كلمة سواء

كلمة سواء

منذ 4 أيام

مكافحة ظاهرة التّكفير


مكافحة ظاهرة التّكفير

كلمة السِّرّ لإنجاح الوحدة الإسلاميّة*

ـــــــــــــــ بقلم: سامح مظهر ـــــــــــــــ

واجهت المشاريع والأفكار الّتي تقدّم بها علماء الأمّة ومفكِّروها على مدى العقود السّابقة لتحقيق الوحدة بين أتباع مختلف المذاهب الإسلاميّة، عقبةً كَأْدَاء حالت دون أن ترى هذه المشاريع النّور، تمثّلت بظاهرة التّكفير الّتي لم يجرِ حينها التّنبّه لها، حتّى استفحلَتْ وطَغَتْ على المشهد الإسلاميّ برُمَّتِه، وأخذ المسلمون يدفعون بسببها أثماناً باهظةً من أرواحهم وأمنِهم واستقرار بلدانهم ومجتمعاتهم.

للحقّ والإنصاف نقول: لقد انبرى، قبل نصف قرن أو  أكثر، بعضُ علماء الأمّة للتّحذير من مخاطر ظاهرة التّكفير والإقصاء ورفْض الآخَر، إلّا أنّه لم تؤخَذ هذه التّحذيرات من قبل السّواد الأعظم من نُخَبِ الأمّة على محمل الجدّ، حتّى وقعنا اليوم في ما كان يحذِّر منه علماءُ الأمّة الأفذاذ حينها.

ومن أجل أن نكون أكثر صراحة في بيان الحقائق - وهي صراحة تجنَّبتها أغلبُ نُخَب الأمّة خلال العقود الماضية لأسباب معروفة، الأمر الّذي ساعد على تغوّل ظاهرة الإرهاب بهذا الشّكل المخيف - سنُشير بالاسم إلى الأمّ «الشّرعيّة» الّتي خرج من رَحِمها التّكفير، وتناسلَ بهذا الشّكل الرّهيب بفضل رعايتها وإغداقها عليه... ألا وهي «الوهّابيّة».

للأسف لم يجرؤ أحدٌ قبل هذا الوقت أن يذكر الوهّابيّة خوفاً من سطوة المال والإعلام السّعوديَّين، إلّا أنّه وبعد انتشار ظاهرة التّكفير بهذا الشّكل المرعب في المجتمعات الإسلاميّة وغير الإسلاميّة، حيث أخذت تفتك بالمسلمين، وتزرعُ الحقد والضّغينة في نفوسهم وديارهم، وتسلّط الأعداء على مقدّراتهم، وتحوِّل المسلمين، في نظر الآخرين، إلى وحوش متعطّشة للدّماء، لا تعرف سوى القتل، والذّبح، والتّفجير، والتّمثيل بالجثث، وأكْل اللّحم البشريّ، إلى أن تمادى السُّفهاء في الغرب على الإساءة إلى النّبيّ صلّى الله عليه وآله، وإلى القرآن، وإلى الإسلام، عندها فقط تجرّأ الكثيرون على الإشارة بالاسم والرّسم إلى الوهّابيّة بأنّها أُسّ وأساسُ الفظائع الّتي تحصل في المجتمعات الإسلاميّة، وأنّ على علماء الأمّة أن يركنوا الخوفَ جانباً وأن يعملوا - بمُقتضى مسؤوليّاتهم الشّرعيّة والأخلاقيّة - على فضح هذا المذهب الّذي ظهر بالتّزامن مع ظهور الصّهيونيّة، كَحدَّي مقصّ، ليَقطعا أوصال المجتمعات الإسلاميّة، كما يفعلان اليوم، وهي مَهمّةٌ أُنيطَت بهذا الثّنائيّ، ولن تقوم للمسلمين قائمة، إلّا في محاصرتهما وتحذير المسلمين من الوقوع في فخّهما.

علينا أن نجهر وبصوتٍ عالٍ أنّ الوهّابيّة الّتي ولّدَتْ ظاهرةَ التّكفير، هي العقبة الكَأْدَاء أمام المسلمين نحو الوحدة والتّقدّم والانطلاق، وهذه حقيقةٌ لم تَغِب حتّى عن أصدقاء الوهّابيّة في الغرب الذي تتّهم صحافتُه السّعوديّة بمحاولة السّيطرة على الرّبيع العربيّ مستغلّةً ثِقلها «الدّينيّ» ومواردها الماليّة، وذلك تفادياً لانتشار الدّيمقراطيّة في العالم العربيّ.

إذا كان الغرب، وهو حليف السّعوديّة، أخذ يدقّ ناقوس الخطر محذّراً من دور الوهّابيّة في وَأْدِ تطلّعات الشّعوب، فمن بابٍ أَوْلى أن ينبريَ علماءُ الأمّة لهذه المهمّة، وأن يُعلنوا، دون مواربة، أنّ الوهّابيّة هي الأمّ «الشّرعيّة» لظاهرة التّكفير، وهي سببُ تَشتُّت المسلمين، وسقوطِ مجتمعاتهم في الفوضى والاضطرابات، خدمةً للجهات الّتي زرعت الصّهيونيّة والوهّابيّة في قلب العالم الإسلاميّ، وتأكيد هذه الحقيقة عبر مختلف المنابر العلميّة والإعلاميّة، عسى أن نصل إلى اليوم الّذي نعبِّدُ فيه طريق الوحدة بين المسلمين، بعد اقتلاع هذا الورم السّرطانيّ الّذي ضرب جسدنا في غفلةٍ من الزّمن.

 
 
 

 

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

منذ 4 أيام

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

نفحات