بصائر

بصائر

24/08/2014

على أعتاب الصّالحين


على أعتاب الصّالحين

من قصص التّشرّف بلقاء الإمام الحجّة عجّل الله فرجه الشّريف

____ المحدّث النّوريّ قدّس سرّه ____

 

أورد المحدّث النّوريّ قدّس سرّه، في الجزء الثّاني من كتابه (النّجم الثّاقب في أحوال الإمام الحجّة الغائب) مائة حكاية، تتناول قصص التّشرّف باللّقاء، ومَن وصلوا إلى خدمة إمام الزّمان عليه السّلام في الغَيبة الكبرى.

هنا نصّ القصّة السّابعة والعشرين، الّتي اقتبسناها من الكتاب المشار إليه نظراً لدلالتها وأهمّيّتها في المجالَين العباديّ والأخلاقيّ لا سيّما لجهة الدّعوة إلى وجوب التّأدّب في أماكن الزّيارة والدّعاء، وفي زيادتهما يكون الخير والإجابة أوفر.

 

قال العالم الفاضل المتبحّر النّقّاد ميرزا عبد الله الإصفهانيّ، الشّهير بالأفندي، في المجلّد الخامس من كتاب (رياض العلماء وحياض الفضلاء) في ترجمة الشّيخ ابن أبي الجواد النّعمانيّ إنّه ممّن رأى القائم عليه السّلام في زمن الغَيبة الكبرى، ، وروى عنه عليه السّلام; ورأيت في بعض المواضع نقلاً عن خطّ الشّيخ زين الدّين عليّ بن الحسن بن محمّد الخازن الحائريّ، تلميذ الشّهيد، أنّه قد رأى ابن أبي الجواد النّعمانيّ مولانا المهديّ عليه السّلام، فقال له: يا مولاي لك مقام بالنّعمانيّة، ومقام بالحلّة، فأين تكون فيهما؟ فقال له: أَكونُ بِالنُّعْمانِيَّةِ لَيْلَةَ الثُّلاثاءِ وَيَوْمَ الثُّلاثاءِ، وَيَوْمَ الجُمُعَةِ وَلَيْلَةَ الجُمُعَةِ أَكونُ بِالحِلَّةِ، وَلَكِنَّ أَهْلَ الحِلَّةِ ما يَتَأَدَّبونَ في مَقامي؛ وَما مِنْ رَجُلٍ دَخَلَ مَقامِي بِالأَدَبِ يَتَأَدَّبُ وَيُسَلِّمُ عَلَيَّ وَعَلَى الأَئِمَّةِ، وَصَلَّى عَلَيَّ وَعَلَيْهِمُ اثْنَتَيْ عَشَرَةَ مَرَّةً، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ بِسُورَتَيْنِ، وَناجى اللهَ بِهِما المُناجاةَ، إِلّا أَعْطاهُ اللهُ تَعالى ما يَسْأَلُهُ، أَحَدُها المَغْفِرَةُ.

فقلت: يا مولاي علّمني ذلك، فقال: قل: اللَّهُمَّ قَد أَخَذَ التَّأديبُ مِنّي حَتَّى مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرّاحِمِينَ، وَإِنْ كانَ ما اقْتَرَفْتُهُ مِنَ الذُّنُوبِ أسْتَحِقُّ بِهِ أَضْعافَ أَضعافَ ما أَدَّبْتَنِي بِهِ، وَأَنْتَ حَلِيمٌ ذُو أَناةٍ تَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ، حَتّى يَسْبِقَ عَفْوُكَ وَرَحْمَتُكَ عَذابَك، وكرَّرها عليّ ثلاثاً حتّى فهمتُها.

 

 

أماكن الأُنسِ، وهبوط الملائكة

يقول المؤلِّف: النّعمانيّة بلدةٌ عراقيّة ما بين واسط وبغداد، والظّاهر أنّ منها الشّيخ الجليل أبا عبد الله محمّد بن محمّد بن إبراهيم بن جعفر الكاتب الشّهير بالنّعمانيّ، والمعروف بابن أبي زينب، تلميذ الشّيخ الكلينيّ وصاحب (التّفسير) المختصر في مختلف الآيات، وكتاب (الغَيبة) الّذي هو من الكُتُب المفصَّلة المعتَبَرة، كما أشار إلى ذلك الشّيخ المفيد في (الإرشاد).

وليس خفيّاً أنّ من جملة الأماكن المختصّة المعروفة بمقامه عليه السّلام مثل (وادي السّلام)، ومسجد السّهلة، والحلّة، وخارج قمّ، وغيرها.

والظّاهر أنّه تَشرّف في تلك المواضع بعضُ مَن رآه عليه السّلام أو ظهرت هناك معجزة، ولهذا دَخلت في الأماكن الشّريفة المباركة، وأنّ هناك محلّ أُنسٍ وهبوط الملائكة، وقلّة الشّياطين، وهي أحد الأسباب المقرّبة لإجابة الدّعاء وقبول العبادة.

وجاء في بعض الأخبار أنّ الله عزَّ وجلَّ يحبّ أنْ يُعبَد في الأماكن الّتي هي أمثال هذه الأماكن، مثل المساجد، ومشاهد الأئمّة عليهم السّلام، ومقابر أولاد الأئمّة والصّالحين والأبرار في أطراف البلاد، وهي من الألطاف العينيّة (الغيبيّة) الإلهيّة للعباد الضالّين، والمضطرّين، والمرضى، والمستدينين، والمظلومين، والخائفين، والمحتاجين، ونظائرهم من أصحاب الهموم، وموزَّعي القلوب، ومشتَّتي الظّاهر، ومختلّي الحواسّ; فإنّهم يلجؤون إلى هناك ويتضرّعون ويتوسّلون إلى الله عزَّ وجلَّ بصاحب ذلك المقام، ويطلبون علاجَ أوجاعهم وشفاءَهم، ودفع شرّ الأشرار. ويُحتمل أنّ جميع تلك المواضع داخلة في جملة بيوت الله تعالى الّتي أَمَرَ أنْ تُرفع ويُذكَر فيها اسم الله عزَّ وجلَّ، ومدح مَن سبّح الحقّ تعالى بكرةً وأصيلاً، ولا يسع المقام تفصيلاً أكثر من هذا.

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

24/08/2014

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

نفحات