العبادة تُوَلِّد الحركة والنشاط

العبادة تُوَلِّد الحركة والنشاط

04/05/2011

العبادة تُوَلِّد الحركة والنشاط

أولئك الذين -وبدافع من توهّماتهم- يحذِّرون الناس من الدعاء والذكر وما ماثل (من الأوراد والنوافل..)، لكي يلتصقوا بالدنيا، [ولا تشغلهم العبادة عن واجباتهم العمليّة الدنيويّة] هؤلاء لا يُدركون حقيقة الأمر. لا يعرفون أنّ هذا الدعاء نفسه وهذه الأذكار هي التي تجعل الإنسان يتعامل مع الدنيا بالصورة المطلوبة.
 الذين أقاموا العدل في الدنيا هم هؤلاء الأنبياء الذين كانوا أهل الذكر والفكر وكلِّ عبادة، وهم الذين ثاروا ضدّ الظَّلَمة، وهذا نهج الأولياء أيضاً.
الإمام الحسين بن عليّ سلام الله عليه قام بتلك الثورة، وهو نفسه الذي ترون دعاءه في يوم عرفة كيف هو.

الدعاء والتحرّك النهضوي

هذه الأدعية هي مصدر أمثال هذه النهضات. هذه الأدعية هي التي توجِّه الإنسان للمبدأ الغيبي لو أحسن قراءتها، وهذا التوجّه هو نفسه يؤدّي إلى تقليل تعلّق الإنسان بنفسه وحبِّه لها، وهو لا يمنع الإنسان عن الحركة والنشاط. كلّا، بل على العكس، إنه يولّد لديه حركة ونشاطاً أيضاً، ولكن ليس من أجل نفسه، بل إنّه يدرك أنّه يجب أن يتحرّك وينشط من أجل خدمة عباد الله، فهي خدمة لله.
أولئك المنتقِدون لكتب الأدعية إنّما يفعلون ذلك لكونهم جهلة مساكين لا يعرفون كيف أنّ كتب الأدعية هذه تصنع الإنسان، فأيّ إنسان -عظيم- تصنعه الأدعية الواردة عن أئمّتنا، كالمناجاة الشعبانيّة ودعاء كميل، ودعاء الإمام سيّد الشهداء سلام الله عليه يوم عرفه، ودعاء السمات...
إنّ الذي يقرأ المناجاة الشعبانيّة هو نفسه الذي يُشهر السيف أيضاً. هذه المناجاة كان يقرأها جميع الأئمّة، ولم أرَ فيما يتعلق بسائر الأدعية الأخرى مثل هذا الوصف -قراءة جميع الأئمّة لها- والذي يقرأها يُشهر السيف ويجاهد الكفّار.
هذه الأدعية تُخرج الإنسان من هذه الظلمات، وعندما يخرج منهما يُصبح عاملاً في سبيل الله، مقاتلاً في سبيل الله، قائماً لله.
الأدعية لا تحجز الإنسان عن الحركة والعمل كما يدَّعي أولئك، قاصرين آمالهم على هذه الدنيا، معتبرين كلّ ما وراءها من «الذهنيّات»، لكنّهم سيصلون إلى حيث يرون أنّ هذه الذهنيّات هي «العينيّات» وما كانوا يرونه عينيّاً، هو الذهنيّات.
هذه الأدعية والخطب و(نهج البلاغة) و(مفاتيح الجِنان) وسائر كتب الأدعية، هي التي تُعين الإنسان ليصبح إنساناً.
أولئك الذين تصوّروا أنّ هذه العلوم المعنويّة تحجز الناس عن الحركة والنشاط، هم مُشتبهون. الشخص ذاته الذي كان يعلّم الناس العلوم المعنويّة هذه، والذي لم يكن له نظير بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله في معرفة الحقائق، هذا الإنسان وفي اليوم نفسه الذي بايعوه بالخلافة، حمل فأسه وذهب إلى عمله في الزراعة، كما ينقل لنا التأريخ.

اخبار مرتبطة

  خِصال أمير المؤمنين عليه السلام

خِصال أمير المؤمنين عليه السلام

04/05/2011

  الحريّة وتعدّد التعريفات

الحريّة وتعدّد التعريفات

04/05/2011

نفحات