الملف

الملف

20/04/2015

من هو عثمان بن حُنيف

 

من هو عثمان بن حُنيف

«عثمان بن حُنيف، بضمّ الحاء، ابن واهب بن الحكم بن ثعلبة بن الحارث الأنصاريّ الأوسيّ أخو سهل بن حنيف أحد الأمجاد من الأنصار، أخذ من النّبيّ صلَّى الله عليه وآله العلم والتّربية وبلغ الدّرجة العالية فنال مناصب كبرى، قال في (الشّرح المعتزليّ): «عمل لعمر ثمّ لعليٍّ عليه السلام، وولَّاه عمر مساحة الأرض وجبايتها بالعراق، وضرب الخراج والجزية على أهلها، وولَّاه عليّ عليه السّلام على البصرة، فأخرجه طلحة والزبير منها حين قدماها». ويظهر من ذلك أنّه كان رجلاً بارعاً في علم الاقتصاد والسّياسة معاً، فاستفاد منه عمر من النّاحية الاقتصاديّة وفوّض إليه أمر الخراج والجِزية وهو من أهمّ الأمور في هذا العصر، وخصوصاً في أرض العراق العامرة، وكان من خواصّ عليّ عليه  السّلام ومن السّابقين الَّذين رجعوا إليه وأخلصوا له، قال في (الرّجال الكبير) بعد ترجمته: «هو من السّابقين الَّذين رجعوا إلى أمير المؤمنين عليه السّلام، قاله الفضل بن شاذان». وكلمة السّابقين في وصفه مأخوذة من قوله تعالى في سورة البراءة الآية 100: ﴿وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾. وكفى له بذلك مدحاً وإخلاصاً له عليه السّلام، فإنّ الآية تخصّص السّابقين الأوّلين من الأنصار والمهاجرين بهذه الفضيلة الَّتي لا فضيلة فوقها، والسّبق والتّقدّم إنّما هو بقبول ولاية أمير المؤمنين، فإنّها ميزان الإيمان والإخلاص لله ورسوله، ودليل البراءة من النّفاق والمطامع الدّنيويّة.

ومؤاخذته عليه السّلام بمجرّد إجابة دعوة من بعض فتيان البصرة، وتشديده في توبيخه بهذه الجمل البالغة في الطّعن والمذمّة دليل آخر على علوّ رتبته وسموّ درجة إيمانه وأنّه لا ينبغي لمَن مثله إجابة مثل تلك الدّعوة، والاشتراك في حفلة ضيافة تُعقد لكسب الشّهرة، أو جلب المنفعة، أو الانهماك في اللَّذّة والغفلة، أو الاستمتاع بالأغذية اللّذيذة. فظاهر الكتاب الموجّه إلى عثمان بن حنيف بالعتاب توبيخ عنيف على ارتكابه خلافاً عظيماً يستحقّ به هذا التّوبيخ الشديد الَّذي هو آلم من الضّرب بالسّوط، أو الحبس إلى حين الموت..».

(منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة، حبيب الله الهاشمي الخوئي: ج 20، ص 88 – 94)


 

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

20/04/2015

دوريات

نفحات