صاحب الأمر

صاحب الأمر

08/02/2016

من قصص التشرّف بلقاء الإمام المهديّ عجّل الله تعالى فرجه الشريف


من قصص التشرّف بلقاء الإمام المهديّ عجّل الله تعالى فرجه الشريف

«سَلِ القائمَ عليه السلام، فإنّه إمامُ زمانك»

____ العلّامة المجلسي رحمه الله ____

أجمع علماء الإماميّة على إمكانيّة التشرّف بلقاء الإمام المهديّ المنتظر عجّل الله تعالى فرجه الشريف في زمن الغَيبة الكبرى. ومن العلماء الذين وثّقوا قصص التشرّف باللّقاء، العلّامة المجلسي، لا سيّما في الجزء الثاني والخمسين من (بحار الأنوار)، ومنه القصص الثلاث الآتية؛ أوردها رحمه الله في الباب الرابع والعشرين تحت عنوان: «في ذكر مَن رآه عليه السلام في الغَيبة الكبرى قريباً من زماننا».

 

 

المقدّس الأردبيلي في مسجد الكوفة

 

أخبرني جماعةٌ عن السيّد الفاضل أمير علّام، قال: كنتُ في بعض الليالي في صحن الروضة المُقدّسة بالغَريّ، على مشرّفها السلام، وقد ذهب كثيرٌ من الليل، فبينا أنا أجول فيها، إذ رأيت شخصاً مقبلاً نحو الروضة المُقدّسة فأقبلت إليه، فلمّا قربت منه عرفت أنّه أستاذنا الفاضل العالم التقيّ.. مولانا أحمد الأردبيلي، قدّس الله روحه.

فأخفيتُ نفسي عنه، حتّى أتى الباب، وكان مغلقاً، فانفتح له عند وصوله إليه، ودخل الروضة، فسمعته يكلّم كأنّه يناجي أحداً ثمّ خرج وأغلق الباب. فمشيت خلفه حتّى خرج من الغَريّ وتوجّه نحو مسجد الكوفة.

فكنت خلفه بحيث لا يراني حتّى دخل المسجد وصار إلى المحراب الذي استشهد أمير المؤمنين، صلوات الله عليه، عنده، ومكث طويلاً ثمّ رجع وخرج من المسجد، وأقبل نحو الغَريّ.

فكنت خلفه حتّى قَرُب من الحنّانة، فأخذني سُعالٌ لم أقدر على دفعه، فالتفتَ إليّ فعرفني، وقال: أنت مير علّام؟ قلت: نعم، قال: ما تصنع ههنا؟ قلت: كنتُ معك حيث دخلتَ الروضة المُقدّسة إلى الآن، وأُقسم عليك بحقّ صاحب القبر أن تخبرني بما جرى عليك في تلك الليلة، من البداية إلى النهاية.

فقال: أُخبرك على أن لا تخبر به أحداً ما دمتُ حيّاً، فلمّا توثّق ذلك منّي، قال: كنت أفكّر في بعض المسائل وقد أُغلقت عليّ، فوقع في قلبي أن آتي أمير المؤمنين، عليه السلام، وأسأله عن ذلك، فلمّا وصلتُ إلى الباب فُتح لي بغير مفتاحٍ كما رأيت، فدخلت الروضة وابتهلتُ إلى الله تعالى في أن يجيبني مولاي عن ذلك، فسمعت صوتاً من القبر: أن ائْتِ مسجدَ الكوفة وسَلِ القائمَ عليه السّلام، فإنّه إمام زمانك. فأتيتُ عند المحراب، وسألته عنها وأُجبت، وها أنا أرجع إلى بيتي.

 

 

اقرأ حرز اليمانيّ هكذا!

أخبرني والدي، رحمه الله، قال: كان في زماننا رجلٌ شريفٌ صالح كان يقال له: أمير إسحاق الأسترآباديّ، وكان قد حجّ أربعين حجّةً ماشياً، وكان قد اشتهر بين الناس أنّ الأرض تُطوى له.

فورد في بعض السنين بلدةَ أصفهان، فأتيته وسألته عمّا اشتهر فيه، فقال: كان سبب ذلك أنّي كنت في بعض السنين مع الحجيج متوجّهين إلى بيت الله الحرام، فلمّا وصلنا إلى موضعٍ كان بيننا وبين مكّة سبعة منازل أو تسعة، تأخّرت عن القافلة لبعض الأسباب حتّى غابت عنّي، وضللتُ الطَّريقَ، وتحيّرت وغلبني العطش حتّى أيست من الحياة.

فناديت: يا صالح، يا أبا صالح أرشِدونا إلى الطريق يرحمكم الله، فتراءى لي في منتهى البادية شبح، فلمّا تأمّلته، حضر عندي في زمانٍ يسير، فرأيته شابّاً حسن الوجه نقيّ الثياب، أسمر، على هيئة الشرفاء، راكباً جملاً، ومعه إداوة [الإداوة: إناء صغير من جلد يُتَّخَذُ للماء]، فسلّمتُ عليه فرّد عليّ السلام، وقال: أَنْتَ عَطْشانُ؟ قلت: نعم. فأعطاني الإداوة فشربت، ثمّ قال: تُريدُ أَنْ تَلْحَقَ القافِلَةَ؟ قلت: نعم، فأردَفني خلفه، وتوجّه نحو مكّة.

وكان من عادتي قراءة الحرز اليمانيّ في كلّ يوم، فأخذتُ في قراءته، فقال عليه السلام في بعض المواضع: اقرأ هكَذا، قال: فما مضى إلّا زمانٌ يسيرٌ حتّى قال لي: تَعْرِفُ هَذا المَوْضِعَ؟ فنظرتُ فإذا أنا بالأبطح. فقال: انْزِلْ، فلمّا نزلت رجعتُ وغاب عنّي.

فعند ذلك عرفت أنّه القائم عليه السلام فندمت وتأسّفت على مفارقته، وعدم معرفته، فلمّا كان بعد سبعة أيّام أتت القافلة، فرأوني في مكّة بعدما أيسوا من حياتي، فلذا اشتهرت بطيّ الأرض.

قال الوالد، رحمه الله: فقرأت عنده الحرز اليمانيّ وصحّحته وأجازني والحمد لله.

.. سيُعطيكَ اللهُ كلَيهما

أخبرني جماعةٌ من أهل الغَرِيّ، على مشرّفه السلام، أنّ رجلاً من أهل قاشان أتى إلى الغَريّ متوجّهاً إلى بيت الله الحرام، فاعتلّ علّة شديدة حتّى يَبِسَت رجلاه، ولم يقدر على المشي، فخلّفه رفقاؤه وتركوه عند رجلٍ من الصُّلحاء كان يسكن في بعض حجرات المدرسة المحيطة بالروضة المقدّسة، وذهبوا إلى الحجّ.

فكان هذا الرجل يُغلق عليه الباب كلّ يوم، ويذهب إلى الصحاري للتنزّه ولطلب الدراري التي تؤخَذ منها، فقال له في بعض الأيّام: إني قد ضاق صدري واستوحشتُ من هذا المكان، فاذهب بي اليوم واطرحني في مكانٍ واذهب حيث شئتَ.

قال: فأجابني إلى ذلك، وحملني وذهب بي إلى مقام القائم صلوات الله عليه خارجَ النجف، فأجلسني هناك وغسل قميصَه في الحوض وطرحه على شجرةٍ كانت هناك، وذهب إلى الصحراء، وبقيتُ وحدي مغموماً أفكّر فيما يؤول إليه أمري؛ فإذا أنا بشابٍّ صبيحِ الوجه، أسمر اللّون، دخل الصحن، وسلّم عليَّ وذهب إلى بيت المقام، وصلّى عند المحراب ركعاتٍ بخضوعٍ وخشوعٍ لم أر مثلها قطّ. فلمّا فرغ من الصلاة خرج وأتاني وسألني عن حالي، فقلت له: ابتُليت ببليّةٍ ضقتُ بها، لا يشفيني الله فأسلم منها، ولا يذهب بي فأستريح. فقال: لا تَحْزَنْ سَيُعْطيكَ اللهُ كِلَيْهما، وذهب.

فلمّا خرج رأيتُ القميصَ وقع على الأرض، فقمتُ وأخذت القميص وغسلته وطرحته على الشجرة، فتفكّرت في أمري، وقلت: أنا كنت لا أقدر على القيام والحركة، فكيف صرتُ هكذا؟ فنظرتُ إلى نفسي فلم أجد شيئاً ممّا كان بي، فعلمت أنّه كان القائم صلوات الله عليه، فخرجت فنظرت في الصحراء فلم أر أحداً، فندمتُ ندامةً شديدة.

فلمّا أتاني صاحب الحجرة، سألني عن حالي وتحيّر في أمري، فأخبرته بما جرى فتحسّر على ما فات منه ومنّي، ومشيتُ معه إلى الحجرة.

قالوا: فكان هكذا سليماً حتى أتى الحجيج ورفقاؤه، فلمّا رآهم بقيَ معهم قليلاً، ثمّ مرض ومات، ودُفن في الصحن، فظهر صحّة ما أخبره عليه السلام من وقوع الأمرَين معاً.

وهذه القصّة من المشهورات عند أهل المشهد، وأخبرني بها ثقاتهم وصلحاؤهم.


اخبار مرتبطة

  أيّها العزيز

أيّها العزيز

  دوريات

دوريات

08/02/2016

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

نفحات