تحقيق

تحقيق

01/08/2016

نجف الهند


نجف الهند

مدينة لكهنو الهندية منارة حضارية عريقة

ــــــــــــــــــــــــــ إعداد: «شعائر» ــــــــــــــــــــــــــ

 لا تُعدّ مدينة لكهنو (lucknow) الهنديّة مقصداً سياحيّاً فحسب، بل هي مركزٌ حضاريّ ودينيّ حافظت على أصالتها وعراقتها منذ دخل الإسلام إليها، واتّبع سلاطينها في مرحلة من مراحل الحكم الإسلاميّ فيها مذهبَ أهل البيت عليهم السّلام، وقاوموا الاحتلال البريطانيّ حتّى نُفوا أو قتلوا أو شُرّدوا.

يحلو للكثيرين، اليوم، تلقيبها بـ «نجف الهند» نظراً إلى المعاهد الدينيّة ونشاط علمائها في نشر الإسلام وتبيان مذهب أهل البيت عليهم السّلام.

 

تقع مدينة «لكهنو» أو «لكهنؤ» باللهجة المحليّة، أو «لُكناو lucknow» في شمال وسط الهند، على نهر «غوماتي Gomati»، في وسط سهل الغانج الخصيب. وهي عاصمة ولاية «أوتار برادش Uttar Pradesh». وهي ثاني أكبر مدينة في الولاية بعد «كانبور Kanpur». مساحتها 2528 كيلومتر مربّع، وترتبط بأنحاء البلاد الأخرى من خلال طُرق بريّة، وسِكك حديديّة، ومطار جويّ دوليّ اسمه «مطار شودري شاران سينغ Chaudhary Charan Singh».

وتقع هذه المدينة في منطقة تاريخيّة كانت تعرَف في السّابق باسم «أَوَدَه Awadh»، وهي اليوم مدينة متعدّدة الثقافات.

يبلغ عدد سكّانها نحو ثلاثة ملايين نسمة، واللغة الرّسميّة فيها - كسائر مدن البلاد - هي الهنديّة، ويتحدّث معظم سكّان المدينة باللّغة الأرديّة، وتعدّ مركزاً للأدب الهنديّ والأُردو أيضاً؛ وهي مركز سياحيّ مهمّ، تُوليها السلطات الهنديّة عناية كبيرة على مستوى الأمن والخدمات لاستقطاب السائحين والزّائرين.

تُلقّب لكهنو بمدينة النوّاب – أي الحكّام - نسبةً إلى النّوّاب المسلمين الذين حكموا الهند – وتحديداً منطقة أَوَدَه - في القرنَين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديَين، كما يحلو للكثيرين، اليوم، تلقيبها بـ «نجف الهند» نظراً إلى كثرة المساجد والحسينيّات والمعاهد الدينيّة، ونشاط علمائها في نشر الإسلام وتبيان مذهب أهل البيت عليهم السّلام.

 

 

و«نوّاب أوَدَه» اسم يطلق على مجموعة من الحكّام الذين حكموا «دولة أوده» في الهند في الفترة 1722-1858م. وكان هؤلاء شيعة إمامية اثني عشرية من أصول فارسيّة. وقد جسّدت أسرة ملوك «أَوَده» استمراراً للتاريخ الشيعيّ، وظلّت رامبور (في شمال الهند) التي أعقبت لكهنو مركزاً لحكومة شيعيّة محليّة في الهند إلى عصرٍ قريب.

وفي عصر هؤلاء الملوك استطاع عالم شيعيّ جليل، هو السيد دِلْدار عليّ النّقوي (توفّي 1235 للهجرة/1820م) ويُعرف باسم «غفران مآب» أن ينشر المذهب الشيعيّ في الهند، وكان له دور كبير في نشر التشيّع في شمال البلاد، ونشاطات مهمّة في منابذة التصوّف المتأثّر بالطقوس والثقافة الهنديّة هناك. وعليه باتت مدينة لكهنو تشكّل العمق الروحيّ والعلميّ للشّيعة في الهند.

وفي (مستدركات أعيان الشيعة) تحدّث السيد حسن الأمين، عن ازدهار التشيُّع في الهند في عصر آصف الدولة، رابع حكّام هذه السلالة، ووصف فيها النّقويّ بأنّه أوّل مجتهد شيعيّ، فقال ما نصّه: «وفي عهد آصف الدولة زخرت لكهنو بالعلماء والشعراء والكتّاب والمفكّرين، وامتلأت بالمدارس والمكتبات لا سيّما التي تضمّ أُمّهات الكتب الشيعيّة، وبرز فيها أوّل مجتهد هنديّ شيعيّ هو السيّد دلدار عليّ».

 

المساجد والحسينيّات في لكهنو

تزخر لكهنو بالعديد من المساجد والحسينيّات، وإلى جانب وظائفها الدينيّة والاجتماعيّة التي تؤدّيها في الاهتمام بالمسلمين الهنود، فإنّها غدت من المعالم السياحيّة التي يحرص السّائحون على زيارتها والتقاط صورها.

* «مجمّع إمام بارا»: يضمّ هذا المجمع حسينيّة «إمام بارا» - أي الإمام الكبير - وهي أكبر حسينيّة في العالم، شيّدها نوّاب آصف الدولة (وهو أحد حكّام أَوَده) عام 1784م، وتعرف أيضاً بـ«حسينيّة آصفي».

 

 

ويضمّ المجمع مسجداً شهيراً هو «جامع آصفي الكبير»، تمّ الانتهاء من أعمال بنائه سنة 1794؛ وتجمع هندسته بين الفنّين الهنديّ والإسلاميّ، مع قباب رائعة في التزيّين ومآذن شاهقة، ولكنّه لا يحفل بالاهتمام اللازم في هذا العصر، إذ يحتاج إلى المحافظة على هيكله الخارجيّ الذي ما فتئت تعبث به أيدي الزائرين بلا رقيب أو حسيب. وفي هذا المجمع مدخلان كبيران يؤدّيان إلى القاعة الرئيسيّة.

وإلى رمزيّته الدينيّة، يُعدّ هذا المجمع بأبنيته المتعدّدة، من أبرز المعالم التاريخية والعمرانية والسياحية في الهند.

استولى البريطانيّون على المجمع بأكمله إبّان الاستعمار البريطانيّ للبلاد، وبنوا قناة للمياه محاذية للجدار الغربيّ للمسجد، ولكنّ هيكل المسجد قويّ البناء فلم يَنْهَر، وبالتالي ذهبت جهودهم سدى في تخريب هذا المعلم المهمّ.

أمّا الحسينيّة، فهي مبنيّة كلّها من الجصّ والطّابوق، وهو مادّة بناء مصنوعة من الطوب المحروق في أفران خاصّة، ثمّ يُصَفّ يدويّاً ويُشدّ بالملاط؛ أي بخَلِيط منَ الكِلْس والرَّمْل أَو مِنَ الإسْمَنْت والرَّمْل. ولم يستخدم الخشب أو أي معدن في بنائها. وهذا النمط الخاصّ من البناء هو ما يجعلها مذهلة وفريدة من نوعها. والشيء الأكثر إبهاراً في بناء هذه الحسينيّة الضّخمة، هو أنّ سقوف قاعاتها المركزيّة المقوّسة لا تحتوي على أي قطعة من العوارض والدعامات، حتّى قيل إنّ هذه الحسينيّة هي المبنى الوحيد في العالم من دون أي عوارض دعم بالرغم من ضخامة حجمها، حيث يبلغ ارتفاع السقف عن الأرضيّة خمسة عشر متراً. وجدرانها الدّاخليّة الجوفاء هي مَعلم آخر من معالم الإبداع المعماريّ الذي تتميّز به هذه الحسينيّة، فهي لا تساعد على الاحتفاظ بالبرودة في أيّام الصّيف الحارّة في الهند فحسب، بل تساعد على التخفيف من عبء ضخامة البناء. وفي بنائها يمتزج الفنّ الهنديّ بالإسلاميّ في صورة رائعة؛ ويُمكن مشاهدة قبر «نوّاب آصف الدولة» وتاجه المحفوظ في وسط القاعة المركزيّة.

 

 

تُقام في هذه الحسينيّة مجالس عزاء الإمام الحسين عليه السّلام في شهرَي محرّم وصفر، كما تتشح مناطق تواجد الشيعة في المدينة بالسواد الشامل، وتتردّد في أرجائها المجالس واللطميات (النوحة باللغة الهنديّة).

وفي هذه الحسنيّة تُقام أيضاً احتفالات دينيّة مثل المولد النبويّ الشّريف، وذكرى ولادات الأئمّة عليهم السلام وشهاداتهم، فعلى سبيل المثال، شهدت الباحة من حسينيّة «إمام بارا» يومَ الثاني عشر من رجب 1434 للهجرة، فعّاليات «مهرجان أمير المؤمنين عليه السلام الثقافيّ السنويّ الأوّل»، والذي انعقد بمناسبة ذكرى ولادة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام، وأقيم تحت شعار «أمير المؤمَنين... وصيّ الرسالة وأمير الأُمّة»، والذي أقامته وَرَعَتْه «العتبة العبّاسيّة المقدّسة»، واستمرّ لخمسة أيّام.

وشهد حفل الافتتاح حضوراً واسعاً لشخصيّات دينيّة وفكريّة وثقافيّة واجتماعيّة، ومن فضلاء الحوزات العلميّة الهنديّة وطلَبتها، ووكلاء المرجعيّات الدينيّة في العالم الإسلاميّ، إضافة إلى حضور كبير امتلأ به مكان الحفل.‏

وهذه الحسينيّة أضحت معلماً سياحيّاً يقصده السّائحون والزّائرون من مختلف أنحاء العالم، لروعة بنائها الهندسيّ.

* «حسينيّة تشوتا إمام بارا»: تُعرَف أيضاً باسم حسنيّة «إمام حسين»، بناها نائب «أوده» محمّد علي شاه عام 1838م. وبعد مماته دُفن فيها، ودُفنت والدته بجواره. ومبنى هذه الحسينيّة يُعرف بـ«قصر الأنوار» بسبب كثرة الزخارف والثّريّات المضيئة، وهي مقصد السّائحين أيضاً.

الحوزات والمعاهد الدينيّة في لكهنو

لمدينة لكهنو فضل كبير في نشر الإسلام الأصيل بين أبنائها الهنود المسلمين، وإبراز مذهب أهل البيت عليهم السلام، وتقوم الحوزات العلميّة والمراكز الدينيّة في المدينة بإرسال الدعاة والعلماء لتثقيف الهنود الموالين لأهل البيت عليهم السلام. وفي لكهنو الكثير من علماء الدين، ويكفي أن تتجوّل في شوارعها لتشاهد الصبغة الدينيّة للمدينة؛ حتّى ليخيل إليك أنّك تمشي في النجف الأشرف أو قمّ المقدّسة.

* «سلطان مدارس»: هي من المدارس الدينيّة والعلميّة، أسّسها السيّد محمّد باقر الرضويّ الكشميريّ (المولود سنة 1260 للهجرة/1844م ‌في‌ لكهنو والمتوفّى‌ ‌في‌ كربلاء سنة 1313 للهجرة/1895م) وذلك في العام 1892م، تحت إشراف مهدي حسن خان، من وجهاء «أوده». وتُعدّ «سلطان مدارس» من المدارس الدّينيّة المهمّة في لكهنو، ويتخرّج منها كلّ عام الكثير من العلماء وطلّاب العلم.

* «مدرسة الواعظين»: وهي مدرسة دينيّة جليلة، وحوزة إسلاميّة علميّة فخمة، تُعدّ من حسنات الدّهر؛ أسّسها العلّامة الأوحد السيّد نجم الحسن قدّس سرّه (سنة 1338 للهجرة/1920م). وإلى جانب قاعات الدرس والمرافق الإداريّة، تضمّ هذه المدرسة مكتبةً قيّمة تحتوي على عشرين ألف مجلّد من الكتب الإسلاميّة، باللّغات العربيّة، والفارسيّة، والأرديّة، والإنجليزيّة، وفيها مخطوطات نفيسة، ولها مطبعة خاصّة لطبع ما تنتجه أقلام علمائها وأساتذتها من أبحاث قيّمة ومفيدة.

كما تضمّ هذه المدرسة غُرفاً في جناح خاصّ لسكن الطلبة، وقد تخرّج منها عدد لا يستهان به من العلماء والمبلّغين بشتى اللّغات لا سيّما الأرديّة والإنجليزيّة للتبليغ في الهند وباكستان، وأفريقيا، وشرقي آسيا.

* «المدرسة النّاظميّة»: أسّسها السيّد محمّد باقر الرضويّ الكشميريّ، وفوّض أمرها إلى السيّد نجم الحسن. وما تزال عامرة إلى الآن، ويتخرّج منها كلّ عام الكثير من الطلّاب والمبلّغين. وكان السيّد محمّد باقر أسّس‌ ‌في‌ لكهنو (سنة 1289 للهجرة/1872م) المدرسة الإيمانيّة ولكنّها لم‌ تعمر غير بضعة شهور.

 

 

* «المدرسة السلطانيّة»: أسّسها أيضاً السيّد محمّد باقر الرضويّ الكشميريّ، وهي مدرسة شهيرة جليلة، وفيها مكتبة عامرة خاصّة بها، تضمّ ما ينيف على الخمسة آلاف مجلّد باللّغات العربيّة، والفارسيّة، والأرديّة، وبعض المخطوطات.

 

المكتبات في لكهنو

في لكهنو العديد من المكتبات المهمّة التي تحفظ في رفوفها نفائس الكتب والمخطوطات، منها:

* «المكتبة الناصريّة»: وهي مكتبة عظيمة تضمّ ميراث العالِم الشيعيّ الكبير المير حامد حسين اللكهنوي (توفّي في شهر صفر سنة 1306 للهجرة/ الموافق لشهر تشرين الأوّل 1888م)‍ صاحب موسوعة (عَبَقات الأنوار في إمامة الأئمّة الأطهار)، والمؤلّفات الغزيرة التي تربو على مئتي مجلّد، والذي كان من القيادات الدينيّة العليا للشيعة الاثني عشريَّة في لكهنو؛ كما تضمّ ميراث والده المرجع الشيعيّ محمّد قلي الموسويّ (توفّي في محرّم سنة 1260 للهجرة/الموافق لشهر شباط 1844م). ثمّ طوّر ناصر حسين، ابنُ المير حامد، هذه المكتبة وعمل على توسعتها وإغنائها بحمل نفائس الكتب إليها، فاشتهرت باسمه فَعُرفت باسم «المكتبة الناصريّة»، وتُعدّ من أكبر المكتبات في لكهنو؛ بل في الهند كلّها، ولها مبنى خاصّ في منطقة راقية وهادئة، وهي تحتوي على نفائس الكتب ونوادرها الخطيّة، من علوم الفقه وأصوله، والتفسير، والحديث، والكلام، والحكمة، والفلسفة، والأخلاق، والتاريخ، واللّغة، والأدب، والمعاجم، والموسوعات الكبيرة.

* «مكتبة ممتاز العلماء»: أسسّها العلّامة الجليل السيّد محمّد نقيّ، المعروف ب‍ «ممتاز العلماء»، (ولد عام 1234 للهجرة/1818م، وتوفّي سنة 1289 للهجرة عن 55 عاماً) والذي ترك في خزانته مؤلّفات قيّمة ونفيسة، ومخطوطاتٍ وكتباً نادرة، يزيد عددها على ثمانية عشر ألف كتاب باللّغات العربيّة والفارسيّة والأرديّة، فكانت تلك الكتب والمؤلّفات نواة مكتبة «ممتاز العلماء»، وقد أُنشئت لها بناية حديثة.

* «مكتبة فَرَنْكي محلّ»: تأسّست هذه المكتبة على يد قيام الدين عبد القادر اللكهنوي (سنة 1230 للهجرة/ 1815م)، ويقوم بإدارة شؤونها بعض العلماء، ولهم فيها حلقات لتدريس العلوم الدينيّة، والمعارف الإسلاميّة على المذاهب الأربعة. والمكتبة تحتوي على تسعة آلاف مجلّد، نصفها مخطوطة، ومعظم كتبها في العلوم الإسلاميّة باللّغات الثلاثة: العربيّة، والفارسيّة، والأرديّة.

* «مكتبة ندوة العلماء»: تقع في وسط حدائق غنّاء ضمن بناية كبيرة فخمة لمدارس العلوم التابعة لندوة العلماء. أسّسها جمعٌ من رجال المذاهب الأربعة في أوائل القرن العشرين - أي ما يقارب 1320 للهجرة/ 1903م - ويديرها بعض علماء أهل السنّة من المذاهب الأربعة. وتخرّج الكثير من الطلّاب الذين يفدون إليها من بلدان أفريقيّة وآسيويّة. وللمكتبة بناية فخمّة جدّاً الى جنب المدرسة، وعدد كتبها أكثر من ستّين ألف مجلّد، منها: خمسة آلاف وخمسمائة مخطوطة، في العلوم الإسلاميّة من تفسير، وفقه، وأصول، وحديث، وحكمة، وفلسفة، وأخلاق، وأدب، وتاريخ، وجغرافيا باللّغات العربيّة، والفارسيّة، والأرديّة، والسانسكريتيّة.

وفي لكهنو عدّة مؤسّسات ومراكز تُعنى بطباعة الكتب الإسلاميّة ونشرها بلغة الأردو.

* «رومي دَرْوازَة Rumi Darwaza»: من المعالم الأثريّة التي خلّفها حكّام «أوده»: بوّابة مدخل مدينة لكهنو «رومي دَرْوازَة»، وقد بُنيت زمن آصف الدولة عام 1784م، وهي غاية في الجمال والرّوعة، ومثالٌ للعمارة الأرديّة.

 

 

مدينة لكهنو في أسطُر

  «ترسم مآذنُ المدينة وقبابها المطليّة بالذهب صورة خلّابة تُرى من بُعد. ويقع الحيّ التجاريّ القديم في الجزء الشماليّ الغربيّ من المدينة، وتُرى فيه محلات صياغة الفضّة، وأكشاك عرض السلع الأخرى، كالمشغولات المطرّزة، والمشغولات النحاسيّة، والمطبوعات. وتقع الأبنية الضخمة بمكاتبها ومحلّاتها التجاريّة في الجنوب الشرقيّ من المدينة. الصناعات القائمة بها هي ورش السكّك الحديدية، ومصانع القطن، ومصانع السكر.

وقد بنى المسلمون قلعةً في أوائل القرن الثالث عشر الميلاديّ، في المكان الذي تقع فيه لكهنو حاليّاً.

وفي عام 1590م، أصبحت المدينة المركز الرئيسيّ لإحدى مقاطعات المغول.

وفي عام 1775م تمّ اتخاذها عاصمة لنُوّاب (حكّام) أَوَده المستقلّين. وقد بنى هؤلاء الحكّام قصورًا رائعة ومساجد على طول النهر، امتزج فيها الطراز الإسلاميّ المغوليّ بالطراز الأوروبيّ.

أصبحت منطقة لكهنو جزءًا من الإمبراطوريّة البريطانيّة عام 1856م. وإبّان الثورة ضدّ البريطانيّين في عام 1857م، ضرب الثوّار الحصار حول حامية لكهنو البريطانيّة لمدّة 140 يومًا، وقتلوا كثيرًا من البريطانيّين، قبل أن تقوم بإنقاذها بعثة إنجليزيّة عام 1858م.

وفي أوائل القرن العشرين احتلت لكهنو مكانة بارزة في السياسة الهنديّة. وقد ركّز البريطانيون جهودهم على المدينة في محاولة لكسب تأييد كبار مُلّاك الأرض والمجموعة المسلمة ضدّ (المؤتمر الوطنيّ الهنديّ). ومنذ حصول الهند على استقلالها عام 1947م ازدهرت مدينة لكهنو بسرعة».

(الموسوعة العربيّة العالميّة)

 

 

 

من هم «نوّاب أَوَدَه»؟

«نوّاب أوده» اسم يُطلق على مجموعة من الحكّام الذين حكموا «دولة أوده» في الهند في الفترة 1722-1858. وكان هؤلاء شيعة إماميّة من أصل فارسيّ.

أسّس هذه الدولة برهان سعادت خان (اسمه الحقيقيّ: مير محمّد أمين موسويّ) وحكم ما بين عامي 1722- 1739م، وكان المغول المسلمون قد جعلوه محافظاً على «ولاية أوده» لخدماته الجليلة. وكان لقبه الأصليّ «ناظم» وهي مرتبة وظيفيّة تعادل المحافظ، ولم يمرّ وقت طويل ليصبح «نائباً»، أي وزيراً للمغول وحاكماً لهذه المنطقة. ثمّ تلاه في الحكم كلٌّ من:

1) خان صفدر جنك (اسمه الحقيقيّ محمّد مقيم: حكم بين عامَي 1739-1754).

2) شجاع الدولة (جلال الدّين حيدر: 1754- 1775م).

3) آصف الدولة (محمّد يحيى ميرزا أميني: 1775- 1797م).

4) آصف جاه ميرزا (وزیر عليّ خان: 1797- 1798م).

5) يمين الدّولة (سعادت عليّ خان الثاني: 1798- 1814م).

6) رفعت الدولة بادشاه أوده (غازي الدين حیدر، أبو المظفّر: 1814- 1827م).

7) ناصر الدين حیدر شاه ‌جهان (قطب الدين سليمان شاه، أبو المنصور: 1827- 1837م).

8) أبو الفتح معين الدين (محمّد عليّ شاه: 1837 –1842).

9) نجم الدولة أبو المظفّر مصلح الدّين (أمجد عليّ شاه: 1842- 1847م).

10) أبو المنصور ميرزا (وجيد أو واجد عليّ شاه: 1847- 1856م).

11) السيّدة بیكُم حضرت محلّ (محمّدي خانم: 1857- 1858م). وكانت الزوجة الأولى لنوّاب واجد عليّ شاه. تمرّدت ضدّ «شركة الهند الشرقيّة البريطانيّة» خلال التمرّد الهنديّ عام 1857م. وبعد أن نفى البريطانيّون زوجها إلى كالكوتا، أضحت بیكم حضرت محلّ النّائب في لكهنو، وبجانبها ابنها برجیس قدرا (اسمه الحقيقيّ رمضان عليّ)، ولكنّ البريطانيّين ضيّقوا عليها وحاربوها ما اضطرّها إلى اللّجوء إلى النيبال حيث توفّيت هناك، عام 1879.


اخبار مرتبطة

  شعائر العدد الثامن و السبعون -شهر ذو القعدة 1437-أيلول

شعائر العدد الثامن و السبعون -شهر ذو القعدة 1437-أيلول

نفحات