل إليه أمير البصرة الهدايا واللباس، والآلات، والدواب، والفرش، وغير ذلك، فلما استقر في موضعه أرسل إليّ فدخلت عليه، وأقمت عنده أياماً، وأحسن إليّ، وحملني مكرماً إلى بلدي.

فعجب أبو وائل من ذلك وقال : يا أبا المفضل أنت صادق في حديثك ولقد اتفق لك ما أكده.

(26) فهذه الرقعة معروفة بين أصحابنا يعملون بها، ويعولون عليها في الأمور العظيمة والشدائد، والرواة فيها مختلفة، لكني أوردت ما هو سماعي ببغداد.

(27) وقد ذكر شيخنا الموفق أبو جعفر الطوسي رحمه الله في كتاب المصباح، ومختصر المصباح أيضا أنها تكتب وتطوى، ثم تكتب رقعة أخرى إلى صاحب الزمان عليه السلام، وتجعل الرقعة الكشمردية في طي رقعة الامام عليه السلام، وتجعل في الطين وترمى في البحر أو بئر، يُكتب:

 بسم الله الرحمن الرحيم إلى الله، سبحانه وتقدست أسماؤه، رب الأرباب، وقاصم الجبابرة العظام، عالم الغيب، وكاشف الضر، الذي سبق في علمه ما كان وما يكون. من عبده الذليل المسكين، الذي انقطعت به الأسباب، وطال عليه العذاب، وهجره الأهل، وباينه الصديق الحميم، فبقي مرتهناً بذنبه، قد أوبقه جرمه، وطلب النجا فلم يجد ملجأً، ولا ملتجأ غير القادر على حل العُقد، ومؤبد الأبد، ففزعي إليه، واعتمادي عليه، ولا لجأ ولا ملتجأ إلا إليه.

أللهم إني أسألك بعلمك الماضي، وبنورك العظيم، وبوجهك الكريم، وبحجتك البالغة، أن تصلي على محمد وعلى آل محمد، وأن تأخذ بيدي وتجعلني ممن تَقبل دعوتَه، وتُقيل عثرتَه، وتكشف كربته، وتزيل ترحته، وتجعل له من أمره فرجاً ومخرجاً، وترد عني بأس هذا الظالم الغاشم، وبأس الناس يا رب الملائكة والناس، حسبي أنت وكفى ممن أنت حسبه، يا كاشف الأمور العظام، فانه لا حول ولا قوة إلا بك .

وتكتب رقعه أخرى إلى صاحب الزمان عليه السلام : ( أي مع الرقعة الأولى، وتوضع الأولى وسط هذه الثانية التي هي للإمام عليه السلام )

بسم الله الرحمن الرحيم. توسلت بحجة الله الخلف الصالح، محمد بن الحسن، بن علي بن محمد، بن علي بن موسى، بن جعفر بن محمد، بن علي بن الحسين، بن علي بن أبي طالب، النبأ العظيم، والصراط المستقيم، والحبل المتين، عصمة الملجأ، وقسيم الجنة والنار، أتوسل إليك بآبائك الطاهرين الخيرين المنتجبين، وأمهاتك الطاهرات، الباقيات الصالحات الذين ذكرهم الله في كتابه، فقال عز من قائل : " الباقيات الصالحات " وبجدك رسول الله صلى الله عليه وآله، وخليله وحبيبه، وخيرته من خلقه أن تكون وسيلتي إلى الله عزوجل في كشف ضري ، وحل عقدي وفرج حسرتي ، وكشف بليتي، وتنفيس ترحتي وبكهيعص وبيس والقرآن الحكيم، وبالكلمة الطيبة وبمجاري القرآن ، وبمستقر الرحمة، وبجبروت العظمة، وباللوح المحفوظ وبحقيقة الإيمان، وقوام البرهان، وبنور النور، وبمعدن النور، والحجاب المستور والبيت المعمور، وبالسبع المثاني والقرآن العظيم، وفرائض الأحكام، والمكلم بالعبراني، والمترجم باليوناني، والمناجي بالسرياني ، وما دار في الخطرات وما لم يحط به {الظنون}(28) من علمك المخزون، وبسرك المصون، والتوراة والإنجيل والزبور، يا ذا الجلال والإكرام صل على محمد وآله وخذ بيدي، وفرج عني بأنوارك وأقسامك وكلماتك البالغة إنك جواد كريم، وحسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلواته وسلامه على صفوته من بريته محمد وذريته.

وتطيب الرقعتين، وتجعل رقعة الباري تعالى في رقعة الإمام عليه السلام وتطرحهما في نهر جارٍ أو بئر ماء بعد أن تجعلهما في طين حُر، وتصلي ركعتين وتتوجه إلى الله تعالى بمحمد وآله عليهم السلام ، وتطرحهما ليلة الجمعة، واستشعر فيها الإجابة لا على سبيل التجربة، ولا يكون إلا عند الشدائد والأمور الصعبة، ولا تكتبها لغير أهلها، فانها لا تنفعه، وهي أمانة في عنقك، وسوف تسأل عنها.

وإذا رميتهما فادع بهذا الدعاء:

أللهم إني أسئلك بالقدرة التي لحظت بها البحر العجاج، فأزبد وهاج وماج، وكان كالليل الداج، طوعاً لأمرك، وخوفاً من سطوتك، فأفتق أجاجه، وائتلق منهاجه، وسبحت جزائره، وقدستْ جواهره، تناديك حيتانه باختلاف لغاتها، إلهنا وسيدنا ما الذي نزل بنا وما الذي حل ببحرنا فقلت لها: اسكني سأُسكنك ملياً وأجاور بك عبداً زكياً، فسكن وسبح ووعد بضمائر المنح فلما نزل به ابن متى بما أَلَمَّ الظنون(29) فلما صار في فيها سبح في أمعائها فبكت الجبال عليه تلهفاً، وأشفقت عليه الأرض تأسفا فيونس في حوته كموسى في تابوته لأمرك طائع، ولوجهك ساجد خاضع، فلما أحببت أن تقيه ألقيته بشاطئ البحر شلواً لا تنظرعيناه ولا تبطش يداه، ولا تركض رجلاه، وأنبتَّ مِنَّةً منك عليه شجرة من يقطين، وأجريت له فراتاً من معين، فلما استغفر وتاب خرقت له إلى الجنة باباً، إنك أنت الوهاب.

وتذكر الأئمة واحداً واحداً.(30)

***

ثانياً: حول قصة الرقعة الكشمردية

تؤكد أهمية هذه الرقعة، بل فرادة أهميتها، عدة أمور:

الأول: أن من ينقلها هو العالم الجليل" الصهرشتي" من مشاهير تلامذة الشيخ الطوسي، و تلميذُ السيد المرتضى(31) وممن يعتمد على توثيقه للنجاشي(32) وهو صاحب الكتاب المرجعي الهام في الدعاء : قبس المصباح.(33)

الثاني: أن الصهرشتي ينقلها - بواسطة واحدة - عمن سمعها في المنام من أمير المؤمنين عليه السلام، وجربها وأطلق سراحه بسببها.

الثالث: أن هذه الواسطة الواحدة (الشيخ أبو الحسن محمد بن الحسين الصقال(34) ) أو ( المعروف بابن الصقال(35) ) والذي يبدو أن إطلاق " الصفار(36) عليه تصحيف" هو من الشيوخ الذين يروي عنهم الشيخ الطوسي، كما نص على ذلك العلامة الحلي على مانقل عنه، كما يروي عنه أمثال الشيخ، ومنهم الصهرشتي نفسه الذي عبر عنه بالشيخ.

الرابع: أن الذي سمع القصة من صاحبها هو (الشيخ أبو المفضل محمد بن عبد الله بن البهلول بن همام بن المطلب الشيباني(37) ) الذي يرجح كونه من كبار الشيوخ الأجلاء، وهو ينقل عمن سُئل بمحضره صاحب القصة عما جرى له، والسائل ( شيخنا أبو علي بن همام رحمه الله(38) ) في أعلى مراتب الوثاقة.

الخامس: أن ما تمت رؤيته في المنام، قد اعتضد في اليقظة بما يؤكده.

وهذا الإعتضاد على قسمين:
أ‌- تحقق الفرج لابن كشمرد، رغم القرار المسبق والأيمان المغلظة بقتله.
ب‌- الحديث عن كون هذه الرقعة - أو مايقرب منها- متداولاً بين الشيعة آنذاك، ويأتي مزيد إيضاح.

السادس: أن وقعة" الهّبِير" معروفة، تحدثت المصادر عنها وعمن أسر فيها، ومنهم " أبو الهيجاء" و" ابن كشمرد" أو " قشمرد " كما ورد اللفظ في بعض المصادر، ومنهم " الخال، وفلفل الخادم، وغيرهم من وجوه الأولياء".

* ولتوضيح ذلك لابد من نظرة في المصادر حول وقعة الهبير هذه، ومن أسر فيها، وأين أسروا.

* قال المسعودي:
وكان خروج ذكرويه بن مهرويه في الكلبيين، وغيرهم في هذه السنة أيضاً، وهى سنة 293. وكان من أهل الموضع المعروف بالصوار على أربعة أميال من القادسية عرضاً في البر ".." وصار إلى مصلى الكوفة في يوم النحر من هذه السنة، وعليها إسحاق بن إبراهيم وإسحاق بن عمران، فقتل من أصحاب السلطان وغيرهم جماعة، وأثاب أصحاب السلطان والرعية فكشفوهم، واستمد إسحاق ابن عمران السلطان، فسار إلى الكوفة رائق المعتضدي، ومعه بشر الأفشبني، وجنى الصفوانى الخادمان، فلقوه بالقرب من الصوار، فكانت عليهم، وأتى على أكثر الجيش، وذلك في آخر ذى الحجة من هذه السنة. وتلقى الحاج مرجعهم، فكان أول من لقي منهم قافلة الخراسانية - وكانت عظيمة - بالمنزل المعروف بواقصة، فأتى عليهم. ثم سار إلى المنزل الثاني من هذا المنزل، وهو المنزل المعروف بالعقبة، فأوقع بقافلة السلطان، وعليها مبارك القمي وأبو العشائر أحمد بن نصر العقيلى، وقد كان ولي الثغور الشامية، فقتلهما وسائر من كان معهما من الأولياء والرعية، ثم لقي قافلة السلطان الثالثة التى فيها الشمسية في الموضع المعروف بالطليح من الهبير، وذلك بين الثعلبية والشقوق في الرمل، فأتى على من كان فيها من الأمراء كنفيس المولدى، وأحمد بن سيما، وغيرهما من القواد، والأولياء، وسائر أصناف الناس من سائر الأمصار. وكان عدة من قتل في هذه القافلة الأخيرة، أكثر من خمسين ألفاً دون من قتل قبلها من أهل القوافل .
(39)

* وفي مكان آخر، قال المسعودي:
ومن الكوائن العظيمة والأنباء الجليلة ".." ما لم يتقدم مثلها في الإسلام مسير أبى طاهر، سليمان بن الحسن بن بهرام الجنابي، صاحب البحرين من الأحساء من بلاد البحرين إلى البصرة ".." ثم اعتراضه الحاج في منصرفهم عن مكة بنواحي الهبير، مما يلى الثعلبية وهو في خمسمائة فارس وستمائة راجل، وقتْلُه من قتل من القواد وسائر الأولياء وغيرهم، وأسْرُه أبا الهيجاء عبد الله بن حمادان بن حمدون أميرهم، وأحمد بن بدر العم، وأحمد بن محمد بن كشمرد، وغيرهم من الوجوه وسائر طبقات الناس من النساء والرجال، وأخذهم الشمسية وغيرها من صنوف الأموال التى لا يوقف على تحديدها ومبلغها، وذلك يوم الأحد لإحدى عشرة ليلة بقيت من المحرم سنة 312.
(40)

* وقال القرطبي:
" ثم دخلت سنة 312. ذكر ما دار في هذه السنة من أخبار بنى العباس. فيها ورد الخبر في أول المحرم على الخليفة ببغداد، بقطع الجنابي والقرامطة على الحاج، وما حدث فيهم من القتل والأسر وذهاب عامة الناس آل السلطان وغيرهم، وأن عبد الله بن حمدان قد قلد أمر الطريق فمضى الناس في القافلة الأولى فسلموا في أول مسيرهم، حتى إذا صاروا بفيد اتصل بهم خبر القرامطة فتوقفوا، وورد كتاب أبى الهيجاء على نزار بن محمد الخراساني، وكان في القافلة الأولى بأن يتوقف عليه حتى يجتمعوا، فتوقف نزار وتلاحقت قوافل الشارية والزيرية والخوارزمية، فلما صاروا بأجمعهم بالهبير غشيهم الجنابي وأصحابه القرامطة، فقتلوا عامتهم واتصل الخبر بسائر القوافل وقد اجتمعت بفيد فتشاوروا في العدول إلى وادى القرى ولم يتفقوا على ذلك، ثم عزموا على المسير فقطع بهم الجنابي وأسر أبو الهيجاء القائد، وأفلت نزار وبه ضربات أثخنته، وأسر ابن للحسين بن حمدان وأحمد بن بدر العم، وأحمد بن محمد بن قشمرد وابنه، وأسر مازج الخادم صاحب الشمسة، وفلفل الفتى، ونحرير فتى السيدة وكان على القافلة الثالثة، وقتل بدر ومقبل غلاما الطائي، وكانا فارسين مشهورين ممن يسير بالقوافل ويدافع عنها، ولهما قدر وذكر، وأسر خزرى وابنه، وكانا من القواد، وقتل سائر الجند، وأخذت القرامطة الشمسة وجميع ما كان للسلطان من الجواهر والطرائف، وأخذوا من أموال الناس ما لا يحصى، وتحدث من أفلت بأنه صار إليهم من الدنانير والورق خاصة نحو ألف ألف دينار، ومن الأمتعة والطيب وسائر الأشياء ما قيمته أكثر من هذا، وأن جميع عسكره إنما كان ثمانمائة فارس وسائرهم رجالة، وكل من أفلت من أيدى القرامطة أكلهم الاعراب، وسلبوا ما بقي معهم مما كان تخبؤه الناس من أموالهم، ومات أكثر الناس عطشاً وجوعاً ".
(41)

* وقال ابن كثير:
"ثم دخلت سنة ثنتي عشرة وثلاثمائة: في المحرم منها اعترض القرمطي أبو طاهر الحسين بن أبي سعيد الجنابي لعنه الله، ولعن أباه، للحجيج وهم راجعون من بيت الله الحرام، قد أدوا فرض الله عليهم، فقطع عليهم الطريق، فقاتلوه دفعاً عن أموالهم وأنفسهم وحريمهم، فقتل منهم خلقا كثيراً، لا يعلمهم إلا الله، وأسر من نسائهم وأبنائهم ما اختاره، واصطفى من أموالهم ما أراد، فكان مبلغ ما أخذه من الأموال ما يقاوم ألف الف دينار، ومن الأمتعة والمتاجر نحو ذلك، وترك بقية الناس بعد ما أخذ جمالهم وزادهم وأموالهم ونساءهم وأبناءهم، على بعد الديار في تلك الفيافي والبرية بلا ماء ولا زاد ولا محمل. وقد جاحف عن الناس نائب الكوفة أبو الهيجاء عبد الله بن حمدان فهزمه وأسره. إنا لله وإنا إليه راجعون. وكان عدة من مع القرمطي ثمانمائة مقاتل، وعمره إذ ذاك سبع عشرة سنة قصمه الله. ولما انتهى خبرهم إلى بغداد قام نساؤهم وأهاليهم في النياحة، ونشرن شعورهن ولطمن خدودهن، وانضاف إليهم نساء الذين نكبوا على يد الوزير وابنه، وكان ببغداد يوم مشهود بسبب ذلك في غاية البشاعة والشناعة، فسأل الخليفة عن الخبر، فذكروا له أنهم نسوة الحجيج ومعهن نساء الذي صادرهم ابن الفرات ".
(42)

* وقال ابن الأثير:
" ثم دخلت سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة
(43) ..". ذكر أخذ الحاج. في هذه السنة سار أبو طاهر القرمطي إلى الهبير في عسكر عظيم ليلقي الحاج سنة إحدى عشرة وثلاثمائة في رجوعهم من مكة فأوقع بقافلة تقدمت معظم الحاج، وكان فيها خلق كثير من أهل بغداد فنهبهم، واتصل الخبر بباقي الحاج وهم بِفِيد(44) فأقاموا بها حتى فني زادهم، فارتحلوا مسرعين وكان أبوالهيجاء بن حمدان قد أشار عليهم بالعود إلى وادي القرى وأنهم لا يقيمون بفيد، فاستطالوا الطريق ولم يقبلوا منه وكان إلى ابي الهيجاء طريق الكوفة وكثير الحاج( كذا) فلما فني زادهم ساروا على طريق الكوفة فأوقع بهم القرامطة وأخذوهم وأسروا أبا الهيجاء وأحمد بن كشمرد ونحرير وأحمد بن بدر عم والدة المقتدر، وأخذ أبو الطاهر جمال الحجاج جميعها وما أراد من الأمتعة والأموال والنساء والصبيان وعاد إلى هجر وترك الحاج في مواضعهم، فمات أكثرهم جوعاً وعطشاً من حر الشمس وكان عمر أبي طاهر حينئذ سبع عشرة سنة".(45)

* وقد أورد القصة الكشمردية، القاضي التنوخي في كتابه الشهير: "الفرج بعد الشدة" بطريقة مختلفة كلياً، ولكنها رغم هذا الإختلاف تؤكد أصل القصة.

قال التنوخي:
" حدثنى محمد بن على بن إسحاق قال: خرجت مع أبي، وهو يكتب لمحمد بن القاسم الكرخي، المكنى بأبى جعفر، لما تقلد الموصل والديارات، وكان قد ضم إلى أبى جعفر جماعة من قواد السلطان، فلما صرنا بنصيبين، كان أبى قد مضى وأنا معه إلى أبى العباس أحمد بن كشمرد، مسلماً عليه، فتحدثا، فسمعته يحدثه، قال: لما أسرني أبو طاهر القرمطى، في من أسره بالهبير فحبسني، وأبا الهيجاء، والغمر، في ثلاث حجر متقاربة، ومكننا من أن نتزاور، ونجتمع على الحديث، فمكن أبا الهيجاء خاصة، واختص به، وعمل على إطلاقه، وشفعه في أشياء، فسألت أبا الهيجاء أن يسأله إطلاقي، فوعدني، واستدعاه القرمطى فمضى إليه، وعاد إلى حجرته، فجئت وسألته: هل خاطبه؟ فدافعني! فقلت: لعلك أنسيت؟ فقال: لا والله، ولوددت أنى ما ذكرتك له، إنى وجدته متغيظاً عليك، فقال والله لأضربن عنقه عند طلوع الشمس في غد، ورحل( كذا) أبو الهيجاء، فورد علي أمر عظيم، وعدت إلى حجرتي وقد يئست من الحياة، فلما كان في الليل، رأيت في منامي كأن قائلاً يقول لى: اكتب في رقعة:
 " بسم الله الرحمن الرحيم من العبد الذليل، إلى المولى الجليل، مسني الضر والخوف وأنت أرحم الراحمين، فبحق محمد وآل محمد اكشف همي، وحزني وفرج عني". واطرح الرقعة، في هذا النهر، وأومأ إلى ساقية كانت تجرى هناك في المطبخ، فانتبهت من نومي وكتبت الرقعة وطرحتها في الساقية.

فلما كان السحر استدعاني القرمطي فلم أشك أنه القتل، فلما دخلت إليه أدنانى وأجلسني، وقال : قد كان رأيى فيك غير هذا إلا أني قد رأيت تخليتك، فخرجت، فإذا على الباب راحلة ورجل يصحبني، فركبت ودخلت البصرة سالماً، ولحقت أبا الهيجاء بها، فدخلنا معاً إلى بغداد".(46) .

* ومن الواضح أن الظرف السياسي لم يكن يسمح بالتصريح باسم أمير المؤمنين عليه السلام، ولا التصريح بأسماء الأئمة عليهم السلام، في مثل هذه القصة - وغيرها- في كل مكان يجري ذكرها فيه، علماً بأن من المحتمل أن يكون الراوي هو الذي اعتمد التقية في النقل، سواء أكان التنوخي أم من نقل عنه.

* النتـائـج

تنقسم النتائج التي يخرج بها البحث إلى قسمين:
الأول: مايرتبط بالرقعة الكشمردية.
الثاني: مايرتبط بالرقعة التي ينقلها الصهرشتي عن الشيخ الطوسي في مصباحيه الكبير والصغير.

 في المجال الأول، نخرج بما يلي:
1- أن الظرف الزمني الذي وقعت فيه الأحداث التي وردت الرقعة الكشمردية في سياقها، هو في النصف الثاني من عصر الغيبة الصغرى، وكانت "الخلافة" العباسية تعاني فيه من ضعف قبضتها في المركز، كما كانت تواجه تهديداً خطيراً لوجودها، جسدته الحركة القرمطية بفصولها الدامية.

2- أن هذا الظرف بالذات، شهد التمهيد لقيام دولة بني حمدان، الذي يعتبر "أبو الهيجاء" وهو أخ أبي فراس الحمداني، مؤسسها، أو أبرز المؤسسين.
3- أن أبا العباس أحمد بن محمد بن كشمرد، رغم كونه من القادة " العباسيين" في الظاهر، إلا أنه كان سليم المعتقد من نفس اللحمة الحمدانية، كما يتضح بجلاء من تعاطف أبي الهيجاء معه،وشديد لوعته عندما سمع القرمطي يتهدد ابن كشمرد بالقتل، ويتضح كذلك من رأي ابن كشمرد في " أبي الهيجاء" كما ورد في القصة.

4- أن السبب في الأيمان التي أقسمها القرمطي" أبو طاهر" هو ثارات للقرامطة على أبي العباس بن كشمرد، ويكاد لاينقضي العجب حين تعلم أن هذه الثارات من نوع بالغ الخصوصية، يكشف التاريخ منها – في ما وجدت – أن ابن كشمرد كان قد تسبب بمقتل القائد القرمطي الشهير" صاحب الشامة" أو " صاحب الخال" (46-1) الذي هزم جيشه في مواجهة جيش المكتفي، فلاذ بالفرار متخفياً، فألقى القبض عليه بعض عمال ابن كشمرد، وتولى ابن كشمرد نفسه نقله من" الدالية" إلى الرقة، فسلمه للخليفة، الذي أمر بحمله إلى بغداد، وقتله ومن معه بطريقة ممعنة في المُثلة والبطش.

5- أن الطبيعة الممعنة في الدموية المجنونة للقرامطة - والتي كان بعض ضحاياها في هجومهم على قوافل الحجيج في " الهبير" وحدها خمسين ألفاً من حجاج بيت الله الحرام، حيث أسر أبو الهيجاء، وأبو العباس بن كشمرد - طبيعة توحي بأن أسيرهم لايحلم بنجاة، فكيف إذا كان من " القادة العباسيين" وكيف إذا كان للقرامطة ثار عنده، وكيف إذا كان هذا الثار بحجم إلقاء القبض على " صاحب الشامة" الأمر الذي أدى إلى تقطيعه إرْباً على تلك الدكة الشهيرة ببغداد.(46-2)

6- أمام ذلك كله، يتضح أن الشدة التي كانت تضيق الخناق على ابن كشمرد، كانت قد بلغت أقصى الدرجات، ورغم استطاعة القائد النوعي أبي الهيجاء،  أن يحتل - بحكمته النوعية - مكانة مميزة لدى القرمطي المفترس، إلا أنه بمجرد أن ذكر له ابن كشمرد، لم يسمع منه إلا ماجعل أبا الهيجاء، عندما يتذكر ردة فعله يبكي بكاءً شديداً، ويتمنى لوأنه مرض سنة كاملة، ولم يجر ذكر ابن كشمرد للقرمطي!

7- في الليل كان هذا حال القرمطي، وقراره الصارم بقتل ابن كشمرد الذي سمع أبا الهيجاء يقول له:

أ- كلما ذكرتك له اشتد غضبه وعظم، وحلف بالذي يحلف به مثله، ليأمرن غداً بضرب رقبتك مع طلوع الشمس، ولقد اجتهدت والله في إزالة هذا عنك بكل حيلة، وأوردت عليه كل لطيفة فأصرّ على قوله، وأعاد يمينه، ليفعلن ما أخبرتك به.

ب- ".." يا أخي لولا أني ظننت أن لك وصيةً أو حالاً تحتاج إلى ذكرها، لطويت عنك ما أطلعتك عليه من ذلك، وسترت ما أخبرتك به عنه، ومع هذا فثق بالله عزوجل وارجع في ما دهمك من هذه الحال الغليظة إليه، فانه جل ذكره يجير ولا يجار عليه، وتوجه إليه تعالى بالعدة والذخيرة للشدائد والأمور العظام، بمحمد وآله صلوات الله عليهم .

ورغم هذا كله كان الفرج، وتنفس الصبح بنور التوسل الأبلج، ببركة أمير المؤمنين عليه صلوات الرحمن.

8- والرقعة الكشمردية معروفة في كتب العلماء عبر القرون، وهي مما يغتنم، فلاننس أن لسادتنا المجاهدين الأسرى في مطامير الطواغيت حقوقاً في أعناقنا، ولنحرص على القيام بهذا العمل عن كل من نعرفه منهم، وكذلك عمن لانعرفه من المؤمنين في مشارق الأرض ومغاربها.

* وأما القسم الثاني من النتائج، وهو مايرتبط بالرقعة المزدوجة المقترنة بالرقعة الكشمردية التي تتضمنها القصة الكشمردية كما تقدم، فينبغي ملاحظة أمور:

1- أن العالم الجليل الصهرشتي ينقل هاتين الرقعنين، عن كتابي أستاذه الشيخ الطوسي رضي الله تعالى عنهما، والعجيب أن الرقعتين ليسا موجودتين في ما وصلنا من المصباحين، ولم أجد الإشارة إلى نقصٍ فيهما يفسر عدم اشتمالهما على ما أكد تلميذ الشيخ وجوده فيهما، فقد قال:

" فهذه الرقعة معروفة بين أصحابنا يعملون بها ويعوِّلون عليها في الأمور العظيمة والشدائد، والرواة فيها مختلفة، لكني أوردت ما هو سماعي ببغداد.

وقد ذكر شيخنا الموفق أبو جعفر الطوسي رحمه الله في كتاب المصباح، ومختصر المصباح أيضاً، أنها تكتب وتطوى، ثم تكتب رقعة أخرى إلى صاحب الزمان عليه السلام، وتجعل الرقعة الكشمردية في طي رقعة الإمام عليه السلام، وتجعل في الطين، وترمى في البحر أو بئر".

أقول: لم أجد في مصباح المتهجد المطبوع شيئاً من ذلك، والله تعالى العالم.

2- يضعنا تأكيد الصهرشتي على وجود الرقعة المزدوجة في مصباحي الشيخ، أمام أمرين:

الأول: ترجيح أن ماوصلنا من نسختيه ليس الأصل.
الثاني: احتمال أن يكون أصل الرقعة الكشمردية مزدوجاً، إلا أن أبا العباس بن كشمرد الذي كان من خواص البلاط العباسي، لم ير مصلحة في ذكر مايثبت ولاءه السياسي لغير الخليفة، فالتقية في الحديث عن أمير المؤمنين عليه السلام، غيرها في الحديث عن إمام الزمان وصاحب العصر.

يقوي هذا الإحتمال أمور:
أ‌- تأكيد الصهرشتي أن الرقعة المتداولة بين الأصحاب مزدوجة، وهي التي أوردها الشيخ في مصباحيه، ولكن الصهرشتي أورد ماسمعه من "الصقال " ببغداد.
ب‌- كما يقوي هذا الإحتمال أن رواية القاضي التنوخي – كما تقدم – تشوبها تقية واضحة الملامح، ولذلك لم يذكر فيها أن الذي رآه في المنام هو أمير المؤمنين عليه السلام، مع أن أمر التقية في ذكر الأمير مختلف كلياً عن ذكر خاتم الأولياء عليهما السلام، كما تقدم الآن.
ت‌- كما يقويه ورود رقاع متعددة هي عبارة عن نص "من العبد الذليل إلى المولى الجليل" أو مايشابه ذلك، ورقاع أخرى هي عبارة عن التوسل بالأئمة، أوبأحدهم، أو بصاحب الزمان بالخصوص، وليست هذه الرقعة المزدوجة إلا هذا وذاك، وستجد بعد قليل ختاماً في ذكر بعض هذه الرقاع.

* ولابد من الإشارة إلى الإضطراب في كثير من عبارات الرقعة المزدوجة المقترنة بالرقعة الكشمردية، إلا أن ذلك لايقدح في أصل الإهتمام بها نظراً لتأكيد الصهرشتي اشتهارها بين الأصحاب ونقله إيراد الشيخ لها في المصباحين، مما يقوي احتمال التصحيف فيها.

* ختـام في ذكر بعض رقـاع الإستغاثـة
قال العلامة المجلسي قدس سره:
1- عن الصادق عليه السلام إذا كان لك حاجة إلى الله تعالى أوخفت شيئا فاكتب في بياض بعد البسملة : اللهم إني أتوجه إليك بأحب الاسماء إليك ، وأعظمها لديك ، وأتقرب وأتوسل إليك ، بمن أوجبت حقه عليك ، بمحمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والائمة عليهم السلام - وتسميهم - اكفني كذاو كذا ، ثم تطوي الرقعة وتجعلها في بندقة طين ، وتطرحها في ماء جار أو بئر فإنه تعالى يفرج عنك.

2- وروى عن الصادق عليه السلام، أنه قال: من قَلَّ عليه رزقه، أو ضاقت معيشته، أو كانت له حاجة مهمة من أمر دنياه وآخرته، فليكتب في رقعة بيضاء ويطرحها في الماء الجاري عند طلوع الشمس، وتكون الأسماء في سطر واحد:

 بسم الله الرحمن الرحيم، الملك الحق المبين. من العبد الذليل، إلى المولى الجليل، سلام على محمد وعلي، وفاطمة والحسن والحسين، وعلي ومحمد وجعفر، وموسى وعلي ومحمد، وعلي والحسن والقائم سيدنا ومولانا صلوات الله عليهم أجمعين. رب مسني الضر والخوف، فاكشف ضري، وآمن خوفي، بحق محمد وآل محمد، وأسألك بكل نبي ووصي وصديق وشهيد، أن تصلي على محمد وآل محمد، يا أرحم الراحمين. اشفعوا لي يا ساداتي بالشأن الذي لكم عند الله، فإن لكم عند الله لَشأناً من الشأن، فقد مسني الضر يا ساداتي والله أرحم الراحمين، فافعل بي يا رب كذا وكذا.

3- ثم قال : ومنها ما يكتب أيضا على كاغذ( ورق) ويرسل في الماء .
بسم الله الرحمن الرحيم، من العبد الذليل إلى المولى الجليل، رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين، بحق محمد وآله، صل على محمد وآله واكشف همي وفرج عني غمي، برحمتك يا أرحم الراحمين

4- ثم أورد رحمه الله تعالى عن الكتاب الغروي العتيق: نسخة رقعة، تكتب ويوجه بها إلى مشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه أفضل السلام، هذا نصها:

عبدك يا أمير المؤمنين(47) - فلان بن فلان - بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين كثيراً كما هو أهله، وصلى الله على السادة الطيبين الطاهرين محمد نبيه وآله الصادقين الفاضلين، وسلم تسليماً، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وحسبنا الله ونعم الوكيل، أقوى معين، وأهدى دليل، يا مولاي وإمامي يا أمير المؤمنين، صلى الله عليك وعلى أخيك رسوله ونبيه، وابنيك السبطين الفاضلين، سيدى شباب أهل الجنة ممن خلق الله، وعرسك البتول الطاهرة الزكية، سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين، عليكم السلام. أشكو إليك يا مولاي يا أمير المؤمنين، ما أنا فيه - من كذا وكذا - وأسألك بحق مولاك عليك، وبحق أخيك محمد نبيه، صلى الله عليكما، وبحقك وموضعك من الله، وبحق أبنائك أئمة الهدى، صلوات الله عليكم أجمعين، وبحق الزهراء الطاهرة، أن تشفع لي إلى الله الكريم، في كشف ذلك، وتفريجه وإغنائي عن - كذا وكذا - وردي إلى كذا وكذا ، وأن يبارك لي في نفسي وولدي وأخي واختي وزوجتي، وما تحويه يدي، وأن يرحمني ويغفر لي، ويرضى عني ويلحقني بكم، ولا يفرق بيني وبينكم، ويميتني على طاعتكم، وموالاتي إياكم، ويخرج أولادي مؤمنين قائلين بكم، وأن يبلغني مَحَابَّي(48) في نفسي، وجميع إخواني وأن يرحمني ووالديَّ وأهلي وولدي، ويرضى عني وعنهم، ويدخل علي و(عليهم) في قبورنا الضياء والنور، والفسحة والسرور، وأن يبتدى في(49) كلما دعوت لنفسي والمؤمنين والمؤمنات. سمع الله ذلك منك في وليك، وشفعك فيه، وحشره معك، ولا فرَّق بينك وبينه، والحمد لله رب العالمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، توكلت على الحي الدائم. أُشهدك أني أوالي من والاك، وأبرأ إلى الله من أعدائك، وممن ظلمك وابتزك حقك، وقدَّم غيرك عليك، ومن قتلك، أللهم فاكتب لي هذه الشهادة. والسلام عليك ورحمة الله وبركاته، ( والسلام عليكم(50) ) أهل البيت المبارك، وحسبنا الله ونعم الوكيل.(51)

كما أورد بعدها عدداً من الرقاع وأعمال الإستغاثة، فراجع إن دهمك أمر، لتختار مايناسب الحال.
 

***

8- ملحق : قصيدة الشيخ البهائي العاملي في مدح الإمام صاحب الزمان عليه صلوات الرحمن

أورد الشيخ البهائي عليه الرحمة والرضوان، قصيدته هذه في كتابه: الكشكول. الجزء1، ص303-304 وهي كما يلي:

  ياكرامـاً صبرُنا عنهم محال ْ إنَّ حالي مـِن جفَـاكم شرُّ حـالْ
  إنْ أتى مِنْ حيِّكمْ ريحُ الشَمالْصِرتُ لا ادري يميني منِ شِمـالْ

   حبّذا ريحٌ سَرى مِن ذي سَلَمْعن رُبى نجــدٍ وسلعٍ والعَــَلمْ
   أذْهبَ الأحـزانَ عنـّا والألمْوالأماني اُدركــتْ والهـمُّ زالْ

   ياأخـِلائي بِحُزْوى والعقيـقْمايُطيـق الهجْـرَ قلبي ما يطيقْ
   هل لِمشتاقٍ إليكم من طريقْأم سدَدْتم عنه أبـواب الوِصــالْ
(52)

    لا تلوموني على فرْطِ الضّجرْليس قلبي من حديـدٍ أو حجرْ
    فاتَ مطلوبي، ومحبوبْي هَجَرْوالحشا في كلِّ آنٍ في اشتعالْ

   مَنْ رأى وجدي لسكّانِ الحُجونْقالَ ماهذا هوىً، هـذا جـنونْ
   أيها اللُّـوامُ مـاذا تبتغـونْ قلبي َ المُضنى وعقلي ذو اعتقالْ
(53)

  يانُزولاً بين جَمْعٍ والصفًّا ياكـــرامَ الحيِّ ياأهــلَ الوفـا
  كان لي قلبٌ حَمولٌ للجفاضـــاع مني بين هاتيــك التِّلالْ
(54)

   يارعـاكَ اللهُ ياريحَ الصَّبـاإنْ تَجُزْ يوماُ على وادي قُبا(55)
   سَلْ اُهَيْلَ الحيِّ في تلك الرُّباهجـرُهم هذا دلالٌ أم مـلالْ

  جيرةٌ في هجْرِنا قد أسرفــواحالُنا مِن بعـدهم لا يوصفُ
  إن جفَوْا أو واصلُوا أو أتلـفُواحبُُّهم في القلب باقٍ لا يـزالْ

 هُمْ كـرامٌ ما عليهـم مِن مزيدْمَنْ يمتْ في حُبِّهم يَمضيْ شهيدْ
 مثلَ مقتولٍ لدى المولى الحميدْأحمديَّ الخُلقِ محمـودَ الفعـالْ

  صاحبُ العصرِ الإمامُ المنتظرْمَنْ بِما يأبـاهُ لا يَجري القَـدَرْ
  حجَّـةُ اللهِ على كلِّ البشرْخَيْرُ أهلِ الأرضِ في كلِّ الخصالْ

  مَن إليه الكونُ قـد ألقى القِيـادمُجْرِيـاً أحكامـه في مـا أراد
  إن تَزُلْ عن طَوْعِهِ السبعُ الشِّدادخَرَّ منها كل سامي السَّمْك عال

  شَمْسُ أَوْجِ المَجدِ مصباحُ الظلامصَفْـوَةُ الرحمن من بين الأنام
  أَلإمـام ُ ابنُ الإمام ابنِ الإمـامقُطْبُ أفلاك المعالي والكمــال

  فاقَ أهلَ الأرضِ في عِزٍّ وجاهوارتقى في المـجد أعلى مرتقاه
  لَوْ مُلوك الأرض حَلُّوا في ذُراهكان أعلى صَفِّهم صفُّ النعـال

  ذو اقتْدارٍ إنْ يََشأْْ قَلْبَ الطِّباعْصَيَّرَ الإظلامَ طَبعـاً للشُّعــاعْ
  وارتدى الإمكانُ بُردَ الإمْتناعْقُدرةٌ مَوهوبةٌ مِنْ ذي الجــلالْ

  يا أمينَ اللهِ ياشمسَ الهدىياإمـامَ الخلقِ يابحـرَ النَّـــدى
  عَجِّلَنْ عَجِّلْ فقدْ طالَ المدىواضْمَحَلَّ الدِّيْنُ واستولى الضَّلالْ

  هاك يامولى الورى نعم المُجيرمن مُواليك البهائي الفقيــر
 مِدحةً يعنــو لمعنـاها جريرنَظئْمُها يزري على عقد اللآلْ

  ياوليَّ الأمرِ ياكهفَ الرَّجامسَّني ضُـرّ ٌوأنـت المُرتَجـَى
  والكريمُ المستجارُ المُلْتَجَىغيرُ محتـاجٍ إلى بسْطِ السـُّّؤالْ

***

9- ملحق: من قصيدة الشيخ عبد الحسين الأعسم رحمه الله، ينتدب الإمام صاجب الزمان أرواحنا فداه  (56)

 

 ســلّــِيـا بالحـديث غيرَ فؤادي
 بـيـن جـنبـيَّ جّـذوةٌ تتلظــى
 أيـن مـنـهـا الـخمود هيهات إلا
 مـُنـْيةُ النفس إن نأى عن سواد ال
 سَـهّـَدتني صـبابة غـــادرتني
 لـم يـجـد مطمعاً بها العـاذل مهما
 كيف أصغي لـعاذلي بعدما أعطـيت
 مـن لقلبي بأن يفـوز بـمـن يهـ
 حـبـَّذا ســاعة ألاقيـه فـيـهـا
 صاحبيَّ اشرحا بندبـتـه صــدري
 بـأبـي والـعزيـزِ من أهل بيتـي
 خاتمُ الأوصيا لخاتم رســل الـلـه
 طـال حمـل النوى به فـمتـى يـ
 أي يـوم يشـدو البـشـير بـمن لم
 وتلاقي عيناي مـنـه مـحيَّــاً فو
 مُصلِِتاً سيفـه لإصــلاح هذا الكون
  بِمَ يسلو عن المحب الصـادي
  مـهجتي فوق حَـِّرها الوقِّـاد
 بـلقا من لقاه أقصــى مرادي
 عين لم يـنْأ عن سُوَيْـدا الفؤاد
 مستهام الفــؤاد فـي كـل واد
 رام نـقصانها بدت بـازديــاد
 يـمنى للغـرام فضلَ قِيــادي
 ـواه بـعـد الـتـيـاعه بالبِعاد
 ما ألـَذَّ السَّلسال في قلب صـادي
 فـقـد ضاق بي فـضـا كلِّ ناد
 أفتديــه وطــارفي وتلادي
(57)
 غـوثُ الـولـيِّ حَـتْفُ المعادي
 ـا فـرج الله ساعة الميـــلاد
 يَحْلُ فـي عينـه ترنُّم شــادي
 ق عـينـيه نــور أحمـد بادي
 بـعـد امـتـلائـه بـالفـسـاد

 

10- ملحق : قصيدة ابن العرندس الشهيرة

في ترجمة الشاعر ابن العرندس، قال الشيخ الأميني رحمه الله تعالى، في كتابه الموسوعي الخالد، "الغدير":(58)
ومن شعر شيخنا الصالح رائية اشتهر بين الأصحاب أنها لم تقرأ في مجلس إلا وحضره الإمام الحجة المنتظر عجل الله تعالى فرجه، توجد برمتها في منتخب شيخناالطريحي 2 : 75 وهي :

 

 

 طـوايا نظامي في الزمان لها نـشرُ
 قـصائدُ ما خابت لـهن مـقـاصدٌ
 مـطالـعها تحكي النجومَ طوالعـاً
 عرائس تُجـلى حين تجلي قلوبَنـا
 حِسانٌ لـها حَّسانُ بالفضل شاهـدٌ
 أُنَظِّمُها نظم اللئالي وأسهر الـليالي
 فيا ساكني أرض الـطفوفِ عليكمُ
 نَشرتُ دواويـنَ الـثنا بعـد طَيَّها
 فطابق شعـري فيكمُ دمعَ ناظـري
 فـلا تَـتْهِموني بـالسُّلُِّو فإنـمـا
  فذلي بكم عزٌ وفقري بـكم غنـىً
  تَروقُ بُروقُ السُّحْبِ لي من دياركمْ
  فعيناي كالخنساء تجـري دموعها
  وقفت على الدار التي كـنتـم بها
 وقد دَرست منها الدروس وطالمـا
 وسالت عليها من دموعي سحائب
 فَراق فِراقُ الروح لي من بعد بُعدكمْ
 وقد أقلعَتْ عنها السحاب ولم يجـد
 إمامُ الهدى سبطُ النبوة والد الأئمـةِ
 إمامٌ أبوه المرتضى عَلَمُ الـهـدى
 إمامٌ بكته الإنس والجن والـسمـا
 له القبة البيضاءُ بالطف لم تـزل
 وفـيـه رسول الله قـال وقـولُه
 حُبـِي بثلاث ما أحـاط بـمثـلها
 لــه تـربـة فـيها الشفاء وقبة
 وذريـة دريـة مـنـه تـسعـة
  أيـقـتـل ظـمآنا حسين بكربلا
 ووالده الساقي على الحوض في غد
  فوالهفَ نفسي للحسين ومـا جنـى
 رمـاه بـجـيش كالـظلام قِسِيُّه
  لراياتهم نصبٌ وأسيـافِهـم جـزمٌ
  تـجـمـع فيها من طغاة أمـيـة
 وأرسلـها الـطـاغي يزيدُ ليملك
 وشـد لـهـم أزراً سليـلُ زيادها
 وأمّـَر فيهم نجل سعد لنحسه
 فلما التقى الجمعان في أرض كربلا
 فـحاطتوا به في عشر شهر محرم
 فـقـام الـفتى لـما تشاجرت القنا
 وجـال بـطرف في المـجال كأنه
 لـه أربـع للـريح فيـهـن أربع
 ففـرق جـمـع القوم حتى كأنـهم
 فأذكرهم ليلَ الهرير فأجمع الكلاب
 هنـاك فدتـه الصالـحون بأنفس
 وحادوا عن الكفار طوعاً لنصـره
 ومـدوا إليـه ذُبـَّلاً سَمْـهَرِيـَّةً
 فـغـادره في مارق الحرب مارقٌ
 فمال عن الطرف الجواد أخو الندى
 سِنـانُ سَنانٍ خارقٌ منه في الحشا
 تـجـرُّ عليه الـعاصفـات ذيولَها
 فرجَّت له السبع الطباق وزُلزلـت
 فيـا لك مـقتولاً بكته السماء دمـاً
 ملابسه في الحرب حُمرٌ من الدمـا
 ولهفي لزين الـعابدين وقد سـرى
 وآل رسول الله تسبـى نساؤهـم
 سبـايـا بـأكوار المطايا حواسراً
 ورملةُ في ظل القصور مَصُـونَـةٌ
 فـويل يزيد من عـذاب جـهنـم
 مـلابسـها ثوب من الـسم أسـود
 تـنادي وأبصار الأنـام شواخـص
 وتـشكـو إلى الله الـعلي وصوتُها
 فـلا ينطق الطاغي يزيد بما جـنى
 فيؤخذ منه بالقـصاص فيحرم النعيم
 ويشدو له الشادي فيطر بـه الـغنـا
 فذاك الغنا في البعث تصحيـفه العنا
 أيـقرع جهلاً ثغر سبط مـحـمـد
 فـليـس لأخـذ الثـار إلا خـليفة
 تـحـف بـه الأملاك من كل جانب
 عـوامـلـه في الدار عين شوارع
 تـظـلـلـه حـقـا عتمامـة جده
 مـحـيـط عـلى علم النبوة صدره
 هو ابن الإمام العسكري محمدٍ التقيُّ
 سلـيـل عـلي الهادي ونجل محمد
 علي الرضا وهو ابن موسى الذي قضى
 وصـادق وعـد إنـه نـجل صـادق
 وبـهـجـة مـولانـا الإمـام محمد
 سـلالـة زيـن الـعابدين الذي بكى
 سليل حسين الفاطمي وحيدر الوصي
 له الحسن المسموم عـم فـحبذا الإمام
 سمـيُّ رسـول الله وارثُ علـمـه
 هـم النـور نور الله جـل جـلالـه
 مـهـابط وحي الـلـه خـزان علمه
 وأسمـاؤهـم مـكتوبـة فوق عرشه
 ولـولاهتم لتم يـخلق الـلـه آدمـا
 ولا سطحت أرض ولا رفـعت سما
 ونـوح بـه في الفلك لما دعا نـجـا
 ولـولاهم نار الخليل لـمـا غـدت
 ولـولاهـم يـعقوب ما زال حـزنه
 ولان لـداود الـحديـد بسـرِّهـم
 ولـمـا سلـيمـان البساط به سرى
 وسخـرت الـريح الرُّخاء
(59) بأمره
 وهم سر موسى والعصا عندما عصى
 ولـولاهـم متا كان عيسى بن مريم
 سرى سـرهمْ في الكائنات وفضلهم
 عـلا بـهم قدري وفخري بهم غلا
 مصابـكـم يا آل طـه ! مصـيبة
 سأندبكم يا عدتـي عـنـد شدتـي
 عرائس فكر الصالح بن عـرندس
 وكيف يحيط الواصفون بـمدحـكـم
 ومولدكم بطحـاء مكـة والـصفــا
 جـعلـتـكـم يوم المعـاد وسيـلتي
 سيُبلـي الـجديدان الـجديدَ وحـبُّكم
 عليكمْ سلام الـلـهِ مـا لاح بـارقٌ
 يعـطِّرُها من طِيبِ ذكـراكمُ نَشْـرُ
 بواطنـها حمـدٌ ظواهـرُها شـكر
 فأخلاقـها زُهرٌ وأنـوارهـا زَهـر
 أكـاليـلُهــا درٌّ وتيـجانـها تـِبر
 على وجهـها تبر يزان بهـا التـبـر
 ليحيى لي بهـا وبـكــــم ذكـر
 سـلامَ محـــبِّ ما له عنكم صبر
 وفي كل طِرسٍ مـن مديحي لكم سطر
 فمُبيَضُّ ذا نظــمٌ ومُـحمـرُّ ذا نثر
 مواعيد سلــواني وحقكــم الحشر
 وعسري بكم يسر وكسري بكم جـبر
 فينهلُّ من دمعي لبـارقهـا الـقَـطر
 وقلبي شديدٌ فـي محبتـكم صـخـر
 فمغنـــاكمُ من بعد معنـاكمُ قـفتر
 بهـا دُرِسَ العلـم الآلهـي والـذكـر
 إلى أن تَرَوَّى الـْبـانُ بالدمعِ والسِّدرُ
 ودار برسم الـدار فـي خاطري الفكر
 ولا در من بعد الـحسين لـهــا در
 ربُّ الـنهي مولـىً لــــه الأمر
 وصيُّ رسول الله والصُّــنْوُ والصِّهرُ
 ووحش الفــلا والطير والبر والبحر
 تطوف بهـــا طوعاً ملائكــةٌ غُر
 صحيحٌ صريحٌ ليس في ذلكــمْ نُكْرُ:
 وليٌّ فمَن زيد هنـاك ومـن عمرو ؟
 يجاب بهـا الداعي إذا مسه الضــر
 أئمـة حـــق لا ثمــان ولا عشر
 وفي كل عضو من أناملـــه بحر ؟
 وفاطمةٌ ماء الفرات لهـــا مَـهـرُ
 عليه غَداةَ الطــف في حربه الشمر
 الأهلة والخرصــان أنجمــه الزهر
 وللنقع رفعٌ والرمــــاح لها جَرُّ
 عصابـة غدرٍ لا يقوم لهـــا عذر
 ال‍ـعراق وما أغنته شـامٌ ولا مصر
 فحَــل به من شَدِّ أزرهــم الوزر
 فما طال في الري اللعين لـه عمـر
 تباعــد فعل الخير واقترب الـشر
 وبيضُ المواضي في الأكف لها شَمر
 وصال وقد أودى بمهجتـــه الحَر
  دجى الليل في لألآء غرتــه الفجر
  لقد زانه كَرٌّ و ما شانــــه الفَرُّ
  طيــورٌ شَتَّ شملَهم الصقـــر
 على الليــث الهِزبْرِ وقـد هَـرُّوا
 يضاعـف في يوم الحساب لها الأجر
 وجـــاد له بالنفس من سعده الحر
 لطول حيــاة السبط في مدها جَزْرُ
 بسهمٍ لنحر السبطِ من وقعـــهِ نحر
 الجوادُ قتيلاً حـوله يَـصْـَهلُ المهر
 وصارمُ شمرٍ في الوريــد له شَـمر
 ومن نسج أيدي الصافنـات له طِمْر
 رواسي جبالِ الأرض والْتـطمَ البحر
 فمغبر وجه الأرض بالـــدم محمر
 وهن غداة الحشرمن سـنـدس خضر
 أسيراً علـيلاً لا يُفَـــــكُّ له أسر
 ومِنْ حَوْلِـــهِنَّ السترُ يُهتك والخِدر
 يلاحظهن العبـــد في الناس والحر
 يُناط على أقراطـــها الـدُّرُّ والتِّبْرُ
 إذا أقبلت في الحشر فاطمـــة الطهر
 وآخر قان من دم الســــبط محمر
 وفي كل قلب من مهابتــــها ذعر
 عليٌّ ومولانــــا عليٌّ لهـا ظهر
 وأنى له عـذر ومِن شأنه الغــدر؟
 ويخلى في الجحيـــم له (قـعـر)
 ويسكب في الكاس النضــار له خمر
 وتصحيف ذاك الخمر فـي قلبه الجمر
 وصاحب ذاك الثغر يُحمى بـه الثغر ؟
 يكون لكسر الدين من عدلـــه جَبر
 ويقدمه الإقبـــــال والعز والنصر
 وحاجبه عيسى وناظـــره الخضر
 إذا ما ملوك الصيـد ظللــها الجبر
 فطوبى لعلم ضمه ذلـك الصـــدر
 النقيُّ الطاهر العَلَـــــمُ الـحَبـْر
 الجواد ومن في أرض طوس لـه قبر
 فـفاح على بغداد مـن نشره عـطـر
 إمام بـــــه في العلم يفتخر الفخر
 إمامٌ لعلم الأنبياء لـــــــه بقر
 فمن دمعـــه يبس الأعاشيب مخضر
 فمن طهر نـمـى ذلـك الطـــهر
 الذي عم الــورى جوده الـغَـمـْر
 إمامٌ على آبائــــــه نزل الذكر
 هم التين والزيتون والشفــع والوتر
 ميامين في أبياتهـــــم نزل الذكر
 ومكنونـة من قبل أن يُخلـق الــذر
 ولا كان زيد في الأنـام ولا عمــرو
 ولا طلعـت شـمس ولا أشـرق البدر
 وغيض بـه طوفانه وانقضى الأمـر
 سلامـاً وبرداً وانطفــى ذلك الجمـر
 ولا كان عن أيـوب ينكشـف الضـر
 فقدَّر في سَرْدٍ يحير بـــه الفـكـر
 أُسيلت له عين يفيـض لـه القِـطـر
 فغَدوتها شهرٌ وروحتـــها شـهـر
 أوامـره فـرعون والتُقِفَ الـسحـر
 لعازر من طي اللــحـود لـه نشر
 وكل نبي فيـــه من سرهـم سـر
 ولولاهم ما كان في الناس لـي ذكـر
 ورزء على الاســلام أحدثه الكفـر
 وأبكيكم حزنا إذا أقبــــل العشـر
 قبولكمُ يا آل طـه لهـــا مـهـر
وفي مدح آيــات الكتاب لكم ذكـر؟
 وزمزم والبيـــت المحرم والحـجر
 فطوبى لمن أمسى وأنتـــم له ذخـر
 جديدٌ بقلبي ليس يُخلِقـــه الـدهـر
 وحلت عقـود المُزْنِ وانتشر القَـطْـر

 


هوامش
(1) السيد ابن طاوس، الإقبال 314
(2) آقا بزرگ الطهراني، الذريعة - ج 8 ص 193
(3) المصدر 13/246
(4) الشيخ آقا بزرك، الذريعة13/260-261.
(5) الذريعة - آقا بزرگ الطهراني ج 18/ 54- 55
(6) من مقدمة : المجدي في أنساب الطالبيين، لعلى بن محمد العلوي. تقديم: المرجع المقدس السيد المرعشي رضوان الله عليه. ص41.
(7) بحار الأنوار - العلامة المجلسي ج 104 ص 121-123
(8) المجلسي، البحار91/3- 5
(9) قال الشيخ آقا بزرك في الذريعة 8 /193 " الشيخ محمد بن جعفر بن على بن جعفر المشهدي الحائري في كتابه المعروف بمزار محمد بن المشهدي. وكان هذا المؤلف معاصراً ومقارباً في العمر مع السيد ابى المكارم حمزة بن على بن زهرة الحسينى الحلبي المولود في رمضان ( 511 ) والمتوفى ( 585 ) ".
(10) محمد بن المشهدي، المزار671 . وانظر: الكلم الطيب / 50 وعمدة الزائر / 131 .
(11) المجلسي، البحار99/234. وانظر: الكفعمي، المصباح 404-405 ( ط: الأعلمي، بيروت 1403ه 1983 م ).
(12) الرقعة قطعة صغيرة، من ورق أو جلد أو مايكتب عليه، وقد يعبر عنها بالقصة لأنها قصاصة كتب عليها، وبهذا يتضح سبب تعبير الكفعمي وغيره : القصة الكشمردية، وهم يقصدون الرقعة.
(13) كان من عمال الخليفة العباسي، المكتفي، على ماذكره الطبري في تاريخه8/ 236 وابن الأثير، الكامل 6/420 وغيرهما، وقد صرح المسعودي بأنه من " الوجوه" انظر: التنبيه والإشراف330، ويدل على تقدم موقعه الإجتماعي - بالإضافة إلى ماستجد في القصة- خصوصاً تعبير: "من وجوه الأولياء" والمراد به بحسب السياق والرائجِ في زمن العباسيين: المقربون منهم- ما أورده عن كيفية سجنه، القاضي التنوخي في الفرج بعد الشدة1/187، كما يأتي.
(14) أنظر: الشيخ الصدوق، كمال الدين وتمام النعمة443 و495
(15) تقدم أن اسمه الكامل أحمد بن محمد بن كشمرد، والنسبة إلى الجد شائعة بين الرجاليين وغيرهم.
(16) قال الحموي: " الهبير: بفتح أوله، وكسر ثانيه قال أبو عمرو : الهبير من الأرض أن يكون مطمئناً وما حوله أرفع منه، والهبير على قول ابن السكيت: المطمئن في الرمل، والجمع أهبرة ".." والهبير : رمل زَرُود في طريق مكة، كانت عنده وقعة ابن أبي سعيد الجنابي القرمطي بالحاج يوم الاحد لاثنتي عشرة ليلة بقيت من المحرم سنة 312 قتلهم وسباهم وأخذ أموالهم". الحموي،معجم البلدان5/392.
(17) قال الزركلي: "أبو الهيجاء ( 000 - 382 ه‍ = 000 - 992 م ) حرب بن سعيد بن حمدان بن حمدون التغلبي : أمير ، هو أخو أبي فراس ( الحارث ) اشتهر بالكرم والشجاعة . ورثاه الشريف الرضي بقصيدة أولها: رجونا ( أبا الهيجاء ) إذ مات حارث  فمذ مضيا لم يبق للمجد وارث ". خيرالدين الزركلي،الأعلام/ 173
(18) القائد القرمطي الشهير: يأتي في نص ابن كثير: " القرمطي أبو طاهر الحسين بن أبي سعيد الجنابي لعنه الله ".
(19) في هامش مصباح الكفعمي، أن آية العرش هي الآيات 54و55 و56 من سورة الأعراف، وهي المعروفة بآية السخرة، وهي:" إن ربكم الله الذي خلق السموات 124 والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والامر تبارك الله رب العالمين ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين ، ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفا وطمعا إن رحمة الله قريب من المحسنين.
وقال المجلسي رحمه الله : " بيان : الكتلة بالضم من التمر والطين وغيره، ما جمع، ذكره الفيروز آبادي، وآية العرش لعلها آية السخرة كما صرح به في البلد الامين ، وذكر فيه هاتين الرقعتين مثل ما ذكرنا، وقد أسلفناهما في كتاب الدعاء في أبواب أدعية الحاجات بأسانيد، مع تفيسيرات وزيادات، مع ساير رقاع الاستغاثات ". البحار99/235. أقول: لم أجد الرقعة ولا ما يتعلق بها في البلد الأمين.

(20) تختلف صيغة الرقعة هنا يسيراً، عما ورد في " الإستغاثة" من هذا الكتاب، لأن ما ذكر هناك منقول من مصباح الكفعمي، كما مرت الإشارة هناك.
(21) قال الزركلي، في الأعلام: " ( 000 - 320 ه‍ = 000 - 932 م ) داود بن حمدان بن حمدون التغلبي العدوي : من أمراء بني حمدان، ومن أشجع الناس، يضرب المثل بشجاعته،. كان قد رباه مؤنس ( قائد جيش المقتدر العباسي ) فلما امتنع مؤنس على المقتدر حاربه بنو حمدان، وفي جملتهم داود، فأصابه سهم فقتله ". الأعلام - خيرالدين الزركلي ج 2 ص 332 وفي هامش المصدر، عن : الكامل لابن الاثير : حوادث سنة 320 وفيه من أبيات لأحد الشعراء، يهجو أميراً : ( لو كنت في ألف ألف كلهم بطل مثل المجفجف داود بن حمدان ، لكنت أول فَرَّارٍ إلى عدن  إذا تحرك سيف في خراسان ! انتهى.
وقال الحموي في معجم البلدان ج 2 ص 515 :
دير سعيد : بغربي الموصل قريب من دجلة حسن البناء واسع الفناء وحوله قلالي كثيرة للرهبان، وهو إلى جانب تل يقال له تل بادع، يكتسي أيام الربيع طرائف الزهر، وكانت عنده وقعة بين مونس الخادم وبين بني حمدان ، وفيها قتل داود بن حمدان سنة 320. اه.
وقد أورد القرطبي في صلة تاريخ الطبري ص 118 تفصيل مقتله.

(22) يلاحظ هنا أن وفاة داود بن حمدان" أبي وائل" هي بحسب الحموي والزركلي قبل هذا المجلس بسنتين، ولعل السبب عدم ضبط التاريخ من أبي المفضل كما عيب عليه في غير هذا" أنظر الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد3/86 كما يأتي في ترجمة أبي المفضل، أو أن وفاة أبي وائل بعد هذا التاريخ؟
(23) لم أعثر على ترجمته رغم تعدد المحاولات، علماً بأن مهمة توثيقه تنحصر فائدتها في بيان طريقة إيصال ابن كشمرد الرقعة إلى البحر، بالإضافة إلى نجاته هو أي البندقي بما كتب.
(24) في المصدر " كتبتي"
(25) في المصدر "ما"
(26) من هنا يبدأ كلام الصهرشتي صاحب " قبس المصباح "، فهو بعد أن سرد قصة الرقعة الكشمردية، بدأ بالتعليق على الرقعة التي تضمنتها.
(27) يتابع الصهرشتي، فهو بمكانته العلمية المتميزة، وتتلمذه على الشيخ الطوسي، والسيد المرتضى، كما يأتي قريباً، خبير بالروايات، وبالمتداول آنذاك بين الأصحاب، وبما أورده الشيخ الطوسي في المصباح الكبير، والمصباح الصغير وغيرهما.
(28) في المصدر للظنون.
(29) كذا في المصدر ولعله : بما ألم َّ من الظنون.
(30) المجلسي، البحار 91/23-29.
(31) قال السيد بحر العلوم: ". وذكر الشيخ الثقة الجليل علي بن عبيد الله بن بابويه القمى : هذا الشيخ في ( فهرسته ) الموضوع للرجال المتأخرين عن الشيخ الطوسى - رحمهم الله - وقال فيه : " الشيخ الثقة أبو الحسن سليمان بن الحسن بن سليمان الصهرشتي فقيه، وجه، دين، قرأ على شيخنا الموفق أبي جعفر الطوسي، وجلس في مجلس درس سيدنا ( المرتضى ) علم الهدى ". الفوائد الرجالية 2/41-42 وجاء في هامش: الفوائد الرجالية للسيد بحر العلوم ج 2 ص 40-42 مايلي:
هو نظام الدين أبو الحسن سليمان بن الحسن ( الصهرشتي ) ، كان عالماً كاملاً، فقيهاً، وجهاً، ديناً، ثقة، شيخاً من شيوخ الشيعة، ومن أعاظم تلامذة السيد المرتضى، والشيخ الطوسي . ويروي عنهما، وعن الشيخ المفيد، وأبي يعلى محمد بن الحسن بن حمزة الجعفري، وأبى الحسين أحمد بن علي الكوفي النجاشي، وأبي الفرج المظفر بن علي بن حمدان القزويني، وأبي المفضل الشيباني، والشيخ أبي عبد الله الحسين بن الحسن بن بابويه ابن أخي الصدوق، والشيخ أبي الحسن محمد بن الحسين الفتال، ويروي عنه الشيخ حسن بن الحسين بن بابويه المعروف ب‍ ( حسكا ) . له كتب عديدة، منها - قبس المصباح في الأدعية - وهو مختصر مصباح . المتهجد للشيخ الطوسي ، إصباح الشيعة بمصباح الشريعة، التبيان في عمل شهر رمضان، نهج المسالك إلى معرفة المناسك، البداية، النفيس في الفقه، التنبيه، النوادر، المتعة، شرح نهاية الشيخ الطوسي، شرح مالا يسع جهله، عمدة الولي والنصير في نقض كلام صاحب التفسير، وهو القاضي أبو يوسف القزويني،. وله الإنفرادات بالفتوى، ويشير الشهيد - قدس سره - إلى بعض فتاويه وخلافاته في الفروع الفقهية في كتبه ككتاب ( الذكرى ) و ( غاية المراد ) في مبحثي منزوحات البئر، وزكاة الغنم. ويذكر - ذلك عنه - المحقق في ( المعتبر ) في منزوحات البئر . و ( صهرشت ) - بكسر الصاد وسكون الهاء وفتح الراء وسكون الشين - : لعله نسبة الى ( صهرشت ) من بلاد ( الديلم ) . ترجم له عامة المعاجم الرجالية ، ك‍ ( رياض العلماء ) للميرزا عبد الله أفندي - مخطوط - و ( روضات الجنات : ص 302 ) و ( فهرست منتجب الدين ) الملحق بآخر أجزاء ( البحار : ص 6 ) و ( معالم العلماء لابن شهر اشوب : 56 ) طبع النجف و ( منتهى المقال : ص 153 ) و ( أمل الآمل : ص 45 ) و ( تنقيح المقال : ج 2 ص 56 ) و ( المقابيس : ص 12 ) و ( الكنى والالقاب للشيخ عباس القمي : ج 2 ص 40 ) طبع النجف الأشرف، وغيرها كثير". وانظر: الكنى والألقاب2/434

(32) المجلسي، البحار9132. أورد كلام الصهرشتي في النجاشي، الذي يعتمده الرجاليون في حديثهم حول النجاشي.
(33)قال السيد بحر العلوم، في الفوائد الرجالية2/41-42: "* قال شيخنا العلامة المجلسي - الخال - قدس سره - : " وكتاب قبس المصباح من مؤلفات الشيخ الفاضل أبي الحسن سليمان بن الحسن الصهرشتي - من مشاهير تلامذة شيخ الطائفة - في الدعاء ، وهو يروي عن جماعة منهم - أبو يعلى محمد بن الحسن بن حمزة الجعفري ، وشيخ الطائفة وأبو الحسين أحمد بن علي الكوفي النجاشي ، وأبو الفرج المظفر بن علي بن حمدان القزويني - عن الشيخ المفيد - رضي الله عنهم أجمعين.
وقال المحدث النوري: " قبس المصباح ، للشيخ الثقة الفقيه نظام الدين أبي الحسن، أو أبي عبد الله سلمان بن الحسن بن سلمان الصهرشتي، العالم الجليل، المعروف المنقول فتاويه في كتب الأصحاب، صاحب كتاب إصباح الشيعة بمصباخ الشريعة، وكتاب التبيان في عمل شهر رمضان، ونهج المسالك إلى معرفة المناسك، وشرح النهاية، وكتاب النفيس، وكتاب المتعة، وكتاب النوادر، وغيرها. قرأ على علم الهدى، والشيخ ( رحمه الله ) والقبس المذكور ملخص من المصباح الكبير، مع ضم فوائد كثيرة جليلة إليه ". خاتمة المستدرك3/179.
وفي مقدمة البحار1/15: " قبس المصباح ، للشيخ الثقة الفقيه نظام الدين أبي الحسن، أو أبي عبد الله سلمان بن الحسن بن سلمان الصهرشتي، العالم الجليل، المعروف، المنقول فتاويه في كتب الأصحاب، صاحب كتاب إصباح الشيعة بمصباخ الشريعة، وكتاب التبيان في عمل شهر رمضان، ونهج المسالك إلى معرفة المناسك، وشرح النهاية، وكتاب النفيس، وكتاب المتعة، وكتاب النوادر، وغيرها. قرأ على علم الهدى والشيخ ( رحمه الله ) والقبس المذكور ملخص من المصباح الكبير، مع ضم فوائد كثيرة جليلة إليه". وفي ص31: " وكتاب قبس المصباح قد عرفت جلالة مؤلفه".
وقد استوفى الكلام حول قبس المصباح ومؤلفه والخلاف في اسمه الشيخ الجليل المحقق آقا بزرك في الذريعة2/118 عند الكلام حول: "إصباح الشريعة". وقد ذكر الشيخ آقا بزرك في ج17/30 أنه رأى نسخة من كتاب قبس الإصباح في تلخيص المصباح " للشيخ نظام الدين سليمان بن الحسن الصهرشتي، تلميذ علم الهدى وشيخ الطائفة، وصاحب ( إصباح الشيعة ) كما مر، وقد لخص فيه ( مصباح المتهجد ) في أعمال السنة والزيارات لشيخه الشيخ الطوسي، مع ضم فوائد أخرى من عنده ".." في خزانة السيد مهدي بن أحمد آل حيدر الكاظمي. قال:، ومما رأيت فيه أنه يروى فيه عن الشيخ أبي الحسن أحمد بن علي بن أحمد النجاشي الصيرفى، المعروف بابن الكوفي، صاحب كتاب ( الرجال ) المعروف باسمه المتوفى 450 . ".
وقد ذكر الحموي في معجم البلدان في" صهرجت" كتاب " فبس المصباح " وأنه تلخيص مصباح المتهجد، إلا أنه ذكر اسم مؤلفه" أبو الفرج".
وقال الحموي في معجم البلدان3/436: " صهرجت : قريتان بمصر متاخمتان لمنية غمر شمالي القاهرة، معروفتان بكثرة زراعة السكر، وتعرف بمدينة صهرجت بن زيد ، وهي على شعبة النيل، بينها وبين بنها ثمانية أميال، ينسب إليها أبو الفرج محمد بن الحسن البغدادي من فقهاء الشيعة، له كتاب سماه قبس المصباح، لعله اختصره من مصباح المجتهد( كذا ) للطوسي ، وله شعر وأدب.. ".

(34) أنظر: الأمالي- الشيخ الطوسي ص 445 و ص 473، وربما قيل إن الشيخ أبا علي ابن الشيخ الطوسي يروي عنه. أنظر: بحار الأنوار - العلامة المجلسي ج 34 ص 56 وانظر: بشارة المصطفى- محمد بن علي الطبري ص 217 ولكن الصحيح أنه يروي عن أبيه عنه. أنظر: السيد ابن طاوس: اليقين386.
(35) بشارة المصطفى- محمد بن علي الطبري ص 217 وعنه: المحدث النوري، المستدرك10/182 ومقدمة: الأمالي- الشيخ الطوسي ص 12 وانظر أيضاً: - بحار الأنوار - العلامة المجلسي ج 34 ص 56 ، و بحار الأنوارج 79 ص 122 وفي بحار الأنوار ج 10 ص 138، (الصقال(الصفار).
(36) أنظر: هامش الرسائل التسع، للمحقق الحلي 191، وهامش الإستبصار للشيخ الطوسي1/36، والمحدث النوري، خاتمة المستدرك3/161 والبحراني، حلية الأبرار1/133، وفي مقدمةالفهرست للشيخ ص11: " أبو الحسن الصفار، عده العلامة في الإجازة من مشايخه، وصرح به نفسه في اواخر أماليه ايضاً . وتقدم عن البحار 10/138" الصقال( الصفار).
(37) جاء في هامش البحار50/135-136 مايلخص ماورد في العديد من الكتب الرجالية حوله، وهو كما يلي:" أبو المفضل محمد بن عبد الله بن محمد بن عبيدالله بن البهلول بن همام بن المطلب بن همام بن بحر بن مطر بن مرة - الصغرى - بن همام بن مرة - وكان سيدهم في الجاهلية - بن ذهل بن شيبان . قال النجاشي : سافر في طلب الحديث عمره، أصله كوفي، وكان في أول أمره ثبتاً ثم خلط، ورأيت جل أصحابنا يغمزونه ويضعفونه، رأيت هذا الشيخ وسمعت منه كثيراً ثم توقفت عن الرواية عنه إلا بواسطة بينى وبينه. وقال صاحب الذريعة : ولما كانت ولادة النجاشي سنة 372، وكان عمره يوم وفاة أبى المفضل خمس عشرة سنة، احتاط أن يروى عنه بلا واسطة بل كان يروى عنه بالواسطة كما صرح به فلا وجه حينئذ لدعوى أن توقف النجاشي كان لغمز فيه
وقال ابن الغضائري: وضاع كثير المناكير، رأيت كتبه وفيها الأسانيد من دون المتون والمتون من دون الأسانيد، وأرى ترك ما ينفرد به. وقال الخطيب البغدادي : نزل بغداد وحدث بها عن محمد بن جرير الطبري ومحمد بن العباس اليزيدى وأمثالهم وعن خلق كثير من المصريين والشاميين . . . وكان يضع الحديث للرافضة ويملى في مسجد الشرقية حدثنى القاضى أبو العلاء الواسطي قال : كان أبو المفضل حسن الهيئة جميل الظاهر ، نظيف اللبسة، كان مولده سنة 297 ووفاته سنة 387 . اه. وانظر: الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد3/86
وفي هامش: الكليني والكافي، أورد الشيخ الغفاري مايلي: " قال السيد البروجردي قدس سره : " . . . وروى عنه جماعة من العامة والخاصة، وحكي أنه ناقشه العامة في حديث عن أحمد بن محمد بن عيسى بن العراد الكبير سماعاً عنه في سنة 310 ه‍ فكذبوه ، وقالوا : مات ابن العراد الكبير قبل ذلك، وأبطلوا رواياته "  ثم قال السيد قدس سره: " فكأنه كان تضعيفه والغمز عليه سرى من العامة، أو اطلعوا على أمر آخر، وما ذكره العامة لا يوجب ضعفاً لاحتمال السهو في مثل هذه الخصوصيات، والله العالم ". الشيخ عبد الرسول الغفاري، الكليني والكافي198
* وليلاحظ أن السيد الخوئي في معجمه مع تضعيفه لأبي المفضل، قد فرق بين أن يروي النجاشي عن أبي المفضل بصيغة حدثنا أو أخبرنا، وبين أن يروي عنه بصيغة قال، وقدم السيد أدلة واضحة على ذلك. أنظر: الخوئي، معجم رجال الحديث17/261-262

(38) جاء في مقدمة كتابه " التمحيص" ص16: " ويظهر من الأخبار أنه كانت للمترجم له صحبة لنواب الإمام الحجة المنتظر عجل الله فرجه الشريف، وهذه منزلة ليس فوقها رتبة، فقد نال بها القدح المعلى، وحاز قصب السبق. ومما يدل على علو منزلته، وسمو مرتبته بين الأصحاب، ما ذكره السيد ابن طاووس في " جمال الأسبوع " حيث قال : أخبرنا جماعة عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري : أن أبا علي محمد بن همام أخبره بهذا الدعاء، وذكر أن الشيخ أبا عمروالعمري - قدس الله روحه - أملاه عليه، وأمره أن يدعو به، وهو الدعاء في غيبة القائم من آل محمد عليه وعليهم السلام". انتهى. بتصرف يسير. أنظر: جمال الأسبوع315 ، وقد أورد هذه الرواية الشيخ الصدوق، كمال الدين وتمام النعمة 512 والشيخ الطوسي في مصباح المتهجد411.
ويكفي في جلالة قد الشيخ الجليل أبي علي بن همام، ما أورده الشيخ الطوسي في غيبته وهو قوله: "
" وأخبرني الحسين بن إبراهيم عن ابن نوح، عن أبي نصر هبة الله بن محمد قال: حدثني خالي أبو إبراهيم جعفر بن أحمد النوبختي، قال : قال لي أبي أحمد بن إبراهيم، وعمي أبو جعفر عبد الله بن إبراهيم، وجماعة من أهلنا، يعني بني نوبخت: أن أبا جعفر العمري لما اشتدت حاله، اجتمع جماعة من وجوه الشيعة، منهم أبو علي بن همام، وأبو عبد الله بن محمد الكاتب، وأبو عبد الله الباقطاني، وأبو سهل إسماعيل بن علي النوبختي، وأبو عبد الله بن الوجناء، وغيرهم من الوجوه ( و ) الأكابر، فدخلوا على أبي جعفر ( رض ) فقالوا له : إن حدث أمر فمن يكون مكانك؟ فقال لهم: هذا أبو القاسم الحسين بن روح بن أبي بحر النوبختي القائم مقامي، والسفير بينكم وبين صاحب الأمر عليه السلام والوكيل [ له ] والثقة الأمين، فارجعوا إليه في أموركم وعولوا عليه". الشيخ الطوسي،الغيبة- ص 371

(39) التنبيه والإشراف- المسعودي ص 325
(40) المصدر330
(41) القرطبي، صلة تاريخ الطبري 82. بتصرف يسير.
(42) إبن كثير، البداية والنهاية 11/ 170
(43) كان الحجاج قد أدوا مناسكهم عام 311 وكان الهجوم عليهم في محرم عام 312 فلاحظ.
(44) فيد: اسم مكان.
(45) إبن الأثير، الكامل ج : 7 ص : 17 ( مكتبة التاريخ والحضارة، قرص ممغتط).
(46) الفرج بعد الشدة - ج 1 ص 187
(46-1) أنظر: إبن عنبة، عمدة الطالب 238، والذهبي، سير أعلام النبلاء 13/482، والطبري، تاريخه 8/222، وفيه ذكر ابن كشمرد بالإسم، وفي ص: 228 التمثيل بصاحب الشامة
(46-2) أنظر: الزركلي، الأعلام 2/238
(47) لاحظ أنه يأتي في النص: وأسألك بحق مولاك عليك.
(48) أي الأمور التي أحبها.
(49) كذا، ولعله وأن يبتدي فيَّ، ولم أجده في مصدر آخر لأضبطه عليه.
(50) زيادة لتكتمل العبارة
(51) بحار الأنوار - العلامة المجلسي ج 99 ص 235 -237
(52) قال الحموي: حُـزْوَى: : بضم أوله، وتسكين ثانيه، مقصور: موضع بنجد في ديار تميم، وقال الأزهري : جبل من جبال الدهناء مررت به، وقال محمد بن إدريس بن أبي حفصة : حزوى باليمامة، وهي نخل بحذاء قرية بني سدوس، وقال في موضع آخر: حزوى من رمال الدهناء، وأنشد لذي الرمة : خليلي عوجا من صدور الرواحل، بجمهور حزوى فابكيا في المنازل. لعل انحدار الدمع يعقب راحة إلى القلب، أو يشفي نجي البلابل. معجم البلدان - ج 2/255
وقال: العقيقق: : بفتح أوله، وكسر ثانيه، وقافين بينهما ياء مثناة من تحت، قال أبو منصور: والعرب تقول لكل مسيل ماء شقه السيل في الأرض، فأنهره ووسعه عقيق، قال : وفي بلاد العرب أربعة أعقة، وهي أودية عادية شقتها السيول، وقال الأصمعي : الأعقة: الأودية، قال: فمنها عقيق عارض اليمامة : وهو واد واسع مما يلي العرمة، يتدفق فيه شعاب العارض، وفيه عيون عذبة الماء، قال السكوني : عقيق اليمامة لبني عقيل، فيه قرى ونخل كثير، ويقال له عقيق تمرة، وهو عن يمين الفرط، منقطع عارض اليمامة في رمل الجزء، وهو منبر من منابر اليمامة، عن يمين من يخرج من اليمامة يريد اليمن، عليه أمير، وفيه يقول الشاعر: تربع ليلى بالمضيح فالحمى * ونحفر من بطن العقيق السواقيا، ومنها عقيق بناحية المدينة، وفيه عيون ونخل، وقال غيره: هما عقيقان : الأكبر، وهو مما يلي الحرة، ما بين أرض عروة بن الزبير، إلى قصر المراجل، ومما يلي الحمى، ما بين قصور عبد العزيز بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمرو بن عثمان، إلى قصر المراجل، ثم اذهب بالعقيق صعداً إلى منتهى البقيع، والعقيق الأصغر: ما سفل عن قصر المراجل إلى منتهى العرصة، وفي عقيق المدينة يقول الشاعر: إني مررت على العقيق، وأهله * يشكون من مطر الربيع نزورا . ما ضركم إن كان جعفر جاركم * أن لا يكون عقيقكم ممطورا ؟ وإلى عقيق المدينة ينسب محمد بن جعفر بن عبد الله بن الحسين الأصغر ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب المعروف بالعقيقي، له عقب وفي ولده رياسة، ومن ولده أحمد بن الحسين بن أحمد بن علي بن محمد العقيقي أبو القاسم، كان من وجوه الأشراف بدمشق، ومدحه أبو الفرج الواوا، ومات بدمشق لأربع خلون من جمادى الأولى سنة 378 ودفن بالباب الصغير، وفي هذا العقيق قصور ودور ومنازل وقرى، قد ذكرت بأسمائها في مواضعها من هذا الكتاب، وقال القاضي عياض: العقيق واد عليه أموال أهل المدينة، وهو على ثلاثة أميال أو ميلين، وقيل ستة، وقيل سبعة، وهي أعقة، أحدها عقيق المدينة عق عن حرتها أي قطع، وهذا العقيق الأصغر، وفيه بئر رومة، والعقيق الأكبر بعد هذا وفيه بئر عروة، وعقيق آخر أكبر من هذين، وفيه بئر على مقربة منه: وهو من بلاد مزينة، وهو الذي أقطعه رسول الله، صلى الله عليه( وآله ) وسلم، بلال بن الحارث المزني ثم أقطعه عمر الناس، فعلى هذا يحمل الخلاف في المسافات، ومنها العقيق الذي جاء فيه: إنك بواد مبارك ، هو الذي ببطن وادي ذي الحليفة، وهو الاقرب منها..". معجم البلدان 4/ 138

(53) قال الحموي: "..الحجون : جبل بأعلى مكة عنده مدافن أهلها، وقال السكري : مكان من البيت على ميل ونصف، وقال السهيلي : على فرسخ وثلث، عليه سقيفة آل زياد بن عبيدالله الحارثي، وكان عاملاً على مكة في أيام السفاح وبعض أيام المنصور، وقال الأصمعي : الحجون هو الجبل المشرف - الذي بحذاء مسجد البيعة- على شعب الجزارين، وقال مضاض بن عمرو الجرهمي يتشوق مكة لما أجلتهم عنها خزاعة : كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا أنيس ولم يسمر بمكة سامر". معجم البلدان2/255. ويضبط الحجون بفتح الحاء.
(54) جَـمْع: اسم المشعر الحرام ومزدلفة، فلهذا المكان ثلاثة أسماء. والصفا المكان المبارك المعروف في المسجد الحرام الذي يسعى الحاج بينه وبين المَرْوَة.( إن الصفا والمروة من شعائر الله)
(55) قُـبا: بضم القاف: المكان المعروف قرب المدينة المنورة، الذي أسس فيه المصطفى صلى الله عليه وآله أول مسجد في الإسلام.
(56) تقع القصيدة في 85 بيتاً، والقسم الثاني منها رثاء سيد الشهداء عليه السلام، وقد أوردها السيد الأمين في الدر النضيد ص 95-99، كما مرت الإشارة.
(57) الطارف من كل شيء: الجديد منه، والتالد والتلاد، بخلافه : القديم. والمراد هنا: أفتديه بالكبير والصغير من أهل بيتي.
(58) الشيخ الأميني،الغدير: ج 7 ص14- 19
(59) الريح اللينة، العليلة.