يزكيهم

يزكيهم

02/08/2013

زيارة النّبيّ الأعظم وآله عليهم السلام


زيارة النّبيّ الأعظم وآله عليهم السلام

تجديد البَيعة والميثاق

ـــــ العلّامة المجلسيّ قدّس سرّه ـــــ

نصٌّ لزيارةٍ تُقرأ في المشاهدِ الشّريفة للأئمّة من أهل البيت عليهم السلام، نقلها العلّامة المجلسيّ في الجزء التّاسع والتّسعين من (بحار الأنوار)، مشيراً إلى أنّ بعض متأخّري زمانه رواها بألفاظها عن الشّيخ المفيد قدّس سرّه. يليه مقتطف من وصيّة للفيض الكاشانيّ قدّس سرّه في «الحريّة»، وأنّها عمدةٌ في السّلوك وتهذيب النّفْس.

وجدتُ في نسخةٍ قديمةٍ من تأليفات أصحابنا ما هذا لفظه: رَوى غيرُ واحدٍ أنَّ زيارةَ ساداتِنا عليهم السّلام إنّما هي تجديدُ العهدِ والميثاق المأخوذ في رِقابِ العباد، وسَبيلُ الزّائر أن يقول عند زيارتهم عليهم السّلام:

جِئتُكَ يا مولاي زائراً لك، ومُسلِّماً عليك، ولائِذاً بك، وقاصِداً إليك، أُجدِّدُ ما أَخَذَه اللهُ عزَّ وجلَّ لكُم في رَقبتي مِن العَهدِ والبَيْعةِ والميثاقِ بالولايةِ لكُم، والبَراءةِ مِن أعدائِكُم، مُعترِفاً بالمفروضِ من طاعتِكُم.

ثمَّ تَضع يدَكَ اليُمنى على القبر، وتقول:

هذه يَدي مُصافِقةٌ لكَ على البَيْعةِ الواجبةِ علينا، فاقبَلْ ذلك منِّي يا إمامي، فقد زرتُكَ وأنا معترفٌ بِحقِّكَ، مع ما أَلْزَمَ اللهُ سُبحانه من نُصرَتِكَ، وهذه يَدي على ما أَمَرَ اللهُ عزَّ وجلَّ به مِن مُوالاتِكُم، والإقرار بالمُفتَرَضِ من طاعَتِكُم، والبراءةِ مِن أعدائِكُم، والسَّلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبَركاتُه.

ثمَّ قبِّل الضَّريح الشَّريف، وقُل:

يا سيِّدي ومَولايَ وإمامي والمُفترَضَ عليَّ طاعتُه، أشهدُ أنَّك بَقيتَ على الوفاءِ بالوَعدِ، والدَّوام على العَهدِ، وقد سَلَفَ من جميلِ وَعدِكَ لِمَنْ زارَ قبرَكَ ما أنت المَرجُوُّ للوفاءِ به، والمُؤمَّلُ لِتمامِه، وقد قَصَدتُكَ من بَلدي، وجَعلتُكَ عند الله مُعتَمَدي، فَحَقِّق ظنِّي ومخيِّلَتي فيك، صلوات الله عليك وسلَّم تسليماً كثيراً.

أللّهُمَّ إنِّي أتقرَّبُ إليكَ بزيارتي إيَّاه، وأرجو منكَ النّجاةَ من النَّار، وبآبائِهِ وأبنائِهِ صلواتُ اللهِ عليهم، رَضِينا بهم أئمَّةً وسادةً وقادةً، أللَّهُمَّ أَدخِلني في كلِّ خيرٍ أَدْخَلْتَهُم فيه، وأخرِجْنِي مِن كلِّ سوءٍ أخرَجْتَهُم منه، واجعَلْنِي معهُم في الدُّنيا والآخرةِ، بِرحمتِكَ يا أرحمَ الرَّاحمين، يا ربَّ العالَمِين.

ثمَّ تصلِّي ركعات الزِّيارة عند كلِّ إمامٍ ركعتَين وتنصرف، فإذا فعلْتَ ذلك كانت الزّيارة مثلَ العهدِ المُجَدَّد.

أقول: ورواها بعض أصحابنا المتأخِّرين عن الشّيخ المفيد، قدّس اللهُ رُوحَه، بهذه العبارة بِعَينها.

***

..وقد خَلَقَكَ اللهُ حرّاً

من الأمور الّتي تُعتَبر عُمدة في السُّلوك: الحريّة، أي التَّحرُّر من «شوائب الطّبيعة» و«وساوس العادة» و«نواميس العامّة»، فإنّ السَّالكَ لا يَجِد سدّاً أعظم من هذه الأمور الثَّلاثة. وقد أَطلقَ عليها بعضُ الحُكَماء اسم رؤساء الشَّياطين، ولو تأمّلتَ جيّداً في كلّ قبيحٍ يَصدرُ من أيِّ أحدٍ، لَوَجَدْتَهُ منتهياً إلى واحدٍ من هذه الثَّلاثة.

أمّا «شوائب الطّبيعة»: فمثل الشَّهوة والغضب وتوابع ذلك من حبِّ المالِ والجاه وغير ذلك: ﴿تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا..﴾ القصص:83.

وأمّا «وَساوس العادة»: فمثل تسويلات النّفس الأمّارة وتزييناتها، والأعمال غير الصَّالحة بسبب الخيالات الفاسدة والأوهام الكاذبة، ولوازم ذلك من الأخلاق الرَّذيلة والمَلَكات الذَّميمة: ﴿قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا الكهف:103-104.

وأمّا «نواميس العامّة»: فمثلُ اتّباعِ الغِيلان الّذين هم في بدنِ آدميّ، وتقليدِ الجُهلاء أشباه العلماء، والاستجابة لإغواءِ شياطين الجنّ والإنس والانخداع بِحِيَلِهم وتلبيساتهم: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَفصّلت:29.
وأمّا بعض العادات والرُّسوم المقرّرة في عُرف الزَّمان، في مثل الملابس ومعاشرة النّاس، فيجبُ على الظَّاهر اتّباعُ الجمهور.

اخبار مرتبطة

  أيُّها العزيز

أيُّها العزيز

  دوريّات

دوريّات

05/08/2013

دوريّات

  إصدارات أجنبيّة

إصدارات أجنبيّة

نفحات