أحسن الحديث

أحسن الحديث

09/05/2013

سورةُ الصّافّات


 

موجز في التّفسير
سورةُ الصّافّات
ـــــ من دروس «المركز الإسلاميّ» ـــــ

* السُّورة السّابعة والثّلاثون في ترتيب سوَر المُصحف الشّريف، نزلتْ بعد سورة «الأنعام».
* آياتُها مائة واثنتان وثمانون، وهي مكّيّة، يُحفظُ قارئُها من الآفاتِ، والبلاءِ، ويكونُ بريئاً من الشِّرك.
* سُمِّيت بـ «الصافّات»، لابتدائها بقوله عزَّ وجلَّ: ﴿والصَّافّات صفّاً﴾ الصافات:1.
 
 

في (التّفسير الكاشف) للشّيخ محمّد جواد مغنيّة أنّ المفسّرين اختلفوا في معنى «الصّافّات» و«الزّاجرات» و«التّاليات» الواردة في الآيات الثلاث الأُوَل من السّورة. فمنهم مَن قال: إنَّها الملائكة. ومنهم مَن قال: الصّافات هي جماعةُ المؤمنين تَصطفّ في الصَّلاة وفي الجهاد، والزَّاجرات زواجرُ القرآن وآياتُه، والتَّاليات قرّاءُ القرآن يَتلونه في الصَّلاة وغيرها.
وغيرُ بعيدٍ أن يكون المُراد بالأنواع الثّلاثة [أولئك] الّذين ذكرَهم الإمام عليّ عليه السلام في الخطبة الأولى من (نهج البلاغة). قال صلوات الله عليه في وصف الملائكة: فَمِنْهُمْ سُجُودٌ لَا يَرْكَعُونَ، ورُكُوعٌ لَا يَنْتَصِبُونَ، وصَافُّونَ لَا يَتَزَايَلُونَ، أي ثابتون في أماكنِهم. فجائزٌ أن يكون قولَه عليه السلام: «وصافّون لا يَتزايلون» إشارةً إلى ﴿والصَّافّات صفّاً﴾ الصّافات:1.



هدفُ السُّورة

«تفسير الميزان» للعلّامة الطّباطبائيّ: في سورة الصّافّات:
1- احتجاجٌ على التَّوحيد. [الآيات: 1 - 17]
2- وإنذارٌ للمُشركين. [الآيات: 18 - 39]
3- وتبشيرٌ للمُخلِصين من المؤمنين. [الآيات: 40 - 61]
4- وبيانُ ما يؤول إليه حالُ كلٍّ من الفريقَين. [الآيات: 62 - 74]
5- ثمّ ذِكْرُ عدّةٍ من العباد المؤمنين ممّن مَنَّ اللهُ تعالى عليهم وقضى أنْ يَنصرهم على عدوِّهم. [الآيات: 75 - 148]
6- وفي خاتمة السُّورة ما هو بمنزلة مُحصّل الغرض منها، وهو تنزيهه عزَّ وجلَّ، والسَّلام على عباده المُرسَلين، وتحميدُه تعالى في ما فعل. [الآيات: 149 - 182]


محتوى السُّورة

«تفسير الأمثل» للشّيخ مكارم الشّيرازيّ: يُمكن تلخيص محتوى سورة الصافّات في خمسة أقسام:
القسم الأوّل: يَبحثُ حولَ مجاميع من ملائكة الرَّحمن، ومجموعة من الشَّياطين المُتمرِّدين ومصيرِهم.


القسم الثَّاني: يَتحدّث عن الكافرين وإنكارهم النُّبوّة والمَعاد، والعقاب الّذي يَنتظرهم يوم القيامة، كما يَستعرضُ الحوار الذي يدور بينهم في ذلك اليوم، ويُحمِّلهم جميعاً مسؤوليّة الذَّنب والعذاب الإلهيّ الّذي سَيَشملهم، كما يشرح هذا القسم جوانبَ من النِّعم الموجودة في الجنّة، إضافة إلى ملذّاتِها، وجمالِها، وسُرورِ أهلِها.


القسم الثّالث: يَشرحُ، بصورةٍ مختصرةٍ، تاريخ أنبياء الله تعالى: نوح، وإبراهيم، وإسحاق، وموسى، وهارون، وإلياس، ولوط، ويونس عليهم السلام، وبصورةٍ ذات تأثير قويّ. كما يَتحدّثُ هذا القسم بشكلٍ مُفصَّلٍ عن النّبيّ إبراهيم عليه السلام مُحطِّم الأصنام، وعن جوانب مختلفة من حياته.


القسم الرّابع: يُعالجُ صورةً معيّنةً من صُوَرِ الشِّرك، هي أسوأُ صُوَرِه، وهو الاعتقاد بوجود رابطة قرابة بين الله سبحانه وتعالى والجنّ والملائكة، ويُبيِّن بطلان مثل هذه العقائد التّافهة بآياتٍ قصار.


القسم الخامس: يؤكّدُ حتميّةَ انتصارَ جيوش الحقّ على جيوش الكُفر والشِّرك والنِّفاق، وابتلاءَهم -أي الكافرين والمُشركين والمنافقين- بالعذاب الإلهيّ، وتُنزّه آياتُ هذا القسم اللهَ سبحانه وتعالى، وتُقدّسه عن الأشياء التي نَسَبها المُشركون إليه، ثمّ تنتهي السُّورة بالحمد والثَّناء على الباري عزَّ وجلَّ.


ثوابُ تلاوتها

«تفسير مجمع البيان» للشّيخ الطّبرسيّ: عن رسول الله صلّى الله عليه وآله: «مَن قرأ سورة الصَّافّات أُعطيَ من الأجرِ عشرَ حسناتٍ، بعددِ كلِّ جنٍّ وشيطانٍ، وتَباعدت عنه مَرَدَةُ الشَّياطين، وبَرئ من الشِّرك، وشَهدَ له حافِظاه يومَ القيامةِ أنّه كان مؤمناً بالمُرسَلين».


«ثواب الأعمال» للشّيخ الصّدوق: عن الإمام الصّادق عليه السلام: «مَن قَرأ سورة الصَّافّات في كلّ جمعة لم يزَلْ محفوظاً من كلِّ آفّة، مدفوعاً عنه كلُّ بليّة في حياته الدُّنيا، مرزوقاً في الدُّنيا بأوسعِ ما يكون من الرِّزق، ولم يُصبْه اللهُ في مالِه، ولا ولدِه، ولا بَدَنِه بسوءٍ من شيطانٍ رجيمٍ، ولا جبّارٍ عنيدٍ، وإنْ مات في يومه أو ليلته بَعَثَهُ اللهُ شهيداً، وأَماتَهُ شهيداً، وأَدخَلَهُ الجنّة مع الشُّهداء في درجةٍ من الجنّة».


«تفسير نور الثّقلين» للشّيخ الحويزيّ: عن سليمان الجعفريّ قال: «رأيتُ أبا الحسن [الإمام الكاظم] عليه السّلام يقول لابنِه القاسم: قُم، فاقرأ عند رأس أخيك «والصَّافَّاتِ» حتّى تَستتمَّها. فقرأ، فلمّا بلغ ﴿..أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمْ مَنْ خَلَقْنا..﴾ الصافات:11، قضى الفتى. فلمّا سُجّي، وخرجوا، أقبل عليه يعقوب بن جعفر [من أصحاب الإمام الكاظم عليه السلام]، فقال له: كنّا نعهدُ الميّتَ إذا نزلَ به الموت، يقرَأ عنده ﴿يس والْقُرْآنِ الْحَكِيمِ﴾ يس:1-2 فصرتَ تأمرُنا بالصّافّات، فقال: يا بنيّ، لم تُقرَأ عند مكروبٍ من موتٍ قطّ، إلَّا عجّلَ اللهُ راحَتَه».


تفسيرُ آياتٍ من السّورة

بعد ذكر الآية الكريمة، نوردُ ما رُويَ من الحديث الشّريف في تفسيرها نقلاً -باستثناء الآية 130- عن (تفسير نور الثّقلين) للمحدِّث الشّيخ عبد عليّ الحويزيّ رضوان الله عليه.
- قوله تعالى: ﴿وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ﴾ الصافّات:24.
* رسول الله صلّى الله عليه وآله: «إذا كان يوم القيامة ونُصب الصِّراطُ على جهنّم، لم يَجُزْ عليه إلّا مَن مَعه جوازٌ فيه ولايةُ عليّ بن أبي طالب، وذلك قولُه تعالى: ﴿وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ﴾ الصافّات:24، يعني عن ولايةِ عليّ بن أبي طالب».


** وعنه صلّى الله عليه وآله: «أوّلُ ما يَسألُ اللهُ عنه العبدَ حبّنا أهلَ البيت».


*** الإمام الصَّادق عليه السلام: « إنّ اللهَ تباركَ وتعالى إذا جَمَعَ العِبادَ يومَ القيامة، سَأَلَهُم عمّا عَهِدَ إليهم، ولمْ يَسألهُم عمّا قَضى عليهم».


- قوله تعالى: ﴿ فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ﴾ الصافّات:88.
* سُئل الإمامُ الصَّادق عليه السلام: ما تقولُ في عِلْمِ النُّجوم؟ فقال: «هو علمٌ قَلَّت منافعُهُ وكثُرت مَضارُّه، لأنّه لا يُدفَعُ به المَقدور، ولا يُتَّقى به المَحذور، إنْ خبَّرَ المُنجِّمُ بالبلاءِ لم يُنجِه التَّحرُّز من القضاء، وإنْ خبَّر هو بخيرٍ لم يَستَطِع تَعجيلَه، وإن حدَثَ به سوءٌ لم يُمكنْه صرْفَه، والمنجِّمُ يُضادُّ اللهَ في عِلمِه بِزعمِه أنّه يردُّ قضاءَ الله عن خَلْقِه».


- قوله تعالى: ﴿ وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ * وَبِاللَّيْلِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾ الصافّات: 137-138.
* الإمام الصَّادق عليه السلام: « تَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ فِي الْقُرْآنِ إِذَا قَرَأْتُمُ الْقُرْآنَ، فاقرأوا مَا قَصَّ اللهُ عَزَّ وجَلَّ عَلَيْكُمْ مِنْ خَبَرِهِمْ».


- قوله تعالى: ﴿سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ﴾ الصافّات:130.
* الإمام المهديّ عليه السلام: «إذا أَردتم التّوجهَ -بنا- إلى الله تعالى وإلينا فقولوا: سلامٌ على آلِ يس.. الزّيارة». ويُستفاد من كلامِ بعض أهل العبادة، أنّ هذه الزّيارة، وزيارة «سلامُ اللهِ الكاملُ التّامّ» طريقٌ إلى التّشرُّفِ بلقائه صلوات الله عليه.
** «تفسير مجمع البيان»: «قرأَ ابنُ عامر ونافع ورويس عن يعقوب: (آل يس) بفتحِ الأَلِف وكَسْرِ اللّام المقطوعة من (ياسين)، والباقون: (إلياسين) بكسرِ الأَلِف، وسكون اللّام موصولةً بياسين».


 - قوله تعالى: ﴿ وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ﴾ الصافّات: 164.
* الإمام الصّادق عليه السلام: «أُنزِلَت في الأئمّةِ والأوصياء من آلِ محمّدٍ عليهم السلام».


- قوله تعالى: ﴿ وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ * وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ﴾ الصافّات:165-166.
* الإمام الصّادق عليه السلام: «نحنُ شجرةُ النُّبوّة، ومَعدِنُ الرِّسالة، ومُختَلَفُ الملائكة، ونحنُ عهدُ اللهِ وذِمّتُه، ونحنُ ودائعُ الله وحُجّتُه، كنّا أنواراً صفوفاً حول العرش نُسبِّح، فَسَبَّح أهلُ السَّماء بِتَسبيحِنا إلى أنْ هَبَطْنا إلى الأرض، فَسَبَّحنا، فَسَبَّحَ أهلُ الأرضِ بِتَسبيحِنا، وإنّا لَنحنُ الصَّافّونَ وإنّا لَنحنُ المُسبِّحون، فمَن وَفى بذمّتِنا فقد وَفى بعهدِ اللهِ عزَّ وجلَّ وذِمَّتِه، ومَن خَفَرَ ذمَّتَنا فقد خَفَرَ ذمّةَ اللهِ عزَّ وجلَّ وعهدَه».


- قوله تعالى: ﴿ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ﴾ الصافات: 180.
* الإمام الباقر عليه السلام: «مَنْ أرادَ أنْ يَكتالَ بالمِكيالِ الأوْفى فليَقُل إذا أراد أنْ يَقومَ من مَجلسِه: ﴿سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ الصافات:140-142».
** الإمام الصّادق عليه السلام قَالَ: «تَسْبِيحُ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ عليها السلام؛ إِذَا أَخَذْتَ مَضْجَعَكَ، فَكَبِّرِ اللهَ أَرْبَعاً وثَلَاثِينَ، واحْمَدْه ثَلَاثاً وثَلَاثِينَ، وسَبِّحْه ثَلَاثاً وثَلَاثِينَ، وتَقْرَأُ آيَةَ الْكُرْسِيِّ، والْمُعَوِّذَتَيْنِ، وعَشْرَ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ الصَّافَّاتِ وعَشْراً مِنْ آخِرِهَا».


اخبار مرتبطة

نفحات