وصايا

وصايا

09/12/2015

اجتنبوا أهل الغفلة


من وصيّة للميرزا جواد الملَكي التبريزي قدّس سرّه

اجتنبوا أهلَ الغفلة

_____ إعداد: «شعائر» _____

 

كتب العالم الأصولي والفقيه المتبحّر آية الله الشيخ محمّد حسين الغرويّ رحمه الله رسالةً إلى آية الله الملَكي التبريزي قدّس سرّه، طلب فيها التوجيه بشأن المقدّمات المُوصلة إلى الله تعالى، فكتب له الشيخ الملَكي التبريزي هذه الوصيّة وضمّنها توجيهات أستاذه الفقيه العارف الشيخ حسين قُلي الهمداني.

هذا النصّ هو مختصَر ما ورد في هذه الوصيّة، نقلاً عنكتاب (وصايا العرفاء) للسيّد حسين نجيب محمد.

 

لقد قالوا بأنّ الطريق المطلوب في هذا السَّير هو معرفة النفس، لأنّ الإنسان إذا لم يعبر بنفسه عالم المثال فلن يصل إلى العالم العقلي، وما لم يصل إلى العالم العقلي فلن تحصل له حقيقة المعرفة، ولن يصل إلى مطلوبه.

لذلك، فمن أجل بلوغ هذا المقصود كان المرحوم المغفور جزاه الله عنّا خير جزاء المعلّمين [يقصد أستاذه الشيخ حسين قلي الهمداني قدّس سرّه] يقول: يجب على الإنسان أن يقلّل الطعام والنوم إلى دون المقدار المتعارف بعض الشيء، لكي تضعف فيه الجَنبة الحيوانية، وتقوى فيه الجَنبة الروحانيّة.

وكان يبيّن المعيار في ذلك بالقول:

يجب أوّلاً أن لا يأكل في نهاره وليله أكثر من وجبتَين، ويجتنب تناول الطعام بينهما.

وثانياً، أن لا يأكل إلّا بعد ساعة - مثلاً - من شعوره بالجوع، ويأكل بالمقدار الذي لا يشبع معه بالكامل. هذا في ما يرتبط بمقدار الطعام.

أمّا تقليل النوم، فكان يقول: ينام في الليل والنهار ستّ ساعات، وأن يهتمّ كثيراً بحفظ اللسان واجتناب أهل الغفلة، وهذه الأمور كافية في إضعاف الجَنبة الحيوانيّة.

وأمّا تقوية الجَنبة الروحانيّة، فيلزم لها:

أوّلاً: أن يكون فيه دائماً همٌّ وحزنٌ قلبيّ بسبب عدم وصوله إلى المطلوب.

ثانياً: أن لا يترك – قدر المستطاع - الذِّكر والتفكّر، فهما جناحا التحليق في سماء المعرفة.

وعماد ما يُوصى به في الذكر هي أذكار الصباح والمساء، وأهمّها تلك الواردة في الأحاديث الشريفة، وبالأخصّ تعقيبات الصلوات، والأكثر أهمّية أذكار وقت النوم المأثورة في الأخبار، مع التشديد على أن ينام وهو على طهارة.

وكان يقول بشأن مدّة التهجّد في الأسحار: ثلاث ساعات في أسحار الشتاء، وساعة ونصف في أسحار الصيف، وكان يقول: لقد رأيت أنا الكثير من الآثار للذِّكر اليونسيّ – يعني المداومة عليه كلّ يوم - وكلّما استطاع أن يُكثِر منه زادت آثاره، وأقلّ الأقلّ منه هو (400) مرّة، وقد جرّبت ذلك أيضاً، وادّعى عدّة أشخاص تجربته والحصول على آثاره. [الذِّكر اليونسي هو من الآية 87 من سورة الأنبياء: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ]

والأمر الآخر هو تلاوة القرآن الكريم بنيّة إهداء ثواب التلاوة إلى رسول الله صلوات الله عليه وآله.

وأمّا في الفكر والتفكّر فكان يقول: بالنسبة للمبتدئ: فَلْيتفكّر في الموت...

والخلاصة: يجب أن يترقّى الإنسان أوّلاً من عوالم الطبيعة إلى عالَم المثال، ثمّ منه إلى عالم الأرواح والأنوار الحقيقيّة، وأنتم أعرفُ - بالطبع - بالبراهين العلميّة على ذلك. والعجب أنّ التصريح بهذه المراتب ورد في سجدة دعاء ليلة النصف من شعبان – وهو زمن وصول هذه الرسالة - حيث يقول صلّى الله عليه وآله فيها: «سَجَدَ لَكَ سَوادِي وَخَيالِي وَبَيَاضِي».

 

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

09/12/2015

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

نفحات