فرائد

فرائد

01/03/2014

عند العمل تُسكَبُ العبرات


 

عَدِيُّ بن حاتم ومعاوية

ذُكر أنَّ عَدِيّ بن حاتم الطّائيّ دخل على معاوية، فقال له معاوية: ما فَعلت الطّرفات؟ [يعني أولادك]، قال: قُتلوا مع عليّ، قال: ما أَنْصَفَكَ عَليٌّ، قتلَ أولادك وبَقَّى أولادُه.

فقال عديّ: ما أنْصَفْتُ عليّاً إذ قُتِلَ وبقيتُ بعدَه.

فقال معاوية: أما إنّه قد بَقِيَتْ قطرةٌ من دمِ عثمان، ما يمحوها إلَّا دمُ شريفٍ من أشراف اليمن. فقال عَدِيّ: واللهِ إنَّ قلوبنا الّتي أبغضناك بها لَفي صدورِنا، وإنَّ أسيافَنا الّتي قاتلناك بها لَعلَى عواتقنا، ولَئِن أَدْنَيْتَ إلينا من الغَدر فِتْراً [الفِتر: المسافة ما بين طرف السَّبّابة والإبهام إذا فتحتَهما] ، لَنُدْنِيَنَّ إليك من الشّرِّ شِبراً، وإنَّ حَزَّ الحلقوم وحشرجةَ الحيزوم [أي الصَّدْر] لأَهْوَنُ علينا من أنْ نسمعَ المساءةَ في عليّ، فَسَلُّ السّيفِ يا معاوية باعثُ سَلِّ السّيف.

فقال معاوية: هذه كلماتُ حِكَمٍ فاكتبوها، وأقبل على عديّ محدِّثاً له كأنّه ما خاطبه بشيءٍ.

(المسعوديّ، مروج الذّهب)

 

عند العمل تُسْكَبُ العبرات

لا إخلاصَ إلَّا بالخلوص من شوائب العُجب والرّياء، والتّجرُّدِ عن حبِّ المَدح والثّناء، وتطهيرِ العبادات الدّينيّة عن التّلويث بالمقاصد الدّنيويّة، ولا يكونُ ذلك إلّا بإخراجِ حبِّ الدّنيا من القلب، وقَصْرِ حبِّه على حبِّ الله تعالى، ويكون ذلك هو الدّاعي إلى العمل، وهو مِلاكُ الأمرِ ومدارُ الفضلِ. والطّريقُ العلميُّ إليه واضحٌ مكشوف، ولكنْ عند العملِ تُسْكَبُ العَبَراتُ وتَكثُرُ العثراتُ. ولِاستدامةِ الفِكر في أحوال الدّنيا ومآلها، ومزاولةِ علم الأخلاقِ، الّذي هو طبُّ النّفس وعلاجُها، نفعٌ بيِّنٌ في ذلك وتأثيرٌ ظاهرٌ، واللهُ الموفِّق.

(الفقيه الشّيخ الجواهريّ، جواهر الكلام)

 

إقامةُ الإمام السّجّاد عليه السّلام في البادية بعد كربلاء

قال السّيّد ابن طاوس: عن جابر بن يزيد الجُعْفيّ، عن أبي جعفر [الباقر] محمّد بن عليٍّ عليهما السّلام، قال: «كان أبي - عليّ بن الحسين عليهما السّلام - قد اتَّخذَ منزلَه من بعد مقتلِ أبيه الحُسين بن عليّ عليهما السّلام بيتاً من شَعر، وأقام بالباديةِ فلبثَ بها عدّةَ سنين كراهيةً لِمخالطتِه النّاس، وملابَستِهم، وكان يصيرُ [يسير] من البادية بمقامِه بها إلى العراق زائراً لأبيه وجدِّه عليهما السّلام، ولا يُشْعر بذلك من فعلِه..».

(موسوعة شهادة المعصومين عليهم السّلام)

 

للخلاص من السِّجن

أمّا أدعية المسجون، فمن ذلك: أن يُكثر المسجونُ من قول: «أللَّهُمَّ إنِّي أسأَلُكَ العفوَ والعافيةَ والمُعافاة في الدُّنيا والآخرة».

(الشّيخ الكفعميّ، المصباح)

 

التَقَمَ أُذني فذَهَبَ بها..

في (مروج الذَّهب) للمؤرّخ الشّهير المسعوديّ:

«رُئيَ بالبصرة رجلٌ مصطلمُ [أي مقطوع] الأُذنِ، فسُئلَ عن قصّته، فذَكَر أنّه خرجَ يوم الجَمل يَنظرُ إلى القَتلى، فنَظر إلى رجلٍ منهم يخفضُ رأسَه ويرفعُه، وهو يقول:

 

لقد أوردَتْنا حومةَ الموتِ أُمُّنا

فلَم ننصرفْ إلَّا ونحنُ رِواءُ

 

إلى أن قال: فصاحَ بي: أُدن منّي لقّنّي الشّهادة. فصرتُ إليه فلمّا قربتُ منه استدناني، ثمّ التَقَم أُذني فذهَبَ بها فجعلتُ ألعنُهُ، فقال: إذا صرْتَ إلى أُمّك فقالت: مَن فعل بك هذا؟ فَقُل: فَعَلَه بي مخدوعُ المرأةِ الّتي أرادت أن تكون أميرَ المؤمنين».

(التّستريّ، قاموس الرّجال)

اخبار مرتبطة

  دوريّات

دوريّات

01/03/2014

دوريّات

  إصدارات أجنبيّة

إصدارات أجنبيّة

نفحات