بصائر

بصائر

منذ 4 أيام

صلاة الألف ركعة في شهر رمضان


﴿..ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ..﴾

صلاة الألف ركعة في شهر رمضان

ـــــــــــــــــــ الشيخ المفيد قدّس سرّه ــــــــــــــــــــ

 

صفةُ صلاة الألف ركعة الموزّعة على أيّام شهر رمضان المبارك، نوردها نقلاً عن (المقنعة) للشيخ المفيد، وقد ذكرها الشريف المرتضى في (جُمَل العلم والعمل) وعدّها «من وَكيد السُّنن»، كما ذكرها الشيخ الطوسي في (الخلاف) وغيره.

 

اعلم أنّ الله جلّ جلاله فضّل شهر رمضان على سائر الشهور... وندبَ فيه إلى أفعال الخير ترغيباً.... وكان ممّا ندب إليه من جملة ما رغّب فيه، وحثّ عليه، ألفُ ركعةٍ يأتي بها العبد في جميعه تقرّباً إليه تعالى، وهي مع ذلك جبرانٌ لما يدخل من الخَلل في الفرائض عليه، فافهمها أرشدَك الله، وحصّل علمها، واعزم على تأديتها تكُن من المخلصين.

 

من أوّل الشهر إلى الليلة الثامنة عشرة

إذا كان أوّل ليلة من الشهر، وصلّيتَ المغرب ونوافلها الأربع، فقُم فَصَلِّ ثماني ركعات، تقرأ في كل ركعة (فاتحة الكتاب)، و(إنّا أنزلناه في ليلة القدر)، و(قل هو الله أحد)، ويُجزيك بدلها ما تيسّر من القرآن، غير أنّ قراءتهما أفضل.

فإذا فرغتَ من الثماني ركعات صرتَ إلى طعامك، فإذا دخل وقتُ العشاء الآخرة صلّيتَها، وعقّبتَ، ودعوت، ثمّ قمتَ فصلّيت اثنتَي عشرة ركعة، تقرأ فيها ما قدّمنا ذكر الرغبة فيه من سورة (الإخلاص)، و(إنّا أنزلناه في ليلة القدر)، ويُجزيك أيضاً بدلاً من ذلك ما تيسّر من القرآن، فإذا فرغتَ من الاثنتي عشرة ركعة كنتَ مكملاً بها عشرين ركعة، تأتي بها على الترتيب في كلّ ليلة من الشهر إلى ليلة تسع عشرة، وهي اللّيلة التي ضُرب فيها مولانا أمير المؤمنين عليه السلام، وتجعل الوتيرة في عقب هذه الصّلاة المذكورة، لتكون ختاماً لها.

الليلة التاسعة عشرة

فإذا حضرت ليلة تسع عشرة فاغتسل فيها قبل مغيب الشمس، فإذا صلّيتَ المغرب ونوافلها الأربع، والعشاء الآخرة، فصلّ بعدها مائة ركعة، تكثر فيها من قراءة: (إنا أنزلناه في ليلة القدر)، والصّلاة على رسول الله صلّى الله عليه وآله، والصّلاة على أمير المؤمنين وذريّته الأئمة المهديّين صلوات الله عليهم أجمعين، والابتهال في اللّعنة والدعاء على ظالمهم، من الخلق أجمعين، وتجتهد في الدعاء لنفسك، ولوالدَيك، ولإخوانك من المؤمنين، وتعقبها بالوتيرة على ما قدّمناه.

الليلة العشرون

فإذا كانت ليلة عشرين عدتَ إلى الترتيب في صلواتك العشرين.

الليلة الحادية والعشرون

فإذا كانت ليلة إحدى وعشرين، وهي اللّيلة التي قبض فيها أمير المؤمنين عليه السلام اغتسلتَ قبل مغيب الشمس كما صنعتَ ليلة تسع عشرة، وصلّيت بعد العشاء الآخرة مائة ركعة، تقرأ فيها بإحدى السورتَين المقدّم ذكرُهما، تفصل بين كلّ ركعتين بالإكثار من الصلاة على رسول الله صلّى الله عليه وآله، وأمير المؤمنين، والأئمة الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين، وتُكثر من الابتهال إلى الله تعالى في تعذيب قتلَة أميرِ المؤمنين عليه السلام، وذريّتِه الراشدين عليهم السلام، واللّعنة لهم بأسمائهم، ومَن أسّس لهم ذلك، وفتح لهم فيه الأبواب، وسهّل الطُّرق، ومن اتّبعهم على ذلك من سائر العالَمين، وتجتهد في الدعاء لنفسك، ولوالدَيك، ولإخوانك من المؤمنين.

الليلة الثانية والعشرون

فإذا كانت ليلة اثنتين وعشرين صلّيت ثماني ركعات بعد المغرب، واثنتين وعشرين بعد العشاء الآخرة، تكملها ثلاثين ركعة.

الليلة الثالثة والعشرون: ليلة القدر

فإذا كانت ليلة ثلاث وعشرين اغتسلت عند مغيب الشمس، وصلّيت بعد العشاء الآخرة مائة ركعة، تقرأ في كل ركعة منها (فاتحة الكتاب)، و(إنا أنزلناه في ليلة القدر)، وتكثر من الصلاة على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وتتوب إلى الله جلّ اسمه من ذنوبك، وتكثر من الاستغفار، وتجتهد في الدعاء، والمسألة، وتذكر حوائجك، فإنها الليلة التي يُرجى أن تكون ليلة القدر.

الأسبوع الأخير من شهر رمضان

ثم تصلّي في كلّ ليلة من السبع الليالي الباقية ثلاثين ركعة على ما قدّمنا ترتيبه: من ثمان بين العشائين، واثنتين وعشرين بعد عشاء الآخرة، فتكمل جميع صلواتك على هذا الحساب تسع مائة وعشرين ركعة، يبقى تمام الألف ثمانون ركعة.

تتمّة الألف ركعة

تصلّي في كلّ يوم جمعة من الشهر عشر ركعات:

- أربعاً منها صلاة مولانا أمير المؤمنين عليه السلام، تقرأ في كلّ ركعة منها (الحمد) مرّة واحدة، و(قل هو الله أحد) خمسين مرّة.

- وركعتين صلاة السيدة فاطمة صلوات الله عليها، تقرأ في الأولى منهما (الحمد) مرّة، و(إنا أنزلناه في ليلة القدر) مائة مرّة، وفي الأخرى (الحمد)، و(قل هو الله أحد) مائة مرّة، فإذا سلّمت سبّحت تسبيح الزهراء عليها السلام...

- وأربع ركعات صلاة جعفر بن أبي طالب عليه السلام، وهي تسمّى صلاة الحَبوة... فإذا سلّمت من هذه الأربع ركعات أكملتَ بها مع ما تقدّمها من الست ركعات في أربع جمع أربعين ركعة، تتمّ بها مع ما تقدّم من النوافل تسع مائة وستّين ركعة.

فإذا كان آخر جمعة من الشهر صلّيتَ ليلة الجمعة عشرين ركعة من صلاة أمير المؤمنين عليه السلام، وليلة السبت عشرين ركعة من صلاة السيدة فاطمة صلوات الله عليها، فتكمل ألفاً لا شبهةَ فيها.

واعلم أن هذه الألف ركعة هي سوى نوافلك التي تتطوّع بها في سائر الشهور من نوافل الليل والنهار، إذ هي لعظيم حرمة شهر رمضان زيادةٌ عليها، فلا تدعنّ تلك لاستعمال هذه، ولا هذه لتلك، واجمع بينهما، واسأل الله تعالى المعونةَ والتوفيق لها، فقد رُوي عن الصادق عليه السلام أنّه قال حين فرغ من شرح هذه الصلاة للمفضّل بن عمر الجُعفي رضي الله عنه: «يَا مُفَضَّل، ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤتِيهِ مَنْ يَشَاءُ، وَاللهُ ذُو الفَضْلِ العَظِيمِ».

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

منذ 4 أيام

دوريات

نفحات