الجهاد الأكبر. -21- ولذكر الله أكبر

الجهاد الأكبر. -21- ولذكر الله أكبر

14/06/2005

هل أنت على العهد، هل تحذر صولات الشيطان وكمائنه، وشراكه وإجلابه، والتربص؟ هاهو المصطفى الحبيب أمير الركب، يدعوك: هلمّ إليّ، يا من آمنْت بسواد على بياض، واشوقي إليك! امض قُدُماً كالسكة المحماة، حتى ترِد عليّ الحوض، ولا تُ

هل أنت على العهد، هل تحذر صولات الشيطان وكمائنه، وشراكه وإجلابه، والتربص؟ هاهو المصطفى الحبيب أمير الركب، يدعوك: هلمّ إليّ، يا من آمنْت بسواد على بياض، واشوقي إليك! امض قُدُماً كالسكة المحماة، حتى ترِد عليّ الحوض، ولا تُذاد.


أيها العزيز، أنت في ساحة خاصة أولياء الله، إن لم تكن منهم.

الجهاد باب من أبواب الجنة، فتحه الله لخاصة أوليائه.

ورغم أن الكون وكل من فيه وما فيه في محضر الله تعالى لا يعزب عن علمه مثقال ذرة، فإن له تقدست أسماؤه نظرة خاصة إلى أوليائه.

أنت إذاً في الدائرة التي تحظى بمزيد من الرعاية الإلهية والعناية الربانية، ومزيد من الرقابة الرحمانية، ينظر الله إليك، كما ينظر المحب إلى حبيبه ودار الحبيب.

من يرتدّ منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه.

كيف أدبك مع الله تعالى أيها الحبيب؟ هل يتناسب مع خصوصيتك، والموقع الأثير.

أقبلت على الله حين أعرض عنه الكثيرون.

ووفيت ببيعتك أو أردت الوفاء، حين قلّ الوفاء.

استلنتَ ما استوعره المترفون، فتوسدت الصخور وافترشت القمم طامحاً ببصر القلب إلى ما عند الله تعالى، فهل أنت على العهد، هل تحذر صولات الشيطان وكمائنه، وشراكه وإجلابه، والتربص؟

هاهو المصطفى الحبيب أمير الركب، يدعوك: هلمّ إليّ، يا من آمنْت بسواد على بياض، واشوقي إليك! امض قُدُماً كالسكة المحماة، حتى ترِد عليّ الحوض، ولا تُذاد.

وهذا أبو الحسن، وأنت تتبع خطواته المحمدية، الإبراهيمية، يستبشر بك ولمّا تلحق به بعد. يحذرك من مصير خالد بن معمّر، قائد ربيعة في صفين، وشَبَثِ بن رِبْعِي قائد ميسرته في حربه ضد الخوارج!

وهذا أبو محمد الحسن المجتبى، يأنس بتنمُّرك في ذات الله، فيُسَرِّي بها شطراً من غصص الحق التي تجرعها من المتخاذلين.

والسبط الشهيد أبو عبد الله الحسين، يا ناصر الحسين، المتوثب نحوه صارخاً من أعماق الأعماق: سيدي إن كان لم يجبك بدني حين استغاثتك فلقد أجابك قلبي وسمعي وبصري!

للحسين اليوم معك يا حبيب الحسين، حديث آخر، فقد حمي الوطيس، كما لم يكُنْهُ من قبل.

يريدون إذلال أمة جده، التي خرج لطلب الإصلاح فيها، وعين الحسين ترقب إقدامك واستبسالك.

يريدك أن تلهب الأرض، والكون، مفجراً فوار الدم الكربلائي، يهز ضمير الأمة، يوقظها على مخاطر الركون للخيبريين، أعداء الله تعالى.

أيها الحبيب، أحقاً، ما زلت على العهد، مصراً على التمهيد لظهور بقية الله، واثقاً أن الأرض لله يرثها عباده الصالحون؟

أنت جندي المهدي المنتظر، في معسكره، تأهّب، استعد، وتقحّم بأمر القائد غمرات الفداء والشهادة.

ومعاذ الله يا حبيب الله أن تنسى زاد طريقك الإلهي، الذي يسلك بك في الدروب المحمدية والعلوية، نحو مسيرة الولاية الخاتمة، معاذ الله أن تنسى ذكر الله، فكيف علاقتك أيها العزيز بذكر الله؟

يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيراً

والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.

هل يحظى هذا القلب بنظرة، ورد سلام؟!

اخبار مرتبطة

نفحات