مراقبات شهر شعبان

مراقبات شهر شعبان

01/07/2011

أبرزها: المناجاة الشعبانيّة، وأعمال ليلة النّصف

 إعداد: «شعائر»

* شَعْبان: من شَعْب، على وزن مَنْع، وهو الشهر الثامن من أشهُر السَّنة الهجريّة، وفي الحديث عن أمير المؤمنين عليه السلام: «..سمّاه ربُّنا شعبان، لِتَشَعُّبِ الخيرات فيه..».

* وفي اللّغة: التَّشَعُّب هو التفرُّق، يُقال: شعبَ الرَّجلُ أمرَه، إذا فرَّقَه وشتَّته. وقيل إنّ العرب كانت تتشعّبُ (تتفرّق) فيه بحثاً عن الماء.

* من أبرز مناسبات هذا الشهر الشريف: ولادة الإمام الحسين عليه السلام يوم الثالث منه، وولادة الإمام المهديّ عجّل الله تعالى فرجه الشّريف ليلة النّصف، وأيضاً ولادة الإمام عليّ بن الحسين السجّاد عليه السلام في اليوم الخامس، وولادة المولى أبي الفضل العبّاس والمولى عليّ الأكبر عليهما السلام، في اليومين الرّابع والحادي عشر على التوالي.

المراقبات: وهذا المنزل [شهر شعبان] من منازل العمر للسالك إلى الله تعالى، له شأنٌ عظيم، وفضلٌ كثير، فيه ليلة من ليالي القدر، وقد وُلِد مولود فيه وَعَد اللهُ به النَّصر لكلّ مظلومٍ من أوليائه، وأنبيائه، وأصفيائه، مذ هبط أبونا آدم على نبيّنا وآله وعليه السلام على الأرض، وَوَعدَ أن يملأ به الأرض قسطاً وعدلاً، بعدما مُلئت ظلماً وجَوراً.

موجز بأهم الأعمال

لا بدَّ لكلِّ مَن أراد نيْل بركات المواسم الإلهيّة أن يعمد إلى التخطيط وتنظيم الوقت كي لا تفوته المواهب السنيّة في خِضمِّ المشاغل اليوميّة، فيغرق في ما يُشبَّه له أنّه أولويّات، ويغفل عن حقِّ نفسه عليه، وزادها لسفرها.
ما يلي فهرس موجز بأهمّ أعمال هذا الشهر الشريف:
* الصوم: يستحب صوم الشهر كله ، ووصله بشهر رمضان.
* الإكثار من الصلاة على محمّد وآل محمّد صلّى الله عليه وآله.
* التهليل والإستغفار.(أُنظر: «يذكرون»)* الصدقة اليوميّة.* الدعاء المعروف بصلاة الزوال. (أُنظر: «يذكرون»)
* المناجاة الشعبانيّة المرويّة عن أمير المؤمنين عليه السلام. (أُنظر: «لولا دعاؤكم»)
* صلاة كلّ يوم خميس. (أُنظر: «كتاباً موقوتاً»)
*أعمال اليوم الثالث. ولادة الإمام الحسين عليه السلام.
* ليلة النصف ويومه – ولادة الإمام المهديّ المنتظر عجّل الله تعالى فرجه الشريف.
* الإهتمام الدقيق بالأسبوع الأخير من شهر شعبان. أنظر: (حِكَم) حديث الإمام الرضا عليه السلام.

تفصيل في بعض البنود المتقدمة

1. الصوم: سُئل رسول الله صلّى الله عليه وآله: أيُّ الصيام أفضل؟ فقال: «شعبان، تعظيماً لشهر رمضان».
* الإمام الصادق عليه السلام: «صيام شعبان ذُخر لِلعبد يوم القيامة، وما مِن عبدٍ يُكثر الصَّوم في شعبان إلَّا أصلح الله له معيشته وكفاه شرّ عدوه، وإنَّ أدنى ما يكون لِمَن يصوم يوماً من شعبان أن تَجِب له الجنَّة».
2. الصدقة: عن الإمام الصادق عليه السلام: «مَن تصدَّق بصدقةٍ في شعبان، ربَّاها الله عزَّ وجلَّ له كما يربِّي أحدكم فصيله [الصغار من الإبل]، حتّى توافي يوم القيامة وقد صارت له مثل جبل أُحُد».
3. الصلاة على محمّد وآل محمّد: ينبغي الإكثار في هذا الشهر من قول: «أللّهمّ صلِّ على محمّدٍ وآلِ محمّد»، فقد رُوي عن رسول الله صلّى الله عليه وآله: «وأَكْثِروا في شعبان من الصلاة على نبيِّكم وأهلِه».

أعمال شهر شعبان الخاصّة

من صلوات اللّيلة الأولى

* رسول الله صلّى الله عليه وآله: «مَن صلّى أوّل ليلة من شعبان اثنتي عشرة ركعة، يقرأ في كلّ ركعة فاتحة الكتاب و(قل هو الله أحد) خمس عشرة مرة، أعطاه الله تعالى ثواب اثني عشر ألف شهيد، وكَتب له عبادة اثنتي عشرة سنة، وخرج من ذنوبه كيوم ولدته أمّه، وأعطاه الله بكلّ آية في القرآن قصراً في الجنة».

* وعنه صلّى الله عليه وآله: «مَن صلّى أوّل ليلة من شعبان ركعتين، يقرأ في كلِّ ركعة فاتحة الكتاب مرّة وثلاثين مرّة (قل هو الله أحد)، فإذا سلّم قال: أللّهمَّ هذا عهدي عندك إلى يوم القيامة، حُفِظ من إبليس وجنوده وأعطاه الله ثواب الصدِّيقين».

اليوم الأوّل

* من حديث طويل للنبيّ صلّى الله عليه وآله لأصحابه في غُرّة شعبان، قال: «.. وإنّ الله عزّ وجلّ إذا كان أوّل يوم من شعبان أَمَر بأبواب الجنّة فتُفتح، ويأمر شجرة طوبى فتُدني أغصانها من هذه الدنيا، ثمَّ ينادي منادي ربَّنا عزَّ وجلَّ: يا عِبادَ الله، هذه أغصان شجرة طوبى فتعلّقوا بها لترفعكم إلى الجنَّة، وهذه أغصان شجرة الزّقوم فإيّاكم وإيّاها لا تؤدِّيكم إلى الجحيم. فوالّذي بعثني بالحقِّ نبيّاً، إنّ من تَعاطى باباً من الخير في هذا اليوم، فقد تعلّق بغصنٍ من أغصان شجرة طوبى فهو مؤدّيه إلى الجنَّة، وإنّ مَن تَعاطى باباً من الشرِّ في هذا اليوم فقد تعلّق بغصن من أغصان شجرة الزقّوم، فهو مُؤدّيه إلى النار. فمَن تطوّع لله بصلاة في هذا اليوم فقد تعلَّق منه بغصن، ومن صام في هذا اليوم تعلّق منه بغصن، ..»

* الصوم: رسول الله صلّى الله عليه وآله: «من صام أوَّل يوم من شعبان كتب الله له عزَّ وجلَّ سبعين حسنة، الحسنة تَعدل عبادة سنة».

اليوم الثالث: ولادة الإمام الحسين بن عليّ عليهما السلام
«حسين منّي وأنا من حسين»

إقبال الأعمال: اليوم الثالث منه فيه وُلد الحسين بن عليّ عليهما السلام، فَصُم وادعُ فيه بهذا الدعاء: (أنظر: "إستهلال" أول الملف من هذا العدد).
* ثمّ تدعو بعد ذلك بدعاء الحسين عليه السلام، وهو آخر دعائه عليه السلام يوم كثرت عليه أعداؤه، وهو يوم عاشوراء: أللّهُمَّ أَنْتَ مُتَعالِي المَكانِ عَظِيمُ الجَبَروتِ شَدِيدُ المِحال غَنِيٌّ عَنِ الخَلائِقِ، عَرِيضُ الكِبْرِياءِ قادِرٌ عَلى ما تَشاءُ، قَرِيبُ الرَّحْمَةِ صادِقُ الوَعْدِ سابِغُ النِّعْمَةِ حَسَنُ البَلاءِ، قَرِيبٌ إِذا دُعِيتَ، مُحيطٌ بِما خَلَقْتَ، قابِلُ التَّوْبَةِ لِمَنْ تابَ إِلَيْكَ، قادِرٌ عَلى ما أَرَدْتَ، وَمُدْرِكٌ ما طَلَبْتَ، وَشَكُورٌ إِذا شُكِرْتَ، وَذَكُورٌ إِذا ذُكِرْتَ؛ أَدْعُوكَ مُحْتاجاً وَأَرْغَبُ إِلَيْكَ فَقِيراً وَأَفْزَعُ إِلَيْكَ خائِفاً وَأَبْكِي إِلَيْكَ مَكْرُوباً وَأَسْتَعِينُ بِكَ ضَعِيفاً وَأَتَوَكَّلُ عَلَيْكَ كافِياً، أُحْكُمْ بَيْنَنا وَبَيْنَ قَوْمِنا فَإِنَّهُمْ غَرُّونا وَخَدَعُونا وَخَذَلُونا وَغَدَرُوا بِنا وَقَتَلُونا، وَنَحْنُ عِتْرَةُ نَبِيِّكَ وَوُلْدُ حَبِيبِكَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله، الَّذِي اصْطَفَيْتَهُ بِالرِّسالَةِ وَائْتَمَنْتَهُ عَلى وَحْيِكَ، فَاجْعَلْ لَنا مِنْ أَمْرِنا فَرَجاً وَمَخْرَجاً بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

اللّيلة الثالثة عشرة

وهي أوّلى اللّيالي البيض الثلاث، ونورد هنا صلاة هذه اللّيالي -تقدّم ذِكرها في عدد شهر رجب الفائت- برواية الإمام الصادق عليه السلام تأكيداً على أهميّتها: «أُعطيَتْ هذه الأمّة ثلاثة أشهر لم يُعطها أحد من الأُمم؛ رجب وشعبان وشهر رمضان، وثلاث ليالٍ لم يُعط أحد مثلها؛ ليلة ثلاث عشرة وليلة أربع عشرة وليلة خمس عشرة من كلّ شهر، وأُعطيت هذه الأمّة ثلاث سوَر لم يُعطها أحد من الأُمم؛ هي يس وتبارك المُلك و(قل هو الله أحد)، فمَن جمع بين هذه الثلاث فقد جمع أفضل ما أُعطيت هذه الأمّة، فقيل: وكيف يجمع بين هذه الثلاث؟ فقال: يصلّي في كلّ ليلة من الليالي البيض من هذه الثلاثة أشهر، في اللّيلة الثالثة عشرة ركعتين، يقرأ في كلّ ركعة فاتحة الكتاب وهذه الثلاث سور، وفي الليلة الرابعة عشرة أربع ركعات، يقرأ في كلّ ركعة فاتحة الكتاب، وهذه الثلاث سور، وفي الليلة الخامسة عشرة ستّ ركعات، يقرأ في كلّ ركعة فاتحة الكتاب وهذه الثلاث سور، فيَحوز فضل هذه الأشهر الثلاثة، ويُغفر له كلّ ذنب سوى الشرك».

إحياء ليلة النصف من شعبان

المراقبات: إنّها ليلة وُلد فيها مولودٌ لم يُولد مثله في تطهير الأرض والفرج العامّ للمؤمنين من الأُمم، ونَشر رايات عدل الله تعالى على أهل الأرض، وكمال الجَمْع بين سياسة الدِّين والدُّنيا. والسالكُ إذا بلغ هذا المنزل، عليه أن يقطع أولاً نظره في هذه اللّيلة من اللذّة بالدُّنيا ومن الراحة فيها، ويوطِّن نفسه أنّها ليلة وداعه للدُّنيا، وإن قَدَّر نفسه فيها أنّها مثلَ ليلةٍ يقوم في صبيحتها يومُ القيامة، يخفُّ عليه ثِقل الأعمال، بل يثقُل عليه مُضيُّ اللّيلة وتمامُها.

إقبال
الأعمال: إيّاك إيّاك أن تُضيّع شيئاً من الوقت في هذه اللّيلة بما يضرّك من الحركات والسكنات، أو بما لا ينفعك بعد الممات، فإنْ غلبك النوم بغير اختيارك حتّى شغلك عن بعض عبادتك ودعائك وأذكارك، فَلْيَكُن نومك لأجل طلب القوّة على العبادة كَنَوْم أهل السعادة.

أعمال ليلة النصف

1. الغسل: وهو يخفّف الذنوب، قال الشيخ المفيد رحمه الله: «ويُستحبّ في هذه اللّيلة الغسل».

2. زيارة الإمام الحسين عليه السلام: قال الشيخ المفيد: «وفي هذه اللّيلة تكون زيارة سيّدنا أبي عبد الله الحسين بن عليّ عليه السلام ".."، ومن لم يستطع زيارة الحسين بن عليّ عليهما السلام في هذه الليلة، فليزُر غيره من الأئمّة عليهم السلام، فإنْ لم يتمكّن من ذلك أومى إليهم بالسلام، وأحياها بالصلاة والدعاء». وفي الرواية أنّ مَن أراد أنْ يُصافحه أرواح مائة وأربعة وعشرين ألف نبيّ، فَلْيَزُره عليه السلام في هذه الليلة، وأقلّ ما يُزار به عليه السلام، أنْ يصعد الزائر سطحاً مرتفعاً فينظر يُمنةً ويُسرة، ثمّ يرفع رأسه إلى السماء ويقول: «السّلام عليك يا أبا عبدالله، السلام عليك ورحمة الله وبركاته».
وقال الشيخ الطوسي: «أفضل الأعمال فيها زيارة أبي عبد الله الحسين بن عليّ عليهما السلام».
وقد وردت زيارة مخصوصة لهذه اللّيلة الشريفة في كُتُب الأدعية.

3. الأذكار: الإمام الصادق عليه السلام: «..فاجتَهِدوا في الدعاء والثناء على الله تعالى، فإنّه مَن سَبَّح الله تعالى فيها [ليلة النصف] مائة مرّة، وحَمده مائة مرّة، وكبَّره مائة مرّة، وهلَّله [لا إله إلّا الله] مائة مرّة، غفر الله له ما سلف من معاصيه، وقضى له حوائج الدنيا والآخرة، ما التمسه وما علم حاجته إليه وإن لم يلتمسه منه، تفضُّلاً على عباده».

4. الصلاة: الصلاة الأولى: أربع ركعات، تقرأ في كلّ ركعة الحمد و(قل هو الله أحد) مائة مرة، فإذا فرغت قلت: أللّهُمَّ إِنِّي إِلَيْكَ فَقِيرٌ وَمِنْ عَذابِكَ خائِفٌ مُسْتَجِيرٌ، أللّهُمَّ لا تُبَدِّلْ إسْمِي وَلا تُغَيِّرْ جِسْمِي وَلا تُجْهِدْ بَلائِي وَلا تُشْمِتْ بِي أَعْدائِي، أَعُوذُ بِعَفْوِكَ مِنْ عِقابِكَ وَأَعُوذُ بِرَحْمَتِكَ مِنْ عَذابِكَ وَأَعُوذُ بِرِضاكَ مِنْ سَخَطِكَ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ، جَلَّ ثَناؤُكَ، أَنْتَ كَما أَثْنَيْتَ عَلى نَفْسِكَ وَفَوْقَ ما يَقُولُ القائِلُونَ، ثمَّ ادعُ بما أحببت.
* الصلاة الثانية: الإمام الصادق عليه السلام: إذا أنت صلَّيت العشاء الآخرة فصلِّ ركعتين تقرأ في الأولى الحمد وسورة الجحد [قل يا أيها الكافرون]، واقرأ في الركعة الثانية الحمد وسورة التوحيد (قل هو الله أحد)، فإذا أنت سلّمت قلت: سبحان الله ثلاثاً وثلاثين مرّة، والحمد لله ثلاثاً وثلاثين مرّة، والله أكبر أربعاً وثلاثين مرّة، ثمَّ قل:
 
يا مَنْ إِلَيْهِ مَلْجأُ العِبادِ فِي المُهِمَّاِت وَإِلّيْهِ يَفْزَعُ الخَلْقُ فِي المُلِمَّاتِ، يا عالِمَ الجَهْرِ وَالخَفِيَّاتِ، يا مَنْ لا تَخْفى عَلَيْهِ خَواطِرُ الأوْهامِ وَتَصرُّفُ الخَطَراتِ، يا رَبَّ الخَلائِقِ وَالبَرِيَّات، يا مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ الأَرضِينَ وَالسَّماواتِ، أَنْتَ الله لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ، أَمُتُّ إِلَيْكَ بِلا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ، فَيا لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ اجْعَلْنِي فِي هذِهِ الليْلَةِ مِمَّنْ نَظَرْتَ إِلَيْهِ فَرَحِمْتَهُ، وَسَمِعْتَ دُعاءَهُ فَأَجَبْتَهُ، وَعَلِمْتَ اسْتِقالَتَهُ فَأَقَلْتَهُ، وَتَجاوَزْتَ عَنْ سالِفِ خَطِيئَتِهِ وَعَظِيمِ جَرِيرَتِهِ، فَقَدْ اسْتَجَرْتُ بِكَ مِنْ ذُنُوبِي وَلَجَأْتُ إِلَيْكَ فِي سَتْرِ عُيُوبِي، أللّهُمَّ فَجُدْ عَلَيَّ بِكَرَمِكَ وَفَضْلِكَ وَاحْطُطْ خَطايايَ بِحِلْمِكَ وَعَفْوِكَ، وَتَغَمَّدْنِي فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ بِسابِغِ كَرامَتِكَ، وَاجْعَلْنِي فِيها مِنْ أَوْلِيائِكَ الَّذِينَ اجْتَبَيْتَهُمْ لِطاعَتِكَ وَاخْتَرْتَهُمْ لِعِبادَتِكَ وَجَعَلْتَهُمْ خالِصَتَكَ وَصَفْوَتَكَ، أللّهُمَّ اجْعَلْنِي مِمَّنْ سَعِدَ جَدُّهُ وَتَوَفَّرَ مِنَ الخَيْراتِ حَظُّهُ، وَاجْعَلْنِي مِمَّنْ سَلِمَ فَنَعِمَ وَفازَ فَغَنِمَ، وَاكْفِنِي شَرَّ ما أَسْلَفْتُ وَاعْصِمْنِي مِنَ الإزْدِيادِ فِي مَعْصِيَتِكَ، وَحَبِّبْ إِلَيَّ طاعَتَكَ وَما يُقَرِّبُنِي مِنْكَ وَيُزْلِفُنِي عِنْدَكَ. سَيِّدِي، إِلَيْكَ يَلْجَأُ الهارِبُ وَمِنْكَ يَلْتَمِسُ الطَّالِبُ وَعَلى كَرَمِكَ يُعِّولُ المُسْتَقِيلُ التائبُ، أَدَّبْتَ عِبادَكَ بِالتَّكَرُّمِ وَأَنْتَ أَكْرَمُ الأكْرَمِينَ، وَأَمَرْتَ بِالعَفْوِ عِبادَكَ وَأَنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ، أللّهُمَّ فَلا تَحْرِمْنِي ما رَجَوْتُ مِنْ كَرَمِكَ وَلا تُؤْيِسْنِي مِنْ سابِغِ نِعَمِكَ وَلا تُخَيِّبْنِي مِنْ جَزِيلِ قِسَمِكَ فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ لأهْلِ طاعَتِكَ، وَاجْعَلْنِي فِي جُنَّةٍ مِنْ شِرارِ بَرِيَّتِكَ. رَبِّ، إِنْ لْم أَكُنْ مِنْ أَهْلِ ذلِكَ فَأَنْتَ أَهْلُ الكَرَمِ وَالعَفْوِ وَالمَغْفِرَةِ، وَجُدْ عَلَيَّ بِما أَنْتَ أَهْلُهُ لا بِما أَسْتَحِقُّهُ، فَقَدْ حَسُنَ ظَنِّي بِكَ وَتَحَقَّقَ رَجائِي لَكَ وَعَلِقَتْ نَفْسِي بِكَرَمِكَ فَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ وَأَكْرَمُ الأكْرَمِينَ، أللّهُمَّ وَاخْصُصْنِي مِنْ كَرَمِكَ بِجَزِيلِ قِسَمِكَ وَأَعوذُ بِعَفْوِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَاغْفِرْ لِي الذَّنْبَ الَّذِي يَحْبِسُ عَلَيَّ الخُلُقَ (عَنّي الخَلْقَ) وَيُضيِّقُ عَلَيَّ الرِّزْقَ، حَتّى أَقُومَ بصالِحِ رِضاكَ وَأنْعَمَ بِجَزِيلِ عَطائِكَ وَأَسْعَدَ بِسابِغِ نَعْمائِكَ، فَقَدْ لُذْتُ بِحَرَمِكَ وَتَعَرَّضْتُ لِكَرَمِكَ وَاسْتَعَذْتُ بِعَفْوِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ وبِحِلْمِكَ مِنْ غَضَبِكَ، فَجُدْ بِما سَأَلْتُكَ وَأَنِلْ ما التَمَسْتُ مِنْكَ، أَسْأَلُكَ بِكَ لا بِشَيْءٍ هُوَ أَعْظَمُ مِنْكَ.
 
ثمّ تسجد وتقول: [يا رَبّ] عشرين مرة، [يا الله] سبع مرات، [لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلَّا بِالله] سبع مرات، [ما شاءَ الله] عشر مرات، [لا قُوَّةَ إِلَّا بِالله] عشر مرات، ثمّ تصلّي على النبيّ صلّى الله عليه وآله وتسأل حاجتك، فوالله لو سألت بها بعدد القطر لبلّغك الله عزَّ وجلَّ إيّاها بكرمه وفضله.

* الصلاة الثالثة: رسول الله صلّى الله عليه وآله: «مَن صلّى ليلة النصف من شعبان مائة ركعة بألف مرة (قل هو الله أحد)، لم يَمُت قلبه يوم يموت القلوب، ولم يمت حتّى يرى مائة ملك يؤمنونه من عذاب الله، ثلاثون منهم يبشِّرونه بالجنَّة، وثلاثون كانوا يعصمونه من الشيطان، وثلاثون يستغفرون له آناء الليل والنهار، وعشرة يَكيدون مَن كاده».

* الصلاة الرابعة: رسول الله صلّى الله عليه وآله: «مَن تطهّر ليلة النصف من شعبان فأحسن الطُّهر ولَبِس ثوبين نظيفين، ثمّ خرج إلى مصلّاه فصلّى العشاء الآخرة، ثمّ صلّى بعدها ركعتين يقرأ في أوّل ركعة الحمد وثلاث آيات من أوّل البقرة، وآيةَ الكُرسي، وثلاث آيات من آخرها [سورة البقرة]، ثمّ يقرأ في الركعة الثانية الحمد و(قل أعوذ بربِّ الناس) سبع مرات، و(قل أعوذ بربِّ الفلق) سبع مرات، و(قل هو الله أحد) سبع مرات، ثمّ يسلّم ويصلّي بعدها أربع ركعات، يقرأ في أوّل ركعة يس، وفي الثانية حم الدخان، وفي الثالثة ألم السجدة، وفي الرابعة (تبارك المُلك)، ثمّ يصلّي بعدها مائة ركعة، يقرأ في كلّ ركعة (قل هو الله أحد) عشر مرات والحمد مرّة واحدة، قضى الله تعالى له ثلاث حوائج، إمّا في عاجل الدنيا أو في آجل الآخرة، ثمّ إن سأل أن يراني من ليلة رآني».

5. الدعاء: أن يدعو بهذا الدعاء وهو بمثابة زيارة للإمام المهديّ صلوات الله عليه: أللّهُمَّ بِحَقِّ لَيْلَتِنا وَمَوْلُودِها وَحُجَّتِكَ وَمَوْعُودِها الَّتِي قَرَنْتَ إِلى فَضْلِها فَضْلاً فَتَمَّتْ كَلِمَتُكَ صِدْقاً وَعَدْلاً، لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِكَ وَلا مُعَقِّبَ لآياتِكَ، نُورُكَ المُتَأَلِّقُ وَضِياؤُكَ المُشْرِقُ وَالعَلَمُ النُّورُ فِي طَخْياء الدَيْجُورِ، الغائِبُ المَسْتُورُ جَلَّ مَوْلِدُهُ وَكَرُمَ مَحْتِدُهُ وَالمَلائِكَةُ شُهَّدُهُ وَالله ناصِرُهُ وَمُؤَيِّدُهُ إذا آنَ مِيعادُهُ وَالمَلائِكَةُ أَمْدادُهُ، سَيْفُ الله الَّذِي لا يَنْبُو وَنُورُهُ الَّذِي لا يَخْبُو وَذُو الحِلْمِ الَّذِي لا يَصْبُو، مَدارُ الدَّهْرِ وَنَوامِيسُ العَصْرِ وَوُلاةُ الأمْرِ وَالمُنَزَّلُ عَلَيْهِمْ ما يَتَنَزَّلُ فِي لَيْلَةَ القَدْرِ وَأَصْحابُ الحَشْرِ وَالنَّشْرِ تَراجِمَةُ وَحْيِهِ وَوُلاةُ أَمْرِهِ وَنَهْيِهِ. أللّهُمَّ فَصَلِّ عَلى خاتِمِهِمْ وَقائِمِهِمْ المَسْتُورِ عَنْ عَوالِمِهِمْ، أللّهُمَّ وَأدْرِكْ بِنا أَيَّامَهُ وَظُهُورَهُ وَقِيامَهُ وَاجْعَلْنا مِنْ أنْصارِهِ وَاقْرِنْ ثَأْرَنا بِثَأْرِهِ، وَاكْتُبْنا فِي أَعْوانِهِ وَخُلَصائِهِ وَأحْيِنا فِي دَوْلَتِهِ ناعِمِينَ وَبِصُحْبَتِهِ غانِمِينَ وَبِحَقِّهِ قائِمِينَ وَمِنَ السُّوءِ سالِمِينَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العالَمِينَ وَصَلَواتُهُ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيِّنَ وَالمُرْسَلِينَ وَعَلى أَهْلِ بَيْتِهِ الصَّادِقِينَ وَعِتْرَتِهِ النَّاطِقِينَ، وَالعَنْ جَمِيعَ الظَّالِمِينَ وَاحْكُمْ بَيْنَنا وَبَيْنَهُمْ يا أَحْكَمَ الحاكِمِينَ.

* دعاء كُميل الذي علّمه أمير المؤمنين عليه السلام لكميل بن زياد النخعي.

* دعاء مروي عن الإمام الصادق عليه السلام:أللّهُمَّ أَنْتَ الحَيُّ القَيُّومُ العَلِيُّ العَظِيمُ الخالِقُ الرَّازِقُ المُحْيِي المُمِيْتُ البَدِيُ البَدِيعُ، لَكَ الجَلالُ وَلَكَ الفَضْلُ وَلَكَ الحَمْدُ وَلَكَ المَنُّ وَلَكَ الجُودُ وَلَكَ الكَرَمُ وَلَكَ الأمْرُ وَلَكَ المَجْدُ وَلَكَ الشُّكْرُ وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ، يا واِحُد يا أَحَدُ يا صَمَدُ يا مَنْ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوا أَحَدٌ؛ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَاكْفِنِي ما أَهَمَّنِي وَاقْضِ دَيْنِي وَوَسِّعْ عَلَيَّ فِي رِزْقِي، فَإِنَّكَ فِي هذِهِ الليْلَةِ كُلَّ أَمْرٍ حَكِيمٍ تَفْرُقُ وَمَنْ تَشاءُ مِنْ خَلْقِكَ تَرْزُقُ فَارْزُقْنِي وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ، فَإِنَّكَ قُلْتَ وَأَنْتَ خَيْرُ القائِلِينَ النَّاِطِقينَ: وَاسْأَلُوا الله مِنْ فَضْلِهِ، فَمِنْ فَضْلِكَ أَسْأَلُ وَإِيَّاكَ قَصَدْتُ وَابْنَ نَبِيِّكَ اعْتَمَدْتُ وَلَكَ رَجَوْتُ فَارْحَمْنِي يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

* الدعاء الذي كان يدعو به النبيّ صلّى الله عليه وآله في هذه الليلة: أللّهُمَّ اقْسِمْ لَنا مِنْ خَشْيَتِكَ ما يحَوُلُ بَيْنَنا وَبَيْنَ مَعْصِيَتِكَ، وَمِنْ طاعَتِكَ ما تُبَلِّغُنا بِهِ رِضْوانَكَ، وَمِنَ اليَقِينِ ما يَهُونُ عَلَيْنا بِهِ مُصِيباتُ الدُّنْيا، أللّهُمَّ مَتِّعْنا بِأَسْماعِنا وَأَبْصارِنا وَقُوَّتِنا ما أَحْيَيْتَنا وَاجْعَلْها الوارِثَ مِنَّا، وَاجْعَلْ ثأْرَنا عَلى مَنْ ظَلَمَنا، وَانْصُرْنا عَلى مَنْ عادانا، وَلا تَجْعَلْ مُصِيبَتَنا فِي دِينِنا، وَلا تَجْعَلْ الدُّنْيا أَكْبَر هَمِّنا وَلا مَبْلَغَ عِلْمِنا، وَلا تُسَلِّطْ عَلَيْنا مَنْ لا يَرْحَمُنا بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

* قراءة الصلوات التي تُقرأ عند الزوال من كلّ يوم.

* دعاء النبي صلّى الله عليه وآله في سجوده: سَجدَ لَكَ سَوادِي وَخَيالِي وَآمَنَ بِكَ فُؤادِي هذِهِ يَدايَ وَما جَنَيْتُهُ عَلى نَفْسِي، يا عَظِيمُ تُرْجى لِكُلِّ عَظيمٍ إغْفِرْ لِيَ العَظِيمَ فَإنَّهُ لا يَغْفِرُ الذَّنْبَ العَظِيمَ إِلَّا الرَبُّ العَظِيمُ. ثمّ رفع رأسه ثمّ عاد ساجداً، يقول: أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَضاءتْ لَهُ السَّماواتُ وَالأَرْضُونَ وانْكَشَفَتْ لَهُ الظُّلُماتُ وَصَلُحَ عَلَيْهِ أَمْرُ الأوّلِينَ وَالآخِرِينَ مِنْ فُجأَةِ نَقِمَتِكَ وَمِنْ تَحْوِيلِ عافِيَتِكَ وَمِنْ زَوالِ نِعْمَتِكَ، أللّهُمَّ ارْزُقْنِي قَلْباً تَقِيّاً نَقِيّاً وَمِنَ الشِّرْكِ بَرِيئاً لا كافِراً وَلا شَقِيّاً.
ثمّ عفّر خدَّيه في التراب وقال: عَفَّرْتُ وَجْهِي فِي التُّرابِ وَحُقَّ لِي أَنْ أَسْجُدَ لَكَ.

* ومن أدعية هذه اللّيلة أيضاً: إِلهِي تَعَرَّضَ لَكَ فِي هذا اللَّيْلِ المُتَعَرِّضُونَ وَقَصَدَكَ فيه القاصِدُونَ وَأَمَّلَ فَضْلَكَ وَمَعْرُوفَكَ الطَّالِبُونَ، وَلَكَ فِي هذا اللَّيْلِ نَفَحاتٌ وَجَوائِزُ وَعَطايا وَمَواهِبُ تَمُنُّ بِها عَلى مَنْ تَشاءُ مِنْ عِبادِكَ وَتَمْنَعُها مَنْ لَمْ تَسْبِقْ لَهُ العِنايَةُ مِنْكَ، وَها أَنا ذا عُبَيْدُكَ (عبدُكَ) الفَقِيرُ إِلَيْكَ، المُؤَمِّلُ فَضْلَكَ وَمَعْرُوفَكَ، فَإِنْ كُنْتَ يا مَوْلاي تَفَضَّلْتَ فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ عَلى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ وَعُدْتَ عَلَيْهِ بِعائِدَةٍ مِنْ عَطْفِكَ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ الطَيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ الخَيِّرِينَ الفاضِلِينَ (الّذينَ أَذهَبَ اللهُ عنهُم الرِّجس وطهَّرَهم تطهيراً)، وَجُدْ عَلَيَّ بِطَوْلِكَ وَمَعْرُوفِكَ يا رَبَّ العالَمينَ، وَصَلَّى الله عَلى مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيِّينَ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً، إِنَّ اللهَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ. أللّهُمَّ إِنِّي أَدْعُوكَ كَما أَمَرْتَ فَاسْتَجِبْ لِي كَما وَعَدْتَ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ المِيعادَ.

اليوم الخامس عشر

هو يوم ميلاد إمام الزمان؛ الإمام الثاني عشر، المهديِّ الحُجّة بن الحسن صاحب الزمان صلوات الله عليه وعلى آبائه، وتُستَحَبُّ زيارته عليه السلام في كلّ زمان ومكان والدعاء بتعجيل الفَرَج عند زيارته.

دعاء اللّيلة الأخيرة من شعبان

كانَ الإمام الصّادق عليه السلام يدعو في آخر لَيلَةٍ مِن شَعبان وأوّل لَيلَة مِن شهر رمضان:
أللّهُمَّ إِنَّ هذا الشَّهْرَ المُبارَكَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ القُرآنُ وَجُعِلَ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الهُدى وَالفُرْقانِ قَدْ حَضَرَ، فَسَلِّمْنا فِيهِ وَسَلِّمْهُ لَنا وَتَسَلَّمْهُ مِنَّا فِي يُسْرٍ مِنْكَ وَعافِيَةٍ. يا مَنْ أَخَذَ القَلِيلَ وَشَكَرَ (وشَكَرَهُ وسَتَرَ الكثيرَ وغَفَرَهُ إغفِر لي الكثير من معصيَتِكَ واقبَلْ منِّي اليسير َ في طاعتك) الكَثِيرَ إقْبَلْ مِنِّي اليَسِيرَ. أللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ لِي إِلى كُلِّ خَيْرٍ سَبِيلاً، وَمِنْ كُلِّ ما لا تُحِبُّ مانِعاً يا أَرحَمَ الرَّاحِمِينَ، يا مَنْ عَفا عَنِّي وَعَمَّا خَلَوْتُ بِهِ مِنَ السَّيِّئاتِ، يا مَنْ لَمْ يُؤَاخِذْنِي بارْتِكابِ المَعاصِي، عَفْوَكَ عَفْوَكَ عَفْوَكَ يا كَرِيمُ. إِلهِي وَعَظْتَنِي فَلَمْ أَتَّعِظْ، وَزَجَرْتَنِي عَنْ محارِمِكَ (المعاصي) فَلَمْ أَنْزَجِرْ، فَما عُذْرِي فَاعْفُ عَنِّي يا كَرِيمُ، عَفْوَكَ عَفْوَكَ عَفْوَكَ. أللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الرَّاحَةَ عِنْدَ المَوْتِ، وَالعَفْوَ عِنْدَ الحِسابِ، عَظُمَ الذَّنْبُ مِنْ عَبْدِكَ فَلْيَحْسُنِ التَّجاوُزُ (العفو) مِنْ عِنْدِكَ يا أَهَلَ التَّقْوى وَيا أَهْلَ المَغْفِرَةِ، عَفْوَكَ عَفْوَكَ عَفْوَكَ.
أللّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وابْنُ عبدِكَ ابْنُ أَمَتِكَ ضَعِيفٌ فَقِيرٌ إِلى رَحْمَتِكَ، وَأَنْتَ مُنْزِلُ الغِنى وَالبَرَكَة عَلى العِبادِ، قاهِرٌ (قادرٌ) مُقْتَدِرٌ أَحْصَيْتَ أَعْمالَهُمْ، وَقَسَمْتَ أَرْزاقَهُمْ، وَجَعَلْتَهُمْ مُخْتَلِفَةً أَلْسِنَتُهُمْ وَأَلْوانُهُمْ خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ، (أللَّهمّ لا) وَلا يَعلَمُ العِبادُ عِلْمَكَ، وَلا يَقْدِرُ العِبادُ قَدْرَكَ، وَكُلُّنُا فَقِيرٌ إِلى رَحْمَتِكَ فَلا تَصْرِفْ عَنِّي وَجْهَكَ، وَاجَعَلْنِي مِنْ (صالحِ) صالِحِي خَلْقِكَ فِي العَمَلِ وَالأمَلِ وَالقَضاء وَالقَدَرِ. أللّهُمَّ أَبْقِنِي خَيْرَ البَقاءِ، وَأَفْنِنِي خَيْرَ الفَناءِ عَلى مُوالاةِ أَولِيائِكَ، وَمُعاداةِ أَعْدائِكَ، وَالرَّغْبَةِ إِلَيْكَ وَالرَهْبَةِ مِنْكَ، وَالخُشُوعِ وَالوَفاءِ (والوقار) وَالتَّسْلِيمِ لَكَ، وَالتَّصْدِيقِ بِكِتابِكَ، وَاتِّباعِ سُنَّةِ رَسُولِكَ صلواتك عليه وآله. أللّهُمَّ ما كانَ فِي قَلْبِي مِنْ شَكٍّ أَوْ رِيْبَةٍ أَوْ جُحُودٍ أَوْ قُنُوطٍ أَوْ فَرَحٍ (أو مرحٍ) أَوْ بَذَخٍ أَوْ بَطَرٍ (أو فخرٍ) أَوْ خُيَلاَء أَوْ رِياءٍ أَوْ سُمْعَةٍ أَوْ شِقاقٍ أَوْ نِفاقٍ أَوْ كُفْرٍ (كِبْرٍ) أَوْ فُسُوقٍ أَوْ عِصْيانٍ أَوْ عَظَمَةٍ أَوْ شَيءٍ لا تُحِبُّ، فأَسْأَلُكَ يا رَبِّ أَنْ تُبَدِّلَنِي مَكانَهُ إِيماناً بِوَعْدِكَ، وَوَفاءً بِعَهْدِكَ، وَرِضاً بِقَضائِكَ، وَزُهْداً فِي الدُّنْيا، وَرَغْبَةً فِيما عِنْدَكَ، وَأَثَرَةً وَطمْأَنِينَةً وَتَوْبَةً نَصُوحاً، أَسْأَلُكَ ذلِكَ يا رَبَّ العالَمِينَ، بمنِّكَ ورحمتِكَ يا أرحم الراحمين ويا ربَّ العالمين. 
إِلهِي أَنْتَ مِنْ حِلْمِكَ تُعْصى (فكأنَّك لم تَرَ)، وَمِنْ كَرَمِكَ وَجُودِكَ تُطاعُ فَكَأَنَّكَ لَمْ تُعْصَ، وَأَنا وَمَنْ لَمْ يَعْصِكَ سُكّانُ أَرْضِكَ فَكُنْ عَلَيْنا بِالفَضْلِ جَواداً (جوّاداً)، وَبِالخَيْرِ عَوَّاداً، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، وَصَلّى الله عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ صلاةً دائِمةً لا تُحْصى وَلا تُعَدُّ وَلا يَقْدِرُ قَدْرَها غَيْرُكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.


اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

03/07/2011

  كتب أجنبية

كتب أجنبية

03/07/2011

  كتب عربية

كتب عربية

03/07/2011

نفحات