فكر ونظر

فكر ونظر

14/11/2012

عِلم أصول الفقه


عِلم أصول الفقه
أصالةُ المنهج العلمي، وفرادته*
_______ إعداد: «شعائر» _______


علمُ الأُصول هو العلم الذي يبحث عن قواعد الاستدلال بالنّصّ الدِّيني دلالةً ودليلاً. ويُعتَبَر -إلى ذلك- أساساً للعلوم الإسلاميّة الاستنباطيّة على العموم، من حيث اعتمادها على فَهْم مضمون النّصّ الإسلامي فهماً استدلاليّاً.
عِلم الأُصول بمعناه هذا المُشار إليه، وبمضمونه العلمي المتطوِّر -الذي جعله في عداد أحدث العلوم الآليّة جدّةً في مضمونها ومنهجها- حصيلةٌ فريدةٌ من حصائل التَّفكير الإسلامي الشِّيعي النَّابع من حوزات العلم الشِّيعيّة الكبرى، وأهمّها الحوزتان العلميّتان الكبيرتان: حوزة النَّجف الأشرف وحوزة قُمّ المقدّسة الكبرى. فإنّ الإبداعات العلميّة التي أَفرَزَتها عقول النَّوابغ في هاتَين الحوزتَين جعلت من عِلم الأُصول الشِّيعي الجديد عِلماً فريداً في نوعه، وحَصْراً على حوزات العِلم الشيعيّة التي انفردت دون غيرها بإنتاج هذا العِلم مضموناً ومنهجاً، ممّا جعل من عِلم الأُصول الشّيعي المعاصر عِلماً جديداً لا يكاد يمتُّ بعلم الأُصول القديم إلّا بصلة التّاريخ، وآصرة الشَّبَه في بعض عناوين المسائل والبحوث. ".."

روّاد تجديد علم الأصول

ونقطة الإنطلاق في علم الأُصول الجديد هي الأُسُس التي وَضَعها المُجدِّد الأكبر لهذا العِلم العلّامة الكبير الوحيد البهبهاني قدّس سرّه، بما قام به من تأسيسٍ لِحجّيّة القطع، وجعلها الأساس في بحوث الحجَج والأُصول، ثمّ تمييزه بين نوعَي الدَّليل الفقاهتي والاجتهادي، الذي أدّى به إلى التّمييز بين نوعَي الحُكم الشَّرعي: الظَّاهري والواقعي.
ثمّ جاء الشَّيخ الأعظم الأنصاري لِيَبني على تلك الأُسس النِّظامَ العامَّ لأبحاث الأمارات والأُصول، أي القسم المُتصدّي لقواعد إثبات الدَّليل من أبحاث علم الأُصول ضمن كتابه الفريد (فرائد الأُصول)، ممّا جعله -بحقّ- مؤسِّساً لأبحاث الأدلّة -أو ما تَعارَف تسميتها بأبحاث الأمارات والأُصول- في علم الأُصول الجديد، وبقي القسم الآخر لأبحاث الأُصول وهو القسم المُتصدّي لقواعد إثبات الدّلالة ينتظر مَن يضع لها تصميمها ونظامها الجديد.
وقد قُدِّر للمجدّد الكبير الآخوند المولى محمَّد كاظم الخراساني أحد أبرز تلامذة الشيخ الأعظم الأنصاري، أن يكون هو القائم بهذه المهمّة العلميّة الكبرى ضمن كتابه (كفاية الأُصول)، فوضع خلال ما قدّمه في هذا الكتاب التَّصميمَ الشَّامل الجديد لأبحاث هذا العِلم، متّبعاً في قسم الأمارات والأُصول أَثَر أُستاذه الشيخ الأعظم، مضيفاً إلى ما تَرَكَه أُستاذه‏ الكبير بعض إبداعاته الخاصّة في مجال تقسيم مراتب الحكم والجمع بين الحكمَين الظّاهريّ والواقعي، وبعض أبحاث القطع والعلم الإجمالي، وغير ذلك من مباحث الأمارات والأُصول، ومجدّداً مؤسِّساً في القسم الآخر من أبحاث هذا العلم، وهو قسم ما اصطلح عليه بمباحث الألفاظ، أو الذي يتصدّى للبحث عن قواعد دلالة الدّليل على الحكم الشَّرعي، مُبدعاً للتّصميم الشَّامل لهذه الأبحاث في علم الأُصول الجديد.
فعلم الأُصول الجديد مَدِين للمولى محمَّد كاظم الخراساني في تصميم القسم الأول من أبحاثه المُتصدّية لقواعد دلالة الدّليل، كما هو مَدِين للشّيخ الأعظم الأنصاري في تصميم القسم الثاني من أبحاثه المُتصدّية لقواعد إثبات الدّليل.
ولأجل ما ذكرناه من الدَّور الفريد لهذَين الكتابَين: (فرائد الأُصول) للشيخ الأعظم الأنصاري و(كفاية الأُصول) للشّيخ المولى محمّد كاظم الخراساني في تصميم أبحاث هذا العلم وتهذيبها وتعميقها، فقد أصبح هذان الكتابان المِحوَر الأساس للدِّراسات والأبحاث الأُصوليّة في حَوزات العِلم وحواضره الكبرى، كما أصبحا الكتابَين المُعتمدَين في التّدريس لطلّاب المرحلة الوسطى من الدِّراسات الإسلاميّة الحوزويّة.

_____________________
* من مقدّمة كتاب (كفاية الأصول) للآخوند الخراساني الصادر عن «مجمع الفكر الإسلامي».

اخبار مرتبطة

   أيّها العزيز

أيّها العزيز

  دوريات

دوريات

15/11/2012

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

نفحات