شعر

شعر

منذ يومين

لَوْلا الصّادِق.. لَمْ يَكُ بِالحَقِّ الحَقيقِ ناطِق


لَوْلا الصّادِق.. لَمْ يَكُ بِالحَقِّ الحَقيقِ ناطِق

§        الفقيه الشّيخ محمّد حسين الأصفهانيّ

ديوان (الأنوار القدسية) للفقيه الفيلسوف الشيخ محمّد حسين الأصفهاني النجفي – والمعروف بـ «الكمباني» -  يتضمن أربعاً وعشرين أرجوزة في النبيّ صلّى اللهُ عليه وآله وسلَّم، وأهل بيته عليهم السّلام.
الأبيات التالية من إحدى قصائده في الإمام الصادق عليه السلام وردت تحت عنوان: «أنواع العلوم»، نقدّمها في أجواء ذكرى شهادة الإمام أبي عبد الله الصادق عليه السلام في الخامس والعشرين من شهر شوّال.

 

بَثَّ لُبابَ العِلْمِ في الأَلْبابْ

وَمَيَّزَ القِشْرَ مِنَ اللُّبابْ

أَحْيَى بِأَنْواعِ العُلومِ وَالحِكَمْ

قُلوبَ أَرْبابِ المَعالي وَالهِمَمْ

أَبانَ عَنْ حَقائِقِ العِرْفانِ

بِمُحْكَمِ البَيانِ وَالبُنْيانِ

شَيَّدَ أَرْكانَ الهُدَى بِحِكْمَتِهْ

وَشادَ قَصْرَها بِعالي هِمَّتِهْ

هِمَّتُهُ مِنْ هامَةِ السَّماءِ

كَقابِ قَوْسَيْنِ مِنَ الغَبْراءِ

مَهَّدَ لِلسَّيْرِ إِلى الحَقيقَةْ

قَواعِدَ السُّلوكِ وَالطَريقَةْ

أَعْرَبَ عَنْ مَقامِ سِرِّ الذَّاتِ

وَعالَمِ الأَسْماءِ وَالصِّفاتِ

حَتَّى تَجَلَّى الحَقُّ في كَلامِهْ

فَشاهَدوهُ وَهُوَ في مَقامِهْ

بَلْ أَشْرَقَتْ حَقيقَةُ الحَقائِقِ

مُذْ بَزَغَتْ شَمْسُ مَحْيا الصَّادِقِ

وَفي بَيانِهِ وَفي عَيانِه

غِنًى لِذي عَيْنَيْنِ عَنْ بُرْهانِهِ

فَلا وَحَقِّ الصِّدْقِ لَوْلا الصَّادِقْ

لَمْ يَكُ بِالحَقِّ الحَقيقِ ناطِقْ

لَهُ يَدُ المَعْروفِ عِنْدَ العارِفْ

بَلْ يَدُهُ البَيْضا عَلى المَعارِفْ

سَنَّ حَديثَ الصِّدقِ صِدقُ لهجتِهْ

وحُسنُ الاخلاقِ حُسنُ بَهجتِهْ

وَهَلْ تَرى مَكارِمَ الأَخْلاقِ

إِلَّا عَنِ الطَّيِّبِ في الأَعْراقِ

كانَ عَظيمُ خُلُقِهِ تُراثا

عَنْ جَدِّهِ أَكْرِمْ بِهِ ميراثا

أَفْصَحَ عَنْ حَقائِقِ الكِتابِ

بِما يُزيلُ رِيبَةَ المُرْتابِ

فَإِنَّهُ سَليلُ مَنْ خُوطِبَ بِهْ

وَهُوَ وَلِيُّ عَهْدِهِ وَمَنْصِبِهْ

بَلْ هُوَ في صَحيفَةِ الوُجودِ

كَنُقْطَةِ الباءِ لَدَى الشُّهودِ

وَلَيْسَ ما في الكُتُبِ المُنْزَلَةْ

إِلَّا وَفي نُقْطَةِ باءِ البَسْمَلَةْ

وَفي بَيانِهِ لِحِفْظِ السُّنَّةْ

ما لَيْسَ في أَلْسِنَةِ الأَسِنَّةْ

دافَعَ عَنْها بِقِواهُ العالِيَةْ

مِمّا خَلَتْ عَنْهُ القُرونُ الخالِيَةْ

جاهَدَ عَنْها أَعْظَمَ الجِهادِ

بِبَثِّ روحِ العِلْمِ وَالإِرْشادِ

فَاسْتَحْكَمَتْ بِجِدِّهِ حُدودُها

يُغْنيكَ عَنْ آثارِها شُهودُها

أَحْيَى رُبوعَ العِلْمِ بَعْدَ الطَّمْسِ

فَاخْضَرَّ عودُهُ عَقيبَ اليَبسِ

حَتَّى غَدَتْ رِياضُها أَنيقَةْ

وَأَثْمَرَتْ ثِمارُها الحَقيقَةْ

عادَتْ بِهِ شَريعَةُ الأَحْكامِ

نَقِيَّةً عَنْ كَدَرِ الأَوْهامِ

حَتَّى صَفا لِأَهْلِها زُلالُها

وَبانَ عَنْ حَرامِها حَلالُها

أَكْرِمْ بِها شَريعَةً مُعَظَّمَةْ

بِناؤها عَلى أَساسِ العَظَمَةْ

عَلى أَساسِ الوَحْيِ وَالتَّنْزيلِ

عَلى يَدِ الخَبِيرِ بِالتَّأْويلِ

اخبار مرتبطة

  دوريّات

دوريّات

منذ يومين

دوريّات

  إصدارات أجنبيّة

إصدارات أجنبيّة

نفحات