أعلام

أعلام

03/12/2013

العالِم الجليل الشّيخ جعفر بن نَما، صاحب مقتل «مُثير الأحزان»


أستاذ العلّامة الحلّيّ

العالِم الجليل الشّيخ جعفر بن نَما، صاحب مقتل «مُثير الأحزان»

___________ إعداد: سليمان بيضون __________

 

* من الفضلاء الأجِلّة، وكُبراء الدّين والملّة، يروي عن أبيه وجدّه، وهو من مشايخ العلّامة الحلّيّ صاحب (مُنتهى المطلب).

* مؤرّخ وأديبٌ وشاعر، له كتابٌ معروفٌ في مقتل سيّد الشهداء صلوات الله عليه، وقصائد ولائيّة خصوصاً في رثاء الإمام الحسين عليه السّلام.

* مدفون في الحلّة، وقبره حَرَمٌ يُزار وتُنذَر له النُّذور.

 

هو الشّيخ جعفر بن محمّد بن جعفر بن هبة الله بن نما الحلّيّ الرَّبَعيّ، ينتسبُ إلى قبيلة «ربيعة» العربيّة، لقبُه «نجمُ الدِّين». وُلد في الحلّة بالعراق، وفيها عاش وتوفّي.

وفي هامش (مثير الأحزان): «نما» مثلّثة النّونِ مخفّفة الميم أو بكسر الأوّل وتخفيف الثّاني: هو اسم رجل جدّ صاحب التّرجمة.

آل نَما

نشأ الشّيخ جعفر في أسرةٍ علميّةٍ معروفة، فوالده الشّيخ محمّد كان يُلقَّب بـ «نجيب الدِّين»، وكان شيخَ الفقهاء في عصره، ومن مشايخ المحقّق الحلّيّ، وأخوه أحمد كان فاضلاً صالحاً، يروي عن أبيه عن جدِّه.

يقول السّيّد محمّد صادق بحر العلوم: «اشتهرَ آلُ نما الرّبعيّ بالفضل، والأدب، والزّعامة العلميّة في الحلّة، وخدموا العلم أيّاماً طوالاً، نبغ منهم أفرادٌ لا يُستهان بهم، وتخرّج عليهم كثيرٌ من العلماء الأفاضل خدموا العلم والأدب، وكان عصرُ جدِّهم "نما" عصر الشّيخ أبي عليّ بن الشّيخ الطّوسيّ رحمهما الله».

ويقول الشّيخ عبد المولى الطّريحيّ في مقدمة (مثير الأحزان) وهو يتحدّث عن الحلّة وعلمائها: «وممّن نبغَ فيها من أساطين علماء الإماميّة في القرن السّابع الهجريّ (آل نما)، وهي الأسرة العلميّة الدّينيّة القديمة الكريمة، الّتي ظَهَرتْ ولَمَعَتْ في الحلّة، واشتهرَ من أعلامها هبة الله بن نما جدّ نجيب الدّين، وجعفر بن نما ".." وعليّ بن نما ".." وغيرهم كثير، ويظهر من القصيدة الّتي نَظَمَها [المترجَم له] جواباً لبعض الحاسدين أنّ بيت ابن نما كان بيتاً رفيعاً مرموقاً مشهوراً بالفضائل».

وقصيدة الشّيخ جعفر ذَكَرَها العلّامة المجلسيّ في (البحار) نقلاً عن خطّ الشّهيد الأوّل الشّيخ محمّد بن مكّي الجزّينيّ العامليّ، وهي:

أنا ابنُ نما إنْ نطقتُ فمَنطقي

فصيحٌ إذا ما مُصقَعُ القومِ أَعجَما

وإنْ قُبِضتْ كفُّ امرئٍ عن فضيلةٍ

بسطتُ لها كفّاً طويلاً ومِعصَما

بنَى والدي نهجاً إلى ذلك العُلى

وأفعالُه كانت إلى المجد سُلَّما

كبُنيانِ جدّي جعفرٍ خيرِ ماجدٍ

وقد كان بالإحسانِ والفضلِ مُغرما

وَجدِّ أبي الحَبرِ الفقيهِ أبي البقا

فما زالَ في نقلِ العلومِ مُقدَّما

يودّ أُناسٌ هدْمَ ما شيّد العُلى

وهيهاتَ للمعروفِ أنْ يَتَهدّما

يرومُ حسودي نيلَ شأوي سفاهةً

وهل يقدرُ الإنسانُ يَرقى إلى السّما

منالي بعيدٌ ويحَ نفسك فاتّئِد

فمِن أين في الأجداد مثلُ التّقيّ نما

       

أقوال العلماء بحقِّه

 * الحرّ العامليّ في (أمل الآمل): «الشّيخ نجم الدّين جعفر بن محمّد بن جعفر بن هبة الله بن نما الحلّي، عالمٌ جليل، يروي عنه الشّيخ كمال الدّين عليّ بن الحسين بن حمّاد..».

* العلّامة المجلسيّ في (بحار الأنوار): «الشّيخ ابن نما ".." من أجلّة رواتنا ومشايخنا».

* الميرزا عبد الله أفندي في (رياض العلماء): «عالمٌ، جليلٌ ".." من أفاضل مشائخ علمائنا».

* المحقِّق البحرانيّ في (لؤلؤة البحرين): «الشّيخ جعفر بن نجيب الدّين بن نما، فاضل له (مقتل الحسين عليه السّلام)، جيِّد الوضع».

* الخوانساريّ في (روضات الجنّات): «كان من الفضلاء الأجلّة، وكبراء الدّين والملّة، من مشايخ العلّامة المرحوم..».

 

مؤلّفاته

للشّيخ جعفر بن نما مؤلّفان، وهما مرتبطان بنهضة سيّد الشّهداء عليه السّلام: 

1- (مثير الأحزان): وهو كتابٌ في مقتل السّبط الشّهيد عليه السّلام، ذكَر فيه رواياتٍ في الإخبار عن شهادته عليه السّلام في حياة جدّه المصطفى صلّى الله عليه وآله، وأبيه أمير المؤمنين عليه السّلام، ثمّ ساق الوقائع المعروفة للملحمة الكربلائيّة وفق منهجيّة عبَّر عنها -ذاكراً الدّاعي لتأليف الكتاب- بالقول:

«إنّ الّذي بَعَثني على عمل هذا المقتل أنِّي رأيتُ المَقاتلَ قد احتوى بعضُها على الإكثار والتّطويل، وبعضُها على الاختصار والتّقليل، فهي بين طويلٍ مُسهِبٍ، وقصيرٍ قاصرٍ عن الفوائد غير مُعرِب، والنُّكَتُ فيها قليلة ".." فوضعتُ هذا المقتلَ متوسّطاً بين المقاتل، قريباً من يدِ المتناول، لا يُقصى لمَلالةٍ وهذَرٍ، ولا يُجفى لِنزارةٍ وقصرٍ، ترتاح القلوب إلى عذوبة ألفاظه، ويوقظ الرّاقدَ من نومه وإغماضه، وتسرحُ النّواظرُ في رياضه، وينبّه الغافل عن هذا المصاب والذّاهل عن الجزع والاكتئاب، وأودعتُه ما أهمله كثيرٌ من المصنّفين، وأغفلَتْه خواطرُ المؤلّفين، وسمّيتُه (مثيرُ الأحزان ومُنيرُ سُبُل الأشجان)».

2- (ذوب النّضار في شرح الثّار): وهو كتابٌ في أخبار المختار بن أبي عبيد الثّقفيّ، وكيفيّة انتقامه من قَتَلَة الإمام الحسين عليه السّلام وأهل بيته وأصحابه. يقول في مقدّمته:

«فإنّي لمّا صنّفتُ كتاب المقتل الذي سمّيتُه (مثير الأحزان ومُنير سُبُل الأشجان)، وجمعتُ فيه من طرائف الأخبار، ولطائف الآثار، ما يربو على الجوهر والنّضّار، سأَلَني جماعةٌ من الأصحاب أن أُضيف إليه عملَ الثّأر، وأشرح قصّة المختار ".." لأنّه به خَبَتْ نارُ وَجْد سيّد المرسلين، وقرّتْ عينُ زين العابدين ".." وأنا أشرحُ بوارَ الفجّار على يد المختار، معتمداً قانون الاختصار، وسمّيتُه (ذوب النّضار في شرح الثّار)».

أدبُه وشعره

امتَلَك الشّيخ جعفر ابن نما بياناً بديعاً وإحساساً مرهفاً، صوّر بهما مكنون صدره مِن أَساهُ على ما حلّ بسيّد الشّهداء عليه السّلام وأهل بيته وأنصاره، وما حمله من نفورٍ من أعدائهم، فها هو رضوان الله عليه يصفُ أصحابَ الإمام عليه السّلام في مقدِّمة كتابه (مثير الأحزان) فيقول: «فعزَفَتْ نفوسُهم عن الدّخول في حزب أهل الضّلال، واشتاقوا إلى حرب جيش القتال باقتحام الأهوال، فيا لها نعمةً أَهدَت إلى أنصارِ الله جلَّ جلالُه مَسَرّةً، وألقتْ على أعيُنِهم قُرّةً، فنهضوا إلى لقاء العدوّ بشفاهٍ ظاميةٍ إلى ارتشاف مُزْنِ السّعادة، وأرواحٍ تايقةٍ [تائقةٍ] إلى الشّهادة، فرِحين بانعقاد بَيعِهم الرّابح يوم [توزيع] الجوائز والمنائح، وعلموا أنّهم لن يَصلوا إلى خِلَعه السّنيّة إلّا بِخَلْعِ الحياة ولبسِ المنيّة، فبذلوا النّفوس لقاءَ العدوّ ومجاهدته، والمبالغة في قتاله ومجالدته، وفي هذه الرّتبة العالية والبيعة الغالية، تنافس أهلُ الطّفوف في احتمال الحُتُوف، والصّبرِ على نقط الرّماح وشكْل السّيوف..».

ويقول داعياً لإحياء أمر سيّد الشّهداء عليه السّلام: «فيا ذوي البصائر والأفهام، ويا أرباب العقول والأحلام، أَظهِروا شعارَ الأحزان، والبَسُوا الجزعَ على سادات الإيمان، واقتَدُوا بالرّسول في محبّة بني الزّهراء البتول صلوات الله عليها، وتعظيم ذَوِي القربى، فقد وَعَدَهُ جلَّ جلالُه لِعِظَمِهم بأحسن العُقبى، ولقد كشفتْ أميّةُ سرَّه المضروبَ على سبطِه بِهَتكِ حُرْمَته ورهبِهِ، ونقضوا ما بَرَمَه، وحلّوا مِن عقد الدّين ما أَحْكَمَه».

ويُردف حاثّاً على البكاء لمصاب آل البيت عليهم السّلام المُفجع: «ونُحْ أيُّها المحبّ لآلِ الرّسول نوحَ الفاقد الثّكول، وابكِ بالدّموعِ السِّجام على أئمّة الإسلام، لعلّك تُواسيهم بالمُصاب، بإظهار الجَزَعِ والاكتئاب، والإعلان بالحنين والانتحاب، فوا خيبةَ مَن جَهلَ فضلَهم، وقد ذَكَر جلّ جلالُه في كتابه العزيز نُبلَهم، لأنّهم الأدلّةُ على النّجاة في المعاد، الهداةُ إلى طُرُقِ الرّشاد».

ويقول في مورد آخَر: «فأسعدوني بالنّياحة والعويل، واندبوا لِمَن اهتزّ لفقده عرشُ الجليل، واسكبُوا العبراتِ على الغريب القتيل، فليتني أذودُ عنهم خطوبَ الحِمام، وأدرأُ مواقعَ تلك الآلام، وأدفعُ بنفسي عن نفوسِهم، وأكونُ فداءَ شيخِهم ورئيسِهم، حتّى أقضيَ حقَّ جدِّهم المُرسَل..».

وقد ضمّن الشّيخ ابن نما كتابَيه المذكورَين الكثيرَ من قصائده ، إضافة إلى قصائدَ أُخَرَ؛ كَتب فيها الشّيخ فارس حسُّون كريم تحت عنوان «الولاء الحسينيّ في أشعار ابن نما الحلّيّ» ونُشرت في مجلّد مجلّة (تراثنا) العدد 46، حيث يقول: «وبما أنّ مدينة الحلّة العراقيّة كانت تَزهرُ بحركتها العلميّة الدّينيّة لِما فيها من مجتهدين كبار فطاحل، أمثال: ابن إدريس، والمحقّق، وآل طاوس، وآل المطهّر كالعلّامة وأبيه، فالأدب كذلك كان مزدهراً فيها. وممَّن نبَغَ فيها من أساطين علماء الإمامّية في القرن السّابع "آل نما"، وهي الأسرة العلميّة الدّينيّة القديمة الكريمة الّتي ظهرت ولمعت، وصَفَت قرائحُ أعلامِها، فأبدعوا في الأدب وأنواع النَّظم والنّثر. ويُعَدُّ الشّيخ جعفر بن محمّد بن جعفر بن نما أحد أبرز أعلام هذه الأسرة العريقة».

 

 

وبعد ترجمةٍ قصيرةٍ، أورد الشّيخ حسّون أشعاراً للشّيخ جعفر مرتَّبة حسب القافية. فمن قافية (الباء) قال في مدح أمير المؤمنين الإمام عليّ عليه السّلام:

جادَ بالقُرصِ والطَّوى ملءُ جَنبَيهِ

وعافَ الطّعامَ وهو سَغوبُ

فأعادَ القُرصُ المنيرُ عليه

القُرصَ والمُقرِضُ الكرامَ كَسوبُ

        

O وقال في ذمّ الأمّة لقتلها سبط الرّسول صلّى الله عليه وآله وهَتكِها حُرْمَتَه:

يا أمّةً نَقَضَتْ عُهودَ نبيِّها

وغَدَتْ مقهقَرةً على الأعقابِ

كنتُم صِحاباً للرّسولِ وإنّما

بفِعالكم بِنتُم عن الأصحابِ

ونَبذتُم حُكمَ الكتابِ على جَهالةٍ

ودخلتُم في جملةِ الأحزابِ

بؤتُم بقتلِ السّبطِ واستَحلَلتُمُ

دمَهُ بكلِّ منافقٍ كذّابِ

فكما تَدينوا قد تُدانوا مثلَه

في يومِ مجمعِ مَحشرٍ وحسابِ

               

O وفي قافية (الدّال) قال مسفّهاً عمرو بن سعيد بن العاص والي المدينة، حينما استبشَر

بقتل الإمام الحسين عليه السّلام:

يَستبشرونَ بقتلِه وبسبِّه

وهُم على دينِ النّبيّ محمّدِ

واللهِ ما هم مُسلمون وإنّما

قالوا بأقوالِ الكَفورِ المُلحدِ

قد أَسلموا خوفَ الرَّدى وقلوبُهم

طُويَتْ على غِلٍّ وحقدٍ مُكْمدِ

      

O وقال متأسّفاً أنّه لم يكن من أصحاب الحسين عليه السّلام في نُصرته، ولا من أصحاب المختار وجماعته:

ولمّا دعا المختارُ للثّأرِ أقبلتْ

كتائبُ من أشياعِ آلِ محمّدِ

وقد لَبسُوا فوقَ الدُّروعِ قلوبَهم

وخاضوا بحارَ الموتِ في كلِّ مَشهدِ

هم نَصَروا سِبطَ النّبيِّ ورهطَه

ودانوا بأخذِ الثّأرِ من كلِّ ملحدِ

ففازوا بجنّاتِ النّعيمِ وطِيبِها

وذلكَ خيرٌ من لُجَينٍ وعَسْجدِ

ولو أنّني يومَ الهِياجِ لدى الوَغى

لَأعمَلتُ حدَّ المَشرفيّ المُهَنَّدِ

فوا أسفا إذ لم أكُنْ من حُماتِه

فأَقتُلَ منهم كلَّ باغٍ ومعتدِ

وأنقعَ غِلّي من دماءِ نُحورِهم

وأتركَهم مُلقَون في كلّ فَدْفدِ

 

O وفي قافية (الرّاء) قال في وصف عقيدة الأصحاب حين النِّزال:

ولمّا رأينا عثيرَ النَّقْعِ ثائراً      

وقد مدّ فوق الأرضِ أرديةً حُمرا

وسالَت عن الخِرصان أنفسُ فتيةٍ

عن العنصرِ الزّاكي وأعلى الورى قدْرا

وشدّوا لِقتلِ السّبطِ عمداً وأشرَعوا

معَ المُرهَفات البِيضِ خِطِّيّةً سُمرا

تيقّنَ حزبُ الله أنْ ليس ناجياً

من النّارِ إلّا مَن رأى الآيةَ الكُبرى

ومَنْ رَفضَ الدّنيا وباعَ حياتَه

مِن اللهِ، نِعْمَ البيعُ والفوزُ والبُشرى

               

               

O وقال في تسابق أصحاب الإمام الحسين عليه السّلام إلى القتال بين يديه:

إذا اعتلقوا سُمرَ الرّماح ويَمّموا

أسودُ الشَّرى فرّتْ من الخوفِ والذُّعرِ

كماةُ رَحى الحربِ العوانِ وإنْ سطَوا

فأقرانُهم يومَ الكريهة في خُسْرِ

إذا أثبتوا في مأزقِ الحربِ أرجُلاً

فموعدُهم منه إلى ملتَقى الحشرِ

قلوبُهم فوق الدُّروع وهمُّهم

ذهابُ النّفوسِ السّائلاتِ على البَّثْرِ

       

O وفي قافية (العين) قال على لسان آل الرّسول صلّى الله عليه وآله عند رجوعهم إلى المدينة بعد فقدهم حَمَلَةَ الكتاب وحُماةَ الأصحاب:

ولمّا وردْنا ماءَ يثربَ بعدما

أسلْنا على السّبطِ الشّهيدِ المَدامعا

ومُدّتْ لما نلقاه من ألمِ الجَوى

رقابُ المطايا واستكانتْ خواضعا

وجَرَّعَ كأسُ الموت بالطّفّ أنفُساً

كراماً وكانت للرّسول ودائعا

وبُدِّلَ سَعْدُ الشُّمِّ من آل هاشمٍ

بنحسٍ فكانوا كالبدورِ طوالعا

وقفْنا على الأطلالِ نندُبُ أهلَها

أسًى ونبكي الخالياتِ البَلاقعا

                                                                        

O وفي قافية (الهاء) قال في رثاء أبي الفضل العبّاس بن عليّ عليهما السّلام:

حقيقاً بالبكاءِ عليه حُزناً

أبو الفضل الّذي واسى أخاهُ

وجاهدَ كلَّ كَفّارٍ ظلومٍ

وقابلَ مِن ضلالِهم هُداهُ

فداهُ بنفسه للهِ حتّى

تفرَّقَ من شجاعته عِداهُ

وجادَ له على ظمأٍ بماءٍ

وكان رضا أخيه مُبتغاهُ

                                                            

O وقال في وصف الأصحاب في ساحة الوغى:          

لهم جسومٌ بِحَرِّ الشّمس ذائبةٌ

وأنفُسٌ جاورتْ جنّاتِ باريها

كأنَّ مُفسِدَها بالقتلِ مُصلِحُها

أو أنّ هادمَها بالسّيفِ بانيها

 

وفاته ومرقده

توفّي الشّيخ جعفر بن نما في حدود سنة 680 هجريّة. قال الشّيخ محمّد عليّ يعقوب المعاصر في كتابه (البابليّات) في تراجم أدباء الحلّة: «كانت وفاته سنة ستمائة وثمانين تقريباً، وفي الحلّة قبرٌ مشهور يُعرف بقبر (ابن نما) على مقربة من مرقد أبي الفضائل ابن طاوس، في الشّارع الّذي يبتدئ من المهديّة وينتهي بباب كربلا، المعروف بباب الحسين عليه السلام ".." ولا أعلم هل هو قبر المترجم خاصّة أم هو مدفن أحد أفراد هذه الأسرة الطّيّبة».

وقال الشّيخ محمّد حرز النّجفيّ في (مراقد المعارف من الرّجال): «مرقدُه في الحلّة المزيديّة قريبٌ من مرقد والده نجيب الدّين محمّد بن جعفر، وقبرُه عليه قبّة، وله حَرَمٌ يُزار وتُنذر له النّذور، ولجيران مرقده اعتقادٌ أكيدٌ فيه في قضاء الحوائج، وجَعْلِه واسطةً إليه تعالى».

 

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

05/12/2013

دوريات

نفحات