الجهاد الأكبر. -17- الأشد خطراً، في ساحة المعركة

الجهاد الأكبر. -17- الأشد خطراً، في ساحة المعركة

14/06/2005

لا شيء أشد خطراً في ساحة المعركة، من أن يجد الضعف طريقه إلى قلب المجاهد، فيفكر بأنه أخطأ حين سلك درب الجهاد، ويصبح منتهى همه، بدلاً من الدفاع عن القرآن والإسلام، كيف ينجو بنفسه ولو على حساب الإسلام والقرآن

لا شيء أشد خطراً في ساحة المعركة، من أن يجد الضعف طريقه إلى قلب المجاهد، فيفكر بأنه أخطأ حين سلك درب الجهاد، ويصبح منتهى همه، بدلاً من الدفاع عن القرآن والإسلام، كيف ينجو بنفسه ولو على حساب الإسلام والقرآن


لا شيء أشد خطراً في ساحة المعركة، من أن يجد الضعف طريقه إلى قلب المجاهد، فيفكر بأنه أخطأ حين سلك درب الجهاد، ويصبح منتهى همه، بدلاً من الدفاع عن القرآن والإسلام، كيف ينجو بنفسه ولو على حساب الإسلام والقرآن،

القيمة العليا في طريق النصر، هذه العلاقة القائمة بين قلب المجاهد والله تعالى، والضعف يعني عدم الثقة بوعد الله سبحانه.

القيمة العليا هي الإصرار على الشهادة لأنها الحياة الطيبة، والخوف من القتل يتناقض مع هذا الإصرار.

ولقد حدّثنا ربنا عز وجل عن هذا المرض الفتّاك الذي يصيب البعض في غمرات الجهاد.

قال تعالى:

وطائفة قد أهمّتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية يقولون هل لنا من الأمر من شيء قل إن الأمر كله لله يخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك يقولون لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ههنا قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كُتب عليهم القتل إلى مضاجعهم ويبيّن الله ما في صدوركم وليمحّص ما في قلوبكم والله عليم بذات الصدور،

هذا هو المرض الذي قد يصيب البعض، ولا شك أنه ناشيء عن إهمال الشخص نفسه، وعدم بنائها بناءً سليماً خارج ساحة المعركة ليمكنها أن تصمد عند المواجهة.

فما هو العلاج، كيف يبني الإنسان نفسه، في هذا البُعد؟

بالإضافة إلى رحلة المجاهد في دروب استئصال حب الدنيا في نفسه، يقدم لنا الله تعالى حلاًّ، يتلخص في العمل لنصل إلى مرحلة نوقن فيها بأن الشهادة ليست موتاً، قال تعالى:

الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قُتلوا قل فادرؤوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين

ولا تحسبنّ الذين قُتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون

فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألاّ خوف عليهم ولا هم يحزنون

يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين

حقيقة سمعناها مراراً، ولكن المطلوب أن نهاجر بها من لب العقل إلى سويداء القلب، لتهيم بها أنفسنا وتوقن.

وهو أمر يتوقف على الكدح في رحلة الحفر بعيداً بعيداً في غور النفس وأقصى الأعماق، يتماهى ذلك مع خفق جناحي الضراعة والتوسل، الخوف والرجاء، في مناخ اليأس من الأنا، واللهف إلى جود أكرم الأكرمين.

من خصائص الضراء، اجتياز المسافات القلبية فيها بما يفوق سرعة الضوء. ولاضراء كالمجتلد. وأين سرعة الضوء من وثبة إلى الفردوس الأعلى.

ماتطلبه لنفسك من تثبيت القدم - أيها العزيز- فلاتنس الجارالفقير وإن كان بئس الجار.

والحمد لله رب العالمين.

اخبار مرتبطة

نفحات