كتاباً موقوتاً

كتاباً موقوتاً

28/03/2014

سَجدَةُ الشُّكر


سَجدَةُ الشُّكر

يا ذا المَعروفِ الّذي لا يَنفدُ أبداً

ـــــ الشّهيد السّيّد محمّد الصّدر رحمه الله ـــــ

 

يتناول كتاب (فقه الأخلاق) للشّهيد السّيّد محمّد الصّدر رضوان الله تعالى عليه، الأبعاد المعنويّة والأخلاقيّة للأحكام الفقهيّة في العبادات والمعاملات، ما يعزِّز فهمَ المكلَّف للمقاصد وللحكمة الإلهيّة الّتي أراد اللهُ تعالى له أن يجنيَ ثمارها. وفي هذا السّياق، اختارت «شعائر» ما يستحبُّ للمصلّي في سجود الشُّكر المستحبّ بعد كلِّ فريضةٍ، وعند كلِّ نعمةٍ.

 

من أنواع السُّجُود، سجودُ الشُّكر: ويُستَحبُّ عند:

1- تجدُّد كلِّ نعمةٍ.

2- ودفعِ كلِّ نقمةٍ.

3- وعند تذكُّر ذلك.

4- وعند التّوفيق لأداء كلِّ فريضةٍ ونافلةٍ، بل كلّ فعل خَير، ومنه إصلاحُ ذات البَيْن، وقضاءُ حوائج الآخرين.

ويكفي فيه سجدةٌ واحدةٌ، والأفضل السَّجدتان، فيفصل بينهما بتَعْفِير الخَدَّين أو الجبين أو الجميع، مقدِّماً الأيمن على الأيسر، ثمَّ وضع الجبهة ثانياً.

ويُستحبُّ فيه افتراشُ الذّراعَين [أي إلصاقُهما بالأرض، بخلاف التّجنيح المستحبّ في سجود الصّلوات]، وإلصاق الصّدر والبطن في الأرض، وأنْ يَمسحَ موضعَ سجوده بيده، ثمَّ يمرّها على وجهه ومقاديمِ بدنه، وأن يقول في السُّجود:

* (شكراً لله) مرّةً، أو ثلاثاً، أو سبعاً، أو مائة مرّة.

* أو مائة مرّة: (عفواً عفواً).

* أو مائة مرّة: (الحمدُ للهِ شكراً للهِ).

ثمَّ يقول: (يَا ذا المَنِّ الَّذي لا يَنقطعُ أبداً ولا يُحْصِيهِ غَيرُهُ عدَداً، ويا ذا المَعروفِ الّذي لا يَنفدُ أبداً، يا كريمُ يا كريمُ يا كريمُ)، ثمَّ يدعو ويتضرَّع، ويذكر حاجتَه.

وقد ورد في بعض الرِّوايات غيرُ ذلك، والظَّاهر أنَّ الذِّكرَ موكولٌ إلى المكلَّف السَّاجد، يقولُ فيه كلَّ ما يكون دالّاً على الشُّكر والتَّعظيم والاستغفار، فإنَّها جميعاً مصاديقُ للشُّكر مع قصده.


..وللشُّكر وجوهٌ أُخَر

ويمكن أن يكون الشّكرُ بأساليبَ أُخَرَ لا حدَّ لها، فكلُّ عبادةٍ مستحبّةٍ يُمكن فيها ذلك، كَركعتَين أو أكثر من الصّلاة، وصومِ يومٍ أو أكثر، وكذلك دفعُ الصّدقة أو الذّهابُ إلى الحجّ [غير حجّة الإسلام الواجبة]، أو قراءة القرآن، أو التّفكّر في خلق الله سبحانه.

كما أنَّ كلَّ طريقةٍ عُرفيّةٍ لشُكرِ الآخرين يمكن تطبيقُها أمامَ الله عزَّ وجلَّ مع إمكانها، كَرفعِ العينِ إلى الأعلى، أو رفعِ اليدَين إلى الأعلى على شكلِ القنوت، أو تقبيل يدِ نفسِه اليمنى أو كِلتي اليدَين، أو الانحناء قليلاً أو إلى حدِّ الرُّكوع، أو وضع اليدِ على الصَّدر أو على الرّأس، إلى غير ذلك كثير.

وقد ورد: أنَّ العبدَ إذا علمَ أنَّ النّعمةَ من الله سبحانه، كُتب في الشّاكرين قبل أنْ يَشكر، وإذا علمَ أنَّ الذّنب أمام الله سبحانه، كُتب من المستغفرين قبل أنْ يستغفر.

أقول: وهذا معناه أنَّ العلمَ بمصدر النِّعمةِ من مصاديق الشُّكر، كما أنَّ العلمَ بجوهر الذَّنب من مصاديق الاستغفار، وهذه من المصاديق القلبيّة أو الباطنيّة للشُّكر والاستغفار.

 

صلاة الشُّكر

عَنِ الإمَامِ أَبِي عَبْدِ الله الصَّادِقِ عليه السّلام: «إِذَا أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْكَ بِنِعْمَةٍ فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ، تَقْرَأُ فِي الأُولَى بِفَاتِحَةِ الكِتَابِ و(قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ)، وتَقْرَأُ فِي الثَّانِيَةِ بِفَاتِحَةِ الكِتَابِ و(قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ)، وتَقُولُ فِي الرَّكْعَةِ الأُولَى، فِي رُكُوعِكَ وسُجُودِكَ: الحَمْدُ للهِ شُكْراً شُكْراً وحَمْداً. وتَقُولُ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ، فِي رُكُوعِكَ وسُجُودِكَ: الحَمْدُ للهِ الَّذِي اسْتَجَابَ دُعَائِي وأَعْطَانِي مَسْأَلَتِي».

(الكافي، الشّيخ الكلينيّ)

اخبار مرتبطة

  دوريّات

دوريّات

28/03/2014

دوريّات

  إصدارات أجنبيّة

إصدارات أجنبيّة

نفحات