مراقبات

مراقبات

08/02/2016

مراقبات شهر جُمادى الأولى

مراقبات شهر جُمادى الأولى

لِنُبَشِّرَ أَنْفُسَنا بِأَنّا قَدْ طَهُرْنَا بِوِلايَتِكِ

ــــــــــــــــ إعداد: «شعائر» ــــــــــــــــ

* جُمادى الأُولى هي الشّهر الخامس من أَوّل شهور السّنة في التّقويم الهجريّ، يليها جمادى الآخرة؛ سمّيتا بذلك لجمود الماء فيهما عند تسمية الشّهور في الجاهليّة قبل البعثة النبويّة بمئتي سنة تقريباً. والشّهور العربيّة كلّها مذكّرة إِلّا جماديّين فإِنّهما مؤَنّثان.

* من مناسبات جمادى الأولى شهادة السيّدة فاطمة الزّهراء عليها السَّلام، فقد رُوي بسند صحيح أنّها عاشت بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله خمسة وسبعين يوماً، فتكون شهادتها عليها السَّلام في الثالث عشر من الشهر.

* ومن أيّامه أيضاً ذكرى ميلاد الإمام زين العابدين عليه السَّلام. قال الشيخ المفيد في (مسارّ الشّيعة): «النّصف منه سنة ستّ وثلاثين من الهجرة كان مولد سيِّدنا أبي محمّد، عليّ بن الحسين زين العابدين عليهما السَّلام، وهو يوم شريف يُستحبّ فيه الصّيام والتّطوُّع بالخيرات».

* وفي الخامس منه سنة خمسة للهجرة وُلدت عقيلة بني هاشم السيّدة زينب بنت أمير المؤمنين عليهما السلام في المدينة المنوّرة.

 

اليوم الأوّل: دعاء غرّة الشّهر

* روى السيّد رضيّ الدين عليّ بن طاوس في (إقبال الأعمال) دُعاءً يُقرأ في اليوم الأوّل من هذا الشَّهر، فقال: «الدُّعاء في غرّة جُمادى الأولى:

أللّهمَّ أَنْتَ اللهُ وَأَنْتَ الرَّحْمَنُ الرَّحيمُ، وَأَنْتَ المَلِكُ القدُّوسُ، وَأَنْتَ السَّلامُ المُؤْمِنُ، وَأَنْتَ المُهَيْمِنُ، وَأَنْتَ العَزيزُ، وَأَنْتَ الجَبَّارُ، وَأَنْتَ المُتَكَبِّرُ، وَأَنْتَ الخالِقُ، وَأَنْتَ البارِئُ، وَأَنْتَ المُصَوِّرُ، وَأَنْتَ العَزيزُ الحَكيمُ، وَأَنْتَ الأوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهرُ وَالباطِنُ، لَكَ الأَسْماءُ الحُسْنى...».

(الدعاء بتمامه تجده في المصدر)

  

اليوم الثّالث عشر: شهادةُ الصّدِّيقة الكُبرى عليها السلام (على رواية)

* قال المُحدّث الشّيخ عبّاس القمّيّ في (مفاتيح الجنان): «والمناسب في الثّالث عشر، والرّابع عشر، والخامس عشر، من جُمادى الأولى زيارةُ فاطمة الزّهراء، صلوات الله عليها، وإقامةُ مأتمها، فقد رُوي بسندٍ صحيحٍ أنّها عاشت بعد أبيها خمسةً وسبعين يوماً، وقد كانت وفاةُ النّبيّ صلّى الله عليه وآله في الثّامن والعشرين من صفر على المشهور، فيلزم أن تكون وفاتُها عليها السَّلام في أحد هذه الأيّام الثّلاثة».

* وقال العلّامة الحلّيّ في (تذكرة الفقهاء): «تستحبّ زيارة فاطمة عليها السَّلام، فقد روى الشيخ، رحمه الله، بإسناده عنها عليها السَّلام، قالت: أَخْبَرَني أَبي وَهُوَ ذا، هُوَ أنّه مَنْ سَلَّمَ عَلَيْهِ وَعَلَيَّ ثَلاثَةَ أَيّامٍ أَوْجَبَ اللهُ لَهُ الجَنَّةَ، قلت لها (أي الراوي): في حياته وحياتك؟ قالت: نَعَمْ وَبَعْدَ مَوْتِنا».

ولاستحباب زيارة الصِّدّيقة الكبرى في هذه الأيّام، نورد نصوصاً مُتعدّدة لزيارتها، صلوات الله عليها، مختارةً من كتب العلماء، رضوان الله عليهم، ومنها:

* الزيارة الأولى: أوردها العلّامة الحلّيّ في (تذكرة الفقهاء)، عن بعض الهاشميّين، عن الإمام أبي جعفر عليه السَّلام أنّه قال له: «إذا صرتَ إلى قبر جدّتك فقُل:

يا مُمْتَحَنَةُ، امْتَحَنَكِ الَّذِي خَلَقَكِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَكِ، فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ به صابِرَةً، وَزَعَمْنا أَنّا لَكِ أَوْلِياءُ وَمُصَدِّقُونَ وَصابِرونَ لِكُلِّ ما أَتانا بِهِ أَبوكِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَأَتى بِهِ وَصِيُّهُ، عَلَيْهِ السَّلامُ، فَإِنّا نَسْأَلُكِ إِنْ كُنّا صَدَقْناكِ إِلّا أَلْحَقْتِنا بِتَصْديقِنا لَهُما لِنُبَشِّرَ أَنْفُسَنا بِأَنّا قَدْ طَهُرْنا بِوِلايَتِكِ».

* وقد وردت هذه الزّيارة في (مزار) الشّيخ المفيد (باختلاف في آخرها) تُزار بها عليها السّلام في البقيع:

«السَّلامُ عَلَيْكِ يا مُمْتَحَنَةُ، امْتَحَنَكِ الَّذِي خَلَقَكِ قَبْلَ أنْ يَخْلُقَكِ فَوَجَدَكِ لِما امْتَحَنَكِ به صابِرَةً،

وَنَحْنُ لَكِ أَوْلِياءُ وَمُصَدِّقُونَ، وَلِكُلِّ ما أتى بِهِ أبُوكِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَأَتى بِهِ وَصِيُّهُ عَلَيْهِ السَّلامُ مُسَلِّمُونَ، وَنَحْنُ نَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ اِذْ كُنّا مُصَدِّقينَ لَهُمْ أَنْ تُلْحِقَنا بِتَصْديقِنا لَهُمْ بِالدَّرَجَةِ العُليا (العالية) لِنُبَشِّرَ أَنْفُسَنا بِأَنّا قَدْ طَهُرْنا بِوَلايَتِهِمْ عَلَيْهِمُ السَّلامُ».

* الزيارة الثانية: أيضاً من (مزار) الشّيخ المفيد، وتُزار بها، صلوات الله عليها، في الرّوضة النّبويّة الشّريفة:

«السَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، السَّلامُ عَلى ابْنَتِكِ الصَّدِّيقَةِ الطّاهِرَةِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا فاطِمَةَ بِنْتَ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، يا سَيِّدَةَ نِساءِ العالَمينَ، أَيَّتُها البَتولُ الشَّهيدَةُ الطاهِرَةُ، لَعَنَ اللهُ مانِعَكِ إِرْثَكِ، وَدافِعَكِ عَنْ حَقِّكِ، وَالرّادَّ عَلَيْكِ قَوْلَكِ، لَعَنَ اللهُ أَشْياعَهُمْ وَأَتْباعَهُمْ وَأَلْحَقَهُمْ بِدَرْكِ الجَحيمِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْكِ وَعَلى أَبيكِ وَبَعْلِكِ وَوُلْدِكِ الأَئِمَّةِ الرّاشِدينَ، وَعَلَيْهِمُ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ».

* الزيارة الثالثة: أوردها الشيخ الكفعمي في (المصباح):

«السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ رَسُولِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ نَبِيِّ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ حَبيبِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ خَليلِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ أَمينِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ خَيْرِ خَلْقِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُهَا الْمَظْلُومَةُ، السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُهَا الْمُحَدَّثَةُ الْعَليمَةُ، أُشْهِدُ اللهَ وَرُسُلَهُ وَمَلائِكَتَهُ أَنّي راضٍ عَمَّنْ رَضيتِ عَنْهُ، ساخِطٌ عَلى مَنْ سَخَطْتِ عَلَيْهِ، مُتَبَرِّىءٌ مِمَّنْ تَبَرَّأْتِ مِنْهُ، مُوالٍ لِمَنْ والَيْتِ، مُعادٍ لِمَنْ عادَيْتِ، مُبْغِضٌ لِمَنْ أَبْغَضْتِ، مُحِبٌّ لِمَنْ أَحْبَبْتِ، وَكَفى بِاللهِ شَهيداً وَحَسيباً وَجازِياً وَمُثيباً». ثمّ تصلّي على النبيّ وعلى الأئمّة عليهم الصلاة والسَّلام.

اليوم الخامس عشر: ولادةُ الإمام عليّ بن الحسين، زين العابدين عليهما السَّلام

* في (مصباح الهدى في شرح العروة الوثقى) للشيخ محمّد تقي الآملي، عند تعداده الأيّام التي يستحبّ صومها، قال: «ومنها يوم النصف من جمادى الأولى، ذكره بعض الأصحاب، وعدّه من الصوم المندوب في (الجواهر)...

أقول: وصرّح الشيخ باستحبابه في (المصباح) وقال: بأنّ في النصف منه سنة ستّ وثلاثين كان مولد أبي محمّد علي بن الحسين زين العابدين عليهما السلام، ويستحبّ صيام هذا اليوم. وفيه بعينه من هذا الشهر من هذه السنة، كان فتح البصرة لأمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه. ولعلّ ما ذكره كافٍ للحكم باستحبابه بناء على ثبوته بفتوى الفقيه، لأجل قاعدة التسامح في أدلّة السنن».

* وممّا يُزار الإمام زين العابدين عليه السلام في هذا اليوم، زيارة أئمّة البقيع التي أوردها الشيخ المفيد في (المُقنعة):

«السَّلامُ عليكُمْ يا خُزّانَ عِلْمِ اللهِ وحَفَظَةَ سِرِّهِ وتَراجِمَةَ وحيْهِ، أتيتُكُمْ يا بَنِيَّ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ عارِفاً بِحَقِّكُمْ مُسْتَبْصِراً بِشَأْنِكُم مُعادِياً لِأَعْدائِكُمْ، بِأَبي أَنْتُمْ وَأُمّي، صَلّى اللهُ عَلى أَرْواحِكُمْ وَأَبْدانِكُمْ.

اللَّهُمَّ إنّي أتَوَلّى آخِرَهُمْ كَما تَوَلَّيْتُ أوَّلَهُمْ، وَأَبْرَأُ مِنْ كُلِّ وَليجَةٍ دونَهُمْ. آمَنْتُ بِاللهِ وكَفَرْتُ بِالجِبْتِ وِالطّاغُوتِ وَاللّاتِ والعُزّى وَكُلِّ نَدٍّ يُدْعَى مِنْ دونِ اللهِ».

وزاد الشيخ الكفعمي في (المصباح) في وداعهم سلام الله عليهم بعد هذه الزيارة: «السَّلامُ عَلَيْكُمْ أئِمَّةَ الْهُدى وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، أسْتَوْدِعُكُمُ اللهَ وَأقْرَأُ عَلَيْكُمُ السَّلامَ، آمَنّا بِاِللهِ وَبِالرَّسُولِ وَبِما جِئْتُمْ بِهِ وَدَلَلْتُمْ عَلَيْهِ، اللَّهُمَّ فَاكْتُبْنا مَعَ الشّاهِدينَ، وَلا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيارَتِهِمْ، وَالسَّلامُ عَلَيكُم وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ».

* صلاة الإمام زين العابدين عليه السلام: أوردها السيّد ابن طاوس في (جمال الأسبوع) ضمن صلوات الأئمّة عليهم السلام؛ قال رضوان الله عليه:

«صلاة الإمام زين العابدين عليه السلام: أربع ركعات؛ كلّ ركعة بـ(الفاتحة) مرّة، و(الإخلاص) مئة مرّة.

ثم تقرأ دعاء سيّدنا زين العابدين عليه السلام:

يا مَنْ أَظْهَرَ الجَمِيلَ وَسَتَرَ القَبِيحَ، يا مَنْ لَمْ يُؤاخِذْ بِالجَرِيرَةِ وَلَمْ يَهْتِكِ السِّتْرَ، يا عَظِيمَ العَفْوِ، يا حَسَنَ التَّجاوُزِ يا واسِعَ المَغْفِرَةِ، يا باسِطَ اليَدَينِ بِالرَّحْمَةِ، يا صاحِبَ كُلِّ نَجْوى، يا مُنْتَهى كُلِّ شَكْوى، يا كَرِيمَ الصَّفْحِ، يا عَظِيمَ الرَّجاءِ يا مُبْتَدِئاً بِالنِّعَمِ قَبْلَ اسْتِحْقاقِها، يا رَبَّنا وَسَيِّدَنا وَمَوْلانا، يا غايَةَ رَغْبَتِنا أَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ».

 

اليوم الخامس: ولادة الصّدِّيقة الصُّغرى عليها السلام

«أطلّت السيّدة زينب عليها السلام على الدنيا في الخامس من شهر جمادى الأولى في السنة الخامسة للهجرة في بيتٍ أذن اللهُ أن يُرفع ويُذكر فيه اسمُه، وفتحت الوليدة المباركة عينيها تتطلّع إلى وجوهٍ أكرمها ربّ العزّة عن أن تسجد لصنمٍ قطّ، مُتسلسلةً في أصلاب الطاهرين وأرحام المطهّرات.

وحَمَلت سيّدةُ نساء العالمين: فاطمة عليها السلام وليدتها إلى خير الخلق بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله: أميرِ المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام تسأله أن يختار للنسمة الطاهرة المباركة اسماً، فأبى أن يَسبِق رسولَ الله صلّى الله عليه وآله - وكان غائباً يومذاك - في تسميتها، ثمّ عاد النبيُّ صلّى الله عليه وآله إلى المدينة، فحملت الزهراء عليها السلام وليدتها إلى أشرف الكائنات وخاتم الرسل صلّى الله عليه وآله من الوحي ليختارَ اسماً لها، فسمّاها (زينب).

ومن غير المعهود أنّ الأب أو الجدّ إذا رُزِق ولداً أو حفيداً بكى وانتحب وذرف الدموع سِخاناً، فلماذا يحدّثنا التاريخ أن الحسين عليه السلام حَمَل إلى أبيه أمير المؤمنين عليه السلام بشارةَ ولادة أخته زينب، وأنّ أمير المؤمنين عليه السلام بكى - بأبي هو وأمّي - لمّا بُشّر بولادتها، فسأله الحسينُ عليه السلام عن علّة بكائه، فأخبره أنّ في ذلك سرّاً ستبيّنه له الأيّام.

ثمّ حُملت الوليدة الطاهرة إلى جدّها الحبيب محمّدٍ صلّى الله عليه وآله، فاحتضن رسولُ الله صلّى الله عليه وآله الطفلةَ الصغيرة وقبّل وجهها، ثمّ لم يتمالك أن أرخى عينَيه بالدموع.

وكان جبرئيل عليه السلام الذي هبط باسم (زينب) من ربّ العزّة قد أخبر حبيبه المصطفى صلّى الله عليه وآله بأنّ هذه الوليدة ستشهد المصائب تلو المصائب، وأنّها ستُفجَع بجدّها رسول الله صلّى الله عليه وآله، وبأمّها فاطمة سيّدة النساء عليها السلام، وبأبيها أمير المؤمنين عليه السلام، وبأخيها الحسن المجتبى عليه السلام سِبطِ رسول الله صلّى الله عليه وآله، ثمّ تُفجع بمصيبةٍ أعظم وأدهى، هي مصيبة قتل أخيها الحسين عليه السلام سيّد شباب أهل الجنّة في أرض كربلاء».

( زينب الكبرى للشيخ جعفر النقدي؛ وتراجم أعلام النساء للأعلمي)

 

عمود

هذان المقطعان من كتاب (في ظلال زينب عليها السلام) الصادر عن «جمعية إحياء التراث المقاوم»، وهو يوثّق مشاهدات وخواطر عن شهداء معركة الدفاع المقدّس.

***

.. فداءً للسيدة زينب عليها السلام

«بُنَيّ، أنت فداءٌ للسيّدة زينب عليها السلام، وكلّنا مستعدّون أن نموت فداءً لها، وإن لم يتبقَّ شباب ليدافعوا عنها، فسأذهب بنفسي.

وأرجو من الله أن تكون استشهدت عطشاناً! الإمام الحسين عليه السلام استشهد عطشاناً، وأبو الفضل عليه السلام استشهد عطشاناً، فأرجو من الله أن تكون قد استشهدت عطشاناً مثلهما، لتصبح فرحتي فرحتَين!».

من كلام لوالدة الشهيد إبراهيم جودت قانصوه – الدوير

استشهد بتاريخ 14/4/2013

 

***

اطلبوا الشهادة من الله بجاهها

تذكر والدة الشهيد أمير عباس الصاروط، أنّ ولدها كان في ليلة استشهاده مع ثلّةٍ من المجاهدين في إحدى النقاط العسكرية، فقال لأحدهم ممازحاً: «تنحَّ جانباً يا فلان، أنتم لديكم شهيد في عائلتكم، فافسحوا المجال لغيركم! ثمّ توجّه بالكلام مخاطباً الجميع: هذه ليلة مباركة، ليلة شهادة الحوراء زينب عليها السلام، فاطلبوا الشهادة من الله بجاهها، وإن شاء الله سأكون أوّلكم».

وبالفعل لم تمضِ لحظات على هذا الكلام، حتّى أُصيب أمير بشظيّة بالقرب من قلبه الطاهر، فلم يلتفت ناحية أحدٍ طلباً للمساعدة، وإنّما سجد مناجياً الزهراء عليها السلام، ليكون نداء «يا زهراء» بعد لحظات على تلك السجدة، آخر كلمة صدع بها لسانه، وخُتمت بها حياته. فالسلام عليه عاشقاً ما بقي الدهر!

 

الشهيد أمير عباس الصاروط – بعلبك

استشهد بتاريخ 26/5/2013

 

اخبار مرتبطة

  أيّها العزيز

أيّها العزيز

  دوريات

دوريات

08/02/2016

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

نفحات