مصطلحات

مصطلحات

15/11/2012

«المَدخل»


«المَدخل»
مفتاحُ مقفلات العِلم
ـــــ الشيخ حسن زاده آملي ـــــ

مقتطف من تقديم الفقيه المعاصر الشيخ حسن حسن زاده آملي لكتاب أستاذه العلّامة الشيخ أبو الحسن الشعراني قدّس سرّه (المَدخل إلى عذْب المنهل)، الصادر عن «مجمع الفكر الإسلامي» في قمّ المقدّسة. والكتاب كناية عن مدخل أو مقدّمة لشرح المؤلّف الشعراني (ت: 1393 للهجرة) على (كفاية الأصول) للشيخ الآخوند الخراساني (ت: 1329 هجرية)، وقد وضعه بعنوان: (منهل الرّواية على أولى الدّراية من مشرع الكفاية).
وفي تقديمه على الكتاب، يتطرّق الشيخ آملي حفظه الله، لمفهوم «المَدخل»، فيقول: وحيث إنّ هذه الصحيفة المنيفة موسومة بـ (المَدخل إلى عذْب المنهل) فحريٌّ أن نبحث عن «المدخل»، ونأتي بما يوجب مزيدَ الاستبصار فيه.

صناعة المدخل كانت في قديم الأيّام سنّةً جاريةً من أقلام الأعلام، كما تُنبئك الصُّحفُ المدوّنةُ في أسامي الكُتب والفنون، كـ (الفهرست) لابن النديم، و(كشف الظّنون) [حاجي خليفة]. ففي المجلّد الثّاني من الثّاني، قد عُرّفت عدّةٌ من كُتب المدخل في العلوم العديدة، تنتهي الى أكثر من ثلاثين كتاباً في المدخل. [ص: 1641 - 1644، إحياء التّراث]
والغرض من تدوين المدخل أن تُذكَر فيه أصولُ وأمّهات، هي كالمفاتيح لفتح مقفَلات ذلك العلم، وحلّ مسائله، وتسهيل الأمر في النّيل بها. مثلاً قال أبو معشر البلخي (ت: 272 للهجرة) في ديباجة كتابه (المدخل الكبير إلى علم أحكام النجوم): «.. فرأيتُ أن أؤلّفَ هذا الكتاب في المَدخل إلى علم‏ أحكام النجوم على نحو ما كانت العلماء تؤلّف كتبَها في شرح ما يحتاجون إليه في كُتبهم، وتقديم ما ينبغي أن يقدَّم، وتأخير ما ينبغي أن يؤخَّر..».
ومثل ما صنّف فرفوريوس الصّوري كتاب (إيساغوجي) في المدخل إلى الكتب المنطقية، كما في (الفهرست) لابن النديم، حيث قال: «.. وله من الكتب كتاب (إيساغوجي) في المدخل إلى الكتب المنطقية. [و] كتاب (المدخل إلى القياسات الحمْلية) نقل أبي عثمان الدمشقي ..».
وذكر المؤرّخ القفطي الشيباني في (تاريخ الحكماء) أنّ فرفوريوس كان بعد زمن جالينوس، ولمّا صعُب على أهل زمانه معرفة كلام أرسطوطاليس شكوا إليه ذلك من الأماكن النّازحة عنه، وذكروا سبب الخَلل الدّاخل عليهم، فَفَهِمَ ذلك، وقال: «كلامُ الحكيم يحتاج إلى مقدّمة قصُر عن فهمها طلبةُ زماننا لفساد أذهانهم». وشرعَ في تصنيف كتاب (إيساغوجي) [ومعناه المدخل] فأُخذ عنه، وأُضيف إلى كُتب أرسطوطاليس وجُعل أوّلاً لها، وسار مسيرَ الشّمس إلى يومنا هذا. ".."
غرَضُنا من تعريف الرَّجل -أعني فرفوريوس الفيلسوف النّبيه- هو إراءة نموذجٍ في ما نحن بصدد بيانه، من أنّ تدوين المدخل إلى علمٍ أو صنعةٍ إنّما يليق بمن هو متضلِّعٌ في ذلك العلم، وخِرِّيتٌ في‏ تلك الصّناعة، وأنت إذا راجعتَ الموضع المذكور من (كشف الظّنون)، رأيتَ أنّ كلَّ مَن دوّن مدخلاً إلى علم أو صنعة كان بتلك المنزلة التى أشرنا إليها في ذلك العلم وتلك الصّنعة.
و وجْهُه يُعلم بأدنى التفاتٍ إلى مَسيس الحاجة إلى تدوين المدخل. نعم يليق بمثل فرفوريوس الفيلسوف النّبيه أن يصنّف كتاب (إيساغوجي) في المدخل إلى الكتب المنطقية، وبمثل أبي معشر البلخي المنجّم المتضلّع في فنّه، أن يصنّف كتاب (المدخل الكبير الى علم أحكام النجوم)، و بمثل العلّامة الشعراني الذى كان بعضُ أرباب الكمال يصفه بالشيخ البهائي المعاصر، وآخر يلقّبه بمعلّم العصر، أن يصنّف كتاب (المَدخل إلى عذْب المَنهل) في المدخل إلى أصول الفقه، كما قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: «كلٌّ ميسَّرٌ لما خُلق له».


اخبار مرتبطة

   أيّها العزيز

أيّها العزيز

  دوريات

دوريات

15/11/2012

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

نفحات