مراقبات

مراقبات

24/08/2014

شهر ذي القعدة الحرام


شهر ذي القعدة الحرام

لإجابة الدّعاء عند الشّدّة

____إعداد: «شعائر»____

من لوازم الإيمان اليَقظة وعلامتُها المراقبة، وهي «قرارٌ بالتزام قانون الله تعالى: الشِّرعة والمنهاج» تماهياً مع اليقين والحبّ: اليقينِ به تعالى، وحبِّه سبحانه.

في المناجاة الشّعبانيّة: «وَأَنْ تَجْعَلَنِي مِمَّنْ يُدِيمُ ذِكْرَكَ، وَلا يَنْقُضُ عَهْدَكَ، وَلا يَغْفَلُ عَنْ شُكْرِكَ، وَلا يَسْتَخِفُّ بِأَمْرِكَ. إِلهِي وَأَلْحِقْنِي بِنُورِ عِزِّكَ الأبْهَجِ، فَأَكُونَ لَكَ عارِفاً، وَعَنْ سِواكَ مُنْحَرِفاً، وَمِنْكَ خائِفاً مُراقِباً، يا ذا الجَلالِ وَالإكْرامِ».

وأبرزُ كُتُب المراقبات: كتاب (إقبال الأعمال) لسيّد العلماء المراقبين، السّيّد ابن طاوس، و(المراقبات) للفقيه الكبير الشّيخ الملَكيّ التّبريزيّ، وفي هَديهما: هذا الباب.

 

(مفاتيح الجنان): «اعلم أنّ هذا الشّهر هو أوّل الأشهر الحُرُم الّتي ذكرها الله في كتابه المجيد.

وروى السّيّد ابن طاوس في حديث: أنّ شهر ذي القعدة محلٌّ لإجابة الدّعاء عند الشّدّة».

وقد ورد عن رسول الله صلّى الله عليه وآله استحبابُ صوم ثَلاثَةَ أَيّامِ، الخَميس وَالجُمُعَة وَالسَّبْت، من الشّهر الحرام، ليُكتَب للعبد عبادة سنة.

 

عمل التّوبة يوم الأحد من ذي القعدة

(إقبال الأعمال): عن أنس بن مالك، قال: «خرج رسول الله، صلّى الله عليه وآله، يوم الأحد في شهر ذي القعدة فقال: يا أيُّها النّاسُ، مَنْ كانَ مِنْكُمْ يُريدُ التَّوْبَةَ؟

قلنا: كلّنا نريد التّوبة يا رسول الله.

فقال صلّى الله عليه وآله: اغْتَسِلوا وَتَوَضَّأوا وَصَلّوا أَرْبَعَ رَكَعاتٍ [كلّ ركعتين بتشهُّد وتسليم] وَاقْرَأوا في كُلِّ رَكْعَةٍ (فاتِحَةَ الكِتابِ) مَرَّةً، وَ(قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) ثَلاثَ مَرّاتٍ، وَ(المُعوّذتين) مَرَّةً، ثُمَّ اسْتَغْفِروا سَبْعينَ مَرَّةً، ثُمَّ اخْتُموا بِـ (لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ)، ثُمَّ قولوا: (يا عَزِيزُ يا غَفَّارُ، اغْفِرْ لِي ذُنوبِي وَذُنُوبَ جَمِيعِ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ).

ثمّ قال صلّى الله عليه وآله: ما مِنْ عَبْدٍ مِنْ أُمَّتي فَعَلَها إِلّا نُودِيَ مِنَ السَّماءِ: يا عَبْدَ اللهِ اسْتَأْنِفِ العَمَلَ، فَإِنَّكَ مَقْبولُ التَّوْبَةِ مَغْفورُ الذَّنْبِ.

وَيُنادي مَلَكٌ مِنْ تَحْتِ العَرْشِ: أَيُّها العَبْدُ، بورِكَ عَلَيْكَ وَعَلى أَهْلِكَ وَذُرِّيَّتِكَ.

وَيُنادي مُنادٍ آخَرُ: أَيُّها العَبْدُ، تَرْضى خُصَماؤُكَ يَوْمَ القِيامَةِ.

وَيُنادي مَلَكٌ آخَرُ: أَيُّها العَبْدُ، تَموتُ عَلى الإيمانِ، وَلا يُسْلَبُ مِنْكَ الدِّينُ، وَيُفْسَحُ في قَبْرِكَ وَيُنَوَّرُ فيهِ.

وَيُنادي مُنادٍ آخَرُ: أَيُّها العَبْدُ، يَرْضى أَبَواكَ وَإنْ كانا ساخِطَيْنِ، وَغُفِرَ لِأَبَوَيْكَ ذلك (ولكَ) وَلِذُرِّيَّتِكَ، وَأَنْتَ في سَعَةٍ مِنَ الرِّزْقِ في الدُّنْيا وَالآخِرَةِ.

وَيُنادي جَبْرَئيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ: أَنا الّذي آتيكَ مَعَ مَلَكِ المَوْتِ عَلَيْهِ السَّلامُ، أن يَرْفقَ بِكَ وَلا يَخْدِشَكَ أَثَرُ المَوْتِ، إِنَّما تُخْرُجُ الرُّوحُ مِنْ جَسَدَكِ سَلّاً.

قلنا: يا رسول الله، لو أنَّ عبداً يقول في غير الشّهر؟ فقال عليه السلام: مِثْلَ ما وَصَفْتُ، وَإِنَّما عَلَّمَني جَبْرَئيلُ، عَلَيْهِ السَّلامُ، هَذِهِ الكَلِماتِ أَيّامَ أُسْرِيَ بي».

اليوم الحادي عشر: ولادة الإمام الرّضا عليه السلام

(عيون أخبار الرّضا): عن إبراهيم بن العبّاس، قال: «ما رأيتُ أبا الحسن الرّضا عليه السّلام جفا أحداً بكلمةٍ قطّ، ولا رأيتُه قطعَ على أحدٍ كلامَه حتّى يفرغَ منه، وما ردّ أحداً عن حاجةٍ يقدر عليها، ولا مدّ رِجلَه بين يدَي جليسٍ له قطّ، ولا اتّكأَ بين يدَي جليسٍ قطّ، ولا رأيتُه شتمَ أحداً من مواليه ومماليكه قطّ، ولا رأيتُه تفلَ، ولا رأيته يُقهقه في ضحكةٍ قطّ، بل كان ضحكُه التّبسّم، وإذا خلا ونصبَ مائدتَه أجلسَ معه على مائدته مماليكه ومواليه حتّى البوّاب السّائس.

وكان، عليه السّلام، قليلَ النّوم باللّيل، كثيرَ السَّهَر، يُحيي أكثرَ لياليه من أوّلها إلى الصّبح. وكان كثيرَ الصّيام فلا يفوتُه صيامُ ثلاثة أيّامٍ في الشّهر، ويقول ذلك صومُ الدّهر، وكان عليه السّلام كثيرَ المعروف والصَّدَقَة في السّرّ، وأكثر ذلك يكون منه في اللّيالي المُظلمة، فمَن زعم أنّه رأى مثلَه في فضله فلا تُصدِّق».

ليلة النّصف من الشّهر

(المراقبات): «ومن مهامّ هذا الشّهر عملُ ليلة النّصف منه. روى سيّدنا، قدّس الله سرّه العزيز في (الإقبال) ".." عن النّبي صلّى الله عليه وآله أنّ (في ذي القعدة ليلةً مباركةً، وهي ليلة خمس عشرة، ينظرُ اللهُ إلى عبادِه المؤمنين فيها بالرّحمة، أجرُ العامل فيها بطاعةِ الله أجرُ مائة سائحٍ لم يَعْصِ اللهَ طرفةَ عَيْن)، فإذا كان نصفُ اللّيل فَخُذ في العمل بطاعة الله والصّلاة وطلبِ الحوائج، فقد رُوي أنّه لا يبقى أحدٌ سألَ الله فيها حاجةً إلّا أعطاه ".." وبالجملة، العملُ في هذه اللّيلة من جهة قِلّة العاملِ به لعدمِ اشتهاره، له خصوصيّةٌ ليست في غيره من أعمال اللّيالي المشهورة، وهذه من المُهمّات عند المُراقبين، لأنّ الذّكر عند غفلة العامّة عن مهامّ المُراقبات أسرعُ للإجابة، وأقربُ للقبول، وأزيدُ في الأجر، وأعظمُ عند الله تعالى..».

اليوم الثّالث والعشرون: شهادة الإمام الرّضا عليه السّلام

(عيون أخبار الرّضا): عن الهرويّ قال: «سمعتُ الرّضا عليه السّلام يقول: إِنّي سَأُقْتَلُ بِالسُّمِّ مَظْلوماً، وَأُقْبَرُ إِلى جَنْبِ هارونَ [العبّاسيّ]، وَيَجْعَلُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ تُرْبَتي مُخْتَلَفَ شيعَتي وَأَهْلِ بَيْتي، فَمَنْ زارَني في غُرْبَتي وَجَبَتْ لَهُ زِيارَتي يَوْمَ القِيامَةِ، وَالّذي أَكْرَمَ مُحَمَّداً صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ بِالنُّبُوَّةِ وَاصْطَفاهُ عَلى جَميعِ الخَليقَةِ، لا يُصَلّي أَحَدٌ مِنْكُمْ عِنْدَ قَبْري رَكْعَتَيْنِ إِلّا اسْتَحَقَّ المَغْفِرَةَ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ يَلْقاهُ. وَالّذي أَكْرَمَنا بَعْدَ مُحَمَّدٍ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ بِالإِمامَةِ وَخَصَّنا بِالوَصِيَّةِ، إِنَّ زُوّارَ قَبْري لَأَكْرَمُ الوُفودِ عَلى اللهِ يَوْمَ القِيامَةِ، وَما مِنْ مُؤْمِنٍ يَزورُني فَتُصيبُ وَجْهَهُ قَطْرَةٌ مِنَ السَّماءِ إِلّا حَرَّمَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ جَسَدَهُ عَلى النّارِ».

اللّيلة الخامسة والعشرون

عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه: «إِنَّ أَوَّلَ رَحْمَةٍ نَزَلَتْ مِنَ السَّماءِ إِلى الأَرْضِ في خَمْسٍ وَعِشْرينَ مِنْ ذي القَعْدَةِ، فَمَنْ صامَ ذَلِكَ اليَوْمَ وَقامَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ فَلَهُ عِبادَةُ مائَةِ سَنَةٍ، صامَ نَهارَها وَقامَ لَيْلَها، وَأَيُّما جَماعَةٍ اجْتَمَعَتْ ذَلِكَ اليَوْمَ في ذِكْرِ رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَتَفَرَّقوا حَتّى يُعْطَوْا سُؤْلَهُمْ؛ وَيَنْزِلُ في ذَلِكَ اليَوْمِ أَلْفُ أَلْفِ رَحْمَةٍ يَضَعُ مِنْها تِسْعَةً وَتِسْعينَ في حِلَقِ الذّاكِرينَ وَالصّائِمينَ في ذَلِكَ اليَوْمِ، وَالقائِمينَ في تِلْكَ اللَّيْلَةِ».

اليوم الخامس والعشرون: دحو الأرض

(جواهر الكلام، الشّيخ النّجفيّ): «يومُ دَحْوِ الأرض من تحت الكعبة، وهو اليومُ الخامس والعشرون من ذي القعدة الّذي في ليلته وُلد إبراهيم عليه السّلام، ووُلد عيسى عليه السّلام.

وفي الخبر: (وفيها دُحِيَتِ الأرضُ من تحتِ الكعبة، مَن صامَ ذلك اليوم كان كَمَن صام ستِّين شهراً).

وعن الإمام موسى بن جعفر عليهما السّلام، أنّه قال: (في خمس وعشرين مِن ذي القعدة أنزلَ اللهُ الكعبةَ البيتَ الحرام، فمَن صامَ ذلك اليوم كان كفّارةَ سبعين سنة، وهو أوّلُ يومٍ أنزلَ اللهُ فيه الرّحمةَ من السّماء على آدمَ عليه السّلام). ".."

وعن محمّد بن عبد الله الصيقل، قال: (خرج علينا أبو الحسن الرِّضا عليه السَّلام في يوم خمس وعشرين من ذي القعدة، فقال: صُوموا فإنِّي أصبحتُ صائماً، قلنا: جُعلنا فداكَ، أيّ يومٍ هو؟ قال: يومٌ نُشِرَت فيه الرّحمةُ، ودُحِيَت فيه الأرضُ، ونُصِبَت فيه الكعبةُ، وهبطَ فيه آدم).

وعن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام، قال: (في خَمس وعشرين ليلة من ذي القعدة أُنزِلَت الرّحمةُ من السّماء، وأُنزِلَ تعظيمُ الكعبةِ عَلى آدم، فمَن صامَ ذلكَ اليوم استغفرَ له كلُّ شيءٍ بين السَّماء والأرض).

وعن أبي الحسن عليّ بن محمّد الهادي عليه السّلام، قال: (الأيّامُ الّتي يُصَامُ فيهنّ أربعةٌ - إلى أن قال - ويومُ الخامس والعشرين من ذِي القعدة، فيه دُحِيَت الأرضُ)».

* أمّا أعمال هذا اليوم كما وردت في (مفاتيح الجنان):

v       الغسل.

v       الصّوم.

v   رَكعتان عند الضُّحى [بعد طلوع الشّمس، وقبل صلاة الظّهر] بـ (الحمد) مرّة، وسورة (الشّمس) خمس مرّات، ويقول بعد التّسليم: (لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ).

ثمّ يدعو وَيقول: (يا مُقِيلَ العَثَراتِ أَقِلْنِي عَثْرَتِي، يا مُجِيبَ الدَّعَواتِ أَجِبْ دَعْوَتِي، يا سامِعَ الأصْواتِ اِسْمَعْ صَوْتِي وَارْحَمْنِي وَتَجاوَزْ عَنْ سَيِّئاتِي وَما عِنْدِي، يا ذا الجَلالِ وَالإكْرام).

v      ويُستَحبّ أن يدعو في هذا اليوم بهذا الدُّعاء: «أللَّهُمَّ داحِيَ الكَعْبَةِ وَفالِقَ الحَبَّةِ...». [مفاتيح الجنان: أعمال شهر ذي القعدة]

v    زيارة الإمام الرّضا عليه السلام، وقد ورد أنّ زيارته في هذا اليوم آكَدُ آدابِه المسنونة (أي المستحبّة).

 

اليوم الأخير: شهادة الإمام الجواد عليه السّلام

(مفاتيح الجنان): زيارة الإمام الجواد عليه السّلام:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ اللهِ فِي ظُلُماتِ الأرْضِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ رَسُولِ الله، السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى آبائِكَ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى أَبْنائِكَ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى أَوْلِيائِكَ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ الصَّلاةَ وَآتَيْتَ الزَّكاةَ وَأَمَرْتَ بِالمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ المُنْكَرِ، وَتَلَوْتَ الكِتابَ حَقَّ تِلاوَتِهِ وَجاهَدْتَ فِي الله حَقَّ جِهادِهِ، وَصَبَرْتَ عَلى الأَذَى فِي جَنْبِهِ حَتّى أَتاكَ اليَّقِينُ، أَتَيْتُكَ زائِراً عارِفاً بِحَقِّكَ مُوالِياً لأوْلِيائِكَ مُعادِياً لأعْدائِكَ فَاشْفَعْ لِي عِنْدَ رَبِّكَ.

ثمّ قبِّل القبر وَضَعْ خدَّيكَ عليه، ثمّ صلّ ركعتَين للزّيارة وصَلِّ بعدهما ما شئت.

ثمّ اسجُد وقُل: «إرْحَمْ مَنْ أَساءَ وَاقْتَرَفَ، وَاسْتَكانَ وَاعْتَرَفَ».

ثمّ اقلب خدّكَ الأيمن، وقُل: «إِنْ كُنْتُ بِئْسَ العَبْدِ فَأَنْتَ نِعْمَ الرَّبُّ».

ثمّ اقلب خدَّك الأيسرَ، وقُل: «عَظُمَ الذَّنْبُ مِنْ عَبْدِكَ، فَلْيَحْسُنِ العَفْوُ مِنْ عِنْدِكَ يا كَرِيمُ».

ثمّ عد إلى السّجود وقل: «شُكْراً شُكْراً»، مائة مرّة. ثمّ انصرف.

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

24/08/2014

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

نفحات