الملف

الملف

28/03/2014

آفاقُ معرفة الزّهراء عليها السّلام

  آفاقُ معرفة الزّهراء عليها السّلام

إعادةُ النّظر في المَنهج السّائد في معرفة المعصوم

ـــــ الشّيخ حسين كوراني ـــــ

 

في بابِ معرفةِ ما يُمكن معرفتُه من مقامات الصّدّيقة الكبرى الشّهيدة الزّهراء عليها السّلام، هل نعاني ضعفاً مفرطاً مردُّه التّقصير؟

وهل ينحصرُ هذا الخللُ بمعرفتها عليها السّلام، أم أنّه يشملُ غيرها من المعصومين: النّبيّ الأعظم والأئمّة صلّى الله عليه وعليهم أجمعين؟

في هذا السّياق كتبَ الشّيخ حسين كوراني، ما يلي:

«شعائر»

 

سيتّضحُ أنّ «التّقصير» ليس منحصراً بباب معرفة الزّهراء، إلّا أنّه دون أعتابها عليها السّلام في غاية الخطورة والإفراط، وبالتّالي التّفريط في حقّها صلوات الله عليها.

هذا ما أحاول الإضاءة عليه، بحوله تعالى، من منطلق واجب تصحيح عقيدتي والتّبليغ، وبقطع النّظر عن أيّ اعتبارٍ آخر، وهو سبحانه خيرُ الشّاهدين.

وأجدُني مضطرّاً لتوكيد هذا المَلمح بعبارة ثانية: ليس هدفي من هذا الحديث – وما سبق ونُشر- الحكم على الأشخاص ونواياهم، فذلك ما ينكشفُ يومَ تُبلى السّرائر، بل الهدف هو دراسةُ الأفكار والرّؤى والطّروحات، فقد تكون الفكرةُ منحرفةً لكن مَن يحملُها جاهلٌ بانحرافها، فإذا تنبّهَ بادر إلى رفضِها.

ما أكثر المخلصين بين الذين يحملون قناعاتٍ فكريّةً غير سليمة، بل وأحياناً يضرب الانحراف بعضَ خطوط اعتقادهم، لكنّهم لإخلاصهم يَصلون إلى سلامة العقيدة، و﴿..يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ..﴾ يونس:9.

وفي باب العقائد لا يحقّ لي ولغيري إلّا أن نتحدّث بلغة – وما أُبَرِّئ نَفسي- بهدف البحث عن الصّراط المستقيم استعداداً ليوم العرض على الله تعالى.

***

 

ينقسمُ المشهدُ الثّقافيُّ المعتقِدُ بعصمة الزّهراء عليها السّلام، إلى قسمَين

الأوّل: وهو الأكثر انتشاراً: الاعتقادُ بعصمتِها سلامُ الله عليها، عموماً وفي الجملة، لأنّ إجماع العلماء والفقهاء وأساطين المذهب قائمٌ على ذلك، والاقتصار في الحديث عنها عليها السّلام على الآيات وتفسيرها الظّاهريّ العامّ، وعلى الرّوايات المنتقاة التي تكون الجُرعة الغيبيّة فيها خفيفة، أوْ ليس في ظاهرها شيءٌ من الغيب.

الثّاني: وهو نهجُ الفقهاء العرفاء وغير العرفاء: الاعتقادُ بعصمتِها عليها السّلام اعتماداً على فقه جميع الآيات وجميع الصّادر من الرّوايات مع الدّخول في أبحاث علميّة معمّقة في فقه هذه الرّوايات وخصوصاً ما كان الغالب فيه الغَيب المستغلِق بظاهره، من قبيل أنّ فاطمة عليها السّلام هي ليلة القدر.

نتيجتان متغايرَتان

النّتيجة التي يبلُغها مَن هم من القسم الأوّل (أهل روايات الجُرع الغيبيّة الخفيفة أو بدون الغيب) عجزُ هذه الرّوايات - بزعمهم - عن تقديم صورةٍ عن الصّدِّيقة الكبرى تنسجمُ مع مكانتها المتميّزة بين المعصومين الأربعة عشر، بل بين سادتهم «أهل الكساء».

أما النّتيجة التي يبلغها الفقهاء العرفاء ومَن اقتنع بأدلّتهم، فهي أنّ عظَمة الزّهراء عليها السّلام محمّديّةٌ، فهي «أُمُّ أبيها في عظيمِ المَنزلة» كما يعبّر المرجعُ الفقيه والفيلسوفُ الشّيخ محمّد حسين الغرويّ الأصفهانيّ الذي يفتخر العلّامة الطّباطبائيّ صاحب (تفسير الميزان) بأنّه تتلمذَ عليه لسنوات.

نصّان للإمام الخمينيّ

* ولعلّ أفضلَ بيانٍ تخصُّصيٍّ - في كلمات العلماء - لعظَمة الصّدّيقة الكبرى المحمّديّة هو ما قاله الإمام الخمينيّ قدّس سرّه على أعتابها عليها السّلام، وأختارُ من كلماته هنا نصَّين:

* الأوّل: توصيفاتٌ عامّةٌ لعظَمتها النّبويّة الإلهيّة، جاء فيه:

* «جميعُ الأبعاد المتصوَّرة للمرأة والمتصوَّرة للإنسان تجلّتْ في فاطمة الزّهراء سلام الله عليها.. لم تكن امرأةً عاديّة.. إنها امرأةٌ روحانيّة.. امرأةٌ ملَكوتيّة.. إنسانٌ بتمام معنى الإنسان... 

* تمامُ نسخة الإنسانيّة.. تمامُ حقيقة المرأة.. تمامُ حقيقة الإنسان.. هي ليست إمرأةً عاديّة.. إنّها موجودٌ ملَكوتيٌّ ظهرَ في العالَم بصورة إنسان.. بل موجودٌ إلهيٌّ جَبَروتيٌّ ظهرَ في صورة امرأة...

* تمام الهويّات (والخصائص) الكماليّة التي تُتصوَّر في الإنسان وفي المرأة، تمامُها في هذه المرأة ".." جميع خواصّ الأنبياء موجودةٌ فيها..».

* الثّاني: حول أنّ الخلافة الكليّة الإلهيّة لأهل البيت عليهم السّلام على كلِّ ذرَّات الوجود، وأن هذا المقام ثابتٌ للزّهراء عليها السّلام.

* يقول الإمام الخمينيّ قدّس سرّه:

* لا يلزمُ من إثبات الولاية (السّياسيّة) والحكومة للإمام عليه السّلام ألّا يكون لديه مقامٌ معنويّ. إذ للإمام مقاماتٌ معنويّةٌ مستقلّةٌ عن وظيفةِ الحكومة، وهي مقامُ الخلافة الكليّة الإلهيّة التي وردَ ذكرُها على لسان الأئمّة عليهم السّلام أحياناً، والتي تكون بموجبها جميعُ ذرّات الوجود خاضعةً أمام «وليّ الأمر».

* من ضروريّات مذهبنا أنّه لا يصلُ أحدٌ إلى المراتب المعنويّة للأئمّة عليهم السّلام حتّى الملَك المقرَّب والنّبيّ المرسَل. وفي الأساس فإنّ الرّسول الأكرم صلّى الله عليه وآله والأئمّة عليهم السّلام - وبحسب رواياتنا - كانوا أنواراً في ظلّ العرش قبل هذا العالَم، وهم يتميّزون عن سائر النّاس في انعقاد النّطفة و«الطّينة» ولهم من المقامات إلى ما شاء الله، وذلك كقول جبرائيل عليه السّلام في روايات المعراج: «لَو دنوتُ أُنملةً لاحترقتُ»، أو كقولهم عليهم السّلام «إنّ لنا معَ اللهِ حالات، لا يسَعُها ملَكٌ مقرّبٌ ولا نبيٌّ مرسَلٌ». فوجودُ مقاماتٍ كهذه للأئمّة عليهم السّلام من أصول مذهبِنا، وذلك بغضّ النّظر عن موضوع الحكومة.

 

* ولكي يتّضح الفرقُ بين النّتيجتَين، ينبغي إيضاحُ أنّ القسم الأوّل، (الظّواهريّ - المادّيّ) ينقسمُ بدوره إلى طيفَين:

الأوّل: يسكتُ عمّا يسمعُ من عظيمِ مقاماتِ الزّهراء عليها السّلام، وقد يتفاعلُ معه لكن دون أن يدخلَ في عَرضه والحديث عنه، أو مواجهتِه ونَفيه.

الثّاني: يتصدّى لمواجهة كلّ هذه «الغوامض، والأمور الغيبيّة المبهَمة» كما يصفُها، وتتّسعُ دائرةُ هذا التّصدّي لتشملَ مجالاتٍ كثيرةً منها:

1- ينفي مثلاً ثبوت رواية نور الزّهراء عليها السّلام.

2- يقلِّل جدّاً من شأن «مصحف فاطمة» عليها السّلام، ليقدَّمه بما «ينسجمُ مع روح العَصر» مجرّدَ مفكَّرةٍ كانت الزّهراءُ تكتبُ عليها بعضَ الملاحظات!

3- يحاربُ التّوسّلَ بالزّهراء عليها السّلام بصيغة «يا فاطمةُ اشفَعي لي عندَ الله» في خطّ محاربةِ أصلِ فكرةِ التّوسُّل، بدعوى أنّ الدّعاء المعتمَد ليس مرويّاً، والحال أنّ أدعية التّوسُّل المرويّة كثيرةٌ جدّاً، ومنها «دعاء القرآن الكريم» الذي يُقرأ ليلة القدر، ثمّ إنّ أصل التّوسّل مبدأٌ قرآنيّ مجمَعٌ عليه بين المسلمين شيعةً وسنّةً، لا يحاربُه إلّا الوهّابيّون، وليسوا مسلمين، ثمّ إنّ الفقهاء يُفتون بجواز إنشاء الدّعاء.

4- يحارُ بعضُ هؤلاء في الصّفاتِ التي يُطلقونَها على الزّهراء عليها السّلام، أو التّعابير التي يعبّرون بها عنها. قال لي أحدُ العلماء رحمه الله: من عظَمة الزّهراء أنّها رَضِيَت أن تتزوّجَ من عليٍّ وهو فقير!!

وقلتُ لآخر: لماذا تعبّر عن الزّهراء بالكاتبة الإسلاميّة الأولى أو أوّل كاتبة في الإسلام؟ فقال: أريدُ أن أقدّم الزّهراء بأسلوبٍ حديث! وله الحقُّ والشّكرُ بأنْ يقدِّمَها عليها السّلام بأسلوبٍ حديث، لكن وصف الكاتبة دون مستوى مفكِّر، وهو (أي وصف مفكِّر) دون مستوى فقيه، وهما دون مستوى معصوم.

سببُ هذه الحيرة الحرصُ على الجَمع بين الاعتقاد بالعصمة، وبين الموجود في القليل من الرّوايات التي يحصرُ هؤلاء تعاملَهم معها، ويأتي مزيدُ إيضاح.

5- وفي هذا السّياق يجب أن يوضعَ موقف هذا الفريق ممّا جرى على الزّهراء عليها السّلام بعد رحيل النّبيّ الأعظم صلّى الله عليه وآله. ليس هذا الموقف إلّا نتيجةً تلقائيّةً لطبيعة معرفة الزّهراء عليها السّلام التي تشوبُها عندَهم هذه الظّواهر المتقدّمة.

 

الفرقُ بين النّتيجتَين

في ضوء ما سبق يتّضح أنّ كلّ قسمٍ - من قسمَي المشهد الثّقافيّ المذكور- يصل إلى نتائج تتشكّل على أساسها نظرتُه ورؤيتُه إلى الزّهراء عليها السّلام، كما يتّضحُ أنّ الفرق بين الرّؤيتَين كبيرٌ جدّاً، فهو ببساطة الفرقُ نفسُه بين مَن «تجلّت فيها كلُّ خصائص الأنبياء»، وبين «الكاتبة الإسلاميّة الأولى».

التّدقيق في جمهور الرّؤيتَين: المشهد العامّ

واللّافت لدى التّدقيق في جمهور الرّؤيتَين، أنّ الغالب في جمهور الرّؤية السّليمة – سواء العلماء أو المقتنعين بأدلّتهم أو بآرائهم - أنّهم كبار الفقهاء - العرفاءُ منهم وغير العرفاء - وعامّةُ المؤمنين من صنفَين:

أ) الذين لم يلتحقوا بالإسلام الحركيّ، ولم يتأثّروا ببعض رموزه الذين هم من أصحاب الرّؤية المدخولة.

ب) الذين التحقوا بالإسلام الحركيّ، ووصلوا إلى «خطّ الإمام الخمينيّ» والتزموه دون تَسييس هذا الالتزام.

أمّا الغالب في جمهور الرّؤية المدخولة فهو أنّهم إمّا من أتباع الإسلام الحركيّ، أو خرّيجو مدارس ومعاهد وجامعات وصلوا إلى الأوساط الدّينيّة عن طريق ثقافة الإسلام الحركيّ.

اللّافت في المشهد العامّ للقسم الأوّل – الرّؤية الأصيلة - أنّ تعابير الولاء المتداولة بين أفراد هذا القسم تقوم على التّقديس المتلازِم مع الحذر من التّقصير.

 بينما نجد أنّ اللّافت في المشهد العامّ للرّؤية المقابلة أنّ تعابير الولاء عندهم تقوم على الاحترام المتلازِم مع الحذر من الغلوّ.

ولدى محاولة التّعرُّف إلى معياريّة هؤلاء في الغلوّ تجد أنّهم – في الغالب – لا يرجعون فيه إلى نتيجة بحثٍ علميٍّ استقرّ رأيُهم عليها، بل إنّهم يعتبرون الغلوّ ما لم ينسجم مع قناعاتهم واستحساناتهم.

إنّهم لا يملكون جواباً على حقيقة أنّ نفيَ الغلوّ واجبٌ، إلّا أنّ الأوجبَ هو تحديدُ الغلوّ ليُصارَ إلى نفي ما تحدّدت هويّتُه لضمان عدم الخلط بين ما نتصوّره غلوّاً وما هو كذلك في الواقع.

إشارةٌ هنا إلى أنّ المختصّين حدّدوا الغلوّ في أهل البيت عليهم السّلام بأنّه عبارةٌ عن أحد ثلاثة أمور: التّأليهُ، والعياذ بالله تعالى. وتفضيلُهم على النّبيّ، أو مساواتُهم به صلّى الله عليه وآله في كلّ شيء حتّى النّبوّة.

 

التّدقيق في الأسباب، والدّوافع والمنطلقات

 

ولا علاقة للدّوافع والمنطلقات بالنّوايا، فليس هذا الحديث بصدد الحكم بالإخلاص وعدمه، بل هو بصدد البحث عن المآل الذي يرتسمُ على أساسه المشهد الثّقافيّ.

بالبحث عن الأسباب التي أدّت إلى اختلاف الرّؤى بين المعتقدين بعصمة الزّهراء عليها السّلام، يُمكن رصدُ ستّة أسباب رئيسة تكوّنت في ضوئها دوافعُ في البحث ومنطلقاتٌ شكّلت حُجُبَاً تحول دون الممكن من معرفة الزّهراء عليها السّلام (وغيرها من المعصومين عليهم السّلام).

هذه الأسباب الرّئيسة هي:

1- الغَزو الثّقافيّ.

2- ضعفُ الإيمان بالغَيب.

3- البدءُ بدراسة سيرة المعصومين عليهم السّلام، من أجواء المولد وما بعدَها، كما تُدرَس سيرة أيّ إنسان.

4- الخلط في مباني فقه النّصّ بين المباني الأصيلة والالتقاطيّة.

5- تخصّصيّة الرّوايات حول الزّهراء وخصائصِها عليها السّلام.

6- مغالطةُ التّمسّك بضَعف السّنَد. (أكتفي هنا بالإشارة إلى أنّ ما ورد بسنَدٍ ضعيفٍ، قد يكون تمامُ مضمونه مرويّاً بسنَدٍ آخر معتَبرٍ، والإشارة إلى جَبر ضعفِ السَّنَد).

***

وفي ما يلي توضيحٌ حول الثّاني والثّالث من هذه الأسباب، وهما متداخلان:

ضعفُ الإيمان بالغيب خللٌ معياريٌّ يجعلُ التّعاملَ مع حقائق الغيب محكوماً بمنطق الشّهادة.

ليس الحديثُ عن ضعف الإيمان بالغيب تهمةً لأحد، بل هو شكوى من النّفس الأمّارة التي تتنكّبُ العقلَ فإذا بالواقع الموضوعيّ عندها يقابل الغَيب في حين أنّ الغيب هو الواقع، وما نسمّيه بالواقع الموضوعيّ هو الظّلُّ الزّائل.

لقد ضرب الغزو الثّقافيّ بعيداً في تَغييب الغيب، حتّى لم يبقَ منه عند الكثيرين منّا إلّا اسمُه.

وهذه إشكاليّةٌ ينبغي أن يتركّز عليها جهدُ الباحثين، وسأكتفي هنا بظواهر مرَضيّة منشؤها ضعفُ الإيمان بالغيب، ترتبط – هذه الظّواهر- بالوقوف على أعتاب الصّدّيقة الكبرى عليها السّلام:

 من هذه الظّواهر:

1- تغييبُ التّفسير المُمعن في الغيبيّة للآيات المرتبطة بالمعصومين عليهم السّلام. وتغييبُ الرّوايات التي يغلب عليها طابع الغيبيّات. والحجّةُ عند الاستدلاليّين من هؤلاء هي الفهمُ المغلوط لبشريّة الرّسول، الذي يجعلُهم يقفون عند القسم الأوّل من الآية: ﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ..﴾ الكهف:110، ولا يُكملونها ﴿..يُوحَى إِلَيَّ..﴾ الكهف:110، أو يقفون عند الوصف الأوّل من الآية: ﴿..قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا﴾ الإسراء:93.

2- تغييب أبحاث النّشأة الأولى: وقد نتج عن ذلك تغييبُ الحديث عن موقع المعصومين الأربعة عشر وخلْقِهم قبل آدم عليه السّلام، والبَدءُ – عادةً - بالتّعرُّف إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السّلام من مرحلة ما قبل الولادة كأيّ إنسانٍ آخر من غير المعصومين.

وفي الحديث الدّائر منذ سنوات حولَ الزّهراء عليها السّلام ما يكشفُ بجلاء عن هذَين التّغييبَيْن وما يتفرّع منهما.

***

 ولا بدّ من الوقوف بشيءٍ من التّفصيل عند هاتَين الظّاهرتَين.

* حول الظّاهرة الأولى وهي تَغييب البُعد الغيبيّ في الحديث عن المعصومين بحجّة عدم الوقوع في الغلوّ، أذكرُ شاهدَين يوضحان أنّ الحديث عن المقامات العالية للمعصومين وعن البعد الغَيبيّ فيهم عليهم السّلام هو الأصل.

الشّاهد الأوّل: نصٌّ للمرجع الكبير الرّاحل السّيّد الخوئي حيث يبيّن أنّ الأئمّة هم أسماءُ الله الحسنى، فيقول رحمه الله تعالى:

قال السّيّد الخوئي:

ابتدأَ اللهُ كتابَه التّدوينيّ بذكر اسمِه، كما ابتدأ في كتابِه التّكوينيّ باسمِه الأتمّ، فخلقَ الحقيقةَ المحمّدِيّةَ ونورَ النّبيّ الأكرم قبل سائر المخلوقين، وإيضاحُ هذا المعنى: أنّ الاسم هو ما دلّ على الذّات، وبهذا الاعتبار تنقسم الأسماء الإلهيّة إلى قسمَين: تكوينيّة، وجَعْليّة. فالأسماء الجَعْليّة هي الألفاظ التي وُضعت للدّلالة على الذّات المقدّسة، أو على صفةٍ من صفاتها الجماليّة والجلاليّة، والأسماءُ التّكوينيّة هي الممكناتُ الدّالّة بوجودها على وجود خالقِها وعلى توحيده: ﴿أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ﴾ الطّور:35. ﴿لَوْ كَانَ فِيهِمَا آَلِهَةٌ إِلَّا اللهُ لَفَسَدَتَا..﴾ الأنبياء:22. ففي كلِّ شيءٍ دلالةٌ على وجود خالقه وتوحيده، وكما تختلف الأسماءُ الإلهيّة اللّفظيّة من حيث دلالتها، فيدلّ بعضُها على نفس الذّات بما لها من صفات الكمال، ويدلّ بعضها على جهةٍ خاصّةٍ من كمالاتها على اختلافٍ في العظَمة والرّفعة، فكذلك تختلف الأسماءُ التّكوينيّة من هذه الجهة، وإن اشتركَ جميعُها في الكشف عن الوجود والتّوحيد، وعن العِلم والقدرة وعن سائر الصّفات الكماليّة. ومنشأُ اختلافها: أنّ الموجود إذا كان أتمّ كانت دلالتُه أقوى، ومن هنا صحَّ إطلاقُ الأسماء الحُسنى على الأئمّة الهداة، كما في بعض الرّوايات. فالواجبُ جلّ وعلا قد ابتدأ في أكمل كتابٍ من كُتبِه التّدوينيّة بأشرفِ الألفاظِ وأقربِها إلى اسمِه الأعظم من ناظر العين إلى بياضها، كما بدأَ في كتابه التّكوينيّ باسمِه الأعظم في عالم الوجود العَينيّ، وفي ذلك تعليمُ البشر بأن يبتدئوا في أقوالهم وأفعالهم باسمه تعالى.                                                                        

(السّيّد الخوئي، البيان في تفسير القرآن: ص 433 – 434)

 

الشّاهد الثّاني: نصّ للإمام الخمينيّ

حول مقامات الصّدّيقة الكبرى عليها السّلام، جاء فيه:

«.. وماذا يستطيعُ المرءُ أن يقول - أو يُدرك - حول شخصيّةٍ تتّصفُ بآلاف الأبعاد الإلهيّة التي يعجزُ عن بيان كلٍّ منها القلمُ واللّسان؟!

ليس بوسع أحدٍ أن يعرف شخصيّةَ الزّهراء المَرْضِيّة، والصِّدِّيقة الطّاهرة عليها السّلام سوى الذين ارتقَوْا مدارج الأبعاد الإلهيّة حتّى ذروتها، وهو ما لم يبلُغه إلّا أولو العزم من الأنبياء، والخُلَّص من الأولياء كالمعصومين عليهم صلوات الله.

إنّها ظاهرةٌ من مرتبة الغَيب الأحديّة، ومتجلّيةٌ حتّى آخر نقطة شهوديّة، ودائرةٌ من أدنى مرتبة الشّهود إلى مرتبة [أعلى] الغيب المُتَيّم، كحال الخُلَّص الأولياء عليهم سلام الله، ويُخطئ من يدّعي معرفةَ مقامِها المقدَّس من العُرفاء أو الفلاسفة أو العلماء. وكيف يُمكن إماطةُ اللّثام عن منزلتِها الرّفيعة وقد كان رسولُ الإسلام يتعاملُ معها في حال حياته معاملةَ الكامل المطلَق!

.. كيف لي ولقلمي ولغة البشر الحديثُ عن سيّدةٍ كانت تستنزلُ جبرائيل
- كمثل أبيها - بقدرةِ ما فوق الملكوت، من غيب عالَم الملكوت إلى عالم المُـلْك، وتجعلُ ما في الغيب ظاهراً في الشّهادة! ".." إذاً، أجتازُ هذا الوادي المريع، وأقول بأنّ فاطمة
عليها السّلام، والتي هي هكذا في المراحل الإلهيّة الغيبيّة، قد ظهرتْ في عالَم الشّهادة وتجسَّدت كأبيها وبعلها في صورةِ بشرٍ ظاهرٍ، لتؤدّي دورَها ورسالتَها في كافّة شؤون عالَم المـُلْك من تعليمٍ وتعلُّم، ونشر ٍللثّقافة الإسلاميّة، ومعارضةٍ للطّواغيت، وجِدٍّ من أجل قيام حكومة العدل، وإحقاقِ حقوق البشريّة، ودَحْضِ الدّعاوى الشّيطانيّة وتفنيدها..».

                           (من جواب الإمام الخمينيّ على سؤالٍ حول الصّدّيقة الكبرى عليها السّلام)

 

تمسُّ الحاجة إلى أن يضعَ القلبُ الذي يتحرّكُ في خطّ العقل هذا النَّصَّ الخمينيّ أمامَه، ويقارنه بالقائمة الطّويلة للتّوصيفات التي لا تتناسبُ مع أدنى المقامات العظيمة للزّهراء عليها السّلام.

* وحول الظّاهرة الثّانية: تَغييبُ أبحاث النّشأة الأولى وأبحاث المعاد - أو ما يُشبه التّغييب - وينتج من ذلك البدء بدراسة السّيرة من أجواء ما قبل ولادة النّبيّ الأعظم صلّى الله عليه وآله:

* ينبغي التّنبُّه إلى أنّ أخطر المفارقات التي تعصفُ رياحُها بالبحث في سيرة النّبيّ الأعظم وأهل بيتِه صلّى الله عليه وعليهم، المفارقةُ التي تتجلّى في عدم التزام البحث في السِّيَر المباركة بما أجمعَ عليه المسلمون، وهو مفادُ أحاديث قدسيّة منها «لولاكَ ما خلقتُ آدمَ»، وروايات عديدة منها: «كنتُ نبيّاً وإنّ آدمَ لَمُنجَدِلٌ في طِينَتِه»، أي أنّ الحقيقة المحمّديّة - النّبيّ الأعظم وآله المعصومين - هم سرُّ الخَلق بإذن الله تعالى «ولولاهم ما كانَ زيدٌ في الوجود ولا عمرو». ونجدُ هذا الإجماعَ قائماً بقوّة لدى الرّجوع إلى أبحاث كبار العلماء والفقهاء، ويأتي ذكرُ كلام الشّيخ المفيد في هذا المجال.

 

* السّؤال الملحّ في ضوء ما تقدّم: من أين تبدأ سيرةُ المعصومين الأربعة عشر؟

هل تبدأ سيرةُ النّبيّ الأعظم وآله الأطهارمن ظُلمات الجاهليّة في مكّة وشبه الجزيرة العربيّة؟ أم أنّها تبدأ بحديث الأنوار المُحْدِقَة بالعرش قبل خَلْق آدم عليه السّلام؟

السّائدُ الآن في دراسات السّيرة والتّثقيف بها، البَدءُ من مرحلة ما قبل ولادة النّبيّ وآله صلوات الله تعالى عليهم أجمعين، كما نبدأ بدراسة سيرة أيِّ إنسان، كما مرّت الإشارة.

إلّا أنّ الذي كان سائداً في تدوين السّيرة هو البدء من مرحلة ما قبل خلْق آدم على نبيّنا وآله وعليه السّلام، والآيات والرّوايات حول هذه المرحلة كثيرةٌ جدّاً، وهي مادّةُ أبحاث العلماء التّخصّصيّة، وللأسف فإنّه يتمّ تجاوزُها وتَغييبُها، فإذا بنتيجة البحث في السّيرة معرّضةٌ للنّقص والاضطراب.

 

نصّان مركزيّان

* لإثبات ضرورة البَدء بالتّعرف إلى سيرة المعصومين من مرحلة «الأنوار المُحدقة بالعرش»، سأذكر هنا نصَّين:

الأوّل: نصُّ المؤرّخ الثّبْت المسعوديّ صاحب (مروج الذّهب)، و(إثبات الوصيّة)، وغيرهما.

والثّاني: نصٌّ للشّيخ المفيد، وهو أشهَر من أن يعرَّف.

* أمّا نصّ المسعوديّ فهو روايةٌ حول الحقيقة المحمّديّة في مرحلة ما قبل الخَلْق عن الإمام الصّادق، عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليهم السّلام: (لاحظ حول السّند في آخر الرّواية)، أوردَ هذه الرّواية في المجلّد الأوّل من (مروج الذّهب: ص 43) أي في بداية كتابه، تحت عنوان: «الباب الثّالث، ذكرُ المبدإ وشَأْن الخليقة وذَرْء البَرِيّةِ». إلى أن قال:

 

رُوي عن أمير المؤمنين عليِّ بنِ أبي طالب عليه السّلام أنّه قال:

 

إنّ اللهَ حين شاءَ تقديرَ الخليقة، وذَرْءَ البَرِيَّة، وإبداعَ المبدَعات، نصبَ الخَلْقَ في صوَرٍ كالهَبَاءِ قبل دَحْوِ الأرض ورفْعِ السّماء، وهو في انفرادِ ملكوتِه وتوحُّد جبروتِه، فأتاح نوراً من نوره فلمَع، ونزعَ قبَساً من ضيائه فسطَع، ثمّ اجتمعَ النّورُ في وسطِ تلك الصّوَر الخفيّة، فوافقَ ذلك صورة نبيّنا محمّدٍ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم، فقال اللهُ عزّ من قائل:

 

 أنت المختارُ المُنْتَخَبُ، وعندكَ مستودَعُ نوري وكنوزُ هدايتي، من أجلِك أسْطَحُ البطحاءَ، وأمْرُجُ الماءَ، وأرفعُ السّماءَ، وأجعلُ الثّوابَ والعقابَ والجنّةَ والنّار، وأنصبُ أهلَ بيتِك للهداية، وأُوتيهم من مكنونِ علمي ما لا يُشكِلُ عليهم دقيقٌ ولا يُعْيِيهِمْ خفيٌّ، وأجعلهم حجّتي على بريّتي، والمنبّهين على قدرتي ووَحدانيّتي.

 

 ثمّ أخذَ اللهُ الشّهادةَ عليهم بالرّبوبيّةِ والإخلاصِ وبالوحدانيّة، فبَعدَ أخْذِ ما أَخذَ من ذلك شابَ ببصائر الخَلْق انتخابَ محمّدٍ وآله، وأراهم أنّ الهدايةَ معه والنّور له والإمامةَ في آله، تقديماً لسُنّة العدل، وليكونَ الإعذار متقدّماً.

 

 ثمّ أخفى اللهُ الخليقةَ في غَيْبه، وغَيَّبها في مكنونِ علمِه، ثمّ نصبَ العواملَ وبسطَ الزّمان، ومرجَ الماء، وأثارَ الزّبَدَ، وأهاجَ الدُّخان، فطفا عرشُه على الماء، فسطحَ الأرضَ على ظهر الماء، وأخرجَ من الماء دخاناً فجعلَه السّماء، ثمّ استجلبَهما إلى الطّاعة فأذعنَتا بالاستجابة.

 

 ثمّ أنشأ اللهُ الملائكةَ من أنوارٍ أبدعَها، وأرواحٍ اخترعَها، وقَرَنَ بتوحيدِه نبوَّةَ محمّدٍ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم فشهرت في السّماءِ قبلَ بعثتِه في الأرض.

 

 فلمّا خلقَ اللهُ آدمَ أبَانَ فضلَه للملائكة، وأراهم ما خصَّه به من سابقِ العلمِ من حيث عَرَّفَه عند استنبائه إيّاه أسماءَ الأشياء، فجعلَ اللهُ آدمَ محراباً وكعبةً وباباً وقِبلةً أسجدَ إليها الأبرار والرّوحانيّين الأنوار.

 

 ثمّ نبّه آدمَ على مستودعه، وكشفَ له عن خطر ما ائتمنَه عليه، بعدما سمّاه إماماً عند الملائكة، فكان حظُّ آدم من الخير ما أراه من مستودَع نورِنا، ولم يزل اللهُ تعالى يخبأ [كذا] النّور تحتَ الزّمان إلى أن فضَّلَ محمّداً صلّى الله عليه [وآله] وسلّم في ظاهر الفترات، فدعى النّاس ظاهراً وباطناً، ونَدَبهم سرّاً وإعلاناً، واستدعى عليه السّلام [واستُرعِي صلّى الله عليه وآله] التّنبيه على العهد الذي قَدَّمه إلى الذَّرِّ قبل النَّسْل، فمَن وافقه وقبسَ من مصباح النّور المقدّم اهتدى إلى سرِّه، واستبانَ واضحُ أمره، ومَن أبلسَته الغفلةُ استحقّ السّخطَ.

 

 ثمّ انتقلَ النّورُ إلى غرائزنا، ولمعَ في أَئمّتنا، فنحن أنوارُ السّماء وأنوارُ الأرض، فبِنا النّجاةُ، ومنّا مكنونُ العِلم، وإلينا مصيرُ الأمور، وبمهديّنا تنقطعُ الحُجَجُ، خاتمةِ الأئمّة، ومنقذِ الأمّة، وغايةِ النّور، ومصدرِ الأمور.

 

فنحن أفضلُ المخلوقين، وأشرفُ المُوَحِّدين، وحججُ ربِّ العالمين، فليَهنأ بالنّعمة مَن تمسّك بولايتنا، وقبضَ على عُرْوَتِنا».

 

وختم المسعوديّ بقوله: فهذا ما رُوي عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب كرّم الله وجهه، ولم نتعرّض لكثيرٍ من أسانيد هذه الأخبار وطُرُقها، لأنّا قد أتينا على جميع ذكرِها واتّصالِها في النّقل بمَن ذكرناها عنه، وعزوْناها إليه في ما سلف من كُتبنا خوفَ الإكثار والتّطويل في هذا الكتاب.

* تجدر الإشارة إلى أنّ هذه الخطبة لم تَرِد في (نهج البلاغة) الذي هو مختاراتٌ من كلام أمير المؤمنين عليه السّلام، وقد أوردَها المحدّث النّوريّ في (مستدرك الوسائل)، كما أوردَها الشّيخ هادي كاشف الغطاء في (مستدرك نهج البلاغة)، والمجلسيّ في (البحار)، وغيرهم.

***

* وأمّا نصّ الشّيخ المفيد فهو بعضُ ما أورده في رسالةٍ باسم (المسائل السّرويّة) يتحدّث فيه عن الرّوايات حول «الأشباح» في مرحلة ما قبل الخَلْق، ويهاجم أكثرَها بشدّة، ثمّ يقول:

* والصّحيحُ من حديث الأشباح، الرّوايةُ التي جاءتْ عن الثّقات: بأنّ آدمَ عليه السّلام رأى على العرش أشباحاً يلمعُ نورُها، فسألَ اللهَ تعالى عنها، فأوحى إليه: إنّها أشباحُ رسولِ الله وأميرِ المؤمنين وفاطمةَ والحسنِ والحسينِ صلوات الله عليهم. وأعلمَه أنْ لولا الأشباحُ التي رآها ما خلقَه ولا خلقَ سماءً ولا أرضاً.

 

* يضيف الشّيخ المفيد قدّس سرّه:

* والوجهُ في ما أظهرَه اللهُ تعالى من الأشباح والصّوَر لآدم عليه السّلام أنْ دلَّه على تعظيمِهم وتبجيلِهم، وجعلَ ذلك إجلالاً لهم ومقدِّمةً لما يفترضُه من طاعتِهم، ودليلاً على أنّ مصالحَ الدّين والدّنيا لا تتمُّ إلّا بهم. ولم يكونوا في تلك الحال صوراً مُحْياةً، ولا أرواحاً ناطقةً، لكنّها كانت صوَراً على مثل صوَرهم في البشريّة تدلّ على ما يكونون عليه في المستقبل من الهيئة، والنّور الذي جعلَه عليهم يدلُّ على نور الدِّين بهم، وضياءِ الحقِّ بحُجَجِهم.

 

ثمّ يقولُ الشّيخ المفيد:

وقد رُوي أنّ أسماءَهم كانت مكتوبةً إذ ذاك على العرش، وأنّ آدمَ عليه السّلام لمّا تابَ إلى الله عزّ وجلّ وناجاه بقبول توبتِه، سألَه بحقّهم عليه ومَحَلِّهم عنده فأجابَه. وهذا غيرُ منكَرٍ في العقول ولا مضادٌّ للشَّرع المعقول، وقد رواه الصّالحون الثّقات المأمونون، وسلّمَ لروايتِه طائفةُ الحقّ، ولا طريقَ إلى إنكاره، واللهُ وليُّ التّوفيق.

 

* ختاماً: إنّ الفرقَ فلكيٌّ نوويٌّ، بين البَدء بالتّعرف إلى عظَمة الزّهراء عليها السّلام، وكلّ تجلّيات الحقيقة المحمّديّة من مرحلة ما قبل الخلْق، وبين البدء بالتّعرف إلى عظَمتهم بحسب السّائد من دراسات وأبحاث غير الفقهاء أو الملتزمين منهجَهم.

الفرقُ فلكيٌّ نوويٌّ، بين البَدء بالتّعرف إلى عظَمة المعصوم،

من مرحلة ما قبل الخلق، وبين البَدء بالتّعرُّف

إلى عظَمتِه كغيره من النّاس: والدَيه، ولادته، نشأته إلخ...

* من مفردات هذا الفرق الفلكيّ ما يُقال عن «مصحف فاطمة» إنّه مفكّرةٌ كانت تكتبُ عليها بعض الرّوايات، وما يُقال عن أنّ معنى أمّ أبيها إنّها اهتمّت بالتّدبير المنزليّ بعد وفاة أمِّها، وغير ذلك كثيرٌ يجبُ الحذرُ منه بمسؤوليّةٍ بين يدَي الله تعالى، والحمدُ لله ربّ العالمين.

***

 
 

اخبار مرتبطة

  دوريّات

دوريّات

28/03/2014

دوريّات

  إصدارات أجنبيّة

إصدارات أجنبيّة

نفحات