أحسن الحديث

أحسن الحديث

04/07/2016

موجز في التّفسير سورةُ "الإنسان"

 

موجز في التّفسير

سورةُ "الإنسان"

ــــــ إعداد: سليمان بيضون ــــــ

* السورة السادسة والسبعون في ترتيب سوَر المُصحف الشريف، نزلت بعد سورة «الرحمن». 

* سُمّيت بـ «الإنسان» لابتدائها بقوله تعالى بعد البسملة: ﴿هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ..﴾.

* آياتها إحدى وثلاثون، وهي مدنيّة، مَنْ قرأها كان جزاؤه على الله جنّةً وحريراً ، كما في الحديث النبويّ الشريف.

* ما يلي موجز في تفسير السورة المباركة اخترناه من تفاسير: (نور الثّقلين) للشيخ عبد علي الحويزي رحمه الله، و(الميزان) للعلّامة السيد محمّد حسين الطباطبائي رحمه الله، و(الأمثل) للمرجع الديني الشيخ ناصر مكارم الشيرازي.

 

للسورة أسماء عديدة، أشهرها: الإنسان، والدهر، وهل أتى، والأبرار، وهي مأخوذة من عبارات وردت فيها، وإن كانت الروايات الواردة في فضيلتها - كما سيأتي - سمّتها: «هل أتى» دون غيرها من الأسماء.

هناك أقوال في أوساط المفسّرين حول مدنيّة هذه السورة أو مكّيتها، إلّا أنّ سبب نزولها أو على الأقلّ ما جاء في صدرها من آيات يؤكّد كونها مدنيّة. فقد نقل جمعٌ كثير من كبار العلماء من الشيعة والسنّة أنّ آيات السورة التي بدايتها قوله تعالى: ﴿إنّ الأبرار﴾، قد نزلت في حقّ عليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، في قصّة النذر المعروفة، والتي تضمّنت التصدّق بطعام الإفطار لثلاثة أيّام متوالية على المسكين واليتيم والأسير. ومعلوم أنّ ولادة الحسن والحسين عليهما السلام كانت في المدينة.

محتوى السورة

تذكر السورة خلْق الإنسان بعدما لم يكن شيئاً مذكوراً، ثمّ هدايته السبيل إمّا شاكراً وإمّا كفوراً، وأنّ الله اعتدّ للكافرين أنواع العذاب وللأبرار ألوان النعم، ثمّ تذكر مخاطبةً النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أنّ القرآن تنزيل منه تعالى عليه وتذكرة، فليصبر لحكم ربّه ولا يتّبع الناسَ في أهوائهم، وليذكر اسم ربّه بُكرة وعشيّاً، وليَسجد له من الليل وليُسبّحه ليلاً طويلاً. ويمكن تقسيم السورة من حيث المحتوى المتقدم إلى خمسة أقسام:

الأوّل: يتحدّث عن إيجاد الإنسان وخَلْقه من نطفة أمشاج (مختلطة)، وكذلك عن هدايته وحرّيّة إرادته.

الثاني: يدور الحديث فيه عن جزاء الأبرار والصالحين، وسبب النزول الخاصّ بأهل البيت عليهم السلام.

الثالث: تكرار الحديث عن دلائل استحقاق الصالحين لذلك الثواب في عبارات قصيرة ومؤثّرة.

الرابع: يشير إلى أهمّيّة القرآن وسبيل إجراء أحكامه ومنهج تربية النفس الشاقّ.

الخامس: جاء الحديث فيه عن حاكمية المشيئة الإلهية (مع حاكمية الإنسان).

ثواب تلاوتها

* عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم أنّه قال: «مَنْ قَرَأَ سورَةَ (هَلْ أَتى) كانَ جَزاؤُهُ عَلى اللهِ جَنَّةً وَحَريراً».

* وعن الإمام الباقر عليه السلام أنّه قال: « مَنْ قَرَأَ سورَةَ (هَلْ أَتى) في كُلِّ غَداةِ خَميسٍ زَوَّجَهُ اللهُ مِنَ الحورِ العينِ.... وَكانَ مَعَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ».

تفسير آيات منها

قوله تعالى: ﴿هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا﴾ الآية:1.

* سُئل الإمام الباقر عليه السلام عن قوله عزّ وجلّ ﴿لم يكن شَيْئًا مذْكوراً فقال: «كان شَيْئًا ولَمْ يَكُنْ مَذْكُورًا».

* وعنه عليه السلام في رواية أخرى قال: «كانَ مَذْكوراً في العِلْمِ ولَمْ يَكُنْ مَذْكُورًا في الخَلْقِ».

* وعن الإمام الصادق عليه السلام قال: «كانَ مُقَدَّراً غَيْرَ مَذْكُورٍ».

قوله تعالى: ﴿إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ..﴾ الآية:2.

الإمام الباقر عليه السلام في قوله عزّ وجلّ: ﴿أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ قال: «ماءُ الرَّجُلِ وَالمَرْأَةِ اخْتَلَطا جَميعاً». [في اللغة: الأمشاج = الأخلاط]

قوله تعالى: ﴿إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا﴾ الآية:3.

* الإمام الصادق عليه السلام: «عَرَفْناهُ إِمّا آخِذاً وَإِمّا تارِكاً».

* وعنه عليه السلام: «إمّا آخِذٌ فَهُوَ شاكِرٌ، وَإِمّا تارِكٌ فَهُوَ كافِرٌ».

قوله تعالى: ﴿إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا﴾ الآية:5.

الإمام الحسن الزكيّ عليه السلام: «كلُّ ما في كِتابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ قَوْلِهِ: إِنَّ الأَبْرارَ، فَواللهِ، ما أَرادَ بِهِ إِلّا عَلِيَّ بْنَ أَبي طالِبٍ وَفاطِمَةَ وَأَنا وَالحُسَيْنَ، لِأَنّا نَحْنُ أَبْرارٌ بِآبائِنا وَأُمَّهاتِنا، وَقُلوبُنا عَمِلَتْ بِالطّاعاتِ وَالبِرِّ، ومُبَرَّأَةٌ مِنَ الدُّنْيا وَحُبِّها، وَأَطَعْنا اللهَ في جَميعِ فَرائِضِهِ، وَآمَنّا بِوَحْدانِيَّتِهِ وَصَدّقْنا بِرَسولِهِ».

قوله تعالى: ﴿عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا﴾ الآية:6.

الإمام الباقر عليه السلام: «هِيَ عَيْنٌ في دارِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلّمَ؛ تُفَجَّرُ إلى دورِ الأَنْبِياءِ وَالمُؤْمِنينَ».

قوله تعالى: ﴿يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا﴾ الآية:7.

الإمام الكاظم عليه السلام: «يوفونَ للهِ بِالنَّذْرِ الّذي أُخِذَ عَلَيْهِمْ في الميثاقِ مِنْ وِلايَتِنا».

قوله تعالى: ﴿..لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا الآية:13.

الإمام الرضا عليه السلام: «إِنَّ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ آيَتانِ مِنْ آياتِ اللهِ يَجْرِيانِ بِأَمْرِهِ مُطيعانِ لَهُ، وَضَوْؤهُما مِنْ نورِ عَرْشِهِ، وَحَرُّهُما مِنْ جَهَنَّمَ، فَإِذا كانَتِ القِيامَةُ عادَ إِلى العَرْشِ نورُهُما، وَعادَ إِلى النّارِ حَرُّهُما فَلا يَكون شَمْسٌ وَلا قَمَرٌ».

قوله تعالى: ﴿وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا﴾ الآية: 20.

* سُئل الإمام الصادق عليه السلام: ما هذا المُلك الذي كبّر الله عزّ وجلّ حتى سمّاه كبيراً؟

فقال: «إِذا أَدْخَلَ اللهُ أَهْلَ الجَنَّةِ الجَنَّةَ أَرْسَلَ رَسولاً إِلى وَلِيٍّ مِنْ أَوْليائِهِ فَيَجِدُ الحَجَبَةَ عَلى بابِهِ، فَتَقولُ لَهُ: قِفْ حَتّى نَسْتَأْذِنَ لَكَ، فَما يَصِلُ إِلَيْهِ رَسولُ رَبِّهِ إِلّا بِإِذْنٍ، فَهُوَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا﴾».

* وعنه عليه السلام في معنى الآية: «لا يَزولُ وَلا يَفْنَى».

قوله تعالى: ﴿وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا﴾ الآية:26.

سُئل الإمام الرضا عليه السلام عن التسبيح في الآية فقال: «صَلاة اللَّيْلِ».

قوله تعالى: ﴿إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ ..﴾ الآية:29.

الإمام الكاظم عليه السلام، في معنى (التّذكرة)، قال: «.. الوِلايَةُ».

قوله تعالى: ﴿يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ..﴾ الآية:31.

* أمير المؤمنين عليه السلام: «إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ بِصِدْقِ النِّيَّةِ وَالسَّريرَةِ الصّالِحَةِ مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ الجَنَّةَ».

* الإمام الكاظم عليه السلام في معنى ﴿فِي رَحْمَتِهِ﴾ في الآية، قال: «في وِلايَتِنا».

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

04/07/2016

دوريات

نفحات