شعر

شعر

21/03/2015

رَحْمَةٌ لِلأَنامِ بِاللُّطْفِ جاءَتْ


في مولد بَضعة المُصطفى صلّى الله عليه وآله:

رَحْمَةٌ لِلأَنامِ بِاللُّطْفِ جاءَتْ

§        الشيخ عبد الحسين الحويزي الكربلائي

هذه الأبيات في مدح مولاتنا السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام من ملحمة الشاعر الشهير العلّامة الشيخ عبد الحسين الحويزي الكربلائي (1867 – 1957م)، والتي تربو على الألف بيت، وتُعرَف بـ (فريدة البيان في مدح النّبيّ الأعظم وعترته الأطهار عليهم السّلام)، نظمَها على نهج (الأزريّة) للشيخ كاظم البغدادي، وقد صُنِّفت عند فراغه منها نموذجاً رائعاً من الشعر القصصي التاريخي، حيث استهلّها - على عادة الشعراء القدماء - بوصف العِيس والصّحراء، ثمّ يلجُ بيتَ القصيد، فيشرع بحياة النبيّ صلّى الله عليه وآله وسيرته وصفاته وكراماته، ثمّ مبعثه الشريف، وحروبه ومغازيه، ثمّ يمدح المعصومين عليهم السّلام، مخصّصاً فصلاً مستقلاً لمدح المولى أبي طالب عليه السلام، وآخر للإمام صاحب العصر والزمان عجّل الله تعالى فرجه الشريف، ويُنهي ملحمته بشهادة أمير المؤمنين عليه السلام ومدفنه المقدّس.

ما يلي، أبياتٌ من الفصل المخصّص للصّدّيقة الكبرى فاطمة الزّهراء عليها السّلام:

 

مِثْلُ زَهْرِ النُّجومِ أَفْعالُهُ الغُرُّ

أَضاءَ وَبِنْتُهُ زَهْراها

فاطِمٌ بِنْتُ أَحْمَدٍ سادَتِ الخَلْقَ

جَميعاً رِجالَها وَنِساها

لَمْ تَنل مَرْيَمٌ وَآسِيَةُ الزّهراءَ

وَلا سارَةٌ وَلا حَوّاها

ذَكَرَ اللهُ قائِلاً مَرَجَ البَحْرَيْنِ

لَكِنْ بِذِكْرِهِ قَدْ عَناها

صاغَها مِنْ سَبائِكِ المَجْدِ تِبْراً

خالِصاً يَوْمَ صُنْعِهُ صَفّاها

هِيَ صِدّيقَةُ الخَليقَةِ جَمْعاً

بِبَهاهُ الجَليلِ فَضْلاً حَباها

وَهِيَ تُدْعى شَفيعَةَ الخَلْقِ في

الحَشْرِ وَما في المَلا شَفيعٌ سِواها

رَحْمَةٌ لِلأَنامِ بِاللُّطْفِ جاءَتْ

أَبْعَدَ اللهُ كُلَّ مَنْ آذاها

يَغْضَبُ اللهُ حينَ يُغْضِبُها الخَلْقُ

وَيَرْضى عَنْ خَلْقِهِ لِرِضاها

بَضْعَةٌ مِنْ فُؤادِ خَيْرِ البَرايا

وَقَدِ اشْتَقَّ مِنْ حَشاهُ حَشاها

وَاجْتَبى أُمَّها خَديجَةَ زَوْجاً

بَذَلَتْ لِلْهُدى جَميعَ ثَراها

أَوَّلَ المُؤْمِناتِ بِاللهِ كانَتْ

وَبِحِفْظِ النَّبِيِّ طالَ عَناها

تِلْكَ لِلْمُؤْمِنينَ أَرْأَفُ أُمٍّ

عَنْهُمُ كُلَّ فِتْنَةٍ تَأْباها

إِنَّ عَيْنَ النَّبِيِّ أَكْرَمُ عَيْنٍ

لَمْ تُكْرَمْ لِأَجْلِها عَيْناها

يَوْمَ وافَتْ بِالوَعْظِ تَزْجُرُ قَوْماً

تَرَكَتْ رُشْدَها وَوافَتْ هَواها

)أَثْبَتَتْ) في الكِتابِ حَقّاً مُبيناً

وَالأَباطيلَ حُكْمُهُ قَدْ نَفاها ".."

لم تُراعَ البَتولُ وَهْيَ مِنَ

(المصطفى) فيهِمْ بَقِيَّةٌ أَبْقاها

 

 

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

21/03/2015

دوريات

  إصدارات أجنبيّة

إصدارات أجنبيّة

نفحات