الملف

الملف

11/04/2013

الصلاة الرابعة


الصّلاة الرّابعة

للأَمرِ المَخُـوف

رَكعتان، بالتّوحيد خمسين مرّة، ودعاءٍ بعدَهما



* أورد الشّيخ الطّوسيّ هذه الصّلاة، وأوردَ السّيّد ابنُ طاوس صلاةً مثلَها لكنّها تختلفُ معها في ما يُقرَأ بعد الصّلاة، فقد اكتفى السّيّدُ بذِكرِ «أللّهمّ صلِّ على محمّدٍ وآلِ محمّد» مائة مرّة، بينما أوردَ الدّعاءَ الذي ذكرَه الشّيخ الطّوسيّ بعدَ صلاةٍ غيرِ هذه، كما يأتي تحت رقم (5).

قال الشّيخ الطّوسيّ: «صلاة أخرى لهاعليها السلامتُصلَّى للأمرِ المَخوف:


روى إبراهيمُ بن عمر الصّنعانيّ:عن أبي عبد الله عليه السلام قال: للأمرِ المخوفِ العظيم، تُصلّي رَكعتين، وهيالتي كانت الزّهراءعليها السلام تُصلّيها. تقرأُ في الأولى الحمد، و(قل هو الله أحد) خمسين مرّة، وفي الثّانية مثل ذلك، فإذا سلّمتَ صلّيتَ على النّبيّ صلّى الله عليه وآله، ثمّ ترفع يدَيك، وتقول:

أللَّهُمَّ إنّي أتَوَجَّهُ بِهِمْ إلَيْكَ، وأتَوَسَّلُ إلَيْكَ بِحَقِّهِمُ العظيمِ الَّذي لا يَعْلَمُ كُنْهَهُ سِواكَ، وبِحَقِّ مَنْ حَقُّهُ عِنْدَكَ عَظيمٌ، وبِأسْمائِكَ الْحُسْنَى وكَلِماتِكَ التَّامَّاتِ الَّتي أمَرْتَني أنْ أدْعُوكَ بِها، وأسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْعَظيمِ الَّذي أمَرْتَ إبْراهيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ أنْ يَدْعُوَ بِهِ الطَّيْرَ فَأجابَتْهُ، وبِاسْمِكَ الْعَظيمِ الَّذي قُلْتَ لِلنَّارِ كُوني بَرْداً وسَلاماً عَلَى إبْراهيمَ، فَكانَتْ، وبِأحَبِّ أسْمائِكَ إلَيْكَ، وأشْرَفِها عِنْدَكَ، وأعْظَمِها لَدَيْكَ، وأسْرَعِها إجابَةً، وأنْجَحِها طَلِبَةً، وبِما أنْتَ أهْلُهُ ومُسْتَحِقُّهُ ومُسْتَوْجِبُهُ، وأتَوَسَّلُ إلَيْكَ وأرْغَبُ إلَيْكَ، وأتَصَدَّقُ مِنْكَ، وأسْتَغْفِرُكَ وأسْتَمِنْحُكَ، وأتَضَرَّعُ إلَيْكَ وأخْضَعُ بَيْنَ يَدَيْكَ، وأخْشَعُ لَكَ، وَأُقِرُّ لَكَ بِسُوءِ صَنيعَتي، وأتَمَلَّقُك وأُلِحُّ عَلَيْكَ، وأسْأَلُكَ بِكُتُبِكَ الَّتي أنْزَلْتَها عَلَى أنْبِيائِكَ ورُسُلِكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِمْ أجْمَعينَ، مِنَ التَّوْراةِ والْإِنْجيلِ والْقُرْآنِ الْعَظيمِ، مِنْ أوَّلِها إلى آخِرِها، فَإنَّ فيهَا اسْمَكَ الْأَعْظَمَ، وبِما فيها مِنْ أسْمائِكَ الْعُظْمى أتَقَرَّبُ إلَيْكَ، وأسْأَلُكَ أنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِه، وأنْ تُفَرِّجَ عَنْ مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وتَجْعَلَ فَرَجي مَقْرُوناً بِفَرَجِهِمْ، وتَبْدَأَ بِهِمْ فيهِ، وتَفْتَحَ أبْوابَ السَّماءِ لِدُعائي في هذَا الْيَوْمِ، وتَأْذَنَ في هذَا الْيَوْمِ وهذِهِ اللَّيْلَةِ بِفَرَجي، وإعْطاءِ سُؤْلي وَأَمَلي في الدُّنْيا والآخِرَةِ، فقَدْ مَسَّنِيَ الْفَقْرُ، ونالَني الضُّرُّ،}وَشَمِلَتني{الْخَصاصَةُ، وألْجَأَتْنِي الْحاجَةُ، وتَوَسَّمْتُ بِالذِّلَّةِ، وغَلَبَتْنِي الْمَسْكَنَةُ، وحَقَّتْ عَلَيَّ الْكَلِمَةُ، وأحاطَتْ بِيَ الْخَطيئَةُ، وهذَا الْوَقْتُ الَّذي وعَدْتَ أوْلِياءَكَ فيِه الْإجابَةَ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ وامْسَحْ ما بي بِيَمينِكَ الشّافِيَةِ، وانْظُرْ إلَيَّ بِعَيْنِكَ الرَّاحِمَةِ، وأدْخِلْني في رَحْمَتِكَ الْواسِعَةِ، وأَقْبِلْ إلَيَّ بِوَجْهِكَ الَّذي إذا أقْبَلْتَ بِهِ عَلَى أسيرٍ فَكَكْتَهُ وعَلَى ضَالٍّ هَدَيْتَهُ، وعَلَى جائزٍ }حائرٍ{أدَّيْتَهُ، وعَلَى فقيرٍ أغْنَيْتَهُ، وعَلَى ضَعيفٍ قَوَّيْتَهُ، وعَلَى خائِفٍ آمَنْتَهُ، ولا تُخَلِّني لُقًى لِعَدُوِّكَ وعَدُوِّي، يا ذَا الْجَلالِ والْإكْرامِ. يا مَنْ لا يَعْلَمُ كَيْفَ هُوَ، وحَيْثُ هُوَ وقُدْرَتَهُ إلّا هُوَ، يا مَنْ سَدَّ الْهَواءَ بِالسَّماءِ، وكَبَسَ الْأَرْضَ عَلَى الْماءِ، واخْتارَ لِنَفْسِهِ أحْسَنَ الْأسْماءِ، يا مَنْ سَمّى نَفْسَهُ بِالْإِسْمِ الَّذي بِهِ تُقْضَى حاجَةُ كُلِّ طالِبٍ يَدْعُوهُ بِهِ، وأسْأَلُكَ بِذلِكَ الإسْمِ، فَلا شَفيعَ أقْوى لي مِنْهُ، وبِحَقِّ مُحَمَّدٍ وآلِ محمّدٍ أنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ محمّدٍ، وأنْ تَقْضِيَ لي حَوائِجي، وتُسْمِعَ مُحَمَّداً وعَلِيّاً وفاطِمَةَ، والْحَسَنَ والْحُسَيْنَ، وعَلِيّاً ومُحَمَّداً، وجَعْفَراً ومُوسَى، وعَلِيّاً ومُحَمَّداً وعَلِيّاً، والْحَسَنَ والْحُجَّةَ، صَلَواتُ الله عَلَيْهِمْوبَرَكاتُه ورَحْمَتُه صَوْتي، لِيَشْفَعُوا لي إلَيْكَ، وتُشَفِّعَهُمْ فِيَّ، ولا تَرُدَّني خائِباً بِحَقِّ لا إلهَ إلّا أنْتَ، وبِحَقِّ مُحَمَّدٍ وآلِ محمّد، صلِّ على محمّدٍ وآلِ محمّد، وافْعَلْ بي كَذا وكَذا يا كَريمُ!

الشّيخ الطّوسيّ، مصباح المتهجّد: ص 302

***

توضيحات حول الصّلاة، والدّعاء بعدها:
 
* هناك فقراتٌ مشترَكةٌ بين الدّعاء المتقدِّم، وبين دعاءٍ من تعقيباتِ صلاة الصّبح أوردَه الشّيخُ البهائيّ في (مفتاح الفلاح: ص 82) تبدأ بفقرة: «قد مَسَّالفقرُ ونَالَني الضُّرُّ..».
* نِي جرى تصحيح عبارة «وَسَلّمَتني الخَصَاصة» لِتُصبحَ «وَشَمِلَتني الخَصاصة» كما وَردت في (جمال الأسبوع) في هذا الدّعاء الذي أوردَه السّيّدُ بعدَ صلاةٍ أخرى، وكما وردت في (مفتاح الفلاح) في دعاء التّعقيب، ولذلك وُضِعَت هنا في ما نقلتُه من (مصباح) الشّيخ الطّوسيّ، بين قوسَين {}.

**

*قال الشّيخُ البهائيُّ في شرح بعضِ الفقرات المشترَكة بين دعاءِ هذه الصّلاة، وبين دعاءِ تَعقيبات الصّبح:(ونَالَني الضُّرُّ): أي أصابَني، (والضُّرُّ) هنا بِضَمِّ الضّاد، سوءُ الحال، وأمّا بفتحِها فضدَّ النَّفع. (شَمِلتني الخَصاصة): بالخاءِ المُعجمة المفتوحة، وصادَين مُهملَتين بينهما أَلِف، بمعنى الاحتياج.
(وَعَرَّتني الحاجة):أي شَمِلَتني. (وَتَوَسَّمْتُ بِالذِّلَّة): أي صرتُ موسوماً بها. (وحقَّتْ عليَّ الكلمة): أي صرتُ حقيقاً بكلمةِ العذاب. (فَامسَحْ ما بي):أي أَذْهِب وأَزِلْ، ويجوز قراءتُه بالصّاد المُهمَلة أيضاً، والمعنى واحد. (انتهى)

**

* تمسُّ الحاجةُ إلى الوقوفِ عندَ شرحِ فقرة:«وعلى خائفٍ آمَنته ولا تُخلني لُقًى لعدوّك وعدوّي يا ذا الجلالِ والإكرام..»، وقد وردت في سياقِ قولِها عليها السلام:«وأَقْبِلْ إلَيَّ بِوَجْهِكَ الَّذي إذا أقْبَلْتَ بِهِ عَلَى أسيرٍ فَكَكْتَهُ..». فمَا هو ضبطُ آمَنته؟
في (لسان العرب): «فَأَمّا آمَنْتُه المُتعدّي فهو ضدُّ أَخَفْتُه. وفي التّنزيل العزيز: ﴿وآمَنَهم مِنْ خَوف﴾قريش:4».فالصّحيح: «وَعَلَى خَائفٍ آمَنْتَه».
 وما هو ضبطُ «ولا تُخَلِّني لُقًى لعدِّوك»؟ قال الشّيخ البهائيّ: «ولا تُخَلِّني من يدِك، بالخاء المُعجَمةوتشديدِ اللّام، من التَّخلية».
* وفي (الصّحاح) للجوهريّ: «لقى بالضّمّ والقصر»، (انتهى)، وهو بمعنى «ولا تُلقِني من يدِك فَتخلّيني مُلْقَى».

**

* وفي شرحِ بعضِ مفرداتِ هذا الدّعاء، قال المجلسيّ في (البحار: ج 88، ص 185):
«بيان: (وَأَسْتَمْنِحُكَ): أي أطلبُ منحتَك وعطاءَك وأَسترفِدُك، وفي بعض النُّسَخ: "أَستمِيحُك" بالياء، يُقال: استمحتُ الرَّجلَ، أي سألتُه العطاءَ، والمائحُ الذي ينزلُ البئرَ فَيملأُ الدَّلو.
(وَحَقّّت): أي لَزِمَت وَوَجِبَت (عَلَيَّ الكَلِمة): أي كلمةُ العذابِ والوعيدِ به، أي استَحققتُ عقابَك بما فعلتُ من الذّنوب بمقتضى وعيدِك.(الّذِي وَعَدْتَ):أي في قولِك ﴿أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ..﴾ النمل:62.
(وعلى حائرٍ أدّيْتَه): في أكثرِ النُّسَخ بالحاءِ المُهمَلة، وفي بعضِ النُّسَخ بالجيم، [وفي بعضِها جائز، بالزّاي] والجَور: المَيلُ عن قصدِ الطّريق وهو قريبٌ من المُهمَلة، أي على متحيّرٍ عن الطّريق أو خارجٍ عنه.(أدَّيتَه إلى): [بمعنى أوصلتَه]، وفي (جمال الأسبوع): وعلى غائبٍ، وهو أظهر..».

**

* أورد هذا العمل (الصّلاة والدّعاء -باختلافٍ كبيرٍ عمّا رَواه الشّيخ الطّوسيّ- السّيّدُ ابنُ طاوس في جمال الأسبوع: ص 173)، فقال: «ذِكْرُ صلاةٍ أُخرى لها صلواتُ الله على أبيها وبعلِها وعَليها وَعلى ذرّيّتِها الطّاهرين:حدّثَ محمّدُ بنُ وهبان الدّبيليّ، قال: حدّثنا ابنُ المفضّل الورّاق الطّبريّ، قال: حدّثنا إسحاقُ بنُ محمّد بنِ مروان الغزّال، قال: حدّثنا أبي، عن حمّاد بن عيسى، عن إبراهيمبن عمر الصّنعانيّ، عن أبي عبد اللهعليه السلام قال للأمرِ المخوفِ العظيمِ رَكعتان، وهي التي كانت الزّهراءُ تُصلِّيها، تقرأُ في الرّكعة الأولى الحمد مرّة وخمسين مرّة (قل هو الله أحد)، وفي الثّانية مثلَ ذلك، فإذا سلَّمتَ صلّيتَ على النّبيّ مائة مرّة».
* يلاحَظ أنّ السَّند الذي أوردَه السّيّد ينتهي إلى «الصّنعانيّ» عن الإمام الصّادق عليه السلام، وأنّ الشّيخ الطّوسيّ قال: «رَوى الصّنعانيّ عن أبي عبد الله [الصّادق] عليه السلام»، كما يلاحَظ أنّ الصّلاةَ هي نفسها، وينحصرُ الاختلافُ بعدمِ إيراد السّيّد الدّعاءَ الذي أوردَه الشّيخُ الطّوسيّ بعدَ الصّلاة، بل أوردَ بدلاً منه: «فإذا سلّمتَ صلّيتَ على النّبيّ مائة مرّة». ولا مانعَ -بحسبِ فتاوى الفقهاء من الإتيان بهذه الصّلاة- كما رواها السّيّد ابنُ طاوس برجاء المطلوبيّة.
* واللّافت أنّ السّيّد ابنَ طاوس يُورِدُ هذا الدّعاءَ بعد صلاةٍ أخرى للزّهراءعليها السلام، كما ستَجد تحتَ رقم (5).



اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

منذ يوم

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

  إصدارات عربية

إصدارات عربية

نفحات