موجز في التعريف بالسور

موجز في التعريف بالسور

01/07/2011

سورة إبراهيم

السورة الرابعة عشرة في ترتيب المصحف الشريف، آياتها اثنتان وخمسون، وهي مكيّة، قسمٌ من آياتها يَنقل أدعية النبي إبراهيم عليه السلام لأمور الدنيا والآخرة، وقسم يقدّم الموعظة ممّا جرى بين الأنبياء السابقين عليهم السلام وأقوامهم، إضافة إلى حِكَم وأمثال نُشير إلى بعضها.

ما ذُكر في هذه السورة في شأن إبراهيم عليه السلام -وهي المسمّاة باسمه- هو سبع آيات فقط، وهي عبارة عن أدعيته عليه السلام بأن يجعل الله تعالى مكّة بلداً آمناً، وأن يُجنّبه وبَنيه أن يعبدوا الأصنام..إلخ. ومنها دعاؤه لوالديه بقوله: ﴿ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب﴾ إبراهيم:41، والذي يظهر منه أنّ أباه النسَبي مؤمن، وأنّ آزر المذكور في القرآن ليس بوالده، وفي ذلك يقول العلّامة الطباطبائي في تفسيره: «والآية بما لها من السياق، وبما احتفّ بها من القرائن أحسنُ شاهدٍ على أنّ والده الذي دعا له فيها غير الذي يذكره سبحانه بقوله: ﴿..لأبيه آزر..﴾ الأنعام:74، فإنّ الآيات (في سورة التوبة) تنصّ على أنّ إبراهيم عليه السلام استغفر له وفاءً بوعده ثمّ تبرّأ منه لمّا تبيّن له أنّه عدوٌّ لله، ولا معنى لإعادته عليه السلام الدعاءَ لمن تبرّأ منه ولاذ إلى ربّه من أن يمسّه، فأبوه آزر غيرُ والده الصُلبي الذي دعا له ولأمّه معاً في آخر دعائه».

 غرَض السورة

«تفسير الميزان»: السورة الكريمة تصف القرآن النازل على النبيّ صلّى الله عليه وآله من حيث أنّه آيةُ رسالتِه، يُخرج به الناس من الظلمات إلى النور، ويهديهم إلى صراط الله سبحانه الذي هو عزيزٌ حَميد، أي غالبٌ غيرُ مغلوب، وغنيٌّ غير محتاج إلى الناس، وجميلٌ في فعله مُنعِمٌ عليهم، وإذا كان المُنعم غالباً غنيّاً حميدَ الأفعال، كان على المُنعَم عليهم أن يُجيبوا دعوته ويُلبّوا نداءه حتى يسعدوا بما أفاض عليهم من النِّعم، وأن يخافوا سَخَطَه وشديدَ عذابه، فإنّه قويٌّ غير مُحتاج إلى أحد، له أن يستغني عنهم، فيذهب بهم ويأتي بآخرين، كما فعل بالذين كفروا بِنِعمته من الأُمم الماضين، فإنّ آيات السماوات والأرض ناطقة بأنّ النعمة كلّها له، وهو ربُّ العزّة ووليُّ الحمد لا ربَّ سواه. وبُهذا تُختتم السورة، إذ يقول عزَّ مِن قائل: ﴿هذا بلاغ للناس وليُنذروا به وليعلموا أنّما هو إله واحد وليذّكر أولوا الألباب﴾ إبراهيم:52. ولعلّ ما ذكرنا هو مرادُ من قال إنّ السورة مُفتتحةٌ ببيان الغرض من الرسالة والكتاب، يُشير إلى قوله تعالى: ﴿..لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربّهم..﴾ إبراهيم:1.

ثواب قراءتها

تفسير «نور الثقلين»: عن رسول الله صلّى الله عليه وآله: «مَن قرأ سورة إبراهيم، أُعطي من الأجر عشر حسنات بعدد مَن عَبَد الأصنام، وبعدد مَن لم يعبدْها».
* الإمام الصادق عليه السلام: «من قرأ سورة إبراهيم والحجر في ركعتين جميعاً في كلِّ جمعة، لم يُصبه فقر أبداً ولا جنون ولا بلوى».

خلاصة السورة

«تفسير الأمثل»: المعلوم من اسم السورة أنّ قسماً منها نازل بشأن بطل التوحيد ومحطّم الأصنام سيّدنا إبراهيم عليه السلام. والقسم الآخر يُشير إلى تاريخ الأنبياء والأُمم السابقين أمثال: نوح، وموسى، وقوم عاد وثمود، وما تحتوي من دروس وعِبَر فيها. وتُكمِّل هذه المجموعة من البحوث في السورة، آياتُ الموعظة والنصيحة والبشارة والإنذار. كما نقرأ في أغلب السُّوَر المكيّة أنّ قسماً كبيراً منها أيضاً يبحث مواضيع المبدأ والمعاد، والتي تعمّق الإيمان في قلب الإنسان وفي روحه ونفسه، ثمّ في قوله وفعله، فيظهَر له نورٌ آخر في مسيرة الحقّ والدعوة إلى الله تعالى. وخلاصة هذه السورة: أنّها تُبيّن عقائد، ونصائح، ومواعظ سيرة الأقوام الماضية، والهدف من رسالة الأنبياء ونزول الكتب السماويّة.

تفسير آياتٍ منها

تفسير «نور الثقلين»: في قوله تعالى:﴿..وذكّرهم بأيّام الله..﴾ إبراهيم:5 عن رسول الله صلّى الله عليه وآله: «أيّام الله نعماؤه..».
* في قوله تعالى:﴿وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه..﴾ إبراهيم:4، عن الإمام الباقر عليه السلام: «ما أنزل الله تبارك وتعالى كتاباً ولا وحياً إلّا بالعربيّة، فكان يقع في مسامع الأنبياء عليهم السلام بأَلْسِنة قومهم، وكان يقع في مسامع نبيّنا صلّى الله عليه وآله بالعربيّة، فإذا كلّم به قومه كلّمهم بالعربيّة ".." وكان أحدٌ لا يخاطب رسول الله صلّى الله عليه وآله بأيّ لسان خاطبه إلّا وقع في مسامعه بالعربيّة، كلّ ذلك يترجم جبرئيل عليه السلام عنه تشريفاً من الله عزّ وجلّ له صلّى الله عليه وآله».
* في قوله تعالى: ﴿..لئن شكرتم لأزيدنكم..﴾ إبراهيم:7، عن الإمام الصادق عليه السلام: «.. من أُعطي ثلاثة لم يُحرم ثلاثة: من أُعطي الدعاء أُعطِي الإجابة، ومن أُعطي الشكر أُعطي الزيادة، ومن أُعطي التوكّل أُعطي الكفاية، فإنّ الله عزّ وجلّ يقول في كتابه: ﴿..ومن يتوكّل على الله فهو حسبه..﴾ الطلاق:3، ويقول: ﴿..لئن شكرتم لأزيدنكم..﴾، ويقول: ﴿..ادعوني أستَجِب لكم..﴾ غافر:60. وعنه عليه السلام: «أيّما عبدٍ أنعم الله عليه بنعمة فعرفها بقلبه وحمِد الله عليها بلسانه، لم تَنفد حتى يأمر الله له بالزيادة، وهو قوله: ﴿..لَئِنْ شكرتُم لَأَزِيْدَنَّكُم..﴾».
* في قوله تعالى: ﴿ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة..﴾ إبراهيم:25، عن الإمام الصادق عليه السلام: «رسول الله صلّى الله عليه وآله أصلها، وأمير المؤمنين عليه السلام فرعها، والأئمّة من ذُرّيتهما أغصانها، وعلمُ الأئمّة ثمرُها، وشيعتهم المؤمنون ورقُها..».
* في قوله تعالى: ﴿يوم تُبدّل الأرض غير الأرض..﴾ إبراهيم:48، عن أبي الربيع قال: حَجَجْنا مع أبي جعفر [الإمام الباقر] عليه السلام في السنة التي كان حجَّ فيها هشام بن عبد الملك، وكان معه نافع مولى عمر بن الخطاب، فقال نافع: يا بن رسول الله! فأخبرني عن قول الله عزَّ وجلَّ: ﴿يوم تبدّل الأرض غير الأرض والسماوات..﴾ أيّ أرض تبدّل يومئذ؟ فقال أبو جعفر عليه السلام: «أرض تبقى خبزة يأكلون منها حتى يفرغ الله عزّ وجلّ من الحساب». فقال له نافع: إنّهم عن الأكل لمشغولون؟ فقال أبو جعفر عليه السلام: «أهم يومئذ أشغل أم إذ هم في النار؟»، فقال: بل إذ هم في النار. قال: «فوالله ما شَغلهم إذا دَعوا بالطعام فأُطعموا الزّقوم، ودَعوا بالشراب فسُقوا الحميم».قال: صدقت يا ابن رسول الله.
 
إشكال وردّ

في كتاب (حلّ مشكلات القرآن) للشيخ خليل ياسين في قوله تعالى في الآية الثالثة عشرة من سورة إبراهيم ﴿وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنّكم من أرضنا أو لتعودنّ في ملّتنا..﴾ يسأل: متى كانوا في ملّتهم حتى يعودوا فيها؟ ويجيب: معاذ الله أن يكون الأمر كذلك، ولكنّ العود بمعنى الصيرورة، وهو كثيرٌ في كلام العرب، تقول: ما عدتُ أراه، عاد لا يُكلّمني، ما عاد لفلان مال. وقوله ﴿..في ملّتنا..﴾ يدلّ على ما ذكرنا، إذ لم يقل إلى ملّتنا..

من دروس «المركز الإسلامي»

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

03/07/2011

  كتب أجنبية

كتب أجنبية

03/07/2011

  كتب عربية

كتب عربية

03/07/2011

نفحات