لولا دعاؤكم

لولا دعاؤكم

28/03/2014

الأُنسُ بالله تعالى حالَ المَرَض


الأُنسُ بالله تعالى حالَ المَرَض

أللَّهُمَّ اجْعَلهُ أَدَباً وَلا تَجْعَلهُ غَضَباً

ـــــ الشّيخ قطب الدّين الرّاونديّ رحمه الله ـــــ

 

عن رسول الله صلّى الله عليه وآله: «عَجِبْتُ مِنَ المُؤمِنِ وَجَزَعِهِ مِنَ السُّقْمِ، وَلَو يَعْلَمُ مَا لَهُ فِي السُّقْمِ مِنَ الثَّوَابِ لَأَحَبَّ أَنْ لا يَزالَ سَقِيمَاً حَتّى يَلقَى رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ».

دعاءان من أدعية العِلل ذكرَهما القطب الرّاونديّ (ت: 573 للهجرة) في كتابه (الدّعوات): الأوّل هو دعاءُ الإمام عليّ بن الحسين عليه السّلام إذا مرضَ أو نزلَ به كربٌ أو بليّة. والثّاني هو دعاءُ العليل المرويّ عن الإمام الصّادق عليه السّلام، وفيه تَوسُّلٌ بأمير المؤمنين صلوات الله عليه لكشفِ الضّرِّ والخلاصِ من البَليّة.

 

وحَبِّبْ إليَّ ما رضيتَ لي

..وكانَ زينُ العابدين عليه السّلام إذا مرضَ يدعو، [وهو الدّعاء الخامس عشر من أدعية الصّحيفة]:

أللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى مَا لَمْ أَزَلْ أَتَصَرَّفُ فِيهِ مِنْ سَلاَمَةِ بَدَنِي، وَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى مَا أَحْدَثْتَ بِي مِنْ عِلَّةٍ فِي جَسَـدِي. فَمَا أَدْرِي يَـا إلهِي، أَيُّ الْحَالَيْنِ أَحَقُّ بِالشُّكْرِ لَكَ، وَأَيُّ الْوَقْتَيْنِ أوْلَى بِالْحَمْدِ لَكَ؟ أَوَقْتُ الصِّحَةِ الَّتِي هَنَّـأْتَنِي فِيهَا طَيِّبَاتِ رِزْقِكَ، وَنَشَّطْتَنِي بِهَا لابْتِغاءِ مَرْضَاتِكَ وَفَضْلِكَ، وَقَوَّيْتَنِي مَعَهَا عَلَى مَـا وَفَّقْتَنِي لَهُ مِنْ طَـاعَتِـكَ، أَمْ وَقْتُ الْعِلَّةِ الَّتِي مَحَّصْتَنِي بِهَا، وَالنِّعَمِ الَّتِي أَتْحَفْتَنِي بِهَا تَخْفِيفاً لِمَا ثَقُلَ بِهِ عَلَى ظَهري مِنَ الْخَطِيئاتِ، وَتَطْهيراً لِمَا انْغَمَسْتُ فيهِ مِنَ السَّيِّئاتِ، وَتَنْبِيهاً لِتَنَاوُلِ التَّوْبَةِ، وَتَذْكِيراً لِمَحْوِ الْحَوْبَةِ بِقَدِيمِ النِّعْمَةِ، وَفِي خِلاَلِ ذَلِكَ مَا كَتَبَ لِيَ الْكَاتِبَانِ مِنْ زَكِيِّ الأعْمَالِ، مَا لا قَلْبٌ فَكَّرَ فِيهِ، وَلا لِسَانٌ نَطَقَ بِهِ وَلاَ جَارِحَةٌ تَكَلَّفَتْهُ بَلْ إفْضَالاً مِنْكَ عَلَيَّ، وَإحْسَاناً مِنْ صَنِيعِـكَ إلَيَّ.

أللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّـدٍ وَآلِـهِ وَحَبِّبْ إلَيّ مَـا رَضِيتَ لِي، وَيَسِّرْ لِي مَا أَحْلَلْتَ بِي، وَطَهِّرْنِي مِنْ دَنَسِ مَا أَسْلَفْتُ، وَامْحُ عَنِّي شَرَّ مَا قَـدَّمْتُ، وَأَوْجِدْنِي حَلاَوَةَ الْعَافِيَةِ، وَأَذِقْنِي بَرْدَ السَّلاَمَةِ وَاجْعَلْ مَخْرَجِي عَنْ عِلَّتِي إلَى عَفْوِكَ، وَمُتَحَوَّلِي عَنْ صَرْعَتِي إلَى تَجَاوُزِكَ، وَخَلاصِي مِنْ كَرْبِي إلَى رَوْحِكَ، وَسَلاَمَتِي مِنْ هَذِهِ الشِّدَّةِ إلَى فَرَجِكَ، إنَّكَ الْمُتَفَضِّلُ بِالإحْسَانِ، الْمُتَطَوِّلُ بِالامْتِنَانِ، الْوَهَّابُ الْكَرِيمُ، ذُو الْجَلاَلِ وَالإكْرَامِ.

 

دعاءُ العليل

عن الإمام الصَّادق عليه السّلام:

«أللَّهُمَّ إنِّي أَدعُوكَ دُعاءَ العَليلِ الذَّليلِ الفَقيرِ، دُعاءَ مَنِ اشْتَدَّتْ فَاقَتُهُ، وَقَلَّتْ حِيلَتُهُ، وضَعُفَ عَمَلُهُ، وأَلَحَّ البَلاءُ عَلَيه، دُعَاءَ مَكْرُوبٍ إنْ لَمْ تُدْرِكْهُ هَلَكَ، وإنْ لَمْ تُسْعِدْهُ فَلا حِيلَةَ لَهُ، فَلا تُحِطْ بِي مَكْرَكَ، ولا تُثبِتْ عَلَيَّ غَضَبَكَ، ولا تَضْطَرَّنِي إلى اليَأسِ مِنْ رَوْحِكَ، والقُنوطِ مِنْ رَحْمَتِكَ، أللَّهُمَّ إنَّهُ لا طَاقَةَ لِي بِبَلائِكَ، ولا غِنَى بِي عن رَحْمَتِكَ، وهذا أَمِيرُ المُؤمِنينَ أَخُو نَبِيِّكَ وَوَصيُّ نَبِيِّكَ، أَتَوَجَّهُ بِهِ إليكَ فَإنَّكَ جَعَلْتَهُ مَفْزَعاً لِخَلْقِكَ وَاستَوْدَعْتَهُ عِلْمَ مَا سَبَقَ ومَا هُوَ كَائِنٌ، فاكَشِفْ بِهِ ضُرِّي وخَلِّصْنِي مِنْ هذِهِ البَلِيَّة إلى ما دَعَوْتَنِي مِنْ رَحْمَتِكَ، يَا هُوَ يَا هُوَ يَا هُوَ، انْقَطَعَ الرَّجاءُ إلَّا مِنكَ».

وكان عليه السَّلام يقول: «أللَّهُمَّ اجْعَلْهُ أدَباً، وَلا تَجْعَلْهُ غَضَباً».

اخبار مرتبطة

  دوريّات

دوريّات

28/03/2014

دوريّات

  إصدارات أجنبيّة

إصدارات أجنبيّة

نفحات