موقف

موقف

26/01/2014

في بيان فضيلة الجهاد


في بيان فضيلة الجهاد

الرِّضا بذهاب النّفس في رضا المحبوب

ـــــ الفقيه الشّيخ جعفر كاشف الغطاء ـــــ

كلامٌ في فضيلة الجهاد، لآية الله الشّيخ جعفر كاشف الغطاء قدّس سرّه، أوردَه في ذيلِ حديثه عن أقسام الدّفاع من كتاب الجهاد، في موسوعته الفقهيّة (كشف الغطاء عن مبهمات الشّريعة الغرّاء)، ولأهميّة هذا المصنّف عُرف الشّيخ جعفر بـ «كاشف الغطاء»، فغلبَ على شُهرته: «الجناحي النّجفيّ»، وحتّى اليوم يُعرف عقبُه بـ «آل كاشف الغطاء».

 

الجهاد أفضلُ الأعمال بعد العقائدِ الإسلاميّة والإيمانيّة، حتّى من الصّلوات اليوميّة وإنْ كانَ لها في نفسها مَزيدُ فَضلٍ عليه، لكنّه أفضلُ بحسب الجِهات الخارجيّة، لأنّ الطّاعةَ لله والعبوديّة له تعالى فرعُ محبّتِه. والعملُ بجميع التّكاليف مرجعُها إلى حبِّ الله، لأنّ المُحبَّ الحقيقيَّ يتلذّذُ بخدمةِ المحبوب، وكلُّ ما فعلَ المحبوبُ محبوبٌ.

فمتى أطاعَ [العبدُ] في أشقِّ الأشياء عليه، [دلَّ] على زيادة إخلاصه بالنّسبة إليه، فأوّلُ مراتبِ الحُبّ بذلُ المال في رضا المحبوب، ثمّ تَعَبُ البَدن وتركُ اللّذّات، ثمّ بَذْلُ نفسِ الولد الّذي هو بمنزلةِ النّفْس، ولذلك جاءَ المدحُ من العزيز الكريم في حقّ النّبيّ إبراهيم على نبيِّنا وآله وعليه السّلام في عزمِه على ذبح وَلَدِه إسماعيل، ولم يبلُغْ واللهِ مرتبةَ خاتَمَ الأنبياء، ولا البضعةَ البتول الزّهراء، ولا الأئمّةَ الأُمناء، في رضاهم بقتلِ سيّد الشُّهداء بسيوفِ الأعداء، وبقائِه مطروحاً على الثّرى ورأسُه معلَّقٌ على القَنا، وقتلِ أولادِه وأرحامِه وأصحابِه، وسَبْيِ بناتِه وعيالِه، وحَمْلِهم على السّنان في نهاية (الجور والعدوان)، ووقوفِ سَباياهم بين يدَي أَشَرِّ الأشرار..

وبعد ذلك [أي تالي مراتب الحُبّ] الرِّضا بذهاب النّفْس في رضا المحبوب، كما اختارَ سيّدُ الشُّهداء لنفسِه القتلَ في رضا ربّ السّماء.

ثمّ [إنّ] ما صدرَ من سيّدِ الأوصياء ما هو أعجبُ وأغرب وأبْهَر، لأنّ بذلَ النّفْسِ بائتاً على الفراش، من غير ضربٍ ولا تعبِ المبارزة ودهشةِ الحرب، أعظمُ في الحُبّ، وأكبرُ شأناً عند صاحبِ اللُّبّ، فبَذلُ النّفس أدلُّ على الحبّ والاتّصال بربِّ العباد من الصَّوم، والصَّلاة، والحجّ، والخُمس، والزَّكاة.

ثمّ إنّ ما في القرآن المُبين من الآيات، وما في كُتب أحاديث النّبيّ صلَّى الله عليه وآله والأئمّة عليهم السّلام من الرّوايات، أبيَنُ شاهدٍ على فضلِه وعِظَمِ شأنِه، ورجحانيّته، مُضافاً إلى إجماع فِرَق المُسلمين، بل قيام الضّرورة عليه من المَذهب، بل من الدِّين.

وأمّا الآيات فهي كثيرة، منها قوله تبارك وتعالى: ﴿فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ الله الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآَخِرَةِ وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ الله فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا * وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الله وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا * الَّذِينَ آَمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الله وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا﴾ النّساء:74-76....

 

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

26/01/2014

دوريات

  كتب أجنبيّة

كتب أجنبيّة

نفحات