الملف

الملف

02/11/2013

دراسة السّند

دراسة السّند

قال الشّيخ الصّدوق في «عيون أخبار الرّضا عليه السّلام»:

حدّثنا أبو الحسن علي بن ثابت الدّوالينيّ رضي الله عنه بمدينة السّلام سنة اثنتين وخمسين وثلاث مائة قال: حدّثنا محمّد بن عليّ بن عبد الصّمد الكوفيّ قال: حدّثنا عليّ بن عاصم، عن محمّد بن عليّ بن موسى.."

وقال في (كمال الدين): «حدّثنا أبو الحسن أحمد بن ثابت الدّواليبيّ بمدينة السّلام قال: حدّثنا محمّد بن الفضل النّحويّ قال: حدّثنا محمّد بن عليّ بن عبد الصّمد الكوفيّ قال: حدّثنا عليّ بن عاصم، عن محمّد بن عليّ بن موسى».

والفرق بين الصّيغتين للسّند هو زيادة محمّد بن الفضل النّحويّ في الثّانية )الكمال(، وتتمّ هنا دراسة السّند بحسب هذه الصّيغة.

1-    الدّواليبيّ، (الدّوالينيّ، الدّولانيّ،  الدّوانيّ، الدُّنابي، الرّوابيني)

أ‌-   الأشهر في المصادر والأكثر أنّ شهرته الدّواليبيّ (بالباء الموحدة بعد الياء المثناة)، والأشهر في اسمه والأكثر تداولاً عليّ بن ثابت، واللّافت أنّ اسمه وشُهرته في (عيون أخبار الرّضا) غيرهما في «كمال الدّين»، ففي «العيون» «أبو الحسن عليّ بن ثابت الدّوالينيّ» بالنّون وليس بالباء، وفي (الكمال) «أبو الحسن أحمد بن ثابت الدّواليبيّ» بالباء. والقدر المشترك بينهما «أبو الحسن ابن ثابت رضي الله عنه، بمدينة السّلام»، وهذا القدر كافٍ في إثبات وثاقة  من أخذ الشّيخ الصّدوق عنه هذا الحديث- حتّى مع فرض أهما شخصان- خصوصاً وأنّه ترضّى عليه، والتّرضّي أبلغ دلالةً من التّرحّم وإن كان الرّاجح كفاية حتّى التّرحّم من مثل الصّدوق قدّس سرّه الشّريف خصوصاً على أحد مشايخه.

ب‌-  قال السّيّد الخوئيّ: «أحمد بن ثابت الدّواليبيّ: أبو الحسن من مشايخ الصّدوق - قدّس سرّه - حدّثه بمدينة السّلام». كمال الدّين: الجزء 1، باب مضيّ موسى عليه السّلام». (السّيّد الخوئيّ- معجم رجال الحديث ج2/65).

·    وقال السّيّد الخوئيّ: «عليّ بن ثابت: الدّوالينيّ أبو الحسن، من مشايخ الصّدوق ترضى عليه. (العيون: الجزء 1، الباب 6، في النّصوص على الرّضا عليه السّلام بالإمامة في جملة الأئمّة الاثني عشر عليهم السّلام) الحديث 29 (معجم رجال الحديث ج12/310).

·    ولم أعرف وجه استنتاج مؤلّف (المفيد من المعجم) مجهوليّة «الدّواليبيّ» حيث قال: «أحمد بن ثابت الدّواليبيّ: أبو الحسن من مشايخ الصّدوق، كمال الدّين - مجهول».

ت‌-   قال النّمازيّ: «عليّ بن ثابت الدّوالينيّ أبو الحسن: لم يذكروه. روى عنه الصّدوق مترضِّياً عليه في سنة 352». (العيون ج 1 / 59)، و عن كمال الدّين (مستدركات رجال الحديث 314، الرقم: 9744).

ث‌-    الظّاهر أن أكثر موارد الإختلاف  في ضبط الشّهرة في المصادر ناتجٌ عن التّصحيف  وما وجدته من ألفاظ مختلفة لشهرة ابن ثابت هو (1-الدّواليبيّ، 2- الدّوالينيّ، 3- الدولاني،  4- الدّواني، 5- الرّوابينيّ، 6- الدُّنابي). الأولى في (العيون) والثّانية في (الكمال) كما مرّ، والثّالثة نقلها البهبوديّ محقّق البحار(هامش البحار 52/309) عن بعض نسخ (الكمال)  والرّابعة ذكرها محقّق (قصص الأنبياء) (هامش قصص الأنبياء للرّاونديّ ص362) والخامسة  وردت في (قاموس الرّجال) للتّستريّ ج9/473 وورد لفظ الشّهرة «الرّوابينيّ» أيضاً في مقدّمة (علل الشّرائع) للسّيّد محمّد صادق بحر العلوم ص12. والسّادسة أوردها أيضاً «البهبوديّ» محقّق (البحار)(هامش البحار 52/309)

 ومن الواضح أنّ تعدّد ألفاظ الشّهرة هذا إلى هذا الحدّ – وإن كان لا يؤثّر سلباً على السّند لما عرفت من أنّ القدر المشترك بين جميع الأسانيد هو – ابن ثابت الذي حدّث الشّيخ الصّدوق بدار السّلام وترضّى عليه الشّيخ- إلّا أنّه يستدعي  مزيد تتبّع خصوصاً وأنّ لفظ الشّهرة الأخير «الدّنابي» يبعد أن يكون تصحيف «الدّوالينيّ، أو الدّواليبيّ، إضافةً إلى أنّ «البهبوديّ»  محقّق البحار (هامش البحار 52/309) قال: «الرّجل هو أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عليّ بن ثابت الأزجيّ الدّنابيّ بالضّمّ. على ما في القاموس وكان محدّثاً سمع عنه الصّدوق بمدينة السّلام سنة 352 هذا الحديث رواه في (العيون) ج 1 ص 59 - 64 بتمامه ونقل عنه المصنّف ما يناسب هذا الباب من آخر الحديث، ورواه في كمال الدّين ج 1 ص 380 - 384 من طبعة الإسلاميّة وفيه: حدّثنا أبو الحسن أحمد بن ثابت الدّولانيّ بمدينة السّلام قال: حدّثنا محمّد بن الفضل النّحويّ قال حدّثنا محمّد بن عليّ بن عبد الصّمد الخ. فالدّواليبيّ والدّوالينيّ، والدّولانيّ كلّها مصحّف عن الدّنابيّ. انتهى.

وبالرّجوع إلى المصدر الذي نقل منه ما تقدّم، نجد  أنّه قد جاء في القاموس المحيط للفيروز آبادي ج1/67: «وأحمد بن محمّد بن عليّ بن ثابت الأزجيّ الدّنابيّ، بالضّمّ: محدّث «. وهو كما ترى لا يتضمّن أي قرينة  على أن هذا الذي ذكره «الفيروز آبادي» هو شيخ الشّيخ الصّدوق، ثمّ إنّ «القيسيّ، الدّمشقيّ» في (توضيح المشتبه)(ج4/75) قال: «أحمد بن عليّ بن ثابت الأزجيّ الدّنبائيّ، روى عن الأرمويّ، مات سنة إحدى وستّ مئة».

أضاف القيسيّ الدّمشقيّ: «قلت: صوابه: الدُّنْبَاني، بنون بعد الألف من غير همز، لأنّه نسب إلى جدّه، فهو أحمد بن عليّ بن ثابت بن أحمد بن الدّنبان، كذا نسبه ابن نقطة وغيره». انتهى.

وقال الزّبيديّ في (تاج العروس) (ج1/487): «والحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ محمّد بنِ عليّ بنِ ثابتٍ الأَزَجِيُّ بنِ أَحْمَدَ بنِ دُنْبَانَ كعُثْمَانَ الدُّنْبَائِيُّ بالضَّمِّ مُحدّث من بابِ الأَزَجِ رَوَى عن الأُرْمَوِيِّ ومات سنة 601».

**

2-     محمّد بن الفضل النّحويّ:

 لم يرد اسمه في السّند بحسب (عيون أخبار الرّضا عليه السّلام)، إلا أنّه ورد في نسخة (كمال الدّين).

قال النّمازيّ في (مستدركات علم رجال الحديث286):  - محمّد بن الفضل النّحويّ: لم يذكروه. روى الصّدوق في (الإكمال) باب 24 ح 11 عن أحمد بن ثابت الدّولانيّ، عنه، عن محمّد بن عليّ بن عبد الصّمد، حديثاً شريفاً مفصّلاً في النّصوص على الأئمّة الاثني عشر صلوات الله عليهم وفضائلهم وأدعيتهم..».

·   وقال النّمازيّ أيضاً (ص267): (أحمد بن ثابت الدّواليبيّ أبو الحسن: حدّث للصدوق بمدينة السّلام عن محمّد بن الفضل النّحويّ، عن محمّد بن عليّ بن عبد الصّمد الكوفيّ، عن عليّ بن عاصم، عن مولانا الجواد (صلوات الله عليهم) وأسمائهم وأدعيتهم، وهذا يدلّ على حسنهم وكمالهم.

·   قال الحاكم الحسكانيّ: (شواهد التّنزيل ج2/394) «أخبرنا أحمد بن الوليد بن أحمد بقراءتي عليه من أصله، قال: أخبرني أبي أبو العبّاس الواعظ حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل النّحويّ ببغداد ; في جانب الرّصافة ; إملاءً سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة حدّثنا الحسن بن عليّ بن زكريّا البصريّ حدّثنا الهيثم بن عبد الله الرماني، قال: حدّثني عليّ بن موسى الرّضا حدّثني أبي موسى، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد، عن أبيه عليّ، عن أبيه الحسين، عن أبيه عليّ بن أبي طالب قال: لمّا مرض الحسن والحسين عادهما رسول الله صلّى الله عليه وآله فقال لي: يا (أ) با الحسن لو نذرت على ولديك لله نذراً أرجو أن ينفعهما الله به...» ثمّ أورد حديثاً طويلاً  جاء في آخره: « فهبط جبرئيل وقال: يا محمّد إن الله يقرأ عليك السّلام ويقول: قد استجبت دعاءك فيهم وشكرت لهم ورضيت عنهم واقرأ ﴿إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا [الإنسان: 5] -إلى قوله: - ﴿إن إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا[الإنسان: 22]. أضاف الحاكم الحسكانيّ: «والحديث اختصرته في مواضع».(انتهى).

وبملاحظة تاريخ إملائه هذا الحديث على أبي العبّاس الواعظ  ببغداد وهو (سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة) وتاريخ نقل الدّواليبيّ عنه للشّيخ الصّدوق سنة (سنة اثنتين وخمسين وثلاث مائة) يتّضح أنّ «محمّد بن الفضل النّحويّ» كان – على فرض صحّة النّقل- يتحدّث بفضائل أهل البيت عليهم السّلام قبل إحدى وعشرين سنة من نقل الدّواليبيّ عنه.

3-    محمّد بن عليّ بن عبد الصّمد الكوفيّ

ينبغي التّفريق بين راويَيْن بهذا الإسم «محمّد بن عبد الصّمد».

 أحدهما هو الذي يروي عنه الصّدوق هذا الحديث بواسطتين- بحسب (الكمال)، وبواسطة واحدة بحسب (العيون) بناء على عدم السّقط في السّند.

 والثّاني هو – كما قال المحدّث النّوريّ (المستدرك ج3/66): «الشّيخ الجليل محمّد بن عليّ بن عبد الصّمد». في (الآمل): عالمٌ، فاضل، جليل القدر. وقال عماد الدّين الطّبريّ في (بشارة المصطفى): «حدّثنا لفظاً الشّيخ العالم محمّد بن عليّ بن عبد الصّمد التّميميّ بنيشابور في شوّال سنة أربع عشرة وخمسمائة، عن أبيه عليّ بن عبد الصّمد، عن أبيه عبد الصّمد بن محمّد التّميميّ..» ثمّ ساق أخباراً كثيرة بهذا النّسق، وعنه، عن أبيه، عن جدّه عبد الصّمد.

وفي حين تستفيض المعلومات حول الثّاني وأنّه من مشايخ ابن شهراشوب (أنظر: السّيّد الخوئيّ- معجم رجال الحديث17/ 356 وبحوثٌ في علم الأصول- تقريرات بحث الشّهيد الصدر للسّيّد محمود الهاشميّ ج7/250) لا نكاد نجد شيئاً عن الثّاني – الذي ورد في سند هذا الحديث المتضمّن لأسماء الإمام الحسين والتّسعة من بنيه وأدعيتهم، وبعض خصائصهم عليهم الصّلاة والسّلام- بل ينحصر التّعريف به بأنّه من رواة هذا الحديث.

4-عليّ بن عاصم

·   أبو غالب الزّراريّ- رسالة في آل أعين ص9: وكان عليّ بن عاصم شيخ الشّيعة في وقته. مات في حبس المعتضد، وكان حمل من الكوفة مع جماعة من أصحابه، فحبس من بينهم في المطامير فمات على سبيل ماء، وأطلق الباقون وكان يسعى به رجل يعرف بابن أبى الدّوابّ (الدّواهي. خ) وله قصّة طويلة.

 

* وفي هامش الرّسالة-المصدر: روى الصّدوق في (عيون أخبار الرّضا عليه السّلام ص 59 باب 6 خبر 29) باسناده عن عليّ بن عاصم عن محمّد بن عليّ بن موسى عليه السّلام عن أبيه عن آبائه الحديث، وروى في كتابه (الاكمال باب 45 التوقيعات ص 481) باسناده عن عليّ بن عاصم الكوفيّ توقيعا عن صاحب الزّمان عجل الله فرجه الشّريف. وذكرناه في من حدّث بأخبار النّاحية المقدّسة من طبقات أصحابه، وأيضاً فيمن تشرف بزيارته عليه السّلام من وكلائه وقد ذكرنا مدحه في (اخبار الرّواة).

·   «يقال له العاصميّ»: اشتهر في كتب الرّجال في تراجم عددٍ من أقارب «عليّ بن عاصم» من الرّواة تعبير «يقال له العاصميّ» والمراد تعريف للرّاوي من أقاربه بانتسابه إليه.

قال «أبو غالب الزّراريّ- (رسالة في آل أعين) ص81: أبو عبد الله أحمد بن محمّد العاصميّ، وسمى العاصميّ لأنّه كان ابن أخت عليّ بن عاصم رحمه الله

·   وقال في ص93: أحمد بن محمّد بن أحمد بن طلحة أبو عبد الله وهو ابن أخي أبى الحسن عليّ بن عاصم المحدّث، يقال له العاصميّ

·    وقد وردت عبارة (يقال له العاصميّ)  في مصادر رجاليّة بارزة منها: رجال النّجاشيّ ص93 ورجال الطّوسيّ ص416 والفهرست للشّيخ الطّوسيّ ص73 وخلاصة الأقوال للعلّامة الحلّيّ ص65 ورجال ابن داوود الحلّيّ ص42.

·    وتجدر الملاحظة أنّه قد ورد في أكثر هذه المصادر وصف عليّ بن عاصم بـ«المحدّث»، وتظهر أهمّيّة هذه الصّفة – وعبارة يقال له العاصميّ- عند التّأمّل في رأي من لم تثبت عنده وثاقة عليّ بن عاصم.

* عليّ بن عاصم يروي توقيع صاحب الزّمان عليه السّلام: قال الفيض الكاشانيّ: (الوافي ج2/404): «وروى الصّدوق في كتاب الغيبة ".." بإسناده عن عليّ بن عاصم الكوفيّ قال: خرج في توقيعات صاحب الزّمان عليه السّلام: «ملعون ملعون من سمّاني في محفل من النّاس».

* عليّ بن عاصم ممّن رأوا الإمام المهديّ عليه السّلام: أورد الحرّ العامليّ في (هداية الأمّة إلى أحكام الأئمّة ج8/562) اسم «عليّ بن عاصم» بين  أسماء الذين شاهدوا الإمام المهديّ عليه السّلام، قال الشّيخ الحرّ: وأمّا الذين شاهدوا المهديّ عليه السّلام، فروى الشّيخ بإسناده عن محمّد بن أبي عبد الله الكوفيّ أنّه ذكر عدد (كذا) من انتهى إليه ممّن وقف على معجزات صاحب الزّمان عليه السّلام، ورآه من الوكلاء ببغداد".." إلى أن قال: «ومن الكوفة: العاصميّ".." إلى قول الحرّ العامليّ: «أقول: الكلينيّ يروي عن العطَّار وعن العاصميّ وغير هما من المذكورين. وروى هذا الخبر الصّدوق أيضاً في كتاب إكمال الدّين، وذكر أنّ ممّن ورد عليهم التّوقيعات منه عليه السّلام: عليّ بن عاصم الكوفيّ».

·    قال السّيّد الخوئيّ- معجم رجال الحديث ج13/70: 8232 - عليّ بن عاصم: ".." وصفه الشّيخ بالمحدّث، (وقال) في أحمد بن محمّد ابن عاصم، وقال: « إنّه ابن أخت عليّ بن عاصم المحدّث». وقال الشّيخ يوسف البحرانيّ في كشكوله: الجزء 1، ص 180: «".." وكان عليّ ابن عاصم شيخ الشّيعة في وقته، ومات في حبس المعتضد». (انتهى). أقول: لا ريب في جلالة الرّجل إلا أنّه لم تثبت وثاقته.  ثمّ أنّه تخيّل بعضهم اتّحاد عليّ بن عاصم هذا مع عليّ بن عاصم بن صهيب الذي حكاه الميرزا في الوسيط عن التّقريب والذّهبيّ، وهذا خيال فاسد، فإنّ ذاك على ما ذكراه مات سنة (201)، وهذا روى عن الجواد عليه السّلام، وبقي إلى زمان الغيبة على ما عرفت». (انتهى).

·    ولم أعرف وجه عدم ثبوت وثاقة «شيخ الشّيعة في وقته»،  ومن «لا ريب في جلالة قدره». إلا أنّ السّيّد الخوئيّ رحمه الله أعلم بما قال.

 

التّقييم النّهائيّ للسّند

أ‌-   اتّضح قبل دراسة رجال السّند، أنّ الحديث معتبر بل في غاية الإعتبار، وذلك بناءً على أنّ «مراسيل الشّيخ الصّدوق كمسانيده» فكيف بمثل هذا الحديث العقائديّ المسند، والمعتضد بالمؤيّدات القويّة التي منها أنّ الشّيخ الكفعميّ يصرح بصحّة سند الحديث الذي أخذ منه أدعية الأئمّة عليهم التي هي بعينها الواردة في هذا الحديث.

ب‌-   واتّضح من دراسة السّند ما يلي:

1-     أنّ الدّواليبيّ من شيوخ الشّيخ الصّدوق.

2-   وأنّ «محمّد بن الفضل النّحويّ» – على فرض وروده في رجال السّند في الأصل-  إماميٌّ يروي عنه الدّواليبيّ الشّيخ الصّدوق.

3-   وأنّ «محمّد بن عليّ بن عبد الصّمد الكوفيّ» مجهولٌ لا يتوفّر حوله ما يعرف عدا أنّه يروي عن «شيخ الشّيعة في وقته»  هذا الحديث الذي يكشف أنّ «عليّ بن عاصم» من حملة أسرار أهل البيت عليهم السّلام، ولذلك فقد حدّثه الإمام الجواد عليه السّلام بهذا الحديث عن أبيه الرّضا عن أبيه الكاظم عن أبيه الصّادق عن أبيه الباقر عن أبيه عليّ بن الحسين عن أبيه سيّد الشهداء عليه السّلام.

والنّتيجة النّهائيّة: في السّند -إذاً- نقطتا ضعفٍ هما مجهوليّة ابن الفضل النّحويّ، ومجهوليّة محمّد بن عليّ بن عبد الصّمد الكوفيّ، إلّا أنّ ضعف السّند بهما ينجبر –بناء على الصّحيح من جبر ضعف السّند بالمتن والقرائن الدّاخليّة- بقوّة متن الحديث، وقوّة القرائن التي تحفّ بالحديث كما تمّ توضيحه في ما تقدم  تحت عنوان «قبل دراسة السّند» وعنوان «دراسة السّند».

اخبار مرتبطة

  دوريّات

دوريّات

04/11/2013

دوريّات

  إصدارات أجنبيّة

إصدارات أجنبيّة

نفحات