مراقبات

مراقبات

12/11/2015

شهر صفر: موسمُ المَصائب الكبيرة


﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ..﴾

شهر صفر: موسمُ المَصائب الكبيرة

في كتاب (المراقبات) للميرزا جواد الملَكي التبريزي، ما مضمونه أنّ شهر صفر فيه نحوسة، ففي آخره كانت وفاة رسول الله، صلّى الله عليه وآله. ولأجل ذلك يتوجّب على المؤمن المُراقب أن يستقبل هذا الشهر بما يتناسب مع هذه الرزيّة العُظمى، ويجعله من مواسم المصائب المُفجعة، ويناجي الله، جلّ جلاله، ببثّ الشكوى من غَيبته، صلّى الله عليه وآله، وفقْد بركات أنوار حضوره، وما ترتّب على وفاته من افتتان الأُمّة، وطغيان المُنافقين، وغشم الظالمين، وكيد المُعاندين.

مقال باب «مراقبات» لهذا الشهر يتناول أبرز مناسباته، مع وقفة مطوّلة عند ذكرى أربعين سيّد الشهداء عليه السلام.

 

الثامن والعشرون من صفر

في الثامن والعشرين من شهر صفر سنة 11 للهجرة، كانت وفاة رسول الله صلّى الله عليه وآله، وقد صادفت يوم الاثنين من أيّام الأسبوع، وفي مثله من سنة 50 للهجرة استُشهد الإمام الحسن المجتبى عليه السلام، وعلى رأي الشهيد الأوّل والشيخ الكفعمي أنّ شهادته عليه السلام كانت في السابع من صفر من السنة المذكورة.

أورد الميرزا جواد الملَكي التبريزي (ت: 1343 هـ) في (المراقبات) جملةً من آداب هذا اليوم، نذكر فقرات منها بتصرّف في العبارة، قال:

«وفاة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: يجب أن يكون حال المراقب يوم وفاة رسول الله صلَّى الله عليه وآله في التأثّر وإظهار العزاء لائقاً لما وقع فيه من هذا الأمر العظيم، وترتّب عليه من الأمور العظام في ما بعد. ويزوره صلَّى الله عليه وآله ببعض زياراته الواردة (...) وأن يظهر الحياء ممّا يصله صلَّى الله عليه وآله من مساءة العلم بسيّئاته. ثمّ يتذكّر أمّهات المصائب الواردة على بضعته وحبيبته، ونفسه وخليفته، وعترته وذريّته.

شهادة الإمام الحسن عليه السلام: ثمّ يزور الإمامَ أبا محمّد الحسن عليه السّلام، فإنّ شهادته أيضاً في هذا اليوم، يتذكَّر في ذلك اليوم مظلوميّته المقرحة للقلوب، والمهيّجة للأحزان، ويصلَّي عليه ويلعن قاتله معاوية بن أبي سفيان لعنه الله».

 

العشرون من صفر: زيارة الأربعين

* في كتاب (المراقبات) للميرزا جواد التبريزي تأكيدُ ضرورةِ إظهار مراسم الحزن والعزاء في يوم أربعين سيّد الشهداء عليه السلام.

قال رضوان الله عليه ما ملخّصه: «يجبُ على المؤمن المراقب أن يجعل يوم الأربعين يوم حزنه، ويسعى أن يزوره صلوات الله عليه عند قبره ولو مرّة في عمره، وإن لم يمكن إتيان قبره الشريف، يزوره من أيّ مكانٍ كان.

ويختم يوم الأربعين بما يختم به الأوقات المهمّة، بمراجعة حُماة اليوم من أئمّة الدين صلوات الله عليهم أجمعين، في استصلاح العمل والحال، مع الله جلّ جلاله».

* وحول تحديد يوم أربعين شهادة الإمام الحسين عليه السلام، واستحباب زيارته فيه، قال العلاّمة الشيخ محمد باقر المجلسي (ت: 1111 هـ) في كتابه (ملاذ الأخيار):

«صرّح الأصحاب بأنّه العشرون من صفر، ولهم شواهد من الأخبار، فلا عبرة بنقصان الشهر وتمامه، وإن كان الأفضل مع تمام شهر محرّم الزيارة في التاسع عشر أيضاً».

أضاف: «والمشهور بين الأصحاب أن العلّة في ذلك – أي استحباب زيارته عليه السلام - رجوع حرم الحسين صلوات الله عليه في مثل ذلك اليوم إلى كربلاء عند رجوعهم من الشام، وإلحاق عليّ بن الحسين صلوات الله عليه الرؤوس بالأجساد. وقيل: في مثل ذلك اليوم رجعوا إلى المدينة».

* وفي (توضيح المقاصد) للشيخ بهاء الدين العاملي (ت: 1031 هـ) أن يوم الأربعين هو يوم التاسع عشر من شهر صفر، لكنّ المشهور والمعمول به عند علمائنا، رضوان الله تعالى عليهم، أنه اليوم العشرون.

* ففي (إقبال الأعمال) للسيد رضي الدين علي بن طاوس (ت: 664 هـ)، قال: «فصل في ما نذكره من فضل زيارة الحسين عليه السلام يوم العشرين من صفر».

* وفي (المزار) للشهيد الأوّل، شمس الدين محمّد بن مكّي العاملي الجزيني (استُشهد: 786 هـ)، في باب زيارات أبي عبد الله عليه السلام المخصوصة بالأيام والشهور، قال: «.. ومنها زيارة الأربعين، وهو اليوم العشرون من شهر صفر».

* وفي (البلد الأمين) للشيخ إبراهيم الكفعمي العاملي (ت: 905 هـ)، قال: «شهر صفر: يستحبّ في العشرين منه زيارة الحسين عليه السلام وهي زيارة الأربعين. تزوره عند ارتفاع النهار، وهي مرويّة عن الصادق عليه السلام. تقول: السلامُ عَلى وليّ الله وحبيبِه... إلى آخر الزيارة».

أضاف: «ثم زر عليّ بن الحسين عليهما السلام والشهداء والعباس عليه السلام..».

* وفي (وسائل الشيعة) للحرّ العاملي، الشيخ محمد بن الحسن (ت: 1104 هـ)، قال: «باب تأكّد استحباب زيارة الحسين عليه السلام يوم الأربعين من مقتله، وهو يوم العشرين من صفر».

ثمّ أورد الرواية عن الإمام الحسن العسكريّ عليه السلام: «عَلَامَاتُ المُؤمِنِ خَمْسٌ: صَلَاةُ إِحْدَى وَخَمْسِين، وَزِيَارَةُ الأَرْبَعِينَ، وَالتَّخَتُّمُ فِي اليَمِينِ، وَتَعْفِيرُ الجَبِينِ، وَالجَهْرُ بِبِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ».

* وفي (مسار الشيعة) للشيخ المفيد، محمد بن محمد بن النعمان (ت: 403 هـ)، وفي (مصباح المتهجّد) للشيخ أبي جعفر، محمد بن الحسن الطوسي (ت: 460 هـ) أنه اليوم العشرون، لكنّهما عدّاه يوم «رجوع حرم سيدنا أبي عبد الله الحسين بن عليّ بن أبي طالب، عليهما السلام، من الشام إلى مدينة الرسول، صلّى الله عليه وآله، وهو اليوم الذي ورد فيه جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاري - صاحب رسول الله صلّى الله عليه وآله - من المدينة إلى كربلاء لزيارة قبر أبي عبد الله عليه السلام، فكان أوّل مَن زاره من الناس، ويستحبّ زيارته عليه السلام فيه، وهي زيارة الأربعين».

***

متن الزيارة: في (تهذيب الأحكام) للشيخ الطوسي، بسنده عن صفوان بن مهران الجمال، قال: قال لي مولاي الصادق صلوات الله عليه في زيارة الأربعين : تَزُورُ عِنْدَ ارتِفَاعِ النّهَارِ وَتَقُول:

السَّلَامُ عَلَى وَلِيِّ الله وَحَبِيبِهِ، السَّلَامُ عَلَى خَلِيلِ الله وَنَجِيبِهِ، السَّلَامُ عَلَى صَفيِّ‏ الله‏ وَابْنِ‏ صَفِيِّهِ‏، السَّلَامُ عَلَى الْحُسَيْنِ الْمَظْلُومِ الشَّهِيدِ، السَّلَامُ عَلَى أَسِيرِ الْكرُبَاتِ وَقَتِيلِ الْعَبَرَاتِ.

اللَّهُمَّ إِنِّي أَشْهَدُ أَنَّهُ وَلِيُّك وَابْنُ وَلِيِّك، وَصَفِيُّك وَابْنُ صَفِيِّك، الْفَائِزُ بِكرَامَتِك. أَكرَمْتَهُ بِالشَّهَادَةِ، وَحَبَوْتَهُ بِالسَّعَادَةِ، وَاجْتَبَيْتَهُ بِطِيبِ الْوِلَادَةِ، وَجَعَلْتَهُ سَيِّداً مِنَ السَّادَةِ، وَقَائِداً مِنَ الْقَادَةِ، وَذَائِداً* مِنَ الذَّادَةِ، وَأَعْطَيْتَهُ مَوَارِيثَ الْأَنْبِيَاءِ، وَجَعَلْتَهُ حُجَّةً عَلَى خَلْقِك مِنَ الْأَوْصِيَاءِ، فَأَعْذَرَ فِي الدُّعَاءِ، وَمَنَحَ النُّصْحَ، وَبَذَلَ مُهْجَتَهُ فِيك لِيَسْتَنْقِذَ عِبَادَك مِنَ الْجَهَالَةِ وَحَيْرَةِ الضَّلَالَةِ، وَقَدْ تَوَازَرَ عَلَيْهِ مَنْ غَرَّتْهُ الدُّنْيَا وَبَاعَ حَظَّهُ بِالْأَرْذَلِ الْأَدْنَى، وَشَرَى آخِرَتَهُ بِالثَّمَنِ الْأَوْكسِ*، وَتَغَطْرَسَ وَتَرَدَّى فِي هَوَاهُ، وَأَسْخَطَ نَبِيَّك، وَأَطَاعَ مِنْ عِبَادِك أَهْلَ الشِّقَاقِ وَالنِّفَاقِ، وَحَمَلَةَ الْأَوْزَارِ الْمُسْتَوْجِبِينَ النَّارَ. فَجَاهَدَهُمْ فِيك صَابِراً مُحْتَسِباً، حَتَّى سُفِك فِي طَاعَتِك دَمُهُ، وَاسْتُبِيحَ حَرِيمُهُ. اللَّهُمَّ فَالْعَنْهُمْ لَعْناً وَبِيلًا، وَعَذِّبْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً.

السَّلَامُ عَلَيْك يَا ابْنَ رَسُولِ الله، السَّلَامُ عَلَيْك يَا ابْنَ سَيِّدِ الْأَوْصِيَاءِ. أَشْهَدُ أَنَّك أَمِينُ الله وَابْنُ أَمِينِهِ.

عِشْتَ سَعِيداً، وَمَضَيْتَ حَمِيداً، وَمُتَّ فَقِيداً مَظْلُوماً شَهِيداً. وَأَشْهَدُ أَنَّ الله مُنْجِزٌ مَا وَعَدَك، وَمُهْلِكٌ مَنْ خَذَلَك، وَمُعَذِّبٌ مَنْ قَتَلَك.

وَأَشْهَدُ أَنَّك وَفَيْتَ بِعَهْدِ اللهِ، وَجَاهَدْتَ فِي سَبِيلِهِ حَتَّى أَتَاك الْيَقِينُ. فَلَعَنَ اللهُ مَنْ قَتَلَكَ، وَلَعَنَ الله مَنْ ظَلَمَكَ، وَلَعَنَ اللهُ أُمَّةً سَمِعَتْ بِذَلِك فَرَضِيَتْ بِهِ.

اللَّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُك أَنِّي وَلِيٌّ لِمَنْ وَالاهُ، وَعَدُوٌّ لِمَنْ عَادَاهُ.

بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا ابْنَ رَسُولِ الله.

أَشْهَدُ أَنَّك كنْتَ نُوراً فِي الْأَصْلَابِ الشَّامِخَةِ وَالْأَرْحَامِ الطَّاهِرَةِ (المُطَهَّرَة)، لَمْ تُنَجِّسْكَ الْجَاهِلِيَّةُ بِأَنْجَاسِهَا*، وَلَمْ تُلْبِسْكَ الْمُدْلَهِمَّاتِ* مِنْ ثِيَابِهَا.

وَأَشْهَدُ أَنَّكَ مِنْ دَعَائِمِ الدِّينِ، وَأَرْكانِ الْمُسْلِمِينَ، وَمَعْقِلِ الْمُؤْمِنِينَ.

وَأَشْهَدُ أَنَّك الْإِمَامُ الْبَرُّ التَّقِيُّ، الرَّضِيُّ الزَّكيُّ، الْهَادِي الْمَهْدِيُّ.

وَأَشْهَدُ أَنَّ الْأَئِمَّةَ مِنْ وُلْدِك كلِمَةُ التَّقْوَى، وَأَعْلَامُ الْهُدَى، وَالْعُرْوَةُ الْوُثْقَى، وَالْحُجَّةُ عَلَى أَهْلِ الدُّنْيَا.

وَأَشْهَدُ أَنِّي بِكمْ مُؤْمِنٌ، وَبِإِيَابِكمْ* مُوقِنٌ بِشَرَائِعِ دِينِي وَخَوَاتِيمِ عَمَلِي*، وَقَلْبِي لِقَلْبِكمْ سِلْمٌ، وَأَمْرِي لِأَمْرِكمْ مُتَّبِعٌ، وَنُصْرَتِي لَكمْ مُعَدَّةٌ حَتَّى يَأْذَنَ الله لَكُمْ. فَمَعَكمْ مَعَكمْ لَا مَعَ عَدُوِّكمْ.

صَلَوَاتُ الله عَلَيْكمْ، وَعَلَى أَرْوَاحِكمْ وَأَجْسَادِكمْ، وَشَاهِدِكمْ وَغَائِبِكمْ، وَظَاهِرِكمْ وَبَاطِنِكمْ، آمِينَ رَبَّ الْعَالَمِينَ.

وَتُصَلِّي رَكعَتَيْنِ، وَتَدْعُو بِمَا أَحْبَبْتَ، وَتَنْصَرِف».

***

شرح مفردات الزيارة: في (بحار الأنوار) للعلامة المجلسي، وفي (الوافي) للفيض الكاشاني، المولى محمد محسن (ت:1091 هـ)، شرحُ مفرداتٍ من الزيارة على النحو التالي:

* ذَائِداً: الذَّود: السَّوق والطرد والدفع، أي يدفع عن الإسلام والمسلمين ما يُوجب الفساد.

* الْأَوْكَسِ: الوكس: النقصان.

* الْمُدْلَهِمَّات: المُدْلَهِمّ: المُظلم. استُعيرت هذه الكلمة لظلمة الشُّبَه والشكوك اللابسة على المرء الحقَّ.

* بِإِيَابِكمْ: الإياب: المراد به هنا «الرَّجْعَة».

* وَأَشْهَدُ أَنِّي بِكمْ مُؤْمِنٌ، وَبِإِيَابِكمْ مُوقِنٌ بِشَرَائِعِ دِينِي وَخَوَاتِيمِ عَمَلِي: لعلّ المعنى أن شرائع ديني وخواتيم عملي يشهد معي بذلك على سبيل المبالغة والتجوّز، أي كونهما موافقين لما أمرتم به شاهدٌ لي بأني بكم مؤمن.

ويحتمل أن يكون العطف في قوله «بإيابكم» من قبيل عطف المفرد؛ أي مؤمن بإيابكم ، ويكون قوله «موقن» خبراً بعد خبر لـ «أنّ»، وقوله «بشرائع» متعلقا بـ «موقن»؛ أي موقن بحقيّة شرائع ديني، وبحقيّة ما يختم به عملي من الجنة والنار والثواب والعقاب.

وفي بعض النسخ (التهذيب): «وبشرائع» - مع العطف - فيرجع إلى المعنى الأخير، ولعلّه سقط من البين شيء كما يظهر ممّا يشبهه من الفقرات الواقعة في سائر الزيارات.

***

الوداع عقب الزيارة: في (إقبال الأعمال) للسيد ابن طاوس، وداع خاصّ يلي هذه الزيارة. قال رضوان الله عليه:

«.. ووجدتُ لهذه الزيارة وداعاً يختصّ بها، وهو أن تقف قدّام الضريح وتقول:

السَّلامُ عَلَيْك يَا بْنَ رَسُولِ الله، السَّلامُ عَلَيْك يَا بْنَ عَلِيِّ الْمُرْتَضى‏ وَصِيِّ رَسُولِ الله، السَّلامُ عَلَيْك يَا ابْنَ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ الْحَسَنِ الزَّكيِّ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ الله فِي أرْضِهِ وَشاهِدَهُ عَلى‏ خَلْقِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبَا عَبْدِ اللهِ الشَّهِيدِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ وَابْنَ مَوْلايَ.

أشْهَدُ أنَّك قَدْ أقَمْتَ الصَّلاةَ وَآتَيْتَ الزَّكاةَ، وَأمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ‏ عَنِ الْمُنْكرِ، وَجاهَدْتَ فِي سَبِيلِ الله حَتّى‏ أَتاك الْيَقِينُ، وَأشْهَدُ أنَّك عَلى‏ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّك.

أتَيْتُك يا مَوْلايَ زائِراً وافِداً راغِباً، مُقِرّاً لَك بِالذُّنُوبِ، هارِباً إلَيْكَ مِنَ الْخَطايا لِتَشْفَعَ لِي عِنْدَ رَبِّك.

يَا ابْنَ رَسُولِ الله، صَلَّى اللهُ عَلَيْك حَيّاً وَمَيِّتاً، فَإنَّ لَك عِنْدَ الله مَقاماً مَعْلُوماً وَشَفاعَةً مَقْبُولَةً، لَعَنَ اللهُ مَنْ ظَلَمَك، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ حَرَمَك وَغَصَبَ حَقَّك، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ قَتَلَك، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ خَذَلَك، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ دَعَوْتَهُ فَلَمْ يُجِبْكَ وَلَمْ يُعِنْكَ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ مَنَعَكَ مِنْ حَرَمِ اللهِ وَحَرَمِ رَسُولِهِ، وَحَرَمَ أَبِيك وَأَخِيك، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ مَنَعَكَ مِنْ شُرْبِ ماءِ الْفُراتِ لَعْناً كثِيراً يَتْبَعُ بَعْضُها بَعْضاً.

اللَّهُمَّ فاطِرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ، عالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ، أَنْتَ تَحْكمُ بَيْنَ عِبادِك فِي ما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ‏، وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ، اللَّهُمَّ لا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيارَتِهِ، وَارْزُقْنِيهِ أبَداً ما بَقِيتُ وَحَييتُ يا رَبِّ، وَإنْ مُتُّ فَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَتِهِ، يا أرْحَمَ الرّاحِمِينَ‏.

 

***

زيارة ثانية: رُويت زيارة الإمام الحسين عليه السلام في يوم الأربعين، على نحوين:

الأول: ما تقدم برواية الشيخ الطوسي في (التهذيب).

الثاني: هي التي زار بها الصحابيّ جابر بن عبد الله الأنصاري في كربلاء يوم العشرين من صفر سنة 61 للهجرة، وهي أيضاً التي ذكر الشهيد الأول في (المزار) أنه عليه السلام يُزار بها يوم النصف من رجب، وأوّلها: «السَّلامُ عَلَيكُمْ يا آلَ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا صَفْوَةَ اللهِ..». أوردها المحدّث القمّي بتمامها في (مفاتيح الجنان)، باب زيارت سيد الشهداء عليه السلام.

 

صلاة في اليوم الثالث من صفر

يُستحبّ أداء صلاة من ركعتين في اليوم الثالث من صفر. يقرأ في الركعة الأولى بعد الفاتحة، سورة الفتح: ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا﴾.

وفي الركعة الثانية بعد الفاتحة يقرأ سورة التوحيد.

فإذا سلّمَ:

- صلّى على النبيّ وآله 100 مرّة.

- ولعنَ آلَ أبي سفيان 100 مرّة.

- واستغفرَ الله 100 مرّة، وسأل حاجته.

(إقبال الأعمال)

ذِكر في جميع أيّام صفر

«إعلم أن هذا الشّهر معروفٌ بالنحوسة، ولا شي أجدى لرفع النحوسة من الصّدقة والأدعية والاستعاذات المأثورة. ومن أراد أن يُصان ممّا ينزل في هذا الشّهر من البَلاءِ فليقل كلّ يوم عشر مرّات كما روى المُحدّث الفيض وغيره:

يا شَدِيدَ القُوى وَيا شَدِيدَ المِحالِ، يا عَزِيزُ يا عَزِيزُ يا عَزِيزُ، ذَلَّتْ بِعَظَمَتِكَ جَمِيعُ خَلْقِكَ، فَاكْفِنِي شَرَّ خَلْقِكَ، يا مُحْسِنُ يا مُجْمِلُ، يا مُنْعِمُ يا مُفْضِلُ، يَا لا إلهَ إِلّا أَنْتَ، سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنْ الظَّالِمِينَ، فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَنَجّيْناهُ مِنَ الغَمِّ وَكَذلِكَ نُنْجِي المُؤْمِنِينَ. وَصَلّى الله عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَيِّبِينَ الطَّاهِرينَ».

(مفاتيح الجنان)

 

من مناسبات شهر صفر

* في السّابع من صفر سنة 128 كانت ولادة الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه السّلام في الأَبْواء، وهو منزلٌ بين مكّة والمدينة.

* وفي اليوم الأخير من الشّهر، من سنة 203، استُشهد – على رواية - الإمام عليّ بن موسى الرّضا عليه السّلام بعنبٍ دُسّ فيه السّم، وكان له من العمر خمس وخمسون سنة، وقبره الشريف في قرية سناباد بأرض طوس.

(مفاتيح الجنان)

 

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

12/11/2015

دوريات

  إصدارات أجنبيّة

إصدارات أجنبيّة

نفحات