بسملة

بسملة

منذ 4 أيام

إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا ..


إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا ..

بقلم: الشّيخ حسين كوراني

 

ليسَ بينَنا وبينَ تَسارُع فرار اليهود من فلسطين إلّا أكياسُ رَمْلِ الإسلامِ الأميركيّ- الوهّابيّ – الأمويّ - التّكفيريّ، وسرعانَ ما تَتلاشى.

يتعمّق الآن مسارُ هذا التّحوّل العالميّ لتتمكّن الأمّة بنَبضها المقاوم من استئصالِ الغُدّة السّرطانيّة بوجهَيها الخبيثَين: اليهوديّ الصّريح، والمُضمَر.

المدخل إلى هذا الهدف، هو انكشاف الزَّيْف، وارتفاع منسوب «البَصيرة» ليتبدّى بجلاءٍ بالغ أنّ الوهّابيّين- السّلفيّين – الأمويّين - التّكفيريّين، هم «يهود الأمّة»، ليسوا سُنّةً يحاربون الشّيعة، بل هم يثأرون من الشّيعة والسّنّة المقاومين الذين ضيّقوا الخناق على الكيان الصّهيونيّ.

من العلامات الفارقة التي رفدت بصيرة الأمّة:

1-   استهداف الشّهيد العلّامة البُوطي.

2-   وتطمين «القرضاوي» أميركا وإسرائيل أنّ «مجاهدي» الشّام لن يستهدفوا الكيان الصّهيونيّ.

3-   وفتح بوّابة «الجولان» لاستقبال جرحى الوهّابيّين وعلاجهم في الأرض المحتلّة.

4-  وصولاً إلى مقالة «تركي الفيصل» في «هآرتس» يجاهر فيها ببعض أحلامه اليهوديّة، ومنها دعوة المسؤولين اليهود إلى الرّياض!!

***

الفصل الأول - بعد المدخل - هو فضيحة «الدّواعش» الوهّابيّين من بقايا آل أبي سفيان و«الإبن تيميّين» وسائر اليهود والمُتصهينين بقيادة الشّيطان الأكبر الأميركيّ.

رأى «هرقل» العصر أن يستنجد بيهود الأمّة الذين مكّنَتهم المخابرات البريطانيّة ثمّ الأميركيّة من إغداق البترو دولار للإمعان في التّدليس على الأمّة الواحدة بأنّهم يمثّلونها ويحملون راية عقيدة التّوحيد الخالص النّقيّ!

كان هؤلاء اليهود المقنَّعون الوجهَ الآخر للغدّة السّرطانيّة المُستَشرية في «الجسد الواحد». كانت خطّة الاستكبار والاستعمار للوجهَين أن يجاهر اليهود في فلسطين بعدائهم للأمّة، ويجاهر «يهود الدّاخل» بتمثيلهم للأمّة، ويبقى التّضامن بين الوجهَين ومَن يقف خلفَهما مُضمَراً يغذّ السّير في حِمى المُضمَر نحو «مشروع بعضهم» الذي تُرجم في «قمّة فاس» إلى التّنكُّر للّاءات الثّلاث الشّهيرة، مروراً بمحطّات أوسلو وما بعدها، وصولاً إلى المبادرة العربيّة التي لا تختلف في الجوهر عمّا تحدّث به «الأمير تركي الفيصل».

***

جاءت «داعش» وما سبقها من «دويعشيّات» تنفيذاً لهذا الحُلم اليهوديّ - الوهّابيّ، لتعيد نفس تجربة «الوهّابيّين»، ولكن هذه المرة في الشّام وشمال العراق.

يستهدف الوهّابيّون الجُدد هذه المرة غايتَين:

1-  الثّأر ليَهوديّتهم المهدّدة بالاقتلاع، حفظاً للعهد الذي قطعه على نفسه مَن تنازل «عن فلسطين للمساكين اليهود، ولا يحقُّ لأحدٍ أن يطالبَهم بها حتّى تصيح السّاعة»!

2-  تثبيتُ عقْد «شرطيّ المنطقة السّمسار» الذي بدأ مع المخابرات البريطانيّة، وتواصل مع وريثها الأميركيّ، ولم يشهد أيّ انتكاسة قبل حرب تمّوز، وها هو يشهد اليوم وطيساً جديداً من مواجهات غزّة التّاريخيّة.

***

لن ينطبق حساب الحقل الأميركيّ - الصّهيونيّ – الوهّابيّ والدّاعشيّ هذه المرّة مع البيدر، للأسباب الرّئيسة التّالية:

الأوّل: أنّ لحظة إطلاق المشروع الوهّابيّ الدّاعشيّ تتزامن، هذه المرّة، مع بداية أفول بريق «القطب الأوحد»، وبدء عصر «الفرار اليهوديّ» من قلب العالَم الإسلاميّ، على النّقيض ممّا كان الأمر عليه عند إطلاق المشروع الوهّابيّ الدّاعشيّ الأوّل.

الثّاني: توحيد الرّؤية السّياسيّة بين التّيّارات القوميّة الصّادقة، وبين المَدّ الإسلاميّ الصّافي، على العداء لأميركا وإسرائيلها. يرتكز هذا التّوحيد للرّؤية على أنّ «الرّجعيّة العربيّة» كما كانت تَصِفُها التّيّارات القوميّة، هي «الإسلام الأميركيّ»، «إسلام المَلالي القَذِرين» كما وصفَه الإمام الخمينيّ الذي قال أيضاً: «قد نعفو عن صدام، لكنّنا لن نعفو عن .. [هؤلاء]».

يعني ما تقدّم أنّ وعيَ الأمّة ومنذ بدء أحداث ما سُمِّيَ بالرّبيع العربيّ قد تعاظم. تعمَّق الفرز بين الأصيل والدّخيل، بين الجسد الواحد وبين النّواصب «يهود الأمّة».

الثّالث: يرفد وعيَ الأمّة - أيضاً - في الرّاهن السّياسيّ أنّ عصر الفضائيّات والشّبكة العنكبوتيّة قد أتاح للكثيرين معرفةَ مخطّطات الشّيطان الأكبر الأميركيّ ودهاقنة الصّهيونيّة العالميّة، وأبرزها ما كان قد أدلى به «الحاخام كيسنجر» عن حرب المائة سنة بين السّنّة والشّيعة! وكذلك ما تحدّث عنه «برنارد لويس» حين كشف مخطَّطه لتفتيت العالم العربيّ والإسلاميّ، وقال في مقابلة مع «وكالة الإعلام» بتاريخ 20/5/2005م - كما جاء في موقع «بُراثا» على الشّبكة: «إن العرب والمسلمين قومٌ فاسدون مُفسِدون فَوضويّون، لا يُمكن تَحضُّرهم، وإذا تُركوا لأنفسهم فسيُفاجئون العالم المتحضّر بموجات بشريّة إرهابيّة تدمّر الحضارات وتُقوِّض المجتمعات ".." إنّه من الضّروريّ إعادة تقسيم الأقطار العربيّة والإسلاميّة إلى وَحَدات عشائريّة وطائفيّة ".." يجبُ تضييقُ الخناق على هذه الشّعوب ومحاصرتُها واستثمار التّناقضات العِرقيّة والعصبيّات القبليّة والطّائفيّة فيها قبلَ أن تغزوَ أميركا وأوروبا لتدمّر الحضارة فيها».

***

أدنى فصل بين مواجهة يهود الخارج والدّاخل، هو بمثابة الشّراكة في مصادرة المستقبل الواعد.

ها هم اليهود في فلسطين «في الملاجئ» و«تحت الدَّرَج» يعيدون النّظرَ في أصل مجيئهم، ويفكّرون بالفِرار.

لن تكتملَ معافاةُ جسد الأمّة إلّا بزوال وجهَي الغدّة السّرطانيّة ليُوقنَ كلُّ السّنة وكلُّ الشّيعة بأنّهم كانوا منذ احتلال فلسطين ضحيّةَ هذا العدوّ اليهوديّ المزدوج: المُضمَر والصّريح.

 

 

اخبار مرتبطة

  دوريّات

دوريّات

منذ يومين

دوريّات

نفحات