أحسن الحديث

أحسن الحديث

منذ 3 أيام

موجز في تفسير سورة الرّحمن


موجز في تفسير سورة الرّحمن

عروسُ القرآن

ـــــ إعداد: سليمان بيضون ـــــ

* سورةُ (الرّحمن) هي السُّورة الخامسة والخَمسون في ترتيب سُوَر المُصحف الشّريف، نزلتْ بعد سورة (الرّعد).

* آياتُها ثمانٍ وسبعون، وهي مَدَنيّة، وقيل: مكّيّة، مَن قرأها رَحِم اللهُ ضَعفه، وأدّى شُكرَ ما أنعم اللهُ عليه.

* سُمّيت بـ‍ (سورة الرّحمن) لابتدائها بقوله تعالى: ﴿الرَّحْمَن﴾.

 

جاء في «مجمع البيان» للفضل بن الحسن الطّبَرسيّ (ت 548 هـ)، عن الإمام الكاظم عليه السّلام، عن آبائه عليهم السّلام، عن النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم أنّه قال: «لِكُلِّ شَيْءٍ عَروسٌ وَعَروسُ القُرْآنِ سورَةُ الرَّحْمَن».

محتوى السّورة

«تفسير الميزان»: تتضمّن السّورة الإشارةَ إلى خلقه تعالى العالَمَ بأجزائه؛ من سماء، وأرض، وبرّ، وبحر، وإنس، وجنّ، ونَظمِ أجزائه نظماً ينتفع به الثّقَلان - الإنس والجنّ - في حياتهما، وينقسم بذلك العالم إلى نشأتين: نشأة دنيا ستفنى بفناء أهلها، ونشأة أخرى باقية تتميّز فيها السّعادة من الشّقاء، والنّعمة من النّقمة. وبذلك يظهر أنّ دار الوجود من دنياها وآخرتها ذاتُ نظام واحد مؤتلِف الأجزاء، مرتبط الأبعاض، قويم الأركان، يصلح بعضُه ببعض، ويتمّ شطرٌ منه بشطر، ما فيه من عين وأثر [فهو] من نعَمه تعالى وآلائه، ولذا يستفهمُهم مرّةً بعد مرّة استفهاماً مَشوباً بعتاب بقوله: ﴿فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾. فقد كُرّرت الآية في السّورة إحدى وثلاثين مرّة. ولذلك افتُتحت السّورة بذكره تعالى بصفة رحمته العامّة، الشّاملة للمؤمن والكافر، والدّنيا والآخرة. واختُتمت بالثّناء عليه بقوله: ﴿تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ﴾ الآية:78.

«تفسير الأمثل»: إنّنا نستطيع أن نقسّم محتويات السّورة إلى عدّة أقسام:

القسم الأوّل: يشمل أوّل آيات السّورة، حيث الحديث عن النّعم الإلهيّة الكبيرة، سواء تلك التي تتعلّق بخلق الإنسان، أو تربيته وتعليمه، أو الحساب والميزان.

القسم الثّاني: يتناول توضيح مسألة خلْق الإنس والجنّ.

القسم الثّالث: يتضمّن توضيح الآيات والدّلائل الإلهيّة في الأرض والسّماء.

القسم الرّابع: وفيه - بعد تجاوز النّعم الإلهيّة على الإنسان في الدّنيا - تتحدّث الآيات عن نِعم الله في عالم الآخرة، خاصّة عن الجنّة، وبصورة أعمّ وأشمل عن البساتين، والعيون، والفاكهة، وحور العين، وأنواع الملابس من السّندس والإستبرق..

وأخيراً، في القسم الخامس نلاحظ الحديث باختصار عن مصير المجرمين وجزائهم المؤلم "..".

ثواب تلاوتها

عن النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم أنه قال: «مَنْ قَرَأَ سورَةَ الرَّحْمَنِ رَحِمَ اللهُ ضَعْفَهُ، وَأَدّى شُكْرَ ما أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ».

عن الإمام الصّادق عليه السّلام أنّه قال: «لا تدَعوا قِراءَةَ سورَةَ الرَّحْمَنِ وَالقِيامَ بِها، فَإِنَّها لا تَقرُّ في قُلوبِ المُنافِقينَ، وَيَأْتي بِها رَبُّها يَوْمَ القِيامَةِ في صورَةِ آدَمِيٍّ في أَحْسَنِ صورَةٍ وَأَطْيَبِ ريحٍ حَتّى يَقِفَ مِنَ اللهِ مَوْقِفاً لا يَكونُ أَحَدٌ أَقْرَبَ إِلى اللهِ مِنْها (منه)، فَيَقولُ لَها: مَنِ الّذي كانَ يَقومُ بِكِ في الحَياةِ الدُّنْيا وَيُدْمِنُ قِراءَتَكِ؟ فَتَقولُ: يا رَبّ فُلانٌ وَفُلانٌ، فتَبْيَضُّ وُجوهُهُمْ ".."». 

تفسير آيات منها

«تفسير نور الثقلين»:

قوله تعالى: ﴿عَلَّمَهُ الْبَيَانَ﴾ الآية:4.

الإمام الصّادق عليه السّلام: «البَيانُ، الاسْمُ الأَعْظَمُ الّذي بِهِ عِلْمُ كلِّ (عَلِمَ كُلَّ) شَيْءٍ».

قوله تعالى: ﴿فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ الآيات: 13..77.

- الإمام الصّادق عليه السّلام: «مَنْ قَرَأَ سورَةَ الرَّحْمَنِ فَقالَ عِنْدَ كُلِّ ﴿فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ لا بِشَيْءٍ مِنْ آلائِكَ رَبّي أُكَذِّبُ، فَإِنْ قَرَأَها لَيْلاً ثُمَّ ماتَ ماتَ شَهيداً، وَإِنْ قَرَأَها نَهاراً فَماتَ ماتَ شَهيداً».

- وعنه عليه السّلام: «مَنْ قَرَأَ سورَةَ الرَّحْمَنِ لَيْلاً يَقولُ عِنْدَ كُلِّ ﴿فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ لا بِشَيْءٍ مِنْ آلائِكَ رَبّي أُكَذِّبُ، وَكَّلَ اللهُ بِهِ ملَكاً إِنْ قَرَأَها مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ يَحْفَظُهُ حَتّى يُصْبِحَ، وَإِنْ قَرَأَها حينَ يُصْبِحُ وَكَّلَ اللهُ بِهِ مَلَكاً يَحْفَظُهُ حَتّى يُمْسِيَ».

قوله تعالى:﴿وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ﴾ الآية:27.

- الإمام السّجّاد عليه السّلام: «نَحْنُ الوَجْهُ الّذي يُؤتى اللهُ مِنْهُ».

- الإمام الرّضا عليه السّلام: «.. مَنْ وَصَفَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ بِوَجْهٍ كَالوُجوهِ فَقَدْ كَفَرَ، وَلَكِنَّ وَجْهَ الله أَنْبياؤُهُ وَحُجَجُهُ، صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِمُ الّذينَ بِهِمْ يُتَوَجَّهُ إِلى اللهِ عَزَّ وَجَلّ، وَإِلى دينِهِ وَمَعْرِفَتِهِ..».

قوله تعالى: ﴿.. كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ﴾ الآية:29.

- النّبيّ صلّى الله عليه وآله: «مِنْ شَأْنِهِ أَنْ يَغْفِرَ ذَنْباً وَيُفَرِّجَ كَرْباً، وَيَرْفَعَ قَوْماً وَيَضَعَ آخَرينَ».

- من خطبة لأمير المؤمنين عليه السّلام: «الحَمْدُ للهِ الّذي لا يَموتُ وَلا تَنْقَضي عَجائِبُهُ، لِأَنَّهُ، كُلَّ يَوْمٍ، هُوَ في شَأْنٍ مِنْ إِحْداثِ بَديعٍ لَمْ يَكُنْ».

قوله تعالى: ﴿فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ﴾ الآية:39.

الإمام الرّضا عليه السّلام: «إنَّ مَنِ اعْتَقَدَ الحَقَّ ثُمَّ أَذْنَبَ وَلَمْ يَتُبْ في الدُّنْيا عُذِّبَ عَلَيْهِ في البَرْزَخِ، وَيَخْرُجُ يَوْمَ القِيامَةِ وَلَيْسَ لَهُ ذَنْبٌ يُسْأَلُ عَنْهُ».

قوله تعالى: ﴿وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ﴾ الآية:46.

- في حديث مناهي النّبيّ صلّى الله عليه وآله: «.. وَمَنْ عَرَضَتْ لَهُ فاحِشَةٌ أَوْ شَهْوَةٌ فَاجْتَنَبَها مِنْ مَخافَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، حَرَّمَ عَلَيْهِ النّارَ وَآمَنَهُ مِنَ الفَزَعِ الأَكْبَرِ، وَأَنْجَزَ لَهُ ما وَعَدَهُ في كِتابِهِ».

- الإمام الصّادق عليه السّلام: «مَنْ عَلِمَ أَنَّ اللهَ يَراهُ وَيَسْمَعُ ما يَقولُهُ وَيَفْعَلُهُ مِنْ خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ، فَيَحْجُزُهُ ذَلِكَ عَنِ القَبيحِ مِنَ الأَعْمالِ، فَذَلِكَ الّذي خافَ مَقامَ رَبِّهِ..».

قوله تعالى: ﴿هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ﴾ الآية:60.

الإمام الصّادق عليه السّلام: «إِنَّ هَذِهِ الآيَةَ جَرَتْ في الكافِرِ وَالمُؤْمِنِ، وَالبَّرِ وَالفاجِرِ؛ مَنْ صُنِعَ إِلَيْهِ مَعْروفٌ فَعَلَيْهِ أَنْ يُكافِئَ بِهِ. وَلَيْسَ المُكافاةُ أَنْ تَصْنَعَ كَما صَنَعَ حَتّى تُرْبي، فَإِنْ صَنَعْتَ كَما صَنَعَ كانَ لَهُ الفَضْلُ بِالابْتِداءِ».

قوله تعالى: ﴿فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ﴾ الآية:68.

الإمام الصّادق عليه السّلام: «الفاكِهَةُ مائةٌ وَعِشرونَ لَوْناً سَيِّدُها الرُّمّانُ».

قوله تعالى: ﴿فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ﴾ الآية:70.

- النّبيّ صلّى الله عليه وآله: «نِساءٌ خيّراتُ الأَخْلاقِ حِسانُ الوُجوهِ».

- الإمام الصّادق عليه السّلام: «هُنَّ صوالِحُ المُؤْمِناتِ العارِفاتِ».

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

منذ يومين

دوريات

نفحات