تاريخ و بلدان

تاريخ و بلدان

22/11/2014

تاريخ و بلدان


صحيفةُ دولة بني العبّاس

سأل ابن أبي الحديد شيخَه أبا جعفر النقيب: من أيّ طريق عرفتْ بنو أمية أنّ الأمر سينتقل عنهم ويصير إلى بني هاشم؟ [أي العبّاسيّين]

فأجابه النقيب: إن أصل هذا كلّه محمد ابن الحنفية، ثم ابنه أبو هاشم. فإنّ عليّاً، عليه السلام،  لمّا قُبض أتى محمّد أخوَيه، حسناً وحُسيناً عليهما السّلام، فقال لهما: «أعطياني ميراثي من أبي».

فقالا له: «قَد علمتَ أنّ أباك لم يترك صفراءَ ولا بيضاء».

فقال: «قد علمتُ ذلك، وليس ميراث المال أطلب بل أطلب ميراث العلم». فدفعا إليه صحيفةً لو أطلعاه على أكثر منها لهلك، فيها ذكرُ دولة بني العباس.

قال أبو جعفر النقيب: وقد صرّح محمّد ابن الحنيفة بالأمر لعبد الله بن العبّاس وعرّفه تفصيله، ولم يكن أمير المؤمنين، عليه السلام،  قد فصّل لعبد الله بن العبّاس الأمر، وإنّما أخبره به مجملاً؛ كقوله: «خُذْ إِلَيْكَ أَبا الأَمْلاكِ» ونحو ذلك ممّا كان يعرّض له به، ولكنّ الذي كشف القناع وأبرز المستور هو محمّد ابن الحنفية.

وكذلك أيضاً ما وصل إلى بني أميّة من عِلم هذا الأمر، فإنّه وصل من جهة محمّد ابن الحنفية، وأطلعَهم على السرّ الذي علمَه، ولكن لم يكشف لهم كشفَه لبني العبّاس، فإنّ كشفه الأمر لبني العبّاس كان أكمل.

وروى النقيب عن بعض وُلد العبّاس، قال : لمّا أردنا الهرب من مروان بن محمّد الأمويّ، لمّا قبضَ على إبراهيم الإمام – وهو أوّل من دُعي إلى بيعته من بني العبّاس، قبل أن يقتله مروان - جعلْنا نسخة الصحيفة التي دفعها أبو هاشم بن محمّد ابن الحنيفة إلى محمّد بن علي بن عبد الله بن العبّاس - وهي التي كان آباؤنا يسمّونها صحيفة الدولة - في صندوقٍ من نحاسٍ صغير، ثم دفنّاه تحت زيتوناتٍ بالشّراة (صقعٌ بالشام). فلمّا أفضى السلطان إلينا أرسلنا إلى ذلك الموضع، فحُفر فلم يوجَد شيء. فأمرنا بحفر جَريبٍ من الأرض في ذلك الموضع حتّى بلغَ الحفرُ الماء ولم نَجِد شيئاً.

 

(انظر: الشيخ عباس القمي، الكنى والألقاب: 1/177)

 


صنعاء

عاصمة جمهوريّة اليمن السّياسيّة والتّاريخيّة، ومركز نشاطها الإداريّ والتّجاريّ والصّناعيّ، وواحدةٌ من أقدم المدن المأهولة، يعود تاريخها إلى القرن الخامس قبل الميلاد؛ وهي أوّل مدينة بُنيت باليمن، وكان اسمها في القديم «أزال».

تقع في وسط البلاد في منطقة جبليّة عالية على جبال السّروات، وتمتاز بطابع معماريّ فريد وهندسيّ مميّز، ما أهّلها لتكون من ضمن المدن التّاريخيّة العالميّة التي أدرجتها اليونسكو (صنعاء القديمة) في مواقع التّراث العالميّ.

وصنعاء مدينة سَبَئيّة، وهي مشتقّة من كلمة (مصنعة) باللّغة السبئيّة والتي تعني الحصن، إذ كانت في بدايتها حصناً يقع ضمن أرض همدان، فـ «همدان» اسمٌ لمنطقة جغرافيّة قبل أن يصبح اسماً لقبيلة في عصور لاحقة، وهي أوّل قبيلة يمانيّة اعتنقت الإسلام على يدَي أمير المؤمنين عليه السّلام لمّا أوفده رسول الله صلّى الله عليه وآله إلى اليمن، وكان رجالات هذه القبيلة أشدّ الناس ولاءً للأمير عليه السّلام في حروبه ضدّ الناكثين والقاسطين والمارقين.

ذكرَ بلدانيّو العرب صنعاء، فقالوا إنّها طيّبةُ الهواء كثيرة الماء، وبها أسواق ومتاجر كثيرة، وتشبه بعلبكّ في الشّام، لتَمام حُسنها، وكثرة الفواكه. وهي كرسيّ ملوك اليمن في القديم، وكانت دار ملك التّبابعة.

 (عدّة مصادر)

 

اخبار مرتبطة

  دوريّات

دوريّات

28/03/2014

دوريّات

  إصدارات أجنبيّة

إصدارات أجنبيّة

نفحات