أيّها العزيز

أيّها العزيز

15/11/2012

التّبعيّة الرُّوحيّة



التّبعيّة الرُّوحيّة

لقد نَهبوا نفطَنا. والآن أصبح النَّفط ثانيةً مِلْك إيران.
وزراعتُنا كان قد قُضِي عليها. ويُمكن الآن تدارك ذلك. وسريعاً إنْ شاء الله.
إذاً تدارُك ذلك ممكن. لكنَّ الطّاقات الإنسانيّة هي المحوَر. هؤلاء قضوا على طاقاتنا الإنسانيّة لم يَدَعوها تنمو. لقد فعلوا في داخل البلد ما جعلهم يقضون على المحتوى الإنساني. تركوا صورة، وأَخَذوا المحتوى. تصرَّفوا بطريقة جعلت اعتمادَنا على أنفسنا يَنفد.
سَلَبونا استقلالنا الفكري والرُّوحي. وهذا أسوأ من استقلال البلد الذي كانوا قد سلَبوه.
لقد خسرنا ثقتَنا بأنفسنا. كلَّما حدثَ أمرٌ يتبادرُ إلى أذهان الجميع أنَّ الحل في الخارج.
إذا أرادوا أن يُعبِّدوا طريقاً يربطُ بين مدينتَين، فيجب أن يأتي أحدٌ من الخارج.
أهانوا قدراتنا الإنسانيّة. سَلَبوا المحتوى.
عندما كان يمرض أحدٌ فلا بدَّ أن يذهب إلى بريطانيا. وهذا قائمٌ الآن مع إضافات.
الأطبّاء -الذين أراهم أحياناً- يقولون: «نحن نستطيع معالجة هذه الأمراض». إلَّا أنَّ النّاس تربُّوا بطريقةٍ سَلَبَتْهم الاعتماد على أنفسهم.
لقد سَلَبونا الإستقلال الفكري. لقد أصبَحنا في الفكر والإبداع والرُّوح تابِعِين.
هذه التَّبعيّة مؤسفة جداً. التَّبعيّة العسكريّة يمكن التَّخلُّص منها في يوم أو في شهر بِطَرد الأعداء.

التَّبعيّة الإقتصاديّة يمكن تداركُها. وبسرعة.
أمَّا التَّبعيّة الرُّوحيّة والإنسانيّة فإنَّها صعبةٌ جداً ".." وهي أسوأ من كلّ ما عداها.
إنَّ طفلاً تُلاحقُه ثقافة إعلام التَّبعيّة من حضن أمِّه، إلى المدرسة، وإلى الثانويّة، فالجامعة، أصبح اعتقادُه أنَّه لا يمكن فعل أيّ شيء من دون الارتباط بالخارج. نحن ليس لدينا شيء. حتَّى وصل الظّنُّ إلى أنَّ أخلاقنا يبدو أنَّها ليست سليمة. هذا هو الذي يَصعب ترميمُه. ولا يمكن ترميمُه بسرعة.
ويجب أن تتَّحد أيدينا جميعاً لترميم هذه النُّقطة. ليُقضى على هذه التَّبعيّة وتكون الدولة مستقلّة اقتصاديّاً، ومستقلّة ثقافيّاً، إنسانها مستقلّ؛ يمتلك الإستقلال الفكري والرّوحي.
الآن، حيثما ذهبْتَ، وفي كلِّ مجلسٍ من مجالس مثقَّفينا تجد الكلام -أيضاً ذلك الكلام نفسه- كلام الانبهار بالغرب.
ذلك الكلام الذي كان يُقال عندما يلتَقون في مجالسهم أيام الطَّاغوت. إنَّهم يكرِّرون الآن الحديثَ نفسه.
لم نخرج من التَّبعيّة والانبهار بالغرب. ولن نخرج عمَّا قريب. كان المتحدِّث باسمهم ".." [يقول]: كلُّ شيءٍ عندنا يجب أن يصبح إنكليزيّاً.
لا يمكننا عمَّا قريب إصلاح هذه الطّبقة (المثقّفة) وهذه الشّرائح (المتحرِّرة) من المحتوى الذي غُذُّوا به خمسين سنة أو ثلاثين أو عشرين، حتى أفرغ ذواتَهم من ذواتِهم. أصبحت ذواتُهم غافلة عن ذواتها.
من خطاب في مجاهدي «حرس الثّورة الإسلاميّة» - قزوين، حزيران 1979 م

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

15/11/2012

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

  إصدارات عربية

إصدارات عربية

نفحات