بسملة

بسملة

منذ ساعة

﴿فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ..﴾ القصص:81

 

﴿فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ..﴾ القصص:81

بقلم: الشيخ حسين كوراني

                                                     ﴿..يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ

     فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ...﴾.

 (الأنفال:36 )

ليس الحديثُ عن السُّنن الكونيّة، إسقاطاً تاريخيّاً يُنافي البحث العلميّ المنهجيّ.

إنّه الواقعيّة العاقلة، والمنهجيّة السّليمة المُعافاة من نَكراء الغرائزيّة والطِّين غير المَسنون، والحَمَإ المَسنون.

حديث السُّنَن: استنارةٌ بضوءِ الشّمس، واستحمامٌ بالسّنا، ومسامرةُ القمر، وتنسُّم الهواء الطلق، واستعذابُ الماء الزلال.

هل ترى في شيءٍ من ذلك، إسقاطاتٍ تاريخيّة رجعيّة؟!

في هذا المنعطف الحادِّ من عمر الزّمن والعالم، تَمسّ الحاجة جداً إلى قراءات «سُنّة الله في خلقه».

إحدى هذه القراءات كانت «خمينيّة»، وفي هَدْيها قال رحمه الله: «القرن الخامس عشر الهجريّ، قرن تحطيم الأصنام الكبيرة».

وإحداها كانت «خامنئيّة»، فقال أدام الله نصره وتَواصُل انتصارات الأمة والبشريّة به: «في اليمن، سيُمرّغ أنفُ المعتدين بالتراب».

***

من أوضح السُّنن الإلهيّة الكونيّة في القرآن الكريم، سوء عاقبة الظواهر الاجتماعية الخطيرة التالية:

1-   عاقبة «قارون» وكل قوارين المال.

2-   وعاقبة فرعون وكلّ المستكبرين الذين يريدون عُلوّاً في الأرض.

3-   وعاقبة الظالمين وظلمهم، والبغي.

4-   عاقبة «أبي لهب» وكلّ نظائره.

قد تجتمع الأمراض الشيطانيّة الثلاثة – الأُوَل- في شخص، وقد تفترق، وربّما اجتمعت وأُضيف إليها «الصَّدّ عن سبيل الله»، فإذا بقاطع الطريق هذا الصادِّ عنه، هو المرض الرابع «أبو لهب».

***

حول قارون، جاء في القرآن الكريم:

﴿إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآَتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ..﴾ القصص:76.

﴿قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ﴾ القصص:78.

﴿فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ﴾ القصص:81.

عاقبة كلّ قارون، هي «الخسف». هذه الكلمة الليّنة المعبّرة عن هوان هذا الهالك، وسهولة محوه، وبالغ الاستخفاف به.

* حول المستكبرين الذين يريدون عُلُوّاً في الأرض، قال تعالى:

﴿اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّةَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلًا﴾ فاطر:43.

* حول الظلم والظالمين، نقرأ في كتاب الله تعالى- في ما نقرأ:

* ﴿وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ﴾ يونس:13.

* ﴿فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾ النمل:52.

* وحول مَن تجتمع فيه الظواهر المرَضيّة الثلاث المتقدِّمة، ويُمعن في الغيّ، والصّدِّ عن سبيل الله، قال تعالى:

﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ * لِيَمِيزَ اللهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾ الأنفال:36-37.

* كما نجد في سورة المَسد قوله تعالى:

﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ﴾ المسد:1-2.

***

على وقع حرب الإبادة التي يشنّها آل سعود ضدّ الشعب اليمني، تثور بإلحاحٍ هذه التساؤلات المركزيّة:

1) مَن هي سلالة الفراعنة الذين تجمّعت في كلٍّ منهم خصائص قارون وأبي لهب و«أصحاب الأُخدود» والاستكبار، والاستعلاء، والفساد في الأرض، والمجازر التي لا تخطر ببال بشر؟

2) ما هو القاسم المشترك بين مجازر «الرياض»، و«الدّرعيّة»، و«دير ياسين»، و«كفر حمام»، و«بحر البقر»، و«المنصوري»، و«مجزرة قانا»، و«قاعدة سبيكر»، و«صنعاء»، و«عدن»، وكلّ مجازر «الغدّة السرطانيّة» بوجهَيها «الوهّابيّ، والصهيونيّ» التي ارتُكبت - وما تزال - باسم الدواعش في فلسطين، والعراق، وليبيا، وتونس، ومصر، والشام، ولبنان، والبحرين، واليمن وغيرها..؟

3) لماذا كلّ هذا التعتيم على «مشتركاتٍ» أبرز بين اليهود وآل سعود، وهي التالية:

1) التشابه، بل التّماهي في اعتماد الثالوث المشؤوم «التَّجزير، والتدمير، والتّهجير»، في كلّ ما مضى ويجري في فلسطين المحتلّة وما مضى ويتواصل في العالم العربي؟

2) بوابة الوهّابيّين التكفيريين في الجولان المحتل على الكيان الصهيونيّ؟!

3) أنّ «فلسطين» هي قضية الأمّة المركزيّة، و«إسرائيل» عدوّ الأمة الوجوديّ، والإصرار على طمس هذه الحقيقة، واختلاقِ عدوٍّ للأمة هو «إيران» واعتبار الحرب عليها قضيّة الأمّة الأولى والأخيرة.

4) لماذا يجري التعتيم إلى أبعد الحدود المُمكنة للأخطبوط الإعلامي على أنّ عدد ضحايا المجازر اليهودية - السعوديّة من المسلمين السُّنّة، يفوق بكثير أعدادهم من المسلمين الشيعة؟!

5) لماذا كلّ هذا الجنون في إنفاق ثروة المسلمين في الحجاز، لنشر الوهابيّة في العالم، وترسيخ بِدعة أنّ الوهابيّة هي الممثّل الشرعيّ والوحيد لأهل السنّة والجماعة. لماذا ثمّ لماذا كلّ هذا التعتيم على حقيقة هي أوضح من الشمس: أنّ الوهّابيّين ليسوا مسلمين. إنّهم أمويّون لا يحبّون أهل البيت عليهم السلام. الوهّابيّون نواصب، لا علاقة لهم بالعقيدة الإسلاميّة الصافية المجمَع عليها بين الشيعة والسنّة إلّا كعلاقة «القدس» بـ «أورشليم».

6) لماذا كلّ هذا التعتيم والتجهيل المطبقَيْن على صهيونيّة آل سعود: بدءاً من حديث أصولهم اليهوديّة، وتنازل عبد العزيز «عن فلسطين، للمساكين اليهود حتّى تصيح الساعة»، مروراً بإبادة الجيش المصري في اليمن، تمهيداً لعدوان الـ 67 - على ذمّة هيكل - وصولاً إلى قمة «فاس»، وتمهيد «فهد» لمرحلة «أوسلو» وما بعدها من مؤامرة التسوية لدفن «قضية فلسطين»، وانتهاءً بإطلاق النسخة الوهابيّة - الصهيونيّة «المنقّحة» باسم «الدواعش».

***

ما يجري الآن في العراق والشام، تجميعُ شراذم التحالف اليهودي – الأمويّ أي الوهّابيّ، الذي أسّسه أبو سفيان مع يهود المدينة - من أربع رياح الأرض لدفن «المشروع الأمويّ» الحاقد على السّنة والشيعة في الشام حيث كان انتشارُه الأول.

وما يجري الآن في اليمن، استدراجُ قارون إلى الخسف ﴿فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ..﴾، والفرعون إلى البحر: ﴿..فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آَمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آَمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ يونس:90، وهو – بعدُ - استدراجُ أبي لهب إلى الجحيم.

(هذا أَوانُ الفَرز، واشتدَّ اليَمَن).

 

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

20/04/2015

دوريات

نفحات