موجز في التفسير-سورة هــود

موجز في التفسير-سورة هــود

01/04/2011

لمشهور بين المفسّرين أنّ سورة هود بأكملها نزلت بمكّة، وأنّها السورة التاسعة والأربعون في ترتيب السور النازلة على النبيّ صلّى الله عليه وآله،

« من دروس «المركز الإسلامي »

المشهور بين المفسّرين أنّ سورة هود بأكملها نزلت بمكّة، وأنّها السورة التاسعة والأربعون في ترتيب السور النازلة على النبيّ صلّى الله عليه وآله، وجاءت  في فترة من أشدّ الفترات صعوبة في حياته صلّى الله عليه وآله، أي بعد وفاة عمّه أبي طالب وزوجته أمّ المؤمنين السيّدة خديجة عليهما السلام.
تواصل «شعائر» تقديم تعريف موجز بالسوَر المباركة، يراعي تقديم ما ورد في (تفسير نور الثَقَلين) وتفسير (الميزان) مع إطلالة على بعض التفاسير الأخرى، خصوصاً تفسير (الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل).


فضلُها وتفسير آياتٍ منها

تفسير «نور الثَقَلين»:
عن رسول الله صلّى الله عليه وآله: «من قرأ سورة هود أُعطي من الأجر عشر حسنات بعدد من صدّق بنوح وكذّب به، وهود وصالح وشعيب ولوط وإبراهيم وموسى، وكان يوم القيامة من السعداء».
 
* الإمام الباقر عليه السلام: «من قرأ سورة هود في كلّ جمعة بعثه الله عزّ وجلّ يوم القيامة في زمرة النبيّين، ولم يعرف له خطيئة عملها يوم القيامة».

* وعنه عليه السلام في قوله تعالى: ﴿..ويؤتِ كلَّ ذي فضل فضله..﴾ هود:3، فهو عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه.

* وقوله عزّ وجلّ : ﴿..وإن تولّوا فإنّي أخاف عليكم عذاب يوم كبير﴾ هود:3، قال: الدخان والصيحة.

* وقوله عزّ وجلّ: ﴿ألا إنّهم يثنون صدورهم ليستخفوا منه..﴾ هود:4، يقول: يكتمون ما في صدورهم من بُغض عليّ عليه السلام، وقال رسول الله صلّى الله عليه وآله: إنّ آية المنافق بغض عليّ عليه السلام. وكان قوم يظهرون المودّة لعليّ عند النبيّ ويُسرّون بغضه فقال جلّ ذكره: ﴿..ألا حين يستغشون ثيابهم..﴾ هود:5. فإنّه كان إذا حدّث بشيء من فضل عليّ صلوات الله عليه، أو تلا عليهم ما أنزل الله فيه، نفضوا ثيابهم ثمّ قاموا، يقول الله عزّ وجلّ: ﴿يعلم ما يُسرّون وما يعلنون..﴾ حين قاموا ﴿..إنّه عليم بذات الصدور﴾ هود:5.

* وعنه عليه السلام: «أخبرني جابر بن عبد الله إنّ المشركين كانوا إذا مرّوا برسول الله صلّى الله عليه وآله حول البيت طأطأ أحدهم ظهره ورأسه هكذا، وغطّى رأسه بثوبه حتى لا يراه صلّى الله عليه وآله، فأنزل الله عزّ وجلّ: ﴿ألا إنّهم يثنون صدورهم ليستخفوا منه ألا حين يستغشون ثيابهم يعلم ما يسرّون وما يعلنون..﴾ هود:5.

غَرَض السورة ومضامينها

«الميزان في تفسير القرآن»: «سورة هود -على ما تشهد به آياتها بمضامينها والاتّصال الظاهر بينها- مكيّةٌ نازلةٌ دفعة واحدة، وقد رُوي عن بعضهم استثناء آياتٍ منها، ولا دليل على شيءٍ من ذلك من طريق اللّفظ.
تُبيِّن هذه السورة غرض الآيات القرآنيّة على كثرتها وتشتّتها، وتصف المحصّل من مقاصدها على اختلافها، والملخّص من مضامينها.
قال بعضهم عندما ذكر غرض هذه السورة: أنّها في معنى سورة يونس وموضوعها، وهو أصول عقائد الإسلام في الإلهيّات والنبوّات والبعث والجزاء وعمل الصالحات، وقد فُصِّل فيها ما أُجمِل في سورة يونس من قصص الرُسل عليهم السلام. انتهى.
لكنّ السورتين مسوقتان لغرضين مختلفين لا يرجع أحدهما إلى الآخر البتّة، فسورة يونس تُبيّن أنّ السنة الإلهيّة جارية على القضاء بين الرُسل وبين أُممهم المكذِّبين لهم، ثمّ توعد هذه الأمّة بما جرى مثله على الذين من قبلهم، وسورة هود تبيّن أنّ المعارف القرآنيّة ترجع بالتحليل إلى التوحيد الخالص، كما أنّ التوحيد يعود بحسب التركيب إلى تفاصيل المعارف الأصليّة والفرعيّة. فالسورة تبيّن ذلك بنحو الإجمال في الآيات الأربع التي افتُتحت بها، ثمّ تأخذ في بيانه التفصيليّ بسمة الإنذار والتبشير بذكر ما لله من السنّة الجارية في عباده، وإيراد أخبار الأمم الماضية، وقصص أقوام نوح وهود وصالح ولوط وشعيب وموسى عليهم السلام، وما ساقهم إليه الاستكبار عن إجابة الدعوة الإلهيّة، والإفساد في الأرض والإسراف في الأمر، ووصف ما وعد الله به الذين آمنوا وعملوا الصالحات، وما أوعد الله به الذين كفروا وكذّبوا بالآيات، وتُبيّن في خلال ذلك أموراً من المعارف الإلهيّة الراجعة إلى التوحيد والنبوّة والمعاد». (بتصرّف).


«شيّبتني سورة هود»

«الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل»: في حديث معروف عن النبيّ صلّى الله عليه وآله أنّه قال: «شيّبتني سورة هود»، وفي حديث آخر أنّه حين لاحظ أصحاب النبيّ آثار الشيب قبل أوانه على محياه صلّى الله عليه وآله قالوا: يا رسول الله، تعجّل الشيب عليك. فقال صلّى الله عليه وآله: «شيّبتني سورة هود والواقعة». وفي روايات أخرى أُضيف أيضاً سورة المرسلات، وسورة النبأ، وسورة التكوير وغيرها إلى هاتين السورتين. ونُقل عن ابن عباس في تفسير الحديث الشريف -آنف الذكر- أنّه ما نزل على رسول الله صلّى الله عليه وآله آية كانت أشدّ عليه ولا أشقّ من آية ﴿فاستقم كما أُمرت ومن تاب معك..﴾ هود:112. (بتصرّف).

بعضُ خصائصها

«الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل»:
ورد في حديث شريف عن رسول الله صلّى الله عليه وآله أنّه قال: «مَن قرأ هذه السورة أُعطي من الأجر والثواب بعدد من صدّق هوداً والأنبياء عليهم السلام، ومن كذّب بهم، وكان يوم القيامة في درجة الشهداء وحُوسب حساباً يسيراً».
ومن الوضوح بمكان أنّ مجرد التلاوة لا يعطي هذا الأثر، وإنّما يكون هذا الأثر إذا كانت تلاوة هذه السورة مقرونة بالتفكّر والعمل بعدها، وهذا هو الذي يقرّب الإنسان إلى المؤمنين السالفين ويبعده عن الذين أنكروا على الأنبياء وجحدوا دعواتهم. وعلى هذا الأساس يُثاب بعددهم ويُعطى أجر كلّ واحد منهم، ويكون هدفه كهدف شهداء تلك الأمم السالفة. فلا مجال للتعجّب من أن ينال درجاتهم ويُحاسَب حساباً يسيراً.
وفي «تفسير البرهان» عن الإمام الصادق عليه السلام أنّ من كتب هذه السورة على رقّ ظبي وحملها معه أعطاه الله قوّة، وينتصر على من يحاربه ويغلبه، وكلّ من رآه يخاف منه. (بتصرّف).



  الاستغفار

جاء أحد حُجّاب معاوية إلى الإمام الحسن عليه السلام، فقال له: إنّي رجلٌ ذو مال، ولا يُولد لي ولد، فعلِّمني شيئاً لعلّ الله أن يرزقني ولداً، فقال عليه السلام: «عليك بالاستغفار».

فكان هذا الحاجب يُكثر منه حتّى ربّما استغفر في اليوم سبعمائة مرّة، فولد له عشرة بنين، فبلغ ذلك معاوية، فقال هلّا سألته ممَّ كان ذلك؟ فسأله الرجل، فقال عليه السلام: «ألم تسمع قوله تعالى في قصّة هود عليه السلام: ﴿..ويزدكم قوّة إلى قوّتكم..﴾، وفى قصّة نوح عليه السلام: ﴿ويُمددكم بأموال وبنين..﴾؟».

والآيات التي أشار إليها الإمام الحسن عليه السلام، هي قوله تعالى: ﴿وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ﴾ هود:52، وقوله تعالى: ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً﴾ نوح:10-12.

ورُوي أيضاً أنّ رجلاً شكا إلى الإمام الكاظم عليه السلام قلّة الولد، فقال له الإمام :«إستغفر الله..». (المصباح، الشيخ الكفعمي).

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

04/04/2011

  إصدارت

إصدارت

  إصدارات

إصدارات

نفحات