كتاباً موقوتاً

كتاباً موقوتاً

22/10/2014

ألحُّ الدّعاء وأوجزه


ألحُّ الدّعاء وأوجزه

إذا أحزنَكَ أمرٌ فالجَأ بالدّعاء إلى قاضي الحاجات

____ اختيار: رائد عبّاس ____

 

الدّعاء لطفٌ أفاضَه اللهُ تعالى على عباده حين يمسُّهم الضّرُّ والغَمّ، فيُنجيهم ويربط على أفئدتهم إذا أحسَنوه. وقولُه سبحانه بَيِّنٌ في قصّة أيّوب عليه السّلام: ﴿وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآَتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ﴾ الأنبياء:83-84.

من كتاب (الدَّعَوات) للشّيخ قطب الدّين الرّاونديّ رحمه الله، انتخبت «شعائر» عملاً مشتملاً على صلاة من ركعتَين ودعاء، ومناجاةً مرويّةً عن النّبيّ الأكرم، صلّى الله عليه وآله، وردت تحت عنوان «أَلَحُّ الدّعاء وأَوْجَزُه».

 

رُوي عن الأئمّة عليهم السّلام: «إذا أحَزَنَك أَمْرٌ فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ، تَقْرَأُ في الرَّكْعَةِ الأُولى: (الحمد) وَآيَةَ (الكُرْسِيّ)، وفي الثّانية: (الحمد) وَ(إنّا أنزلناه)، ثُمَّ خُذِ المُصْحَفَ وَارْفَعْهُ فَوْقَ رَأْسِكَ، وَقُلْ:

اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مَنْ أَرْسَلْتَهُ إِلى خَلْقِكَ، وَبِحَقِّ كُلِّ آيَةٍ هِيَ لَكَ في القُرْآنِ، وَبِحَقِّ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ مَدَحْتَهُما في القُرْآنِ، وَبِحَقِّكَ عَلَيْكَ، وَلا أَحَدَ أَعْرَفُ بِحَقِّكِ مِنْكَ، وتقول: يا سَيِّدي يا اللهُ (عشراً)، بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآل مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ (عشراً)، وَبِحَقِّ عَلِيٍّ أَميرِ المُؤْمِنينَ عَلَيْهِ السّلامُ (عشراً)، ثمّ تقول: اللَّهُمَّ إنِّي أسألُكَ بِحَقِّ نبيِّكَ المُصطفى، وَبِحَقِّ وَلِيِّكَ ووَصِيِّ رَسولِكَ المُرْتَضى، وَبِحَقِّ الزَّهْراءِ مَرْيَمَ الكُبْرى سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمينَ، وَبِحَقِّ الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ سِبْطَيْ نَبِيِّ الهُدى ورَضِيعَيْ ثَدْيِ التُّقى، وَبِحَقِّ زَيْنِ العابِدينَ وَقُرَّةِ عَيْنِ النّاظِرينَ، وَبِحَقِّ باقِرِ عِلْمِ الأوَّلينَ وَالخَلَفِ مِنْ آلِ يَس، وَبِحَقِّ الصَّادِقِ مِنَ الصِّدِّيقين، وَبِحَقِّ الصّالِحِ مِنَ الصّالِحينَ، وَبِحَقِّ الرّاضي مِنَ المُرتَضين، وَبِحَقِّ الخَيِّرِ مِنَ الخَيِّرينَ، وَبِحَقِّ الصّابِرِ مِنَ الصّابِرينَ، وَبِحَقِّ النَّقِيِّ وَالسَّجّادِ الأَصْغَرِ وببكائه (وبركاته) لَيْلَةَ المقامِ بِالسَّهْرِ، وَبِحَقِّ النَّفْسِ الزَّكِيَّةِ وَالرّوحِ الطَّيِّبَةِ، سَمِيِّ نَبِيِّكَ وَالمُظْهِرِ لِدينِكَ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّهِمْ وَحُرْمَتِهِمْ عَلَيْكَ، إِلّا قَضَيْتَ بِهِمْ حَوائِجي، وتذكر ما شئت».

 

 

عن النّبيّ صلّى الله عليه وآله، قال: «دَفَعَ إِلَيَّ جَبْرَئيلُ، عَلَيْهِ السَّلامُ، عَنِ اللهِ، تَبارَكَ وَتَعالى هَذِهِ المُناجاةَ لِطَلَبِ الحاجَةِ:

اللَّهُمَّ جَدير مَنْ أَمَرْتَهُ بِالدُّعاءِ أَنْ يَدْعُوَكَ، وَمَنْ وَعَدْتَهُ بِالاسْتِجابَةِ أَنْ يَرْجُوَكَ، وَلِيَ اللَّهُمَّ حاجَةٌ قَدْ عَجَزَتْ عَنْها حِيلَتي، وَكَلَّتْ مِنْها طاقَتي، وَضَعُفَتْ عَنْ مَرامِها قُدْرَتي، وَسَوَّلَتْ لي نَفْسي الأَمَّارَةُ بِالسُّوء، وَعَدُوِّي الغَرورُ الّذي أَنا مِنْهُ وَمِنْها مَبْلُوّ، أَنْ أَرْغَبَ إِلى ضَعيفٍ مِثْلي وَمَنْ هُوَ في النّكولِ شَكْلي، حَتّى تَدارَكَتْنِي رَحْمَتُكَ، وَبادَرَتْنِي بِالتّوَفِيقِ رَأفَتُكَ، وَرَدَدْتَ عَلَيَّ عَقْلي بِتَطَوّلِكَ، وَألْهَمْتَني رُشْدي بِتَفَضُّلِكَ، وَأَحْيَيْتَ بالرَّجاءِ لَكَ قَلْبي، وَأَزَلْتَ خِدْعَةَ عَدُوِّي عن لُبِّي، وَصَحَّحتَ في التَّأَمُّلِ (بالتّأميل) فِكْري، وَشَرَحْتَ بِالرَّجاءِ لإسْعَافِكَ صَدْرِي، وَصَوَّرْتَ لِيَ الفَوَزَ بِبُلُوَغِ مَا رَجَوَتُهُ، وَالوَصوَلَ إلى ما أمَّلْتُهُ، فَوَقَفْتُ اللَّهُمَّ رَبِّ بَيْنَ يَدَيْكَ سائِلاً لَكَ ضارِعاً إِلَيْكَ وَاثِقاً بِكَ، مُتَوَكِّلاً عَلَيْكَ في قَضاءِ حاجَتي، وَتَحْقِيقِ أُمْنِيَّتي، وَتَصْدِيقِ رَغْبَتي، فأَعِذْنِي اللَّهُمَّ رَبِّ بِكَرَمِكَ مِنَ الخَيْبَةِ وَالقُنُوَطِ وَالأَنَاةِ وَالتَّثْبِيطِ بِهَنيءِ إجابَتِكَ (وَ) سَابِغِ مَوْهِبَتِك، إنَّك وَليٌّ وَبالمَنائِحِ الجَزيلَةِ مَلِيٌّ، وَأَنْتَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَديرٌ، وَبكلِّ شَيْءٍ مُحيطٌ».

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

22/10/2014

دوريات

نفحات