حِـــكـــم و لُــغَــة

حِـــكـــم و لُــغَــة

04/04/2011

«شعائر»

* قال  النبي صلّى الله عليه وآله، يوماً:
«أيّها الناس ما الرَّقوبُ فيكم؟ [الرَّقوب، بوزن: الرَّسول: مَن طال ترقُّبُه وانتظارُه. كثيرُ الترقُّب].
 قالوا: الرجل يموت ولم يترك ولداً.
 فقال: بل الرَّقوب حقُّ الرَّقوب، رجلٌ مات ولم يُقدِّم من وُلده أحداً يحتسبْهُ عند الله، وإنْ كانوا كثيراً بعده.
[كأنّ المراد أنّه في الآخرة يظلُّ يترقّب وصول شيء من ثواب ماله، ولا يصل].

* ثمّ قال: ما الصُّعلوك فيكم؟ قالوا: الرجل الذي لا مال له، فقال: بل الصعلوك حقّ الصعلوك من لم يُقدِّم من ماله شيئاً يحتسبه عند الله وإنْ كان كثيراً من بعده.

* ثمّ قال: ما الصُّرَعةُ فيكم؟ قالوا: الشديدُ القويُّ الذي لا يوضع جنبه، فقال: بل الصُّرَعَة حقُّ الصرعة رجلٌ وَكَزَ الشيطان في قلبه، واشتدّ غضبُه وظهر دمُه، ثمّ ذكر اللهَ فصرعَ بحلمِه غضبَه .
وقال له رجل: أوصني، فقال صلّى الله عليه وآله: لا تغضب، ثمّ أعاد عليه، فقال: لا تغضب، ثمّ قال: «ليس الشديد بالصرعة، إنّما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب».

لُــغَــة

وَأَيْمُ الله: وأصله: وَأَيْمُنِ الله.
اختلف النحويّون في هذه الكلمة. فعند الأكثرين منهم أنّ أَلِفَها ألف وصل، وأنّ «أَيْمُن» اسم وضع للقسم هكذا بألف وصل، وبضمّ الميم والنون.
 قالوا: ولم يأتِ في الأسماء ألف وصل مفتوحة غيرها، وتدخل عليها اللام لتأكيد الابتداء، فتقول: لَيُمْن الله فتذهب الألف، قال الشاعر:
فقال فريقُ القومِ لما نشدتُهم    نعم، وفريقٌ لَيُمْن الله ما ندري.
وهذا الاسم مرفوع بالابتداء وخبره محذوف، والتقدير: لَيُمْنُ الله قسمي، فإذا خاطبتَ قلت «لَيُمْنُُكَ»، وفي حديث عروة بن الزبير: «لَيُمْنُك لَئن كنتَ ابتليت، لقد عافـــيت، وَلَئن كنتَ أخذت لقد أبقيت».
وتُحذف نونه فيصير «أَيْمُ الله» بألف وصل مفتوحة وقد تكسر".." وذهب أبو عبيد وابن كيسان وابن درستويه إلى أنّ «أيمن» جمع يمين، والألف همزة قطع، وإنّما خُفِّفت وطُرحت في الوصل لكثرة الاستعمال، قالوا: وكانت العرب تحلف باليمين فتقول: يمين الله لا أفعل، قال امرؤ القيس:
فقلت يمينَ الله أبرحُ قاعداً    ولو قطعوا رأسي لديكِ وأوصالي.
قالوا: واليمين تُجمع على «أيمن»، قال زهير:
فتجمّع أيمن منّا ومنكم      بمَقْسَمَةٍ تمور بها الدماء.
ثمّ حلفوا به، فقالوا: أَيْمُنُ الله، ثمّ كثُر في كلامهم وخفَّ على ألسنتهم، حتى حذفوا منه النون كما حذفوا في قوله «لم يكن» فقالوا «لم يكُ».     (شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد).
* والنتيجة العمليّة: وأيمُ الله هي في الأصل: وأيمُنِ الله، بمعنى: وحقِّ أيمانِ الله، أي وحقِّ الأيمان بالله، وتُحذف النون للتخفيف فتُصبح: وأَيْمُ اللهِ.

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

04/04/2011

  إصدارت

إصدارت

  إصدارات

إصدارات

نفحات