تاريخ و بلدان

تاريخ و بلدان

03/06/2016

تاريخ و بلدان


وفدُ النَّخْع إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله

«كان آخر مَن قدِمَ من الوفد على رسول الله صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم وفدُ النّخْع، وقدِموا من اليمن للنّصف من المحرّم، سنة إحدى عشرة، وهم مائتا رجل، فنزلوا دار رَملة بنت الحارث، ثمّ جاؤوا رسول الله صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم مُقرّين بالإسلام، وقد كانوا بايعوا معاذَ بنَ جبل باليمن، وكان فيهم زرارة بن عمرو... فقال: يا رسولَ الله، إنّي رأيتُ في طريقي رؤيا هالتني.

قال: وما هي؟

قال: رأيت أتاناً خلَّفْتُها في أهلي ولدتْ جَدْياً أَسْفَعَ أَحْوَى [أي أَسود ليس بشديد السّواد]، ورأيتُ ناراً خرجت من الأرض فحالتْ بيني وبين ابنٍ لي - يُقال له عمرو - وهي تقول: لَظى لَظى، بصيرٌ وأعمى.

فقال النبيّ صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم: أَخَلَّفْتَ في أَهْلِكَ أَمَةً مُسِرَّةً وَلَداً؟

قال: نعم.

قال: فَإِنَّها قَدْ وَلَدَتْ غُلاماً وَهُوَ ابْنُكَ.

قال: فما بالُه أسفع أحوى؟

قال: ادْنُ مِنّي، أَبِكَ بَرَصٌ تَكْتُمُهُ؟

قال: والّذي بعثَكَ بالحقّ، ما علمَه أحدٌ قبلك.

قال: فَهُوَ ذاكَ، وَأَمّا النّارُ فَإِنَّها فِتْنَةٌ تَكونُ بَعْدي.

قال: وما الفتنةُ يا رسول الله؟

قال: يَقْتُلُ النّاسُ إِمامَهُمْ، يَشْتَجِرونَ اشْتِجارَ أَطْباقِ الرَّأْسِ - وخالف بين أصابعه - دَمُ المُؤْمِنِ عِنْدَ المُؤْمِنِ أَحْلى مِنَ الماءِ، يَحْسَبُ المُسيءُ أَنَّهُ مُحْسِنٌ، إِنْ مِتَّ أَدْرَكَتْ ابْنَكَ، وَإِنْ ماتَ ابْنُكَ أَدْرَكَتْكَ.

قال: فادعُ اللهَ لي ألَّا تُدرِكَني، فدعا له».

(النويري، نهاية الأرب في فنون الأدب)

 

 

بدر

بدر: اسم البئر المشهورة التي جرى عندها غزوة بدر الكبرى، أوّل غزوةٍ في الإسلام، في السابع عشر من شهر رمضان، في العام الثاني للهجرة، وفيها انتصر المسلمون انتصاراً كبيراً على المشركين.

اشتهرت بدر في الجاهليّة بأنّها من موارد مياه العرب المهمّة، حيث كانت ترتادها القوافل التّجاريّة، في ذهابها إيابها. وفي (معجم البلدان) للحمويّ: «بدر: ماء مشهور بين مكّة والمدينة أسفل وادي الصّفراء... يقال: إنّه ينسب إلى... بدر بن قريش بن الحارث بن يخلد؛ به سُمّيت بدر التي كانت بها الوقعة المباركة، لأنّه كان احتفرها...».

وهي الآن بلدة كبيرة عامرة، تبعد حوالى 150 كلم عن المدينة المنوّرة غرباً، وكلّ من جاء حاجّاً كان يمرّ بها لأنّها كانت في الطّريق إلى مكّة، ثمّ افتُتح الطّريق المزدوج (طريق الهجرة)، فلم يعد المسافر إلى مكّة يمرّ بها.

عدد سكّانها يتجاوز 35 ألف نسمة. وهي مقرّ محافظة بدر، وفي هذه المحافظة أربعة مراكز تابعة لها، وهي: المُسَيْجيد، والواسطة، والقاحة، والرايس.

في بلدة بدر مواقع أثريّة مُهمّة لا تأخذ حقّها من الاهتمام اللّازم، أهمّها:

* مقبرة شهداء غزوة بدر (هُدم السّور الذي كان يحيط بها، ما يعرّضها للطمس بسبب الرّمال واندثار المعالم).

* والعَدْوة الدنيا (مكان قدوم المسلمين من المدينة المنوّرة). وغيرها.

كلّ تلك الشّواهد تحتاج إلى العناية والاهتمام بها تقديراً لمكانتها الدّينيّة والتّاريخيّة، فمن هذه البقعة دعا النّبيّ محمّد صلّى الله عليه آله  اللهَ تعالى أنّ ينصر المسلمين، بقوله: «اللَّهُمَّ أَنْجِزْ لِي مَا وَعَدْتَنِي...».

 

اخبار مرتبطة

  أيها العزيز

أيها العزيز

  دوريات

دوريات

03/06/2016

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

نفحات