أحسن الحديث

أحسن الحديث

17/12/2012

سورة السّجدة


موجز في التّفسير
سورة السّجدة
__________من دروس «المركز الإسلامي» __________


* السورة الثانية والثلاثون في ترتيب سور المصحف الشريف، ومن حيث التنزيل تلي سورة «المؤمنون».
* آياتها ثلاثون، وهي مكّية، يُكتب لقارئها ثواب مَن أحيا ليلة القدر، ولمَن واظب على تلاوتها كلّ ليلة جمعة رفقة النبيّ وأهل بيته عليه وعليهم السلام في الجنّة.
* سُمّيت بـ«السجدة» لذكر سجود المؤمنين عند ذكر آيات ربّهم، وذلك في الآية الخامسة عشرة منها، التي يفتي الفقهاء بوجوب السجود عند تلاوتها أو استماعها، ولذلك كانت السورة من سور العزائم الأربع (العلق، والنجم، وفصّلت، والسجدة) ذات الأحكام الخاصّة.
 
 

يطلق بعض المفسّرين على السورة اسم «سجدة لقمان» لتمييزها عن سورة «حم السجدة»، لأنّها جاءت بعد سورة لقمان. وذُكرت في بعض الروايات باسم «ألم تنزيل» كما هي بدايتها. وذكر المفسّران «الفخر الرازي» و«الآلوسي» أنّ من جملة أسمائها «سورة المضاجع»، إشارة إلى قوله تعالى ﴿ تتجافى جنوبهم عن المضاجع..﴾ في الآية السادسة عشرة منها.
ثواب تلاوتها

«تفسير مجمع البيان»: عن النبيّ صلّى الله عليه وآله: «من قرأ ألم تنزيل، وتبارك الذي بيده الملك، فكأنّما أحيى ليلة القدر». وعن جابر قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وآله لا ينام حتّى يقرأ ألم تنزيل، وتبارك الذي بيده الملك.
«ثواب الأعمال»: الإمام الصادق عليه السلام: «من قرأ سورة السجدة في كلّ ليلة جمعة أعطاه الله كتابه بيمينه، ولم يحاسبه بما كان منه، وكان من رفقاء محمّد صلّى الله عليه وآله وأهل بيته».
** عنه عليه السلام: «من اشتاق إلى الجنّة وإلى صفتها فليقرأ الواقعة، ومن أحبّ أن ينظر إلى صفة النار فليقرأ سجدة لقمان».

هدف السورة

«تفسير الميزان»: غرض السورة تقرير المبدأ والمعاد، وإقامة الحجّة عليهما، ودفع ما يختلج القلوب في ذلك مع إشارة إلى النبوّة والكتاب، ثمّ بيان ما يتميّز به الفريقان: المؤمنون بآيات الله حقّاً، والفاسقون الخارجون عن زيّ العبودية، ووعْد أولئك بما هو فوق تصّور المتصوّرين من الثواب، ووعيد هؤلاء بالانتقام الشديد بأليم العذاب المخلّد، وأنّهم سيذوقون عذاباً أدنى دون العذاب الأكبر. وتختتم السورة بتأكيد الوعيد وأمر النبيّ صلّى الله عليه وآله بالانتظار كما هم منتظرون.

محتوى السورة

«تفسير الأمثل»: هذه السورة بحكم كونها من السُّوَر المكّية تتابع بقوّة الخطوط الأصلية للسُّوَر المكّية، أي البحث في المبدأ والمعاد، والبشارة والإنذار، وعلى العموم تنقسم مباحثها إلى عدّة أقسام:
1 - الكلام عن عظمة القرآن، ونزوله من قبل ربّ العالمين، ونفي إتّهامات الأعداء عنه.
2 - البحث حول آيات الله سبحانه في السّماء والأرض، وتدبير هذا العالم.
3 - بحث آخر حول خلق الإنسان من «التراب» و«النطفة» و«الرّوح الإلهيّة»، ومنحه وسائل تحصيل العلم، أي العين، والأذن، والعقل، من قبل الله تعالى.
4 - تتحدّث بعد ذلك عن القيامة والحوادث التي تسبقها (أي الموت)، وما بعدها (أي السؤال والحساب).
5 - بحوث عن البشارة والإنذار، تبشّر المؤمنين بجنّة المأوى، وتهدّد الفاسقين بعذاب جهنّم الشديد. وكذلك تشير - مناسبة لبحث البشارة والإنذار- إلى أحوال قوم آخرين من الأمم السابقة، ومصيرهم المؤلم.
6 - وفي السّورة إشارة قصيرة إلى تاريخ بني إسرائيل، وقصّة موسى عليه السلام، وانتصارات هذه الأمّة.
7 - تعود السّورة مرّة أخرى إلى مسألة التوحيد وآيات عظمة الله، وتُنهي بتهديد الأعداء المعاندين.

تفسير آيات منها

«تفسير نور الثقلين»: قوله تعالى: ﴿..في يوم كان مقداره ألف سنة ممّا تعدّون﴾ السجدة:5.
الإمام الصادق عليه السلام: «إنّ في القيامة خمسين موقفاً كلّ موقف مثل ألف سنة ممّا تعدّون». ثم تلا قوله عزّ وجلّ: ﴿.. في يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ﴾ المعارج:4.
قوله تعالى: ﴿قل يتوفّاكم ملك الموت الذي وكّل بكم..﴾ السجدة:11.
* أمير المؤمنين عليه السلام: «فإنّ الله تبارك وتعالى يدبّر الأمور كيف يشاء، ويوكّل من خلقه من يشاء بما يشاء، أمّا ملك الموت فإنّ الله يوكّله بخاصّة من يشاء من خلقه، ويوكّل رسله من يشاء من خاصّته بمن يشاء من خلقه..».
** الإمام الصادق عليه السلام: «إنّ الله تبارك وتعالى جعل لملك الموت أعواناً من الملائكة يقبضون الأرواح بمنزلة صاحب الشرطة له أعوان من الإنس يبعثهم في حوائجه، فتتوفّاهم الملائكة ويتوفاهم ملك الموت من الملائكة مع ما يقبض هو، ويتوفّاها الله تعالى من ملك الموت».
قوله تعالى: ﴿تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربّهم خوفاً وطمعاً..﴾ السجدة:16.
* الإمام الباقر عليه السلام: «أنزلت في أمير المؤمنين عليه السلام وأتباعه من شيعتنا، ينامون في أوّل الليل، فإذا ذهب ثلثا الليل أو ما شاء الله فزعوا إلى ربهم راغبين مرهبين طامعين فيما عنده..».
** وعنه عليه السلام: «أبواب الخير.. الصوم جنّة، والصدقة تذهب بالخطيئة، وقيام الرجل في جوف الليل يذكر الله».
*** الإمام الصادق عليه السلام: « كانوا لا ينامون حتّى يصلّوا العتمة».
قوله تعالى: ﴿فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرّة أعين..﴾ السجدة:17.
* النّبيّ صلّى الله عليه وآله: «لمّا أسري بي رأيت في الجنّة نهراً أبيض من اللبن، وأحلى من العسل، وأشدّ استقامة من السهم، فيه أباريق عدد النجوم، على شاطئه قباب الياقوت الأحمر والدرّ الأبيض..».
** الإمام الصادق عليه السلام: «ما من حسنة إلّا ولها ثواب مبيّن في القرآن إلّا صلاة الليل، فإنّ الله عزّ اسمه لم يبيّن ثوابها لعظم خطرها. قال [تعالى]: فلا تعلم نفس..».
قوله تعالى: ﴿أفمن كان مؤمناً كمن كان فاسقاً لا يستوون﴾ السجدة:18.
الإمام الباقر عليه السلام: «إنّ عليّ بن أبي طالب والوليد بن عقبة بن أبي معيط تشاجرا، فقال الفاسق وليد بن عقبة: أنا والله أبسط منك لساناً وأحدّ منك سناناً وأمثل منك جثوا في الكتيبة. فقال عليّ صلوات الله عليه: اسكت إنّما أنت فاسق. فأنزل الله: ﴿أفمن كان مؤمناً كمن كان فاسقاً لا يستوون* أمّا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنّات المأوى نزلاً بما كانوا يعملون﴾ فهو عليّ بن أبي طالب».
قوله تعالى: ﴿ولنذيقنّهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلّهم يرجعون﴾ السجدة:21.
* الإمام الصادق عليه السلام: «الأدنى غلاء السّعر، والأكبر المهدي بالسّيف».
** عنه عليه السلام: «العذاب الأدنى عذاب الرجعة، والعذاب الأكبر عذاب يوم القيامة». قوله تعالى: ﴿وجعلنا منهم أئمّة يهدون بأمرنا لمّا صبروا..﴾ السجدة:24.
* دعا النبيّ صلّى الله عليه وآله لعليّ وفاطمة عليهما السلام فقال: «أللّهم اجمع شملهما، وألّف بين قلوبهما، واجعلهما وذرّيّتهما من ورثة جنّة النعيم، وارزقهما ذرّية طاهرة طيّبة مباركة، واجعل في ذرّيتهما البركة، واجعلهم أئمّة يهدون بأمرك إلى طاعتك ويأمرون بما يرضيك».
** الإمام الصادق عليه السلام: «إنّ الدنيا لا تكون إلّا وفيها إمامان برّ وفاجر، فالبرّ الذي قال الله: وجعلناهم أئمّة يهدون بأمرنا. وأمّا الفاجر فالذي قال الله: وجعلناهم أئمّة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون».


اخبار مرتبطة

  أيها العزيز

أيها العزيز

  إصدارات

إصدارات

17/12/2012

دوريات

نفحات