شعر

شعر

03/06/2016

مَتَى ضَمَّكَ العِشْقُ في أَضْلُعي؟

 

مَتَى ضَمَّكَ العِشْقُ في أَضْلُعي؟

§  شعر: جاسم الصّحيح

جاسم الصّحيح شاعرٌ حجازيّ من منطقة الأحساء، وُلد بمدينة الجفر سنة 1964م. بدأ بالظهور على السّاحة الأحسائيّة عبر الاحتفالات الدّينيّة والاجتماعيّة.

له دواوين عديدة، ومن أجمل شعره قصيدة في الإمام الحسين عليه السّلام تُحاكي «عينيّة الجواهريّ»، اخترنا منها هذه الأبيات:

 

 

حَمَلْتُ جَنازَةَ عَقْلي مَعي

وَجِئْتُكَ في عاشقٍ لا يَعي

أَحسُّكَ ميزانَ ما أدَّعيهِ

إذا كانَ في اللهِ ما أَدَّعي

أَقيسُ بِحُبِّكَ حَجْمَ اليَقينِ

فَحُبُّكَ فيما أَرى مَرْجِعي

خَلَعْتُ الأَساطيرَ عَنِّي سِوى

أَساطيرِ عِشْقِكَ لَمْ أَخْلَعِ

وَغُصْتُ بِجُرْحِكَ حَيْث الشُّموسُ

تُهَرْوِلُ في ذَلِكَ المَطْلَعِ

وَحَيْثُ (المُثَلَّثُ) شَقَّ الطَّريقَ

أَمامي إِلى العالَمِ الأَرْفَعِ

وَعَلَّمَني أَنَّ عِشْقَ (الحُسَيْنِ)

انْكِشافٌ عَلى شَفْرَةِ المِبْضَعِ

فَعَرَّيْتُ روحي أَمامَ السُّيوفِ

الّتي التَهَمَتْكَ وَلَمْ تَشْبَعِ

وَآمَنْتُ بِالعِشْقِ نَبْعَ الجُنونِ

فَقَدْ بَرِئَ العِشْقُ مِمَّنْ يَعي

وَجِئْتُكَ في نَشْوَةِ اللاَّعُقولِ

أَجُرُّ جَنازةَ عَقْلي مَعِي!

أَنا دَمْعَةٌ عُمْرُها (أَرْبعونَ)

جَحيماً مِنَ الأَلَمِ المُتْرَعِ

هُنا في دَمي بَدَأَتْ (كَرْبَلاءُ)

وَتَمَّتْ إلى آخِرِ المَصْرَعِ

كَأَنَّكَ يَوْمَ أَرَدْتَ الخُروجَ

عَبَرْتَ الطَّريقَ عَلى أَضْلُعي

وَيَوْمَ انْحَنَىَ بِكَ مَتْنُ الجَوادِ

سَقَطْتَ وَلَكِنْ عَلى أَذْرُعي

وَيَوْمَ تَوَزَّعْتَ بَيْنَ الرِّماحِ

جَمَعْتُكَ في قَلْبيَ المُولَعِ

فَيا حادِياً دَوَرانَ الإباءِ

عَلى مِحْوَرِ العالَمِ الطَّيِّعِ

كَفَرْتُ بِكُلِّ الجُذورِ الّتي

أَصابَتْكَ رِيًّا وَلَمْ تُفْرِعِ

تُطِلُّ على خاطِري (كربلاءُ)

فَتَخْتَصِرُ الكَوْنَ في مَوْضِعِ

هُنا حينَما انْتَفَضَ الأُقْحوانُ

وَثارَ عَلى التُرْبَةِ البَلْقَعِ

هُنا كُنْتَ أَنْتَ تَمُطُّ الجِهاتِ

وَتَنْمو بِأَبْعادِها الأَرْبَعِ

وَتَحْنو عَلى النَّهْرِ.. نَهْرِ الحَيَاةِ..

يُحاصِرُهُ أَلْفُ مُسْتَنْقَعِ

وَحينَ تَناثرَ عِقْدُ الرِّفاقِ

فِداءً لِدُرَّتِهِ الأَنْصَعِ

هُنا (لَبَّتِ) الرّيحُ داعِي (النَّفيرِ)

وَ(حَجَّتْ) إلى الجُثَثِ الصُّرَّعِ

فَما أَبْصَرَتْ مُبْدِعاً كَـ (الحسينِ)

يَخُطُّ الحَياةَ بِلا إِصْبَعِ!

وَلا عاشِقاً كَـ (أبي فاضلٍ)

يُجيدُ العِناقَ بِلا أَذْرُعِ!

وَلا بَطَلاً مِثْلَما (عابِسٍ)

يَهُشُّ إِذا سارَ للمَصْرَعِ!

هُنا العَبْقَرِيَّةُ تُلْقي العِنانَ

وَتَهْبِطُ مِنْ بُرْجِها الأَرْفَعِ

 

اخبار مرتبطة

  أيها العزيز

أيها العزيز

  دوريات

دوريات

03/06/2016

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

نفحات