موقف

موقف

21/03/2015

كتابة العلم وعظَمة التّدوين


كتابة العلم وعظَمة التّدوين

____ الشّيخ عبد الرّسول الغفّار ____

 

حَظِيَ تدوين العلوم وكتابتها بعنايةٍ خاصّةٍ من لَدن أصحاب أئمّة أهل بيت النّبوّة عليهم السّلام، وقد وصّوا بالكتابة وحضّوا عليها وأمروا بها لِما لها من مكانة وأصالة في حفظ العلوم.

النّصّ التّالي المقتطف من كتاب (الكلينيّ والكافي) للشّيخ عبد الرّسول الغفّار يشير إلى هذه المكانة والأصالة استناداً إلى ما نُقل عن المعصومين عليهم السّلام.

 

عن حمزة بن عبد الله الجعفريّ، قال:

كتبتُ في ظهر القرطاس: إنّ الدّنيا ممثّلة للإمام كفَلْقة الجوزة، فدفعتُه إلى أبي الحسن (الرضا) عليه السّلام وقلت: جُعلت فداك، إنّ أصحابنا رووا حديثاً ما أنكرتُه، غيرَ أنّي أحببتُ أن أسمعَه منك، قال: فنظرَ فيه ثمّ طواه حتّى ظننتُ أنّه قد شقّ عليه، ثمّ قال: (هُوَ حَقٌّ، فَحَوِّلْهُ في أَديمٍ). (الأديم: الجلد. أي لئلا يتلف الورق).

في الجملة، يتعيّن أنّ كتابة العلم، وتقييد الحديث بالكتابة والحفظ من الأمور المُحبّذة عند الشّارع، بل حثّ عليها، وأوصى بها، وشوَّقَ الرّواة والحفّاظ بالاستعانة في الحفظ على الكتابة، وعن أبي عبد الله عليه السّلام أنّه قال: «اكْتُبوا، فَإنَّكُمْ لا تَحْفَظونَ حَتّى تَكْتُبوا»، وعنه عليه السّلام أيضاً أنّه قال: «القَلْبُ يَتَّكِلُ عَلى الكِتابَةِ»، ...إلخ.

وقد اهتمّ الأصحاب الأوائل زمنَ الأئمّة، عليهم السّلام، بكتابة مجالس الأئمّة الأطهار، وتدوين كلّ ما يسمعونه عنهم، عليهم السّلام، وقد نتج من خلال ذلك الاهتمام بقول المعصومين أنْ دوّنَ أصحاب الأئمّة آلافَ الكُتب في مختلف العلوم والمعارف الإسلاميّة، وقد فُقد الكثير منها لتطاول الزّمان، وللتّقيّة، وللخوف والاضطهاد الذي كان يلاحق أصحاب أهل البيت، حتّى أخذ حكّامُ الجور والمتسلّطون على رقاب المسلمين من حكّام بني أميّة وبني العبّاس أن يتتبّعوا الشّيعة في كلّ مكان، وقد أُحرقت لهم الكُتب الكثيرة، وضاع القسم الآخر، وما وصل إلينا منهم إلّا الشّيء النّزر القليل، وقد أُطلق على تلك المُصنّفات - التي نقل منها علماؤنا الأوائل - الأصول الأربعمائة، وإنّ جملةً من تلك الأصول قد عُرِضت على الأئمّة المعصومين، عليهم السّلام فأقرّوها، وما كان مخالفاً لأقوالهم نبّهوا عليه وأنكروه.

 

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

21/03/2015

دوريات

  إصدارات أجنبيّة

إصدارات أجنبيّة

نفحات