التوحيد العمليّ حبّ محمّد وآل محمّد

التوحيد العمليّ حبّ محمّد وآل محمّد

09/03/2011

التوحيد النظريّ، شهادة أن لا إله إلّا الله. والتوحيد العمليّ شهادة أنّ محمّداً رسول الله ولا يكتمل التوحيد العمليّ إلّا بحبّ محمّد وآل محمّد.

«برواية الزمخشري والفخر الرازي»


﴿قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين﴾
التوبة:24.
حبّ الله تعالى فوق كلّ حبّ. هكذا يجب أن يكون حبّ رسول الله، لأنّه تجلّي حبّ الله تعالى والدليل على صدق من يدّعي التوحيد، فادّعاء توحيد الله تعالى بدون حبّ رسول الله مجرّد دعوى تفتقر إلى الدليل.
ولا تصدُق دعوى حبّ رسول الله إلّا بصدق حبّ أهل البيت، فقد أجمع المسلمون على رواية قوله صلّى الله عليه وآله: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبّ إليه من نفسه، وتكون عترتي أحبّ إليه من عترته».
هذا الأفق المبين لحبّ «محمّد وآل محمّد» يمكنه أن يكون المدخل للتفكير بعيدأً -وحيث يمكن أن يبلغ الفكر- في فرادة دلالات هذه الرواية التي رواها جميع العلماء المسلمين.

***

التوحيد النظريّ، شهادة أن لا إله إلّا الله.
          والتوحيد العمليّ شهادة أنّ محمّداً رسول الله
                    ولا يكتمل التوحيد العمليّ إلّا بحبّ محمّد وآل محمّد.
                              خير الذکر ما جمع بين اسم الله وبين محمّد وآل محمّد،
                                        وخير الحبّ هو تجلّي حبّ الله، والدليل عليه وإليه،
                                                                               وهو حبّ محمّد وآل محمّد.

***

روى علماء المسلمين في فضل الصلاة على محمّد وآل محمّد صلّى الله عليه وآله، وخصائصها ما يبهر العقول، كثرة، وعظمةً، وعلوّ منزلة تتماهى مع المقام المحمود.
كما روى علماء المسلمين في عظيم منزلة حبّ محمّد وآل محمّد، ما يتناسب مع أصلين:

1- أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله، سرّ الخلق بإذن الله تعالى، وأهل بيته من الحقيقة المحمّديّة.

2- أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله، سرّ الهدى الإلهيّ، ﴿فإمّا يأتينكم منّي هدى فمن تبع هداي فلا يضلّ ولا يشقى﴾ البقرة:38. ولم يبعث نبيّ إلّا بالاعتقاد به صلّى الله عليه آله. موقع محمّد وآل محمّد صلّى الله عليه وآله، من مسيرة الهدى الإلهيّ، هو موقع القلب والسرّ والجوهر والروح.

وليس الهدى الإلهيّ إلّا «التوحيد العمليّ»، فيتّضح أنّ الدليل الكاشف عن توحيد الموحِّدين هو «حبّ محمّد وآل محمّد» وأنّ مسيرة التوحيد الحقّ تتلازم مع «أللّهمّ صلِّ على محمّد وآل محمّد».
بمقدار اتّباع محمّد وآل محمّد يكون توحيد الموحِّد، وبمقدار البعد عنهم يكون الضلال والنفاق والشرك.
من أبرز ما رواه علماء المسلمين في فضل حبّ محمّد وآل محمّد، رواية عن رسول الله، نوردها هنا كما رواها «الزمخشري» و«الرازي» في تفسيريهما الشهيرين (الكشاف) و(تفسير الرازي).

عن رسول الله صلّى الله عليه وآله:

«من مات على حبِّ آل محمّد مات شهيداً، ألا من مات على حبّ آل محمّد مات مغفوراً له،
ألا ومن مات على حبّ آل محمّد مات تائباً، ألا ومن مات على حبّ آل محمّد مات مؤمناً مستكمل الإيمان.
ألا ومَن مات على حبّ آل محمّد بشَّره ملك الموت بالجنّة ثمّ منكر ونكير، ألا ومَن مات على حبّ آل محمّد يزفّ إلى الجنّة كما تزفّ العروس إلى بيت زوجها، ألا ومَن مات على حبّ آل محمّد فتح في قبره بابان إلى الجنّة، ألا ومن مات على حبّ آل محمّد جعل الله قبره مزار ملائكة الرحمة.
ألا ومَن مات على حبّ آل محمّد مات على السنّة والجماعة.
ألا ومَن مات على بغض آل محمّد جاء يوم القيامة مكتوباً بين عينيه آيس من رحمة الله،
ألا ومَن مات على بغض آل محمّد مات كافراً،
ألا ومَن مات على بغض آل محمّد لم يشمّ رائحة الجنّة».

اخبار مرتبطة

  سرّ الخلق.. محمّد وآل محمّد

سرّ الخلق.. محمّد وآل محمّد

نفحات