الملف

الملف

14/09/2015

في حديث فضل صيام يوم الغدير

في حديث فضل صيام يوم الغدير

رَواه رجالُ الصِّحاح الستّة

هل لحديث فضل «صيام يوم الغدير» سندٌ صحيح عند المسلمين السنّة، ومَن هم العلماء الذين صحّحوا سند هذا الحديث؟

يأتي الجواب على هذا السؤال استناداً إلى ما ورد في كُتب ومؤلّفات أكابر علماء أهل السنّة، وجاءت الحصيلة على النحو التالي:

 

روى أبو هريرة حديثاً عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، أنّ مَن صَامَ يومَ الثامن عشَر من ذي الحجّة كُتب له صيامُ ستّين شهراً، وهو يومُ غدير خُمّ... وقد رواه عن أبي هريرة:

شَهْرُ بنُ حَوْشَب، وعنه: مطر الورّاق، وعنه: ابنُ شَوذَب، وعنه: ضَمُرَة بن ربيعة.

ولقد ردّ ابنُ كثير حديث أبي هريرة هذا، فأجابه السيّد علي الميلاني في (نَفَحات الأزهار) بقوله:

«وهذا الكلام في غاية البُطلان، لأنّه قد اعترف بأنّ هذا الحديث يرويه ضَمُرة، عن ابن شوذب، عن مطر الورّاق، عن شهر بن حَوشَب، عن أبي هريرة، وهؤلاء كلّهم من رجال الصحيح:

فأمّا ضَمُرة: فهو من رجال الترمذيّ، وأبي داود، وابن ماجة، والنَّسائيَ في صِحاحهم.

وأما عبد الله بن شَوذب: فهو من رجال الصِّحاح الأربعة المذكورة، وابن حبّاب أيضاً.

وأمّا شهر بن حوشَب: فهو أيضاً من رجال مسلم بن الحجّاج، والأربعة المذكورة، وقد تقرّر في محلّه أنّ رواية واحدة من أصحاب الصِّحاح عن رجل، دليلٌ على كونه ثقةً، عادلاً، معتمَداً، صحيحَ الضبط عندهم، فكيف يُكذّب ابنُ كثير حديثَ رُواةِ أهل السنّة؟».

أضاف: «قد عرفت أنّ رجال خبر أبي هريرة المذكور من رجال الصِّحاح الستّة لأهل السنّة، فلا كلامَ في ثِقتهم».

وبعد أنْ أورد السيد الميلاني كلمات كبار علماء الرجال من السنّة في توثيق كلّ واحدٍ من هؤلاء الرواة، قال:

«وأمّا قول ابن كثير - بالنسبة إلى ثواب صوم يوم غدير خُمّ الواردة في رواية أبي هريرة: (وكذا قولُه إنّ صيام يوم الثامن عشر من ذي الحجّة، وهو يوم غدير خمّ، يعدل ستّين شهراً، لا يصحّ! لأنّه قد ثبت معناه في الصّحيح أنّ صيام شهر رمضان بعشرة أشهر، فكيف يكون صيام يومٍ واحدٍ يعدل ستّين شهراً، هذا باطل!)، فلا يخفى بطلانُه على مَن له أدنى خِبرة بالأخبار، إذ قد ورد له نظائر كثيرة، نذكر هنا بعضها:

1- عن أبي هريرة قال: (مَن صامَ يوم سبع وعشرين من رجب كتبَ اللهُ له صيامَ ستّين شهراً..».

2- وفي (غنية الطّالبين) [للقاوقجي الحنفي] عن رسول الله صلّى الله عليه وآله: (إِنَّ شَهْرَ رَجَبٍ شَهْرٌ عَظيمٌ؛ مَنْ صامَ مِنْهُ يَوْماً، كَتَبَ اللهُ تَعالى [لهُ] صَوْمَ أَلْفِ سَنَةٍ. وَمَنْ صامَ مِنْهُ يَوْمَيْنَ كَتَبَ اللهُ صَوْمَ أَلْفي سَنَةٍ. وَمَنْ صامَ مِنْهُ ثَلاثَةَ أَيّامٍ كَتَبَ اللهُ تَعالى لَهُ صَوْمَ ثَلاثَةَ آلافِ سَنَةٍ..).

3- وفي (روضة العلماء) [للزندوبستي] عن النبيّ صلّى الله عليه وآله: «مَنْ صامَ يَوْمَ عَرَفَةَ فَهُوَ مِثْلُ صِيامِ سَنَتَيْنِ».

4- وفي (غنية الطالبين) عنه صلّى الله عليه وآله: «يا عَلِيُّ، يَقولُ لَكَ جَبْرائيلُ: صُمْ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلاثَةَ أَيّامٍ، يُكْتَبْ لَكَ بِأَوَّلِ يَوْمٍ ثَوابُ عَشَرَةِ آلافِ سَنَةٍ، وَبِاليَوْمِ الثّاني ثَوابُ ثَلاثينَ أَلْفِ سَنَةٍ، وَبِاليَوْمِ الثّالِثِ [ثوابُ] مائة ألفِ سَنَةٍ..».



اخبار مرتبطة

  أيّها العزيز

أيّها العزيز

  دوريات

دوريات

14/09/2015

دوريات

  إصدارات أجنبيّة

إصدارات أجنبيّة

نفحات