البسملة

البسملة

24/08/2014

الآيات الشّيطانيّة، والأفلام المسيئة، والدّواعش

الآيات الشّيطانيّة، والأفلام المسيئة، والدّواعش

بقلم: الشّيخ حسين كوراني

﴿أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ  الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ..﴾ (الصّف:9)

 

ذاتَ فجرٍ يكسر رتابة المشهد السّياسيّ العالميّ، تنفّس الصّبح في «طهران». مستقبل البشريّة واعد. اللّافت أنّ إرهاصات هذه البشارة العالميّة تنبعث من «فرنسا». من قرية «نوفل لو شاتو» هناك حطّ رحاله القائد الثّمانينيّ. الإمام الخمينيّ.

دارت رحى الثّورة الخمينيّة الزّلزال. ﴿.. جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ..﴾. رفرفت راية فلسطين فوق «سفارة فلسطين». ما تزال الأولى والأخيرة بانتظار نتائج «ما بعد ما بعد حيفا، وما بعد ملاحم غزّة هاشم».

لا مكان في المدرسة الخمينيّة للاستعراض. ليست إيران إلّا البداية والمنطلَق. سعادة الشّعب الإيرانيّ والبشريّة رهن استئصال الغدّة السّرطانيّة وكلّ الورم الصّهيونيّ الخبيث.

سرعان ما زمجر الهدير الخمينيّ: «يوم القدس يوم الفصل بين الحقّ والباطل». «أدعو جميع مسلمي العالم إلى اعتبار آخر جمعةٍ من شهر رمضان المبارك، التي هي من أيّام القدر، ويُمكن أن تكون حاسمة في تعيين مصير الشّعب الفلسطينيّ، يوماً للقدس، وأن يُعلنوا من خلال مراسم الاتّحاد العالميّ للمسلمين دفاعَهم عن الحقوق القانونيّة للشّعب الفلسطينيّ المُسلم».

تحرير فلسطين تحرير العالم من شرِّ الصّهيونيّة وشيطانها الأكبر. إسقاط النّظام الشّاهنشاهيّ المتصَهين، ليس إلّا المدخل.

***

على مدار ما يزيد على ثلاثة عقود منذ إعلان «سفارة فلسطين الأولى والأخيرة حتى الآن» أنجزت إيران - وما تزال - كلّ الوعود الخمينيّة للشّعب الفلسطينيّ. حفظ القائد التّاريخيّ الملهم - الإمام الخامنئيّ -الوصيّة. جنوده في «غزّة هاشم» يحاصرون من حاصرَهم ﴿..مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ..﴾ فطعن الأمّة والبشريّة كلّها في الصّميم. الصّهيونيّة الآن في مأزق وجوديّ. مع بدء الفِرار تسارُع الانهيار.

لم تكن هذه النّتيجة «المعجزة» متاحة لولا «الحرب الكونيّة المفروضة». «رُبَّ ضارّةٌ نافعة».

 قال الخمينيّ حينها: «الخيرُ في ما وقع». لم نعرف أنّه ينظر بنور الله إلى «أمّ الاختراع» من «الملفّ النّوويّ» و«الصّناعات العسكريّة» وغيرها. حتّمت الحاجة الإبداع. انتقلت خبراته لاحقاً إلى حيث يلزم، فكانت «حرب تمّوز» وكانت جولات «غزّة هاشم»، وصولاً إلى المنازلة الفصل التي تدور رحاها الآن.

بدأ مسار يوم القدس - الخمينيّ - الخامنئيّ يحفر قبر الصّهيونيّة العالميّة قبل رحيل الإمام «بنفْسٍ هادئة وقلب مطمئنّ». ثبّت الخامنئيّ قواعد «إزالة إسرائيل من الوجود». وضعت «حرب تمّوز» الكيان الصّهيونيّ على شفير القبر. ما زال يترنّح. ضيّقت عليه «غزّة» الخناق. ﴿وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ﴾.

***

تلازم المسار الإستراتيجيّ العالميّ ليوم القدس وفصل خطابه الخمينيّ - الخامنئيّ مع ردّات فعلٍ عالميّة. تتوالى فصولها. لم تنقطع يوماً.

منذ الأيّام الأولى لنَهضتِه، كان الإمام الخمينيّ واضحاً في استهداف «الصّهيونيّة» و«إسرائيلها» بالخصوص.

مبكّراً، أدرك «الاستكبار العالميّ» أنّ ما يجري في إيران مفتاح تحوّلٍ كونيّ عنوانه: عالميّة الإسلام.

أدرك دهاقنة الصّهيونيّة العالميّة أنّ زوال كيانهم النّشاز رهن البدء بإدارة هذا المفتاح. برز كفرهم كلّه - عبر الفرعون صدّام - للقضاء على مصدر هذه الصّحوة الإنسانيّة الهادرة. بعد فشلهم العسكريّ. تواصلت حروبهم الثّقافيّة والسّياسيّة والاقتصاديّة والأمنيّة. في كلٍّ منها كان «الخيرُ في مَا وَقَعَ». «فِي التّجاربِ عِلْمٌ مُسْتَأْنَف». ترسّخت جذور الثّورة، واشتدّ زندها والسّاعد. تمضي – الثّورة - بالأمّة في طريق «ذات الشّوكة» قُدُماً - مِرْقالةً - من نصرٍ إلى فتح. سرّ التّسديد والظَّفر والفتوح في البعد العمليّ - السّياسيّ، أنّ مؤشّر البوصلة استقرّ على قضيّة الإسلام والإنسانيّة الأولى «فلسطين».

***

بنظرة استراتيجيّة إلى تخطيط الاستكبار في مواجهة الظّاهرة الخمينيّة واستمرارها الخامنئيّ بكلّ جدارةٍ وفرادةِ ريادة، يتبدّى هدفان متداخلان: الدّفاع عن «إسرائيل» ومنع انتشار الإسلام وتعمّق عالميّته بإقبال شعوب الأرض عليه.

الهدفان متماهيان. يشكّل انهيار «ثكنة الغرب» في قلب الشّرق سقوط المشروع الغربيّ في استعباد الشّرق والغرب. تستبدّ اللّهفة آنذاك بشعوب الأرض إلى نور الإسلام. تعاظَم تداخل الهدفين والتّماهي بتعاظم عمليّات المقاومة الإسلاميّة في لبنان ضدّ الاحتلال الصّهيونيّ. هكذا - لا غير - يمكننا فهم مسارعة «الاستكبار» إلى الغارات الثّقافيّة التي استهدفت رسول الله صلّى الله عليه وآله، بدءاً بالآيات الشّيطانيّة، مروراً بالرّسوم والأفلام المُسيئة، ومحاولات إحراق القرآن الكريم، والجهود الهائلة في عوالم «التّربية!» والقصّة والمسرح والإعلام والإعلان وغيرها.

***

باءت كلّ تشويهات الاستكبار بالفشل الذّريع. محور المقاومة أو إيران - لا فرق - يواصل الزّحف المظفّر. يُرسي قواعد شرقٍ وغربٍ جديدَين.

فكّرَ الاستكبارُ وقدَّر ﴿فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ نَظَرَ * ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ * ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ﴾ المدّثّر:19-23. قال أبو لهب والمخابرات البريطانيّة للشّيطان الأكبر: تجربتُنا بالأمس هي الحلّ. تمّ استنساخها فكان الوهّابيّون الجُدُد دواعشُ أميركا و«إسرائيل» ويهود العرب.

لحُسن حظّ الإنسانيّة، فاتَهم أنّ الأمّة اليوم تُوقِن بأنّ الوهّابيّين ليسوا من أهل السُّنّة والجماعة. الشّيخ البوطيّ حيٌّ عند ربِّه يُرزق.

***

 

القاسم المشترَك بين كلّ هذه المخطّطات، ضربُ تعلّق المسلمين برسول الله صلى الله عليه وآله. إطفاء نور الله المتوقّد من هذه العلاقة الإلهيّة. الحيلولة دون عالميّة التّوحيد.

﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾ الصّف:7-9.

لن تُخدَع الأمّة بأنّ المشركين يتظاهرون بحرب الدّواعش. إنّهم مؤسِّسون ومموّلون. ثمّة اختلاف مصالح لكنّه - فقط - قبل نهايات الطّريق. لن يكتمل. غايةُ استشرائه «حَمْلُ امرأة».

وعلى الله قصدُ السّبيل.

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

24/08/2014

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

نفحات