تاريخ و بلدان

تاريخ و بلدان

04/05/2011

تَعِظون ولا تتَّعِظون

تاريخ
عن أبي حمزة الثمالي قال: «حدّثني مَن حضر عبد الملك بن مروان وهو يخطب الناس بمكّة، فلمّا صار إلى موضع العِظة من خطبته قام إليه رجل، فقال:
 مهلاً مهلاً، إنّكم تأمُرون ولا تأتمِرون، وتَنهوْن ولا تنتهون، وتَعظون ولا تتَّعظون، أفاقتداءً بسيرتكم؟ أم طاعة لأمركم؟ فإن قلتم: اقتدوا بسيرتنا، فكيف نقتدي بسيرة الظالمين؟ وما الحجّة في اتباع المُجرمين الذين اتّخذوا مال الله دُوَلاً، وجعلوا عباد الله خِولاً؟
 وإنْ قلتم: أطيعوا أمرنا واقبلوا نصحنا، فكيف ينصح غيره مَن يغشّ نفسه؟ أم كيف تجب طاعة مَن لم تثبت له عدالة؟
وإن قلتم: خذوا الحكمة من حيث وجدتموها، واقبلوا العِظة ممّن سمعتموها، فلعلّ فينا من هو أفصح بصنوف العظات، وأَعرَف بوجوه اللغات منكم، فزحزحوا عنها، أطلقوا أقفالها، وخلُّوا سبيلها، يُنْتَدَبْ لها الذين شردتّموهم في البلاد، ونقلتموهم عن مستقرِّهم إلى كلّ وادٍ، فوالله ما قلّدناكم أزمَّة أمورنا، وحكّمناكم في أبداننا وأموالنا وأدياننا لتسيروا فيها بسيرة الجبّارين، غير أنّا نُصبِّر أنفسنا لاستيفاء المدّة، وبلوغ الغاية، وتمام المحنة، ولكلّ قائل منكم يوم لا يعدوه، وكتابٌ لا بدّ أن يتلوه، لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلّا أحصاها ﴿وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون﴾.
قال: فقام إليه بعض أصحاب المسالح فقبض عليه، وكان ذلك آخرُ عهدنا به، ولا ندري ما كانت حاله».
(الأمالي، الشيخ المفيد)

بلدان
الأيكة: جاء ذكرها في كتاب الله عزّ وجلّ ﴿كذَّبَ أصحابُ الأَيْكَةِ المُرسلين﴾ الشعراء:176، قيل: هي تبوك التي غزاها النبيّ، صلّى الله عليه [وآله] وسلّم، آخر غزواته، وأهل تبوك يقولون ذلك ويعرفونه ويقولون إنّ شعيباً عليه السلام أُرسل إلى أهل تبوك، ولم أجد هذا في كتب التفسير، بل يقولون: الأيكة الغيضة الملتفّة الأشجار، والجمع أيْك، وأنّ المراد بأصحاب الأيكة أهلُ مَدْين، قلتُ: ومَدْيَن وتبوك متجاورتان.

أَيلة: بالفتح: مدينة صغيرة عامرة بها زرعٌ يسير على ساحل بحر القلزم [الأحمر] ممّا يلي الشام، وقيل: هي آخر الحجاز وأوّل الشام،  وهي مدينة لليهود الذين حرّم الله عليهم صيد السمك يوم السبت فخالفوا فمُسخوا قردة وخنازير، وبها في يد اليهود عهد لرسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلم، وقال أبو المنذر: سُمِّيت بأيلة بنت مدين بن إبراهيم عليه السلام، وقال أبو عبيدة: أيلة مدينة بين الفسطاط [في مصر] ومكّة على شاطئ بحر القلزم، تُعدّ في بلاد الشام، وقدم يوحنة بن رؤبة على النبي صلّى الله عليه [وآله] وسلّم من أيلة وهو في تبوك فصالحه على الجزية وقرّر على كلّ حالم [بالغ] بأرضه في السنة ديناراً فبلغ ذلك ثلاثمائة دينار، واشترط عليهم قرى [إضافة] مَن مرَّ بهم من المسلمين، وكتب لهم كتاباً أن يحفظوا ويمنعوا، فكان عمر بن عبد العزيز لا يزداد على أهل أيلة عن الثلاثمائة دينار شيئاً..".

(معجم البلدان، الحموي).

اخبار مرتبطة

  العبادة تُوَلِّد الحركة والنشاط

العبادة تُوَلِّد الحركة والنشاط

04/05/2011

  خِصال أمير المؤمنين عليه السلام

خِصال أمير المؤمنين عليه السلام

04/05/2011

نفحات