معرفة الإمام المهدي

معرفة الإمام المهدي

03/05/2011

تأمّلات في دعاء العهد

عن الإمام  الصادق عليه السلام أنّه قال: «من دعا إلى الله أربعين صباحاً بهذا (العهد) كان من أنصار قائمنا عليه السلام، فإنْ مات قبلَه أخرجه الله تعالى من قبره، وأعطاه الله بكلّ كلمة ألفَ حسنة، ومحا عنه ألفَ سيّئة».
بين يدي القارىء الكريم مقتطفٌ من حديث المرجع الشيخ وحيد الخراساني، حول دعاء العهد، ومعرفة الإمام المهدي عجّل الله تعالى فرجه بالنورانيّة، تنشره «شعائر» في حلقتين. ما يلي هو الحلقة الأولى.
معرفة الإمام صاحب الزمان عليه السلام نوعان، معرفة لعامّة الناس أن يعرفوا إمامهم المفترض الطاعة، ومعرفة خاصّة تُسمّى معرفتُه بالنورانيّة، وينبغي التعرّف عليها من الروايات والأدعية والزيارات الصادرة عن الأئمّة عليهم السلام، والتي هي كنزٌ من المفاهيم الإسلاميّة والمعارف الإلهيّة. غاية الأمر أنّها عميقة تحتاج إلى فهم، والفهم يحتاج إلى تأمّل ومعايشة لمدرسة الوحي الإسلاميّة.
نستفيد من هذا الدعاء لمعرفة الإمام عليه السلام معرفة ابتدائيّة، فواظبوا عليه جميعاً وأَوْصوا الناس أن يقرأوه بعد صلاة الصبح.
وعندما تقرأونه وجِّهوا فكركم القوي الذي توجِّهونه إلى المباحث العلميّة العميقة فتفهمونها، وجِّهوه إلى دقائق هذا الدعاء ولطائفه.
هذا الدعاء كنز معرفة، وكلّ أدعية أهل البيت عليهم السلام كذلك، ".." فاستمعوا بدقّة لما يقوله:
«أللّهمَّ ربَّ النور العظيم، وربَّ الكرسيِّ الرفيع، وربَّ البحر المَسْجُور، ومُنَزِلَ التوراة والإنجيل والزبور، وربَّ الظلِّ والحَرُور، ومُنزلَ الفُرقان العظيم، وربَّ الملائكة المُقرَّبين، والأنبياء والمرسلين.
أللّهمَّ إنّي أسألُكَ باسمك الكريم، وبنور وجهك المُنير، ومُلكِك القديم، يا حيُّ يا قيّومُ، أسألك باسمك الذي أَشرقتْ به السماواتُ والأرضون ".." يا حيّاً قبل كلِّ حيّ، ويا حيّاً بعد كلِّ حيّ ".." يا حيُّ لا إلهَ إلّا أنت، أللّهمَّ بَلِّغْ مولانا الإمام الهاديَ المهديّ، القائم بأمر الله، صلواتُ اللهِ عليه وعلى آبائه الطاهرين، عن جميع المؤمنين والمؤمنات في مشارق الأرض ومغاربها، سهلِها وجبلها، وبرِّها وبحرها، وعنّي وعن والديَّ وعن المؤمنين، من الصلوات زِنَة عرشِ الله، وعدد (مداد) كلماتِه، وما أحصاه علمُه، وأحاط به كتابُه.
.».
تأمّل في تسلسل فقرات الدعاء إلى هنا ..
أللّهمّ ربَّ النور العظيم .. بدأ الدعاء باسم الله تعالى، وهو الأصل من أربعة أسماء هي أركان من أسماء الله تعالى، أوّلها اسم «الله»، وهو اسم الذات الإلهيّة، الحاكي عن جميع الأسماء الحُسنى والأمثال العليا. وخصوصيّات هذا الاسم مهمّة، وللدعاء به دلالات ليست في غيره، ولا يُقبل التوحيد إلّا به: «لا إله إلّا الله».
والثاني: «الرب» وهو الاسم الحاكي عن ربوبيّته التكوينيّة والتشريعيّة، وأفعاله في جميع نشآت الوجود الإمكاني. ولمعرفة عظمة هذا الاسم إقرأوا مثلاً هذه الآيات من سورة آل عمران: ﴿إِنَّ في خَلْقِ السَّمَوِاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَار لآيَِاتٍ لأُولي الأَلْبَابِ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِى خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَاخَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ رَبَّنا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِى للإيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لأكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِى مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللهِ وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَاب﴾ آل عمران:190-195.
﴿فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ..﴾ آل عمران: 195 إلى آخر الأسرار في اسم «الرب» تبارك وتعإلى.
بعد هذين الاسمين نصل إلى الاسم الأعظم للذات المقدّسة، الذي باطنه من خزائن أسرار الله تعالى، والذي ورد في ثلاث آيات من القرآن الكريم:
في مطلع آل عمران: ﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمْ ألم أَللهُ لا إِلَهَ إِلا هُو َالْحَيُّ الْقَيُّوم نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالآنْجِيلَ﴾ آل عمران:1-3.
وفي مطلع آية الكرسي: ﴿اللهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَاخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُو الْعَليُّ الْعَظِيمُ﴾ البقرة:255.
وختامه في سورة طه: ﴿وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا﴾ طه:111.

دعاء العهد
«من دعا إلى الله أربعين صباحاً بهذا «العهد» كان من أنصار قائمنا عليه السلام، فإن مات قبله أخرجه الله تعالى من قبره، وأعطاه الله بكلّ كلمة ألف حسنة، ومحا عنه ألف سيّئة».
الإمام  الصادق عليه السلام


اخبار مرتبطة

  العبادة تُوَلِّد الحركة والنشاط

العبادة تُوَلِّد الحركة والنشاط

04/05/2011

  خِصال أمير المؤمنين عليه السلام

خِصال أمير المؤمنين عليه السلام

04/05/2011

نفحات