الزيارة الرجبيّة

الزيارة الرجبيّة

01/06/2011

فرادة الدلالة كما يراها الإمام الخميني

ـــــ إعداد: «شعائر» ـــــ

جاء في «توقيعٍ» خرج من الناحية المقدّسة: «أللَّهُمَّ إنِّي أسْأَلُكَ بِمَعَانِي جَمِيعِ مَا يَدْعُوكَ بِهِ وُلاةُ أمْرِكَ، المَأْمُونُونَ عَلَى سِرِّكَ. ".." لا فَرْقَ بَيْنَكَ وبَيْنَهَا (بينهم) إلّا أنَّهُم عِبَادُكَ وَخَلْقُكَ، فَتْقُهَا وَرَتْقُهَا بِيَدِكَ، بَدْؤهَا مِنْكَ وَعَوْدُهَا إلَيْكَ».
وقد اشتدَّ إِنكار البعض، وتعالى نَكيرُهم على هذا الدعاء- الزيارة، ظنّاً منهم منافاة فقرة «لا فَرْق بينها وبينك، إلَّا أنَّهم عبادُك» لحقيقة التوحيد!
في ما يلي نصّ الدعاء-الزيارة، وبعض ما قاله الإمام الخميني قدّس سرّه حول فرادة دلالتها، التي ترقى إلى أصلٍ إعتقاديٍّ في معرفة المعصومين عليهم السلام.

روى الشيخ الطوسي رضوان الله عليه في (مصباح المتهجّد) نصَّ هذا التوقيع، وقد نقله عنه السيّد ابن طاوس في (الإقبال) فقال: ومن الدعوات في كلِّ يومٍ من رجب ما رويناه أيضاً عن جدّي أبي جعفر الطوسي رضي الله عنه، فقال: أخبرني جماعة عن ابن عياش قال: ممّا خرج على يد الشيخ الكبير أبي جعفر محمّد بن عثمان بن سعيد رضي الله عنه من الناحية المقدَّسة، ما حدَّثني به «خير بن عبد الله»، قال: كتبتُه من التوقيع الخارج إليه:

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم. أُدع في كلّ يومٍ من أيّام رجب:

أللَّهُمَّ إنِّي أسْأَلُكَ بِمَعَانِي جَمِيعِ مَا يَدْعُوكَ بِهِ وُلاةُ أمْرِكَ، المَأْمُونُونَ عَلَى سِرِّكَ، المُسْتَبْشِرُونَ بِأمْرِكَ، الواصِفُونَ لِقُدْرَتِكَ، المُعْلِنُونَ لِعَظَمَتِكَ. أَسْأَلُكَ بِمَا نَطَقَ فِيهِم مِنْ مَشِيئَتِكَ، فَجَعَلْتَهُمْ مَعَادِنَ لِكَلِمَاتِكَ، وَأرْكاناً لِتَوْحِيدِكَ، وَآيَاتِكَ وَمَقَامَاتِكَ، الَّتِي لا تَعْطِيلَ لَهَا فِي كُلِّ مَكَانٍ، يَعْرِفُكَ بِهَا مَنْ عَرَفَكَ، لا فَرْقَ بَيْنَكَ وبَيْنَهَا (بينهم) إلّا أنَّهُم عِبَادُكَ وَخَلْقُكَ، فَتْقُهَا وَرَتْقُهَا بِيَدِكَ، بَدْؤهَا مِنْكَ وَعَوْدُهَا إلَيْكَ، أعْضَادٌ وأشْهَادٌ، وَمُنَاةٌ وَأذْوادٌ، وَحَفَظَةٌ وَرُوَّادٌ، فَبِهِمْ مَلأْتَ سَمَاءَكَ وَأرْضَكَ حَتَّى ظَهَرَ أنْ لا إلهَ إلّا أنْتَ، فَبِذَلِكَ أسْأَلُكَ وَبِمَوَاقِعِ العِزِّ مِنْ رَحْمَتِكَ وبِمَقَامَاتِكَ وعَلامَاتِكَ أنَ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وأنْ تَزِيدَنِي إيمَاناً وَتَثْبِيتاً، يَا باطِناً فِي ظُهُورِهِ، ويَا ظاهراً في بُطُونِهِ وَمَكْنُونِهِ، يَا مُفَرِّقاً بَيْنَ النُّورِ والدَّيْجُورِ، يَا مَوْصُوفاً بِغَيْرِ كُنْهٍ، وَمَعْروفاً بِغَيْر شِبْهٍ، حَادَّ كُلِّ مَحْدُودٍ، وَشَاهِدَ كُلِّ مَشْهُودٍ، وَمُوجِدَ كُلِّ مَوْجُودٍ، وَمُحْصِيَ كُلِّ مَعْدُودٍ، وَفَاقِدَ كُلِّ مَفْقُودٍ، لَيْسَ دُونَكَ مِنْ مَعْبُوٍد، أهْلَ الكِبْرِيَاءِ وَالجُودِ. يَا مَنْ لا يُكَيَّفُ بِكَيْفٍ، وَلا يُؤَيَّنُ بِأيْنٍ، يَا مُحْتَجِباً عَنْ كُلِّ عَيْنٍ، يَا دَيْمُومُ يَا قَيُّومُ، وعَالِمَ كُلِّ مَعْلُوم،ٍ صلِّ عَلى عِبَادِكَ المُنْتَجَبِينَ، وَبَشَرِكَ المُحْتَجِبِينَ وَمَلائِكَتِكَ المُقَرَّبِينَ، وبُهْمِ الصَّافِّينَ الحَافِّينَ، وَبَارِكْ لَنَا فِي شَهْرِنَا هَذا المُرَجَّبِ المُكَرَّمِ وَمَا بَعْدَهُ مِنَ الأشْهُرِ الحُرُمِ، وَأسْبِغْ عَلَيْنَا فِيهِ النِّعَمَ، وَأجْزِلْ لنَا فِيهِ القِسَمَ، وأبْرِرْ لنَا فِيهِ القَسَمَ، بِاسْمِكَ الأعْظَمِ الأجَلِّ الأكْرَِم الَّذي وَضَعْتَهُ عَلى النَّهَارِ فَأضَاءَ وَعَلى الَّلْيِل فَأظْلَمَ، وَاغْفِرْ لنَا مَا تَعْلَمُ مِنَّا وَمَا لَمْ نَعْلَمُ، وَاعْصِمْنَا مِنَ الذُّنُوبِ خَيَْرَ العِصَمِ وَاكْفِنَا كَوَافِيَ قَدَرِكَ، وَامْنُنْ عَلَيْنَا بِحُسْنِ نَظَرِكَ، وَلا تَكِلْنَا إلى غَيْرِكَ، وَلا تَمْنَعْنَا مِنْ خَيْرِكَ، وَبَارِكْ لنَا فِيما كَتَبْتَهُ لَنَا مِنْ أعْمَارِنَا، وَأصْلِحْ لنَا خَبِيئَةَ أسْرَارِنَا، وَأعْطِنَا مِنْكَ الأمَانَ، واسْتَعْمِلْنَا بِحُسْنِ الإيمَانِ، وَبَلِّغْنَا شَهْرَ الصِّيَامِ، ومَا بَعْدَهُ مِنَ الأيَّامِ والأعْواَمِ، يَا ذا الجَلالِ والإكْرامِ.

***


* وقد اعتنى الإمام الخميني قدّس سرّه بدلالة هذه الزيارة، لأنّ مضمونها يَقع في صميم رؤيته لمقامات النبيّ وأهل البيت صلّى الله عليه وعليهم، فتحدَّث عنها مراراً وتكراراً بِلُغةٍ خاصّة، وممّا قاله قدّس سرّه: «إقرأوا هذه الزيارة الرجبيّة التي ذَكرَت للأئمَّة عليهم السلام مقامات تُبَيِّنها عبارة "لا فَرْق بينك وبينهم إلّا أنّهم عبادك"، أي أنَّ كَوْنهم عبادك هو الفرق الوحيد».
وكان الإمام يؤكِّد على هذه الفقرة ويقول: «إنَّ كَوْنهم عِباد الله هو الفارق بينهم وبين الله تعالى، أي أنَّ جميع القوى الإلهيّة هي بيد الأئمّة عليهم السلام»، ثمّ كان يقول بعد ذلك: «إقرأوا هذه الزيارة لكي لا تُنكِروا ما قد يُنقَل من مقامات أولياء الله، أو على الأقلّ تَقبَلون به كمجرَّد إحتمال».


 

اخبار مرتبطة

  إصدارات : دوريات

إصدارات : دوريات

02/06/2011

  إصدارات : كتب أجنبية

إصدارات : كتب أجنبية

02/06/2011

  إصدارات : كتب عربية

إصدارات : كتب عربية

02/06/2011

نفحات