الملف

الملف

06/01/2016

جامعُ الأدب الإلهيّ الأجمل

شذرات من أخلاق النبيّ صلّى الله عليه وآله

جامعُ الأدب الإلهيّ الأجمل

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ العلامة السيّد محمّد حسين الطباطبائي رحمه الله ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

في تفسيره لمعنى كلمة «الخُلُق» الواردة في الآية الرابعة من سورة (القلم)، يقول العلامة السيد محمد حسين الطباطبائي رضوان الله عليه: «قوله تعالى: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ القلم:4: الخُلُق هو المَلَكة النفسانية التي تصدر عنها الأفعال بسهولة؛ وينقسم إلى الفضيلة وهي الممدوحة كالعفّة والشجاعة، والرذيلة وهي المذمومة كالشَّرَه والجُبن. لكنّه إذا أُطلق فُهِم منه الخُلُق الحسن.

والآية وإنْ كانت في نفسها تمدح حُسن خُلُقه صلّى الله عليه وآله وسلّم وتُعظِّمه، غير أنّها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرةٌ إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلّقة بالمعاشرة؛ كالثبات على الحق، والصبر على أذى الناس، وجفاء أجلافهم، والعفو، والإغماض، وسعة البذل، والرفق، والمداراة، والتواضع، وغير ذلك».

في الجزء السادس من (تفسير الميزان) أورد العلامة الطباطبائي أكثر من مائة وثمانين رواية ونصّاً في جوامع أخلاقه صلّى الله عليه وآله وسلّم، نقلها عن عشرات المصادر الإسلامية. نورد في هذه المقالة عدداً منها، مع حذف المصادر والأسانيد.

«شعائر»

 

الآيات القرآنية التي يستفاد منها خُلُقه صلّى الله عليه وآله وسلّم الكريم، وأدبه الجميل، أكثرها واردة في صورة الأمر والنهي، ولذلك رأينا أن نورد في هذا المقام رواياتٍ من سُننه صلّى الله عليه وآله وسلّم، فيها مجامع أخلاقه التي تلوّح إلى أدبه الإلهي الجميل، وهي مع ذلك متأيدّة بالآيات الشريفة القرآنية.

1 - عن عليٍّ عليه السلام، قال: «سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وَسَلّم يَقُول: بُعِثْتُ بِمَكَارِمِ الأَخْلاقِ وَمَحَاسِنِهَا».

2 - عن أبي سعيد الخدريّ، قال: «كانَ رَسُولُ اللهِ صلّى اللهُ علَيهِ وآلِهِ وسَلَّم أَشَدَّ حَيَاءً مِنَ العَذْرَاءِ فِي خِدْرِهَا، وَكَانَ إذَا كَرِهَ شَيْئاً عَرَفْنَاهُ فِي وَجْهِهِ».

3 - عن عليٍّ عليه السلام في خبرٍ طويل: «وكَانَ صَلّى اللهُ عَليهِ وآلِهِ وسَلَّم يَبْكِي حَتَّى يَبْتَلَّ مُصَلَّاهُ خَشْيَةً مِنْ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ غَيْرِ جُرْمٍ..»، الحديث.

4 - عن أبي سعيد الخدري قال: «لَمَّا نَزلَ قَوْلُهُ تَعَالى: ﴿..اذْكُرُوا اللهَ ذِكْرًا كَثِيرًا﴾ الأحزاب:41، اشْتَغَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّم بِذِكْرِ اللهِ حَتَّى قَالَ الكُفَّارُ: إِنَّهُ جُنَّ».

5 - عن زيد الشّحّام، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: «كَانَ رَسُولُ الله صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وَسَلَّم يَتُوبُ إِلى اللهِ فِي كُلِّ يَومٍ سَبْعِينَ مَرَّة، قلتُ: أَكَانَ يَقُولُ: أَسْتَغْفِرُ اللهَ وَأَتُوبُ إِلَيْه؟ قالَ: لَا، وَلَكِن كَانَ يَقُولُ: أَتُوبُ إِلَى اللهِ..».

6 - عن عليٍّ عليه السلام أنّه كان إذا وصف رسولَ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، يقول: «كَانَ أَجْوَدَ النَّاسِ كَفّاً، وَأَجْرأَ النَّاسِ صَدْرًا، وَأَصْدَقَ النَّاسِ لَهْجَةً، وَأَوْفَاهُمْ ذِمَّةً، وَأَلْيَنَهُمْ عَرِيكَةً، وَأَكْرَمَهُمْ عَشيرَةً، مَنْ رَآهُ بَدِيهَةً هَابَهُ، وَمَنْ خَالَطَهُ فَعَرَفَهُ أَحَبَّهُ، لَمْ أَرَ قَبْلَهُ وَلا بَعْدَهُ مِثْلَهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ».

7 - وفي (إحياء العلوم): «وَكَانَ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّم أَسْخَى النَّاسِ، لَا يَثبتُ عِنْدَهُ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ، وَإِنْ فَضَلَ شَيْءٌ وَلَمْ يَجِدْ مَنْ يُعْطِيهِ وَفَجَأَهُ اللَّيْلُ، لَمْ يَأْوِ إِلَى مَنْزِلِهِ حَتَّى يَتَبَرَّأَ مِنْهُ إِلَى مَنْ يَحْتَاجُ إِلَيْهِ، لا يَأْخُذُ مِمَّا آتاهُ اللهُ إِلَّا قُوتَ عَامِهِ فَقَطْ مِنْ أَيْسَر مَا يَجِدُ مِنَ التَّمْرِ والشَّعِيرِ، وَيَضَعُ سَائِرَ ذَلِكَ فِي سَبِيلِ اللهِ. لَا يُسْأَلُ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ، ثُمَّ يَعُودُ إلى قُوتِ عَامِهِ فَيُؤْثِرُ مِنْهُ، حَتَّى أَنَّهُ رُبَّمَا احْتَاجَ قَبْلَ انقِضَاءِ العَامِ إِنْ لَمْ يِأْتِهِ شَيْءٌ. ويُنْفِذُ الحَقَّ وَإِنْ عَادَ ذَلِكَ عَلَيْهِ بِالضَّرَرِ أَوْ عَلَى أَصْحَابِهِ، قَالَ: وَيَمْشِي وَحْدَهُ بَيْنَ أَعْدَائِهِ بِلَا حَارِس، لَا يَهُولُهُ شَيءٌ مِنْ أُمُورِ الدُّنْيَا. وَيُجَالِسُ الفُقَرَاءَ، وَيُؤاكِلُ المَسَاكِين، وَيُكْرِمُ أَهْلَ الفَضْلِ فِي أَخْلَاقِهِم، وَيَتَألّفُ أَهْلَ الشَّرَفِ بِالبِرِّ لَهُم، يَصِلُ ذَوِي رَحِمِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُؤْثِرَهُم عَلَى مَنْ هُوَ أَفْضَل مِنْهُم، لَا يَجْفُو عَلَى أَحَدٍ، يَقْبَلُ مَعْذِرَةَ المُعْتَذِرِ إِلَيْه. وَكَانَ لَهُ عَبِيدٌ وإِمَاءٌ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَرْتَفِعَ عَلَيْهِم فِي مَأْكلٍ وَلَا مَلْبَسٍ، لَا يَمْضِي لَهُ وَقْتٌ مِنْ غَيْرِ عَمَلٍ للهِ تَعَالَى، أَوْ لِمَا لَا بُدَّ مِنْهُ مِنْ صَلَاحِ نَفْسِهِ، يَخْرُجُ إِلَى بَسَاتِينِ أَصْحَابِهِ، لَا يَحْتَقِرُ مِسْكِيناً لِفَقْرِهِ أَوْ زَمَانَتِهِ، وَلَا يَهَابُ مَلِكاً لِمُلْكِهِ، يَدْعُو هَذَا وَهَذَا إِلَى اللهِ دُعَاءً مُسْتَوِياً».

8 – وفيه، قال: «وكان صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وَسَلَّم أَبْعَدَ النَّاسِ غَضَباً وَأًسْرَعَهُم رِضًى، وَكَانَ أَرْأَفَ النَّاس بِالنَّاسِ، وَخَيْرَ النَّاسِ لِلنَّاسِ، وَأَنْفَعَ النَّاسِ لِلنَّاسِ».

9 – وفيه، قال: «وَكَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم إِذَا سُرَّ وَرَضِي فَهُوَ أَحْسَنُ النَّاسِ رِضًى، فَإِنْ وَعَظَ وَعَظَ بِجدٍّ، وَإِنْ غَضِبَ - وَلَا يَغْضَب إِلَّا لله - لمْ يَقُمْ لِغَضَبِهِ شيءٌ، وَكَذَلِكَ كَانَ فِي أُمُورِهِ كُلِّها، وَكَانَ إِذَا نَزلَ بِهِ الأَمْرُ فَوَّضَ الأَمْرَ إِلى الله، وَتَبَرَّأَ مِنَ الحَوْلِ والقُوَّةِ، واسْتَنْزَلَ الهُدى».

من سُننه وأدبه صلّى الله عليه وآله في العِشرة

 10 - وفي (إرشاد) الديلمي: «كَانَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وَسَلَّم يَرقَعُ ثَوْبَهُ، وَيَخْصِفُ نَعْلَهُ، وَيَحْلُبُ شَاتَهُ، ويَأكلُ مَع العَبْدِ، ويَجلسُ عَلى الأَرضِ، وَيَرْكبُ الحِمَارَ وَيُردِفُ، وَلَا يَمْنَعُهُ الحَيَاءُ أنْ يَحْمِلَ حَاجَتَهُ مِنَ السُّوقِ إِلَى أَهْلِهِ، وَيُصافِحُ الغنيَّ والفقيرَ، ولا يَنْزعُ يَدَهُ مِنْ يَدِ أَحَدٍ حَتَّى يَنْزعَها هُوَ، وَيُسلِّمُ عَلى مَنِ اسْتَقْبَلَهُ مِن غِنِيٍّ وفقيرٍ وكَبيرٍ وصَغيرٍ، ولَا يُحَقِّرُ مَا دُعِيَ إليهِ وَلَو إِلى حَشفِ التَّمْر. وكانَ صَلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وَسلّمَ خَفِيفَ المَؤنَةِ، كَرِيمَ الطَّبيعَةِ، جَميلَ المُعَاشَرةِ، طَلِقَ الوَجْهِ، بَسَّاماً مِن غَيرِ ضَحِكٍ، مَحْزُوناً مِنْ غَيرِ عبوسٍ، مُتَواضِعاً مِنْ غَيْرِ مَذَلَّةٍ، جَواداً مِن غَيرِ سَرفٍ، رَقيقَ القَلبِ، رَحيماً بِكلِّ مُسلِمٍ، وَلَمْ يَتَجَشّأ مِنْ شَبَعٍ قَطّ، وَلَمْ يَمُدَّ يَدَهُ إِلَى طَمَعٍ قَطّ».

11 - عن الرضا، عن آبائه عليهم السلام، قال: «قال رَسُولُ الله صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وَسَلَّم: خَمْسٌ لَا أَدَعُهُنَّ حَتَّى المَمَات: الأكْلُ عَلَى الأَرضِ مَع العَبيدِ، ورُكوبِي مُؤْكَفاً، وحَلْبِيَ العَنْزَ بِيَدِي، وَلُبْسُ الصُّوفِ، والتَّسليمُ على الصِّبيَانِ لِتَكُون سُنَّةً مِن بَعدي».

12 - عن عليٍّ عليه السلام، قال: «ما صافحَ رَسُولُ الله صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وَسَلَّم أحداً قَطّ فَنَزَعَ يَدَهُ مِنْ يَدِهِ حَتَّى يَكُونَ هُوَ الَّذِي يَنْزعُ يَدَهُ، وَمَا فَاوَضَهُ أَحَدٌ قَطُّ فِي حَاجَةٍ أَوْ حَدِيثٍ فَانْصَرَفَ حَتَّى يَكُونَ الرَّجُلُ هُوَ الَّذِي يَنْصَرِفُ (...) وَمَا رُئِيَ مُقَدِّماً رِجْلَهُ بَيْنَ يَدَي جَليسٍ لَهُ قَطّ. وَلَا خُيِّرَ بَيْنَ أَمْرَيْنِ إِلَّا أَخَذَ بِأَشَدِّهِمَا، وَمَا انْتَصَرَ لِنَفْسِهِ مِنْ مَظْلَمَةٍ حَتَّى تُنْتَهَكَ مَحارِمُ اللهِ، فَيَكُون حِينَئِذٍ غَضَبُهُ للهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، وَمَا أَكَلَ مُتَّكِئاً قَطُّ حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا، وَمَا سُئِلَ شَيئاً قَطُّ فَقَالَ: لَا، وَمَا رَدَّ سَائِلَ حَاجَةٍ قَطُّ إِلَّا أَتَى بِهَا أَوْ بِمَيْسُورٍ مِنَ القَوْلِ، وَكَانَ أَخَفّ النَّاسِ صَلاةً فِي تَمَامٍ، وَكَانَ أَقْصَرَ النَّاسِ خُطْبَةً وَأَقَلَّهُم هَذراً، وَكَانَ يُعْرَفُ بِالرِّيحِ الطَّيِّبِ إِذا أَقْبَلَ، وَكَانَ إِذَا أَكَلَ مَع القَوْمِ كَانَ أَوَّلَ مَنْ يَبْدَأُ وَآخِرَ مَنْ يَرْفَعُ يَدَهُ، وكانَ إذا أَكَلَ أَكَلَ مِمَّا يَليهِ، فَإِذا كَانَ الرُّطَبُ والتَّمْرُ جَالَت يَدُهُ، وَإذا شَرِبَ شَرِبَ ثَلَاثَةَ أَنْفَاسٍ، وَكَانَ يَمصُّ المَاءَ مَصّاً وَلَا يَعبُّهُ عَبَّاً، وَكَانَ يَمِينُهُ لِطَعَامِهِ وشَرابِهِ وأَخْذِهِ وَعَطَائِهِ، فَكَانَ لَا يَأْخُذُ إِلَّا بِيَمِينِهِ، وَلَا يُعْطِي إِلَّا بِيَمِينِهِ، وَكَانَ شِمَالُهُ لِمَا سِوَى ذَلِكَ مِنْ بَدَنِهِ، وَكَانَ يُحِبُّ التَّيَمُّنَ فِي جَمِيعِ أُمُورِهِ؛ فِي لبْسِهِ وَتَنَعُّلِهِ وَتَرَجُّلِهِ. وَكانَ إِذا دَعَا دَعَا ثَلاثَاً، وإِذَا تَكَلَّمَ تَكَلَّمَ وتْراً، وَإِذَا اسْتَأْذَنَ استَأْذَنَ ثَلاثاً، وَكَانَ كَلامُهُ فَصْلاً يَتَبَيَّنُهُ كُلُّ مَنْ سَمِعَهُ، وَإذَا تَكَلَّمَ رُئِيَ كالنُّورِ يَخرُجُ مِنْ بَيْنِ ثَنَايَاه (..) وَكَانَ نَظَرُهُ اللَّحْظَ بِعَيْنِهِ، وَكَانَ لَا يُكَلِّمُ أَحداً بِشَيءٍ يَكْرَهُهُ (..)».

13 - عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم يُقَسِّمُ لَحَظَاتِهِ بَيْنَ أَصْحَابِهِ، فَيَنْظُر إِلَى ذَا وَيَنْظُرُ إلى ذَا بِالسَّوِيَّةِ...».

14 - عن الصادق عليه السلام، قال: «مَا مِنْ مُؤْمِنٍ إِلَّا وَفِيهِ دُعَابَة، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ يُدَاعِبُ وَلَا يَقُولُ إِلَّا حَقّاً».

15 - عن معمر بن خلاد، قال: «سألت أبا الحسن عليه السلام فقلتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، الرَّجُلُ يَكُونُ مَع القَوْمِ فَيَمْضِي بَيْنَهُم كَلَامٌ يَمْزَحُونَ وَيَضْحَكُون؟ فقال: لَا بَأْسَ مَا لَمْ يَكُنْ، فَظَنَنْتُ أنَّه عَنَى الفُحش. ثمَّ قال: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم كَانَ يَأْتِيهِ الأعَرابِيُّ فَيَأْتِي إِلَيْهِ بِالهَدِيَّةِ، ثمَّ يَقُولُ مَكَانهُ: أَعْطِنَا ثَمَنَ هَدِيَّتِنَا! فَيَضْحَكُ رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وَسَلَّم...».

16 - عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وَسَلَّم أَكْثَر مَا يَجْلِسُ تِجَاهَ القِبْلَة».

17 - رُوي: «أنّ رَسُولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وَسَلَّم كانَ لا يَدَعُ أحداً يَمشي مَعَهُ إذا كانَ رَاكِباً حَتَّى يَحْمِلَه مَعَهُ، فَإِنْ أَبَى قَالَ: تَقَدَّمْ أَمَامِي وَأَدْرِكْنِي فِي المكَانِ الَّذِي تُرِيد».

18 - وجاء في (الآثار): «أنَّ رَسُولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وَسَلَّم لَم يَنْتَقِمْ لِنفسِهِ مِن أحدٍ قَطّ، بَل كانَ يَعفُو ويَصفَح».

19 - «كان رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وَسَلَّم إذا فَقَدَ الرَّجُلَ مِنْ إخْوانِهِ ثلاثةَ أيَّامٍ سألَ عنهُ، فَإنْ كانَ غائباً دَعَا له، وإِنْ كان شَاهِداً زارَه، وإِنْ كَانَ مَريضاً عَادَهُ».

20 - وفيه: عن أنَس قال: «خَدمتُ النَّبيَّ صلّى الله عليه وآله وسلّم تِسعَ سنين، فمَا أعلمُ أنّه قالَ لي قطّ، هلّا فعلتَ كذا وكذا؟ ولا عابَ عليَّ شيئاً قطّ».

21 - قال أنَس: «والّذي بَعَثَهُ بِالحَقِّ، مَا قَالَ لِي فِي شَيءٍ قَطّ كَرِهَهُ: لِمَ فَعَلْتَهُ؟ ولَا لامَنِي نِسَاؤُهُ إِلَّا قالَ: دَعوه، إنَّمَا كانَ هذا بكتابٍ وَقدَر».

22 - «ولقد كان صلّى الله عليه وآلِه وسلّم يدعو أصحابَه بكناهم إكراماً لهم (..) ويُكَنّي مَن لَمْ يَكُن لَهُ كُنْيَة (..) ويُكنّي أيضاً النِّساءَ اللَّاتِي لهنَّ الأولاد واللَّاتي لَم يَلِدنَ، ويكنِّي الصبيان...».

23 - «وكانَ صَلّى الله عليه وآلِهِ وسلّم يؤثِرُ الدَّاخلَ عليهِ بالوسَادَةِ الَّتي تَحتهُ، فَإِنَ أَبَى أَنْ يَقْبَلَهَا عَزَمَ عَلَيْهِ حَتَّى يَفْعَل».

 

في التنظّف والزينة

24 - قال رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وَسَلَّم: «إنَّ المَجُوسَ جَزُّوا لِحَاهُم وَوَفَّرُوا شَوارِبَهم، وإنَّا نحنُ نَجُزُّ الشَّوارِبَ ونُعْفِي اللّحَى».

25 - عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: «مِنَ سُنَنِ المُرْسَلِينَ السِّوَاكُ».

26 - «كانَ لا يُعرَض له طِيبٌ إلَّا تطيَّبَ، ويقول: هُوَ طَيِّبٌ رِيحُهُ خَفِيفٌ مَحْمَلُه».

27 - عن أبي عبد الله عليه السّلام، قال: «كانَ رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وَسَلَّم يُنْفِقُ فِي الطِّيبِ أَكْثَرَ مِمَّا يُنْفِقُ فِي الطَّعَام».

 

في السفر

28 - عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وَسَلَّم فِي سَفَرِهِ إِذَا هَبَطَ هَلَّلَ، وَإذا صَعدَ كَبَّرَ».

29 – روي أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم لَمْ يَرتَحِل مِن منزلٍ إِلَّا وَصَلَّى فيه ركعتين، وقال: «حَتَّى يَشْهَدَ عَلَيَّ بالصَّلاةِ».

30 - وفي (الفقيه)، قال: «كان رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وَسَلَّم إذا ودّعَ المؤمنين، قال: زَوَّدَكُمُ اللهُ التَّقْوَى، وَوَجَّهَكُم إِلَى كُلِّ خَيْرٍ، وقَضَى لَكُم كُلَّ حَاجَةٍ، وَسَلَّمَ لَكُم دِينَكُم وَدُنْيَاكُم، وَرَدَّكُم سَالِمِينَ إليَّ غَانِمِينَ».

31 - عن عليٍّ عليهم السلام: «أنّ رَسُولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وَسَلَّم كانَ يقولُ للقَادِم مِن مكّةَ: تَقَبَّلَ اللهُ نُسُكَكَ، وَغَفَرَ ذَنْبَكَ، وأَخْلَفَ عَلَيْكَ نَفَقَتَكَ».

 

في الملابس وما يتعلّق بها

32- «روي أنّه صلّى الله عليه وآله وسلّم كان يلبس من الثياب ما وجد من إزارٍ أو رداءٍ، أو قميصٍ أو جبّةٍ أو غير ذلك، وكان يعجبه الثياب الخضر، وكان أكثر ثيابه البياض، ويقول: (أَلْبِسُوهَا أَحْيَاءَكُم، وَكَفِّنُوا فِيهَا مَوْتَاكُم).

وكان له ثوبان لجُمعته خاصّة سوى ثيابه في غير الجمعة. وكانت له عمامةٌ تُسمَّى السّحاب، فوهبَها من عليٍّ عليه السلام، فربّما طلع عليٌّ فيها فيقول صلّى الله عليه وآله وسلّم: (أَتَاكُم علِيٌّ في السَّحاب).

وكان إذا لبسَ ثوباً لَبسَهُ مِنْ قِبَلِ ميامنه، ويقول: (الحَمْدُ للهِ الَّذي كَسَانِي مَا أُوارِي بِهِ عَوْرَتِي وَأَتَجَمَّلُ بِهِ فِي النَّاسِ)، وَإِذَا نَزَعَ ثَوْبَهُ أَخْرَجَهُ مِن مَيَاسِرِه».

33- عن عليٍّ عليه السلام: «البسُوا الثِّيابَ القُطنَ، فإنَّها لِباسُ رَسُولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وَسَلَّم، وَلَمْ يَكُنْ يَلْبسُ الشَّعْرَ والصُّوفَ إِلَّا مِنْ عِلَّةٍ».

34 - عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: «كانَ لِرَسُولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وَسَلَّم خَاتَمان: أَحَدهُما عَلَيه مَكْتُوبٌ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ، والآخَر: صَدَقَ اللهُ».

في المسكن وما يتعلّق به

35- توفّي رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وَسَلَّم وما وَضع لَبِنةً على لبنةٍ.

36 - قال صلّى الله عليه وآله: «المَسَاجِدُ مَجَالِسُ الأَنْبِياءِ».

37 - عن خديجة عليها السلام، قالت: «كان النَّبيُّ صلّى الله عليهِ وآلِهِ وسلَّم إذا دَخَلَ المَنْزِلَ دَعَا بِالإِناءِ فَتَطَهَّرَ لِلصَّلاةِ، ثُمَّ يَقومُ فَيُصَلّي رَكْعَتَين يُوجِزُ فِيهِما، ثُمَّ يَأْوِي إِلَى فِرَاشِهِ».

38 - عن أبي جعفر عليه السلام: «مَا استَيقظَ رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وَسَلَّم مِنْ نَوْمٍ قَطُّ إِلَّا خَرَّ للهِ سَاجِداً».

 

في الأطعمة والأشربة وما يتعلّق بالمائدة

39- عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: « مَا كَانَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وَسَلَّم مِنْ أَنْ يَظَلَّ جَائِعاً خَائِفاً فِي الله».

40 - عن العيص بن القاسم، قال: «قلت للصادق عليه السلام: حديثٌ يروى... مَا شَبِعَ رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وَسَلَّم مَنْ خُبْزِ بُرٍّ قَطّ، أَهُوَ صَحِيح؟ فقال: لَا، مَا أَكَلَ رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وَسَلَّم خُبْزَ بُرٍّ قَطّ، ولَا شَبِعَ مِنْ خُبْزِ شَعيرٍ قَطّ».

41 - عن زيد الشحّام، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: «مَا أكلَ رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وَسَلَّم مُتَّكِئاً مُنذُ بَعَثَهُ اللهُ حَتَّى قُبِضَ. كانَ يَأكُلُ أَكْلَةَ العَبْدِ، وَيَجلسُ جِلْسةَ العَبْد. قلت: وَلِمَ؟ قال: تَواضُعاً للهِ عَزَّ وَجَلَّ».

42 - عن أبي جعفر عليه السلام، قال: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وَسَلَّم يَأْكُلُ أَكْلَ العَبْدِ، وَيَجْلسُ جِلْسَةَ العَبْدِ، وَكَانَ يَأْكُلُ عَلى الحَضِيضِ وَيَنامُ عَلَى الحَضِيض».

43 – عن الصادق عليه السلام: «كان النّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وَسَلَّم يَأكلُ كلَّ الأصنافِ مِن الطَّعام، وكانَ يَأكلُ مَا أحَلَّ الله لَهُ مَع أَهلِهِ وَخَدَمهِ إذَا أَكَلُوا، وَمَع مَنْ يَدْعُوه مِنَ المُسْلِمِينَ عَلَى الأَكْلِ، وَعَلَى مَا أَكَلُوا عَلَيْهِ، وَمَا أَكَلُوا، إلّا أنْ يَنزلَ بِهِم ضَيفٌ فَيَأكُلُ مَع ضَيْفِهِ - إلى أن قال - وكانَ أَحبُّ الطّعامِ إليهِ مَا كانَ على ضَفَف». [الضّفف: كثرة العيال ونحوها، والضَّفة بالفتح: الجماعة]

44 - عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: «مَا قُدِّمَ إلى رَسُولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وَسَلَّم طَعامٌ فيهِ تَمْرٌ إِلَّا بَدَأَ بِالتَّمرِ».

45 - «كان رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وَسَلَّم يَحمدُ اللهَ بينَ كلِّ لقمتَين».

46 - وفي (المكارم) أنّه صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وَسَلَّم كانَ إذا شَرِبَ بَدَأَ فَسَمَّى - إلى أن قال: ويَمصُّ المَاء مَصّاً وَلَا يَعبُّهُ عَبَّاً، ويقول: إِنَّ الكُبادَ مِنَ العَبِّ. [الكُبادُ داءٌ يعرِضُ للكَبِد]

47 - عن عليٍّ عليه السلام، قال: «تَفَقَّدْتُ النَّبيَّ صلّى اللهُ عليهِ وآلِه وسلّم غيرَ مَرَّةٍ، وهوَ إذا شَرِبَ تَنَفَّسَ ثَلاثاً؛ مَع كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْها تَسْمِيَةٌ إِذَا شَرِبَ وتَحْمِيدٌ إذا انْقَطَعَ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: يَا عَلِيّ، شُكْراً للهِ تَعَالَى بِالحَمْدِ وتَسْمِيَةً مِنَ الدَّاءِ».

48 - وفي (المكارم): «كان صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وَسَلَّم لا يتنفَّسُ في الإناء إذا شَرِبَ، فإنْ أراد أنْ يتنفَّس أبعدَ الإناء عن فِيهِ حتّى يَتنفَّس».

49- «كان صلّى الله عليه وآله لا يأكل الحارَّ حتّى يَبرد (..) وكان إذا أكلَ سمَّى، ويأكلُ بِثلاثِ أصابع، ومِمّا يَلِيهِ، وَلَا يَتنَاوَلُ مِنْ بَينِ يَدَي غَيْرِه، ويُؤتَى بِالطَّعامِ فَيَشرع قَبْلَ القَومِ ثُمّ يَشرعون..».

50 - «كان صلّى الله عليه وآله يشرب بكفِّه يَصبُّ الماء فيها، ويقول: لَيسَ إناءٌ أَطْيَبَ مِنَ اليَد».

51 – عن الإمام الصادق عليه السلام: «كانَ رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وَسَلَّم يَذْبَحُ يَومَ الأضحى كَبْشَين، أَحَدُهُما عُن نَفْسِهِ والآخَرُ عَمَّنْ لَمْ يَجِدْ مِنْ أُمَّتِه».

في الأموات وما يتعلّق بها

52- كان النّبيّ صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وَسَلَّم إذا أَتْبَعَ جَنَازَةً غَلَبَتْهُ كَآبة، وَأَكْثَر حَديثَ النَّفس، وأقلَّ الكَلام.

53 - عن عليٍّ عليه السلام: «أنّ رَسُولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وَسَلَّم كان يَحثُو ثَلاثَ حَثَياتٍ مِنَ تُرابٍ على القَبْرِ».

54 - وعنه عليه السلام: «أنّ رَسُولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وَسَلَّم إذا عزَّى، قالَ: آجَرَكُمُ اللهُ ورَحِمَكُم، وإذا هنَّأَ قال: بَارَكَ اللهُ لكُم وبَارَكَ اللهُ عَلَيكُم».

في الصلاة وما يلحق بها

55 - عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: «المَضْمَضَةُ والاسْتِنْشَاقُ مِمَّا سَنَّ رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وَسَلَّم».

56 - وعنه عليه السلام: «غُسْلُ الجُمُعَةِ سُنَّةٌ واجِبَةٌ عَلَى الرِّجَالِ والنِّساءِ فِي السَّفَرِ وَالحَضَرِ (..) غُسْلُ يَومِ الجُمُعَةِ طَهُورٌ وكَفّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا مِنَ الذُّنُوبِ؛ مِنَ الجُمُعَةِ إِلى الجُمُعَة..».

57 - وعنه عليه السلام: «كانَ رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وَسَلَّم يُصَلّي مِنَ التَّطَوُّعِ مِثْلَي الفَرِيضَة، وَيَصُومُ مِنَ التَّطَوُّعِ مِثْلَي الفَرِيضَة».

58 - وعنه عليه السلام: «مَنْ قَالَ فِي وِتْرِهِ إذا أَوْتَرَ: (أسْتَغْفِرُ اللهَ رَبِّي وأَتُوبُ إِلَيْهِ) سَبْعِينَ مَرَّة، وَوَاظَبَ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى قَضَى سَنَةً، كَتَبَهُ اللهُ عِنْدَهُ مِنَ المُسْتَغْفِرينَ بِالأسْحَارِ. وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وَسَلَّم يَسْتَغْفرُ اللهَ فِي الوِتْرِ سَبْعِينَ مَرّةً، وَيَقُولُ: هَذَا مقَامُ العَائِذِ بِكَ مِنَ النَّارِ سَبْعاً..»، الخبر.

59 - كان النّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وَسَلَّم يقولُ فِي قُنوتِ الوِتْر: «اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ، وعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ، وتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِني شَرَّ مَا قَضَيْتَ، إِنَّكَ تَقْضِي وَلَا يُقْضَى عَلَيكَ، سُبْحَانَكَ رَبَّ البَيْتِ، أسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ وَأُؤمِنُ بِكَ وَأَتَوَكُّلُ عَلَيْكَ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ يَا رَحِيمُ».

60 - عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «كانَ رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وَسَلَّم إذا جَاءَ شَهْرُ رَمضان زَادَ فِي الصَّلاةِ، وَأَنا أَزِيدُ، فَزِيدُوا».

61 - قالت عائشة: «كان رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وَسَلَّم يُحَدِّثُنَا وَنُحَدِّثُهُ، فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلاةُ فَكَأَنَّهُ لَمْ يَعْرِفْنَا وَلَمْ نَعْرِفْه».

62 - عن ابن مسعود، قال: «كانَ رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وَسَلَّم يَمْسَحُ مَنَاكِبَنَا فِي الصَّلاةِ وَيقُولُ: اسْتَووا وَلَا تَخْتَلِفُوا فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكم..»، الخبر.

في الصيام

63 - وفي (الكافي): «قُبِضَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وَسَلَّم عَلَى صِيَامِ شَعْبانَ وَرَمضَانَ وثلاثةَ أيَّامٍ مِن كُلِّ شَهْرٍ».

64 - عن أنَس، قال: «كانت لِرَسُولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وَسَلَّم شربَةً يُفْطِرُ عَلَيها وَشربَةً للسَّحَرِ، ورُبَّمَا كَانَت وَاحِدةً ورُبَّما كانَت لَبَناً، وَرُبَّمَا كانَت الشّربَةُ خُبْزاً يُمَاث..»، الخبر.

65 - وفي (الفقيه) قال: «وكان رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وَسَلَّم إذا دَخَلَ شَهْرُ رَمَضانَ أَطْلَقَ كُلَّ أَسِيرٍ وَأَعْطَى كُلَّ سَائِلٍ».

في قراءة القرآن

66 - عن أمّ سلَمة رضيَ اللهُ عنها: «كان النّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وَسَلَّم يُقَطِّع قِراءتَه آيَةً آيَة».

67 - عن جابرٍ، قال: «كان صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وَسَلَّم لا يَنامُ حَتَّى يقرأَ (تبارك) و(ألم التنزيل)». [أي سورتَي المُلك والسجدة]

68 - عن عليّ بن أبي طالب عليه السلام، قال: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وَسَلَّم يُحِبُّ هَذِهِ السُّورَة: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى..».

أقول [العلامة الطباطبائي]: وله صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وَسَلَّم خُطبٌ وبيانات يرغّب فيها ويحثّ على التمسُّك بالقرآن والتدبُّر فيه، والاهتداء بهدايته، والاستنارة بنوره، وكان هو صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وَسَلَّم أولى الناس بما يندبُ إليه من الكمال وأسبقَ الناس وأسرعَهم إلى كلّ خير، وهو القائل: «شَيَّبَتْنِي سُورة هُود» [يشير صلّى الله عليه وآله إلى قوله تعالى فيها: ﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ..﴾ هود:112]، وقد رُوي عن ابن مسعود، قال: «أَمَرَنِي رَسُولُ الله صلّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّم أَنْ أَتْلُوَ عَلَيْهِ شَيْئاً مِنَ القُرآنِ، فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ مِنْ سُورَةِ (يونس) حتَّى إِذا بَلَغْتُ قَولَهُ تَعَالَى: ﴿..وَرُدُّوا إِلَى اللهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ..﴾ يونس:30، رَأَيْتُهُ وَإِذا الدَّمْعُ تَدُورُ فِي عَيْنَيْهِ الكَريمَتَين».

فهذه شذَراتٌ من آدابه وسُننه صلّى الله عليه وآله وسلّم، وقد استفاضت الروايات وتكرَّر النقلُ في كثيرٍ منها في كُتب الفريقَين، والكلام الإلهيّ يؤيّدها ولا يدفع شيئاً منها، والله الهادي.

 

اخبار مرتبطة

  ملحق شعائر/ 21

ملحق شعائر/ 21

  إصدارات عربية

إصدارات عربية

نفحات